أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟














المزيد.....


عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 21:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الأمية السياسية لدى الشباب المثقف عربيا، تجعله ضحية للطغاة المستبدين و رجال الدين المنافقين و المصلحيين النفعيين، يكفيك أن تثير قضية عاطفية تدغدغ المشاعر
و العصبيات لتجعلهم يثورون، فهم لا يحسنون إلا الشتم
و السب و اللعن، هؤلاء المساكين من الشباب العاطفي الهجين ،و الأمثلة كثيرة لتعرف الأمية السياسية لدى الشباب العربي العاطفي، و السبب في ذلك هو أن معظم أوقاتهم يقضونها في الإستماع إلى أغاني الشاب حسني و إليسا
و غيرهما من الأغاني التي لا تزيدهم إلا ضعفا و مزيدا من الذوبان، و تجدهم مع المخدرات و شد الحيطان و متابعة القنوات الجنسية و الكروية و الرسوم المتحركة و الألعاب،
و حتى الأنترنات يستعملونه في مشاهدة الجنس و الدردشة
و الشتم و الإتهامات الباطلة. و من منهم يذهب إلى التدين
و التمسح بالإسلام هروبا من الواقع المر، يقع فريسة للتيارات السلفية المتحجرة و المتطرفة فتراه لا يقرأ إلا الكتب الصفراء، لينقب عن الإختلافات المذهبية و الفتاوى القديمة لعصور البعر و البعير، فيستورد فتاوى آل سعود، فيصبح ديكتاتوريا من الطراز الأول و لا يتسامح مع المخالف له في الفكر أو السلوك، و لا يطالع أو يقرأ إلا ما يجعله جامدا خاملا، لا يسعى إلا للهدم و التدمير، يقرأ بلا فهم و لا إستعمال عقل، كله عاطفة و حنين إلى الماضي كما صوره له سادته
و قدوته، فالثقافة العصرية و العالمية عنده حرام، و العلم عنده علم عصور الإنحطاط و التخلف. بإمكانك أن تجعله يثور لأتفه الأسباب، خاصة إذا دغدغت مشاعره العاطفية تراه يثور كالثور الهائج متى لوحت له بالمنديل الأحمر، فتسيره كما تريد، و لذلك رسم ذلك الكاريكاتوري الدنماركي الذي لا قيمة له، فهيجهم و جعلهم يصرخون و يتباكون و يثورون في كل مكان من العالم الإسلامي و يحرقون السفارات، لكنهم و في الوقت نفسه لا يثورون على واقعهم المر و طغيان حكامهم الذين سرقوهم و جهلوهم، لو كانوا عقلانيين و لديهم وعي سياسي لثاروا على الظلم و الإستبداد و الهوان الإقتصادي لمجتمعاتهم، ليغيروا ما بهم نحو الأفظل، و خير دليل على أميتهم السياسية أنهم كادوا أن يشعلوا حربا مسلحة بين الجزائر و مصر من أجل كرة قدم ، فالأمية السياسية
و التجهيل و دوافع الحقد و الكراهية على الأخر أفة الشعوب المتخلفة. إن شعب عاطفي و أمي سياسيا بإمكان أهل الإستبداد و الفاساد (المافيا) أن تستعمله في تحطيم ثرواته
و مقدراته بنفسه ( يخربون بيوتهم بأيديهم).
و هذا ما نراه في تعليقاتهم على بعض الأحداث أو الأخبار في الجرائد. فمثلا الشعب الأفغاني أو الباكستاني و الصومالي ثار ضد الكاتب الدنماركي و ذلك الأب المسيحي الذي أراد حرق مصحف، لكنه لم يثر على واقعه المزري، لم يثر على الجهل
و الفقر، لم يثر على الظلم و الإستبداد، لم يثر على الأجنبي القابع فوق رأسه. و هذه من المفارقات العجيبة لحال هذه الشعوب، لكن لما نعرف ثقافة و معتقدات هذه المجتمعات المتخلفة و السلفية التي رضيت بالإستبداد و الفقر و الجهل، ألا تعلم هذه الشعوب أن العدو الحقيقي هو إستبداد حكامها
و فقرها و جهلها، و لكن هذا أمر طبيعي نتيجة لثقافتهم
و معتقداتهم،و لفهمهم للحياة و الأحياء بهذا النحو اللامعقول، فهم ضحايا و ليسوا مجرمين، إنهم ضحايا هذه الثقافة
و المعتقدات التي رضعوها مع حليب أمهاتهم، فلا يمكن أن ترى في هذذه المجتمعات إلا حاكما ديكتاتوريا مستبدا و متدينا مغشوشا و شعبا خاملا مخمورا و مجندا إرهابيا مرتزقا.



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاقاتنا (شبابنا) معطلة وسلبية
- محمد رسول الله كما يراه أحفاده
- أكسروا مصابيح النور عنا
- ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية
- لا لدولة الخلافة
- الديموقراطية مطلب الأحرار
- الثورة على رجال الدين قبل السياسين يا شباب
- لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور
- تجار الدم والهدم واهمون
- هل خلقنا لنشقى ؟
- الحمد لله على نعمة الإختلاف
- محاكمة ديكتاتور مستبد
- هل للجن أزمة سكن ؟
- القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
- ارتباط الديكتاتورية بالمقدس
- من مظاهر تخلفنا
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟