محمد الشريف قاسي
الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 17:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن الخفافيش والجراثيم والميكروبات مخلوقة ومجبولة على العيش في وسط اللانور والظلمات كما أننا تتكاثر وتنمو في الوسط العفن والرطوبة ولا تحب نور الشمس ولا صفاء الجو ولا الهوء النقي ككل الفطريات التي لا تعشق التهوية وضوء النهار ،
فكذلك بعض البشر وللاسف الشديد لا يحبون النور ولا من ينشر النور في وسط الظلام و بين معتنقي الأوهام من السئام . وإلا بماذا نفسر محاكمة الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت (المصرية) والسيد حسن فرحان المالكي بالسعودية وفتوى قتل الكاتب
الجزائري داود كمال من أجل أرائهم وأفكارهم ؟ هل يريد القوم أن يطفئوا نور الله ؟ وماذا يستفيد الدين والوطن والشعب بمحاكمة هؤلاء التنويريون غير مزيد من الظلام ؟
إن هؤلاء السادة حتما لا يعادون أوطانهم ولا دينهم ولا شعوبهم فمن المستفيد إذن من محاكمتهم والتضييق عليهم في الوقت الذي كان من الواجب أن تشعل لهم الأضواء وتفتح لهم السبل حتى ينيروا لنا الطريق، كان من الواجب أن يحاكم من ينهب أموال الشعوب
والمحتالين عليهم تارة باسم الدين وتارة باسم الوطنية .
في القرن الواحد والعشرون مازالنا نحاكم الفكر والنور ، لكن هييات أن تطفئ الشموع في عصر النور لقد سقط القناع .
إن تحالف الديكتاتورية مع رجال الدين وسدنة المعبد في محاولة إطفاء الأنوار النورانية سوف لن يدوم طويلا ، مثل ما حصل في أوربا سيحصل في عالمنا العربي الإسلامي شبرا بشبر وذراعا بذراع ، وما ظهور داعش وأخواتها إلا مبشر خير ليقظة هذه الأمة
فالحقيقة أن داعش أهدت ألينا خيرا كثيرا حتى لا يقال أن التيارات السياسية التي تتغطى وراء الدين والمقدسات ( الوهابية والإخوان وغيرهم) أنهم يريدون الخير والصلاح والتنمية لهذه الشعوب المغلوب على أمرها والتي أعطتهم صك التكلم باسمه ،
فأصبحوا النطقين باسم الله والشعب في نفس الوقت هؤلاء الأنبياء والأوصياء الجدد الذين يسوقون هاته الشعوب إلى حتفها ودمارها ( يخربون بيوتهم بأيديهم) .
لكن كلما اشتد الظلام وكثرت الجراثيم والخفافيش لابد من اشعال شمعة نور فإذا بهم إلى كهوفهم يختبئون ويخسئون .
فالحرية لكل الأحرار .
#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟