أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين مجلي - الرق السياسي بين الدولة والمعارضة















المزيد.....

الرق السياسي بين الدولة والمعارضة


الحسين مجلي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 21:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الناظر الي تركيبة المجتمع السياسي السوداني يجده شديد التشابك وتؤثر عليه الطائفية والقبلية وأختلاف المشارب الثقافية والأجتماعية في البلاد ما جعل الفوارق تتباين بشكل وعر علي هذا المجتمع ... وأصبحت إدارته تصعب علي الحكومات المتعاقبة علي البلاد.
وقد تفننت السلطات الوطنية والأجنبية المتعاقبة علي حكم السودان في صنع رموز تدير الجماهير سياسياً وإجتماعيا وذلك بتأسيسها لنظام الحكم الأهلي فهي تقدم كل الخدمات للمواطن عن طريق هذه الرموز فتربط الجماهير بالشيخ او زعيم القبيلة أو الرمز المصنوع وفق الآلة الأعلامية والأدارية وتصرف لهم الملاين من خزينة الدولة لهذا أصبح لدينا في السودان شيخ حكومي ورمز حكومي تسعي الدولة لخدمته ليس بغرض خدمة المواطن ولكن بغرض الرق السياسي الذي يضمن للأنظمة الحاكمة الديمومة . فهي تسيطر علي الجماهير عن طريق هؤلاء لتكون ثقافة التمكين والسيطره . وأما الذين اتخذوا جانب المعارضة من الرموز أو الزعماء النبلاء في الأوساط الجماهيرية ولا يتماشي رأيهم مع الدولة فهم يجدون التقدير والأحترام من الدولة وهذا لا يتأتي نتاج الخوف منهم ولكن خوفا من الجماهير التي تتبعهم فكرياً وتسيطر عليهم بالعاطفة . لتبقي هذه الجماهير مختزله , فهي رهينة لهولاء المسترقين الذين يمررون أجندتهم عبر هؤلاء البسطاء و يسيطرون علي عقولهم بأسم الوطن تارة ومره بأسم الدين أو النضال . فهم يثورون بأسم الجماهير فقط للوصول علي أكتاف الشعب لتحقيق مكاسبهم الخاصة .
قال أحد ملوك إنجلترا قديما (لقد خلق الله البشر على شكل مثلث: ضلع يحكم وضلع يصلي وضلع يخدم الضلعين ) لتبقي الجماهير البسيطة هي حجر الرحي في هذه المعادلة ويبقي دور المستنيرين توصيل المعرفة الي هولاء المسترقين سياسيا ووجدانيا .
ومن أخطر انواع الأسترقاق وأمتلاك إرادة الجماهير هو الأسترقاق بالعاطفة الدينية فهنا يكون الشعب مستلب الفكر مسلما الأمر الي قوة السماء . فهم لا يتحركون او يثورون لأنهم تركوا الأمر الي عوالم الملكوت ظنا منهم انها تحكم الحاكم والمحكوم فيكون التسليم وذلك ليس لشئ واضح ولكن لكسلِ او عدم السعي لمعرفة الحقوق ، التي سعي الحاكم او الراعي عدم تمليكهم لها وأبعادهم عنها لفرض هيمنته التي من المفترض ان يمتلكها المواطن عبر الدستور.
علما بأن وسائل التنوير المعرفي في السودان عبر بعض النخب السودانية كان لها الدور السلبي في تخلف البسطاء وسلبهم فكرياً وشحنهم بروح القبلية و الطائفية والوقوع بأرادتها في فخ الرق السياسي ما جعلهم ينكسون روؤسهم في تراب الميري الحكومي او الرمز الأقطاعي ويجعلون من انفسهم رهينة لهؤلاء المسترقين غير مبالين بمستقبل الأجيال القادمة لتجعل الجماهير تخلق بون شاسع بينهم وبين النخب وتحس بالدونية ، وهم يسمسرون بحق البسطاء في سوق البزنس السياسي ماجعل هذه النخب تترك الأمر لهولاء الطائفين تحركهم كما تريد هدفهم ان ينعموا بالسلطه والثروة متناسين هذا الوطن ، وتسخرهم لصندوق الأنتخابات او السخرة الطائفية السياسية . واما ان كان هولاء المستنيرين في المعارضة فهم يسعون الي تجميد وتحنيط جماهيرهم الي حين حتي لا يفقدونها في المستقبل، فهؤلاء البسطاء هم السلم الذي يوصلهم للفوز بصناديق الأنتخابات مايجعلهم يفصلون لها نهج جديد للتحنيط السياسي الممنهج. ولا يهمهم ان عانت هذه الجماهير من الفقر والحسرة والتخلف وعدم القدرة على الإبداع. وتحمي المعارضة نفسها بذراع النسب الشريف او تاريخ الأباء النضالي . بينما تحمي السلطة نفسها بزراع الدولة القوي الذي يمتلك السلاح وسن القوانين التي تطبق فقط على الكثرة البائسة. لتكون هذه الجماهير رهينة في يد الأنتهازين المنظمين من كلي الطرفين الممسك بالسلطة والمعارض لها .
و يبقي الصراع للتغير هو صراع مفاهيم مجتمعية فلابد لنا في المقام الأول ان نسعي لنشر ثقافة التحرر والأنعتاق والخروج من جلباب القداسة والرق السياسي وذلك بالتنوير والتبشير بالدولة المدنية ودولة القانون التي يحميها الدستور والتي يجد فيها الجماهير حقهم المسترق وفرصهم في الصحة والتعليم والعيش الكريم .وعلينا بالأخذ بالأدوات العلمية التي تتماشي والثقافة المحلية و تفكيك هذه البنية الاجتماعية التي تعودت علي الأسترقاق ، وفرزها بحيث نأخذ عن وعي موقعنا من الصراع الدائر حول السلطة والثروة في السودان ومعرفة مهامنا وعلى ضوئها نحدد الطريقة التي يجب أن نحكم بها ونجد لأنفسنا المسار الذي نتخلص به من الأسترقاق وفك القيد من هذه النخب والرموز التي لا تضيف للبلاد ولا للعباد . وهذا لا يتأتي الا بدستور دائم يحمي البسطاء وينشر ثقافة الحقوق الأنسانية المدنية المتفق عليها عالميا بدءاً من الميثاق العالمي لحقوق الأنسان وسط الجماهير علي طول البلاد . حينها سوف ينتهي هذا الرق السياسي بلا رجعة ويفتح باب الأنعتاق وروح الأبداع الفكري. وحينها سوف يعرف المواطن قدره وحقه المستلب وتكريم الله له ويعرف انه مصدر القوة والتشريع الذي يشكل الحكومات ويأثر علي السلطة .
وللوصول الي التحرر والأنعتاق من الطائفية والرموز المصطنعة نحن بحاجه إلى امتلاك نواصي المعرفة بأنفسنا انطلاقا من الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ومن حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم اذ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيء أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم قيل يا رسول الله ولا الملائكة قال ولا الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر ) وذكر في الانجيل (قد جعلت أمامك الحياة والموت البركة واللعنة فأختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ) سفر التثنية من هذا التكريم السماوي تبدأ المسيره الأنسانية لبناء الذات وتعظيم دورها لبناء هذا الوطن وان نتحرر من الجهل ( تبدا الحرية حيث ينتهي الجهل) و كل السلبيات المجتمعية كي لا نكون سلعة في يد هؤلاء المسترقين وهجر الدوران حول الشخص الواحد ونجرده من الهالة التي حوله ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) مدركين بأن الخير فينا جميعاُ ( الخير في وفي أمتي الي يوم القيامة ) .
وطالما نحن جماهير الشعب السوداني والذين نقرر كيف نعيش سواء بالبقاء في تكل المفاهيم المتحجره والأفكار الرجعية والأحتكام بالأشارة والألتفاف والدوران حول شخص قد يصيب او يخيب . اوعلينا التحرر وتلوين عقولنا بالوعي وأتخاذ القرار بالطريقة التي تتماشي ومستقبلنا الذي نريد ... الحل بين يديك
حرر عقلك وأملئه بالعلم حينها سوف تسطيع ان ترسم مستقبلك ..



#الحسين_مجلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الإيرانية تحذر من إعادة تفعيل الجماعات التكفيرية في ...
- تعويض بمليون جنيه.. بلاغ جديد من الإعلامي المصري إبراهيم فاي ...
- متحدث الخارجية الايرانية يحذر من تنشيط الزمر الارهابية التكف ...
- قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي: حزب الله فخر العالم ...
- تونس.. وفاة أستاذ تربية إسلامية أضرم النار في جسده (صورة)
- هشام العلوي: أية ديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟
- تعداد خال من القومية والمذهب.. كيف سيعالج العراق غياب أرقامه ...
- وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة يدعو لحماية المنشآت ال ...
- ولد في اليمن.. وفاة اليهودي شالوم نجار الذي أعدم -مهندس المح ...
- ماما جابت بيبي..أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحسين مجلي - الرق السياسي بين الدولة والمعارضة