أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد بن حادين - الجمهورية الداعشية الموريتانية














المزيد.....

الجمهورية الداعشية الموريتانية


عبد المجيد بن حادين

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنا ننتظر أن تأتينا داعش من الشرق إلا أنها أطلت علينا برأسها جنوبا. فقد حكمت محكمة نواديبو على الشاب محمد الشيخ ولد امخيطير بالاعدام رميا بالرصاص بتهمة الردة و إهانة الرسول. بعد كتابته لمقال بسيط ينتقد فيه الطبقية في موريتانيا. متطرقا فيه لمفهوم علاقة الدين الذي هو عبارة عن قواعد و شرائع إلهية، و التدين الذي يمثل سلوكا إنسانيا يحاول الانسان عبره تطبيق تلك القواعد. و علاقة كل ذلك بالطبقية.

في محاولته لإثبات وجهة نظره، التي لم يصرح عنها إلا في آخر المقال، استعمل ولد امخيطير أمثلة و أدلة عديدة لم يأت بها من خياله و إنما استقاها و اقتبسها من كتب السيرة و الحديث و التراث الإسلامي، فقصة زينب و ابي العاصي و القلادة، تكاد لا تخلوا منها كل كتب السيرة، من منا لم تحكى عليه قصة الحب العظيمة بين زينب و زوجها الكافر و فدائها له بقلادة أمها؟ و صفح النبي عن صهره؟ من منا لم يسمع القصة من معلم الابتدائي و امام المسجد و أستاذ التربية الإسلامية في الثانوي؟ أما قصة الرسول مع وحشي قاتل حمزة فمصدرها أصح الكتب بعد كتاب الله (صحيح البخاري)، ((فقد التقى النبي صلى الله عليه وسلم بوحشي قاتل حمزة، حين جاء مسلماً، وذلك بعد إسلام أهل الطائف، قال وحشي : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال : أنت وحشي ؟ قلت : كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني، )) رواه البخاري ... أما بخصوص هند و تكريمها فيكفي أن تكتب اسمها في كوكل لتجد أنها تنال لقب (رضي الله عنها) في الكثير من كتب السيرة و مقالات الإسلاميين.

العفو على أهل مكة الذين أذاقوا المسلمين ويلات من العذاب و الإساءة قصة يعلمها حتى أطفالنا، ومصدر فخر نتباهى به أمام الأمم.
أما الطابو الكبير، فرغم أننا نقمع كلما تساءلنا عن تفاصيله التي يتحاشى المعاصرون الخوض فيها، إلا أن المؤلفين القدماء و كتب جمع الحديث لم تخجل منها كما يعتقد البعض بل تطرقت لها بالتفصيل متحدثة عن الأسباب و الوقائع و المبررات. أحتدث هنا عن إبادة بن قريظة من طرف المسلمين بعد نقض هؤلاء لاتفاقيتهم، و تحالفهم مع الأحزاب. قصة بني قريظة و ما حل بهم لا تخفى على أحد.

كاتب المقال الذي علمنا أنه لم يأت بشيء من عنده، و استقى كل أمثلته من الكتب الدينية، وضع مقارنة بين كل حدثين على حدى،
اطلاق سراح الأسرى بفدية نقدية أو خدمية يوم بدر، مقابل اطلاق ابي العاصي بلا فدية لأنه زوج بنت الرسول. العفو عن أهل مكة الذين أجرموا بحق المسلمين مقابل إبادة بني قريظة الذين حاولوا التحالف مع اهل مكة. طريقة تعامل الرسول مع وحشي العبد المأمور الذي قتل حمزة، و تعامله و المسلمين مع هند التي أمرت بالقتل و أكلت الكبد.
قبل أن يبدأ ولد امخيطير في سرد الأمثلة و بعد أن فرق بين الدين و التدين، حاول تقسيم التاريخ الإسلامي حسب اطروحته حول الدين و التدين، فاعتبر بطريقة غريبة و دون استدلال أن مرحلة البعثة تعبر عن الدين و ما بعدها يعبر عن التدين. حيث كان بإمكانه أن يتطرق لنفس الأمثلة واصفا السلوك الإسلامي حينه، بما في ذلك سلوك الرسول، بأنه تدين أي سلوك بشري تحكمه المشاعر و الظروف انطلاقا من الآية ((قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي )) سورة الكهف الآية 110 ، و لا علاقة له بالدين الثابت. لو قال هذا كنت سأتفق معه ربما، لكن ما كان لينجوا من حكم الإعدام.
كون هذا السلوك دينا حسب القاعدة الغريبة التي ساقها، جعله يوجه نداءا للمعانين من الطبقية في موريتانيا أن يصرحوا بأن معاناتهم مصدرها الإسلام و الكتب الدينية، فالتاريخ أثبت (حسب تحليله) أن الإسلام كان طبقيا عندما عفى عن قريش لقرابتهم و أباد بين قريظة لبعدهم، كرم هند لشرفها، و أهان وحشي لدونيته، و أطلق سراح زوج زينب بالمجان لقرب زوجته من الرسول.

المقال لم يكن احترافيا، كانت فقط محاولة بسيطة للتعبير عن رأي مخالف لرأي القطيع. شخصيا لم أفهم كيف قام القضاء الموريتاني بالحكم بهذه السهولة على الرجل بالإعدام، ولا كيف يعقل أن يخرج الموريتانيون في مظاهرات للمطالبة باعدامه، و مسيرات احتفالية بالسيارات بعد النطق بالحكم. فالرجل لم يقم الا بسرد وقائع مختلفة، تم تداولها آلاف المرات قبله على مدى التاريخ الإسلامي، و قارن بينها، للخلوص الى ما حاول اقناعنا به من علاقة وثيقة بين الإسلام و الطبقية. ما سرده ولد امخيطير من أمثلة مصدره نفس الكتب التي تبيح إعدامه، الكتب التي شرعت لحد الردة الذي لا أثر له في القرآن، بل يتنافض مع كل ما جاء فيه، و التي تحكي أن الرسول سحر، و أنتحر، و قتل بالسم، و أن الحجر هرب بثياب موسى، و يشرع لارضاع الكبير و تفخيض الصغير. فهل حكم قضاء الجمهورية الداعشية الموريتانية على ولد امخيطير على نقله أم حاكموا البخاري عبره؟ لكن كيف نحاكم البخاري بأحكام شرعتها نصوصه ؟

لا علم لي بخلفيات كاتب المقال و لم أطلع على أي نص آخر كتبه، و لا أستطيع أن أثبت أو أنفي أنه كتب مقاله انتقادا للطبقية في موريتانيا كما صرح في بدايته و نهايته، أم لإنتقاد الدين الإسلامي، و لا إن كان مسلما أو غير مسلم، إنها أمور لا تهمني و لا دخل لي بها، كل ما أعلمه أنه رغم قول صحيح البخاري بقتل المرتد (ما دامت المحكمة حكمت بردته)، فالقرآن يقول أنه لا إكراه في الدين، و أن عقاب المرتد أخروي محض، فلماذا يقوم قضاء الجمهورية الداعشية الموريتانية بحرمان الرجل من حقه القرآني في الإختلاف، و قتله بناء على حكم بخاري مناقض لعشرات الآيات؟ البخاري الذي استعمله هو نفسه في اقتباس القصص التي أودت به إلى المقصلة.



#عبد_المجيد_بن_حادين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي ... و صواريخ غزة
- الدولة الفلسطينية ... سراب و عطشى
- الدين و القومية ... دونت ميكس
- كوندليزا ... البغدادي ... و الآخرون
- الاسلام في خطر يا حراس المعبد - العلمانية قارب النجاة


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد بن حادين - الجمهورية الداعشية الموريتانية