أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - محمد رسول الله كما يراه أحفاده















المزيد.....

محمد رسول الله كما يراه أحفاده


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 19:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان أول من نادى بالسلام والحب هو نبي السلام والحب سيدنا محمد، وطبقه وعمل به في عهده، مع من آذوه وظلموه وأخرجوه من أرضه وأرض أجداده، وذلك عندما انتصر عليهم، وفتح مكة المكرمة ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ). فقال لقريش عليه وآله السلام :
ما تظنون أني فاعل بكم اليوم ؟ (أي بعد انتصاري عليكم، وما فعلتموه بي وبقومي ).
قالوا :
أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال لهم رسول الرحمة ومحب السلام :
( اذهبوا، فأنتم الطلقاء ).
فهذه سنة نبينا وجدنا ومشرفنا محمد رسول الله، ذلك الرحمة المهداة. وما قام به الإمام علي كرم الله وجهه، من بعده مع الخوارج.
والخوارج هم : جيش متمرد يكفر الأمة وقادتها،
يسعى بالانقلاب العسكري على ولي الأمر وليس بالمظاهرات السلمية، وإنما بسفك الدماء وتخريب الممتلكات.
والوالي المتمرد الخارج عن السلطة الشرعية، حيث تمرد والي ولاية الشام على الخليفة المنتخب شرعيا وشعبيا، وكان تمرده عسكري لقلب نظام الحكم بالقوة وفرض إرادته على الأمة، وحيث أنه ابتدع أول حكم ملكي وراثي في أمة الإسلام.
فقال الإمام علي كرم الله وجهه :
( إنهم إخواننا، وبغوا علينا ) وصلى على موتاهم وعندما أراد أن يلعنهم، أحد جنوده، نهاه .
الإمام علي هو جدنا الجامع للأشراف العلويين، وأحد الصحابة العظام، والقادة الكبار للأمة، وما قام به عندما غدر به، وطعن بالسيف، وهو يصلي الفجر، في المسجد ( بالكوفة ) من طرف بني ملجم الخارجي
(عليه لعائن الله ) حيث أمر بمحاكمته محاكمة عادلة.
وما قام به جدنا وقدوتنا سيدنا الحسن أمير المؤمنين من التنازل عن الخلافة، حقنا لدماء المسلمين وجمعا للصف المسلم في ( 40 ه ) وسميت تلك السنة بعام الجماعة، وهو الذي قال فيه جدنا رسول الله :
( ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين ) .
فالإصلاح وحب السلام في أمة جدهم، من مهام هذه السلالة الطاهرة المطهرة.
وما دخول الأشراف إلى شمال إفريقيا بالطريقة السلمية عكس دخول بني أمية الدامي، إلا دليل على أن الأشراف ورثوا حب السلم والسلام والإصلاح عن أجدادهم الميامين.
فعندما دخل أول شريف شمال إفريقيا، بايعه السكان المحليون
( إخواننا وأنصارنا الأمازيغ ) بالخلافة والحكم، لما عرفوا شرفه ونسبه ونبله وشهامته.
فأقام دولة الأشراف التي آوى إليها كل مظلوم ومضطهد في الأرض آنذاك، وأصبحت ملاذا لأحرار العالم وطلاب الحرية والحق والعدل.
وما ثورة الأمير عبد القادر الإدريسي الحسني، ضد الاحتلال الفرنسي عنا ببعيد، حيث كانت ثورة إنسانية، وثورة عادلة ( بالمفهوم العسكري ).
الأمير ذلك الرجل المسالم ومحب السلام بشهادة أعدائه قبل أصدقائه.
فهذه هي مسيرة عظماء آل البيت، عبر التاريخ.
وهكذا يجب أن نسير نحن أبناء الأشراف اليوم وغدا، ولقد قام سادتنا الأشراف عبر تاريخهم المشرق والمشرف بمساهمات اجتماعية كثيرة بعيدا عن السياسة ووساوسها ودسائسها.

فعندما يتعفن الوضع السياسي يعتزلون السياسة ويرجعون إلى خدمة مجتمعاتهم، وذلك بإنشاء المدارس العلمية، والزوايا التربوية ( التي كانت تضاهي جامعات اليوم ) لأبناء المسلمين.
فكانت قبلة لطلبة العلم، وللفقراء والمعوزين، وإن مارسوا التجارة والسياحة كانوا دعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولذلك دخلت الأمم والشعوب الأخرى في دين الله، وانتشر الإسلام في أدغال إفريقيا وآسيا، حيث أقاموا الزوايا هناك لتربية الناس، ونشر دين الرحمة والإخاء.
فلقد كان أجدادنا من آل البيت الكرام سادة وقادة في نشر التصوف والطرق الصوفية في كل العالم، واهتموا بالروح وتربيتها وتزكيتها، وبمداواة داء القلوب والأرواح.
ومن هؤلاء الدعاة المربون سيدي عبد القادر الجيلاني، وأحمد التيجاني وغيرهم كثير ( لمن أراد البحث والتدقيق ) .
ولو بحثنا في أرض الإسلام اليوم نجد ما الأهمية التي يوليها المسلمون لآل بيت رسول الله ؟
من بناء الأضرحة والقباب، والتبرك بمقامات هؤلاء الصالحين والأولياء، وخاصة في شمال إفريقيا.

ولقد سميت مقابر بأسمائهم ومدن كسيدي بلعباس، وسيدي لخضر، وسيدي بوزيد، وسيدي مخلوف وغيرها.
كما سميت مدن وأماكن عامة كبلدية الشرفة بالبويرة، وشلف، ومعسكر، وعنابة وغيرها، وهذا تبركا وتيمنا، واعترافا بحقهم، وحبا ومودة لهم عليهم سلام الله.
كما تسموا بأسمائهم محمد، علي، فاطمة، الحسن، الحسين، إدريس، جعفر، زينب و خديجة ، ولن تجد من يسمي أبنائه معاوية أو يزيد، وغيرهم، ممن عادوا آل بيت رسول الله.

فالأشراف كانوا ومازالوا مرابطين لحماية هذا الدين، من تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، كما قال عنهم جدهم عليه وآله صلاة الله وسلامه.
وسموا بالمرابطين لأن كل شريف مرابط، وليس كل مرابط شريف، فمنهم الأولياء الروحانيون، والأئمة النورانيون الهداة في كل حين .

ففي أيام السلم هم أهل البناء والتربية الروحية للأمة، يرفضون الفوضى والتكفير، والاعتداء على الخاصة والعامة . في هذه المرحلة هم بناة الدول والمحافظون على استقرار المجتمعات.
يمارسون التغيير والإصلاح من الداخل وبالطرق السلمية والشعبية الديمقراطية، ولا يرضون بالخروج على الحكام بالقوة والتمرد، وفرض رأيهم على المجتمع، كما يفعل غيرهم، من أولئك المتطرفين من أهل الفتن والانشقاق .
أي يمارسون التغيير من القاعدة ( الشعب ) بالتربية الروحية والتزكية والعبادة الحقة، وليس بالانقلابات العسكرية والثورات المسلحة.
فهم ليسوا طلاب سلطة زائفة ولا دنيا زائلة.

وفي أيام الحرب والاعتداء على أراضي المسلمين، هم المجاهدون بالأموال والأنفس في سبيل الله، اقتداءا بسيد الشهداء حمزة وعلي والحسين شهيد كربلاء، والأمير عبد القادر الجزائري ذلك الصوفي الزاهد المجاهد الذي جمع بين السبحة والسيف، هو والسيد عمر المختار شهيد ليبيا وغيرهم في كل مكان وزمان، من أرض الإسلام.
وما الثورة التي قام بها الإمام الخميني ( من أشراف إيران) على ظلم الشاه (1979) تلك الثورة الشعبية السلمية على الظلم والطغيان، إلا دليل على هذا المنهج الرباني لآل بيت النبوة.
وما يقوم به اليوم ابن أشراف لبنان السيد حسن نصر الله ضد العدو الصهيوني عدو الأمة الأوحد، وحفاظه على الوحدة اللبنانية، وعدم الدخول في الصراعات الداخلية والطائفية، أو الانقلاب على السلطة المركزية رغم قدرته على ذلك، إلا دليل على سلمية منهج الأشراف، وشرعيته الدينية والشعبية.
فلنأخذ العبر والأحكام من خير الأنام محمد عليه وآله الصلاة والسلام، وهو يوصي المسلمين في أيام الحرب حيث يقول لنا ولغيرنا من بني البشر :
( لا تقتلوا شيخا، ولا طفلا، ولا امرأة، ولا عابدا في صومعته، ولا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا شاة، ولا تمثلوا بالموتى ) أو كما قال.

هذا ما يوصف بالحرب العادلة اليوم، وقبل ظهور جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
التي تعاقب على الجرائم ضد الإنسانية، وحروب الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب. والتي يقوم بها متطرفون ومرتزقة من جماعات ودول استبدادية، متعطشة للدماء.

وطبق أول خليفة مسلم لهذه العقود في أول بعثة عسكرية، بقيادة أسامة ابن زيد. فالحرب العادلة هي مبدأ إسلامي، قال تعالى :
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)
كما أن رسول الإسلام وضع معاهدة لمجتمع متعدد الديانات والثقافات، في المدينة المنورة (عاصمة الدولة ) لحماية المجتمع والدولة الفتية، وتنظيم العلاقات، وإعطاء حقوق الأقليات، الدينية والمذهبية.
مجتمع لا ظلم فيه ولا فساد ولا استبداد، لأن الأمر فيه لرب العباد.
فأين أنتم يا أحفاد محمد بن عبد الله رسول الله في الدفاع عن إسلام المحبة والسلام الذي جعل منه إسلام بني أمية والدواعش إسلاما رسمي بدل الإسلام الحقيقي، أسلام النص المقدس لا إسلام التاريخ والتراث المتهافت ؟



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكسروا مصابيح النور عنا
- ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية
- لا لدولة الخلافة
- الديموقراطية مطلب الأحرار
- الثورة على رجال الدين قبل السياسين يا شباب
- لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور
- تجار الدم والهدم واهمون
- هل خلقنا لنشقى ؟
- الحمد لله على نعمة الإختلاف
- محاكمة ديكتاتور مستبد
- هل للجن أزمة سكن ؟
- القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
- ارتباط الديكتاتورية بالمقدس
- من مظاهر تخلفنا
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - محمد رسول الله كما يراه أحفاده