أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل كريم جهاد - الحسين .. بعيدا عن العصمة , قريبا من الأنسان..!














المزيد.....

الحسين .. بعيدا عن العصمة , قريبا من الأنسان..!


نوفل كريم جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 17:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ذكرى أربعينية الامام الحسين.
ها قد مرت علينا قبل أيام أربعينية الامام الحسين (عليه السلام) .. يوم معركه الطف .. وأتمنى ألا يكون مروراً عاديا كغيره من أيام التقويم والتأريخ ...
وقد قيلَ وكُتب الكثير عن الامام الحسين منذ يوم الطف وليومنا هذا .. وهنا أجد نفسي اليوم امام هذه الشخصية الفذة في محاولة مني لتناول صورة مغايرة للحسين وبخطاب لا ديني معتاد ومكرر , بل بخطاب أنساني جديد ومتحرر ..
خطاب يكون فية الحسين كأنسان ..أنسان فقط لا أكثر ..أنسان مثلي ومثل جميع البشر ..أنسان قريب مني ومن كل الناس , و في كل زمان ومكان ولكنه تسامى وتسامى في أنسانيته تلك لتتجسد بالحق أرادة الأنسان الحر في الحياة الأبدية..
أن صورة الحسين اليوم بعيدة عن القدسية وبعيدة عن العصمة والتي لا أتناولها في سطوري هذه وهي ليست موضوعنا الان , لأني لا أجيد لغة رجال الدين ومفرداتهم و لا أملك علمهم بمشيئة السماء في قضية الحسين وتلك الحجة المرجوة منها على الأرض , ولكني بالتاكيد وبكل بساطة أفهم عمق لغة الانسانية والحرية في تلك القضية والنابعة من ذات الحسين النبيلة والتي تمس الوجدان في داخل كل أنسان .
أن صورة الحسين كأنسان هي أعظم نموذج أنساني نغترف منه نحن البشر الأن حيث تتجلى أرقى مستويات الروح فيها بكل التسامى والتعالي الخالصين في سبيل قيم عليا لازالت تنير الطريق بالموت المستمر لكوكبة شهداء الأنسانية .
وكذلك قال كلمته من أجل الخلاص من العبودية الدنيوية للأنسان ومن أجل تحرير النفس البشرية والى الأبد , وهو من جعل في الموت أنتصار حين تفانى في تقديم الجسد والروح ومن كان معه من الأحرار بكل عزيمة و ورع وكبرياء.
إن ما أريد قوله هو ليس تخليدا لشخص الحسين ولا تبجيل لذات الحسين.. بل هو تخليد لشخصية الامام الحسين .. و للقيم الكامنة في ذات الحسين , وهنا يكمن السر في التفوق الأنساني الرائع للحسين ,وعندها فقط ننهض بالحقائق العليا مهتدين بأشراق الخير والحق من وجدان الحسين ,
لذلك فأن يوم الطف هو يوم تقف فيه أنسانيتنا بكل خجل وعرُي أمام أنسانية الحسين .. حيث علينا ونحن نستذكر هذا اليوم أن نقتفي الأثر الأنساني العميق الكامن في ذات هذا الرجل وكيف أستبدل الحياة بالموت ليكون من الأحياء الخالدين
وليس علينا في هذا اليوم و أمام هذا الفعل البطولي للحسين أن نَجْلد أجسادنا ونضرب صدورنا ونشق رؤوسنا هكذا بكل سطحية وتكرار وبدون وعي ..!
بل علينا أن نَجْلد ذواتنا الأنسانية الكامنة في أعماقنا .. ونضرب على وتر الضمير في نفوسنا .. ونشق أفئدتنا لندرك الجوهر الحق لوقفة الحسين في يوم الطف.
وهنا تكمن مفارقه مؤلمة حقا حيث أن المسلمين الأوائل وكذلك المسلمين المعاصرين ، ومنذ ذلك اليوم - اي يوم الطف- ولحد يومنا هذا لم يدركوا ولم يلمسوا البعد الأنساني العميق في شخصية الامام الحسين , حيث أننا نشاهد اليوم طرفان متناقضان ومتباعدان تماما أزاء قضية الامام ، كل طرف تناول الموضوع كما يحلو له بعيدا كل البعد عن قيمة الحسين كأنسان .!
فنجد أن طرف يتعامل مع قضية الامام الحسين بطريقة مفرطة في السطحية .. وطرف أخر يتعامل مع قضية الامام الحسين بتجاهل مخجل وعدم أكتراث..!!
والطرفان بالتاكيد يسيئون بعمد أو غير عمد لهذا الرجل وقضيته السامية .!
ولأن صدى كلمة الحسين يحتم علينا أن نتناول قضية الأمام الحسين بخطاب ديني واعي.. خطاب جديد , وهذا الخطاب لابد أن يلائم عقولنا الأن , ويلائم عصرنا هذا ويتيح لنا التعايش مع الضمير الأنساني الحي للحسين بكل صدق وأيمان , بحيث نتمكن نحن من التعايش بسلام و محبة وأنسانية مع بعضنا البعض ويكون هذا الخطاب جرئ ومتحرر و يحاكي حقا الحسين بصفته أبو الأحرار ..
لذلك من الضروري الأن أعادة التفكير بالكيفية التي نتناول بها قضية الحسين لأنها تمثل أيقونة ملحمية حية خالدة لكل بني الأنسان ، حيث الصراع فيها مستمر بين الخير والشر على هذه المعمورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة الأنسانية ويتوجب علينا اليوم و بكل شجاعة أن نطرح قضية الامام الحسين بخطاب ديني أنساني واعي جديد .. خطاب يحرر ما قبله تماما .!!
وأخيرا لنعلم جميعا أن يوم الطف ليس مقتل رجل ومجموعة من أصحابه و أنتهى .. بل أن وقفة الامام الحسين تلك لم تنتهي ساعة مقتله أبدا .. بل هي لازالت مدوية وبكل عظمة تخترق العصور . !!!



#نوفل_كريم_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزية ..خطاب ديني يتجدد...!
- أمة الشتات ...اللجوء الألهي و انشودة الرحيل ..!!
- التأريخ..لا يزال مقدس ..!
- أفكار لا تنتهي ...!
- من هو المقدس ..الأنسان أم أشياء أخر ..!
- كيف أنتصر التأريخ علينا ..!
- الرحيل الى الماضي ..!
- في طريقي الى الجنة...
- الموت الروحي وسمفونية الرب...!
- - بالحق نطق قباني-
- ولتحيا القمة العربية...
- قصه قصيرة - ثمار الشعب
- بين أمي والربيع ...
- موت ذاتي
- رساله مني الى ذاتي
- قصة قصيرة - فضل المفسدين
- المرأة ..أنشودة الأزل
- قصه قصيره - هكذا التقيت الخلفاء الراشدين
- انت من في الغربه ..كلكامش هذا العصر..
- قصه قصيره - الأحلام ..تهمه


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوفل كريم جهاد - الحسين .. بعيدا عن العصمة , قريبا من الأنسان..!