أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - نطق الحق فنعتوه بالمرتد














المزيد.....

نطق الحق فنعتوه بالمرتد


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن عمل اليسارية يوما رد فعل لخطوات تطبيقية لاي فكر اخر بل كان هو الاصل دوما نتيجة تنفيذ الامبداي الاساسية التي تؤمن بها و هي فكر و فلسفة و طريق لحياة الناس و حاملة اهداف انسانية ضامنة لحقوق الطبقات المسحوقة، و هي فكر و فلسفة و حقيقية ساطعة لمن يلتزم بها او يؤمن بما تضمنه من المباديء و القيم الاصيلة لا المنحرفة التي يتكلم عنها البعض دون ان يعلموا صلب اليسارية و مضمونها . ان اليسارية بشكل عام تهدف لسعادة الانسان و الوصول الى المساواة و حق الجميع في الحياة في ظل نظام عادل لشعب ضامن للعدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص، و هذا بدوره لا يفرق بين افراد المجتمع على اساس العرق و الجنس و اللون، اي نظام عالمي اجتاز وعبٌر الاعتقادات الصغيرة و المثالية التي هي بمثابة عوائق لتحقيق الاهداف الانسانية العامة .
كتب السيد عصام الخفاجي مقالا معتبرا عبٌر به عن الحقوق العامة للشعب العراقي بشكل عام و الكوردي بشكل خاص و ما بينه كان بشكل محايد بعيدا عن اية خلفية ضيقة الافق، فهو بعد تجربة و متابعة و معرفة و تاريخ، نطق بما آمن و وصل اليه من اعتقاده بكيفية احقاق الحق بعيدا عن اي حسابات ايديولوجية، و اوضح ما آمن به بجرئة كبيرة . فلم يتكلم عن ايمانه بحقوق الناس على حساب الاخرين ولا يتضمن مقاله اراءا و مواقفا اجحافا بحق اي كان . و لم ينطلق في مقالته مدحا او تملقا باحد و انما كتب من منظور انسان قيَمَ الحال العراقي و الشعب العراقي بقومياته و اقلياته و اعتقاده، و بان الحل يكمن في تحقيق الاهداف و احقاق الحق كي يرتاح الجميع و بطريقة شرعية ينقذ العراق من الدم السائل منذ عقود او بالاحرى منذ انبثاقه و تاسيسه من قبل الاستعمار البريطاني بشكل غير عادل دون الاخذ براي جميع مكوناته .
ان ما عبر عنه السيد الخفاجي ليس تخليا عن الطبقية او الوطنية بل العكس تماما هو ضمان نجاح و تحقيق الاهداف الطبقية و الوطنية من خلال تحقيق الاهداف العامة للشعب و استقراره و امنه و ضمان مستقبل ابناءه. اهل اليسار ينفي حق شعب مغبون في تاريخه و قدم ضحايا جسام من اجل تحقيق امانيه و اهدافه . اهل اليسار مع القتل و التشرد و الاجحاف بحق شعب له كافة مقومات الحياة الحرة الكريمة، اهل اليسار مع الفوضى و عدم الاستقرار بدوام مسبباته ام مع ازالة العوامل المؤدية الى الظلم و الاجحاف، اهل اليسار مع الفرقة و التشتت من كافة النواحي و بقاء ضعف الامكانية و القدرة و عدم انسجام مكونات الشعب، اليس اليسار مع حق تقرير المصير ام ان البعض يغفل نفسه عنه ان وصل الحق باب بيته .
ان السيد الخفاجي لم يؤيد احدا و لم يتكلم عن نوايا و اهداف احد، بل جل ما كتبه هو تحقيق اهداف الشعب العراقي بطريقة يؤمن بانها الصحيحة و الحاسمة لضمان مستقبله و اخراجه من واقع يمكن ان يدوم استغلاله من قبل كل من هب و دب . انه لم يذكر دعم الحركة الاستعمارية بل على العكس ان الاستعمار هو الذي اسس العراق على هذا الشكل و الحدود الذي انحصر فيها كي يبقيه مششتا ضعيف البنية متفرقا ليسود عليه طوال هذه السنين الذي فعل به ما اراد، بعد قيادة من كان يحمل التوجهات ذاتها التي يحملها منتقدو السيد عصام الخفاجي اليوم و باسماء و دواعي و مفاهيم رنانة تضليلا، لا صلة لها بافكارهم و عقلياتهم الجامدة النابعة من ظروف العراق المعلوم نفسيا و ثقافيا و اجتماعيا . ان احقاق الحق ليس تمزيقا للحمة الوطنية بل الحل الجذري للقضايا الشائكة و تقوية الاخوة و العيش السليم بين كافة المكونات بسلام و امان بعيدا عن ايدي الاستعمار و المصلحيين . و حق تقرير المصير بداية لحق تقرير الطبقات و ضمان حقوقهم الخاصة الكفيلة بضمان حقوق االطبقة الكادحة، و هو المرحلة الاولى للعدالة الاجتماعية و المساواة و ضمان حقوق الطبقات التي تهم اليسار قبل غيره .
عندما يحقق المُطالب للحق حقه لا يمكن ان يغدر بمن يستحق حقوقا عاما، فلا يمكن ان يتلكم اي منا عن حق المعيشة و المساواة و يساوم عنه، ان الثروات التي يتشبث بها البعض ليبين حرصه على البعض، لم يسال نفسه لماذا لم يؤد النفط مثلا الى ضمان الاستقرار و الامان في العراق طوال السنين الماضية و من خلال وجود القضايا العالقة التي لا يمكن حلها الا بما اشار و نطق به السيد عصام الخفاجي، فاتعايش و المصالحة و احقاق الحقوق وفق اهداف الجميع يضمن الاستقرار و ليس النفط .
وعليه، يمكن ان نقول للمنتقدين، كفانا مثاليات باسم اليسار، و كفى نعت الاخرين الذين يتجرئون بنطق الحقيقة بالمرتد و كأن الافكار و العقائد حكر على فئة و هو من يحق له ان يوزع صكوك الغفران على الناس . كفانا العيش في زمن مضى عليه الزمن واكل منه و شرب، و لم يعد القرن الواحد و العشرين ملائما لحركات لم تنجح خلال قرن كامل تقريبا . فاليسار اعاد تنظيم نفسه و جدد في جميع انحاء العالم، و ليس على العراقيين ان يقتفوا خطوات ناجحة لمن ابدع في تحقيق مباديء اليسار، ولكن يجب ان يكون بخصوصية عراقية، و ما يطبق اليوم من اليسارية الحقيقية الملائمة للمستجدات و الظروف الحالية من الحياة العامة للناس ليس بما يعتقده المتشددون و المتشبثون بافكار و خطوات جمودية نفذ تاريخ صلاحيتها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
- برجوازي السلوك يساري الادعاء
- كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
- هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
- المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
- فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - نطق الحق فنعتوه بالمرتد