|
إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:48
المحور:
الصحافة والاعلام
الظلم في الوطن غربة والعدل في الغربة وطن ، تحت هذا العنوان أرسل إلي الأخ " محمد " عبر الأنترنيت رسالة ، يعلق فيها مشكوراً على مقالي الذي نشرته " الحوار المتمدن " بتاريخ 24 - 8 - 2005 تحت عنوان " الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من ؟ " ويطالبني بتقصي الحقائق " قبل أن نجلد الناس " ، معتقداً أني في مقالي المذكور قد ا ستهدفت القاضيين رئيس ونائب رئيس محكمة النقض السورية الأستاذين محمود سليمان و علي الآغا ، اللذين تم اعتقالهما من قبل الأمن السياسي مع عدد من القضاة ، برسم السؤال والمحاسبة
فيما يتعلق بضرورة تقصي الحقائق قبل الكتابة ، فإن الأخ محمد ،مبدئياً " مصيب ومحق ، سيما لو أنني قصدت ، فيما كتبت ، الأستاذين المذكورين بالذات ، إلاّ أنني أطمئنه أنني وظفت الواقعة المعنية في الحالة السورية لبناء موقف نقدي في بنية النظام السوري عامة ، وفي واقع القضاء السوري وارتهانه " للحزب القائد " وخضوعه لتسلط الأجهزة الأمنية خاصة ، التي أقل ما يقال فيها هو ما ذكرته في مقالي المذكور آنفاً . وللعلم فأنا لم أعرف باسمي الأستاذين سليمان والآغا سابقاً بل من ذكرهما في رسالته . وإذا اتضح أن الأستاذين محمود وعلي مجني عليهما ، سوف أكون من أوائل من يتضامن معهما
وأعتقد أنك يا أخ محمد أنت معي ، في أن الحالة السورية الموبوءة ، طوال عقود مديدة ، قهراً وفساداً وا ستبداداً ، لاتسمح للمراقب في الداخل والخارج بالتدقيق بتفاصيل الأشياء ولابغربلة الوقائع لتبيان الحقائق كاملة ، التي وصلت إلى درجة من الإفراط ، كما وصفتها أنت بحق " أن مكافحة الفساد انقلبت إلى فساد المكافحة " ، وبالعودة إلى مضمون مقالنا المتعلق بالموضوع وإلى رسالتك الثمينة ، نجد أن لاخلاف بيننا حول محاسب قضاة انتقلت إليهم عدوى الفساد ، إنما وفق الأصول القانونية . ولاخلاف ايضاً حول رفض تولي الأمن السياسي أو أية جهة أمنية معالجة الفساد في ميدان القضاء وكذلك في المسائل الأخرى ، وينبغي أن يأخذ العدل مجراه حسب أحكام القانون ، حتى ، كما قلت في رسالتك " لاتأتي على الشرفاء الذين ينغصون على المرتزقة والمرتشين عيشهم ودخولهم غير المشروعة
غير أن ما يجب التوقف عنده بمنتهى الجدية هو ، أن معالجة المسائل الحقوقية الفردية والجماعية ، بصورة مستقلة عن المسائل السياسة والإجتماعية والدستورية .. ألخ في ظروف اللاقانون واللا حريات ديمقراطية واللاعدالة ، لايمكن التوصل فيها إلى نهاياتها العادلة ، إلاّ بإلغاء هذه الظروف اللاإنسانية واللامعقولة في حياة المجتمع . .
قبل نحو أربعين عاماً .. كان إذا دخل ضابط عسكري أو أمني مهما علت رتبته إلى قاعة أي محكمة في مستويات القضاء ، كان يقف باحترام ويؤدي التحية العسكرية أمام القاضي الجالس في مقامه فوق قوس العدالة . أما فيما بعد .. وكلما أوغل الاستبداد في التوحش .. فإنه لم تعد للقضاة تلك القيمة وتلك المهابة التي يستمدها من القانون ومن سلطاته التي يمارسها باسم الشعب ، لأن أوامر التلفون الأمنية والحزبية حلت محل القانون ، ولأن الشعب أصبح خلف القضبان
إن إفراغ القضاء من قيمه القانونية والأخلاقية ومن دوره في حفظ وتطبيق الحق والقانون والعدالة ، وإحلال المخبر محل الإدعاء العام ورجل الأمن الجلاد محل قاضي التحقيق والحاكم العرفي ونوابه محل القضاء ، ومؤخراً ، تسليط الجلاد لمحاسبة القاضي ، لم يأت نتيجة نزوة مزاجية أو هوى تسلطي ، وإنما جاء عن وعي وعن سابق تصميم ،لفرض الخوف والخضوع على الشعب الضحية ، لتغطية أبشع عملية قرصنة للسلطة وللمال العام وللإثراء غير المشروع وللفساد والإفساد
ولعل ما حدث في الشهر الماضي ، من افتضاح حالات فساد وسط القضاة ، أو انقضاض سلطوي أمني ثأري على بعض القضاة لغايات مصلحية ضمن سياسة " إفساد مكافحة الفساد " يشكل لفتة سياسية وحقوقية ، بالنسبة لقوى التغيير الديمقراطي ، لاغنى عن أن تضعها في مركز اهتمامها تحت عنوان " تطهير القضاء وا ستقلاله والدفاع عن حرمته وكرامته
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
-
معادلة الخبز والحرية
-
ومضة نبيلة في حراك الحرية
-
من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
-
مع أحرار موريتانيا
-
خمس سنوات عجاف أخرى
-
الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
-
ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
-
الأحزاب .. والتغيير في سوريا
-
جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
-
الرفيق جورج حاوي
-
استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
-
لابأس بقدر من الأمل
-
هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟
-
ذكرى فرا شة
-
خصخصة المليار المسروق
-
من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان
-
في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع
-
إلى أبي رشا
-
الحق على البابا
المزيد.....
-
مصدر في فيلق القدس الإيراني يحسم الجدل حول مقتل قائده بغارة
...
-
تبون يثني على العلاقات بين الجزائر وموسكو
-
لحظة انتشال مواطن من تحت الركام في مدينة غزة (فيديو)
-
صفارات الإنذار تدوي في كييف والعديد من المقاطعات الأوكرانية
...
-
وفاة 4 مهاجرين بينهم طفل في حادثين أثناء محاولتهم الوصول إلى
...
-
عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات والانهيارات الطينية ف
...
-
الكويت.. سحب جنسية 63 شخصا بينهم مزدوجان متهمان في قضية -سرق
...
-
ترامب يهاجم بايدن وهاريس بسبب إعصار -هيلين-
-
-شبكة قتل وخطف متعددة الجنسيات-.. تفاصيل مخطط إيراني مزعوم
-
لضبط الأمور وتخفيف التصعيد.. جهود أميركية متواصلة في الشرق ا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|