أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألثقافة والمُثقف ..














المزيد.....

ألثقافة والمُثقف ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 10:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألثقافة والمُثقف ..
من هو المثقف ؟ وما هي المعايير والتي بناء عليها يتم إعتبار فلان أو علان ، مُثقفا ؟؟
قد يقول البعض بأننا "نقيس " ثقافة المُثقف ، وفق كمية المعلومات التي يعرفها .. بينما أخر يستعمل مقياسا أخر ، وهو عدد الكتب التي قرأها .. لكن هناك من سيعترض ويدعي بأن الأمر منوط بتشعب وتنوع معرفته الموسوعية .. وماذا مع اللغات التي يجيدها ؟ لا ليس الأمر والمعيارهكذا .. يقفز أحدهم قائلا ، بأن المعيار الموضوعي لإعتبار أحد الناس مثقفا ، هو شهاداته الأكاديمية ، فكلما كان شهادته الأكاديمية أعلى ، كلما كان مثقفا أكبر من غيره ...!!
وللشفافية فمنذ مدة طويلة أرغب بكتابة سلسلة ساخرة من المقامات عن "الحمارالذي يحمل أسفارا" ، كناية عن البعض الذي يدّعي الثقافة ، وهو أشبهُ بوصف الأية القرأنية ، التي أقرأُها بطريقة تختلف عن قراءات القدماء ، فهي وفق قرائتي تتحدث عن مُدّعي المعرفة . وحياتنا تغُص بهم ، بل ينخدع البعض أو الكثيرين بزيفهم "الثقافي " والمعرفي ..!!
ولنأخذ مثالا معرفيا "ثقافيا " لتوضيح فكرتي . شاب سعودي مُبتعث إلى الولايات المتحدة ، يتزوج بأمريكية ، يُنجبُ وزوجته بنتا ... تظهر عليها علامات وبوادر العبقرية ... يُبادر والديها بإجراء فحص ذكاء لها ، وفعلا نتائج إختبارات الذكاء ، لا تُبقي مجالا للشك في عبقريتها .. وهي في سن الخامسة يتم ترفيعها صفين دراسيين ، لتجلس على مقاعد الدراسة مع طلاب يكبرونها بسنتين وهكذا حتى أصبحت في الصف الخامس الإبتدائي وهي بسن الثامنة .
يُقرر الأب العودة إلى المملكة ، رغم رفض الزوجة التي رضخت في النهاية . يتوجه الوالد لتسجيل إبنته في المدرسة ، ولم ينسَ أن يُزوّد إدارة المدرسة بنتائج إختبارات الذكاء ، والسيرة الدراسية المُختصرة لإنته العبقرية .. لكن المدرسة ترفض قبول الوثائق الأمريكية ، وتُصر على إجراء الإختبارات بنفسها ..!!
يتم تبليغ الأب بأن إبنته ليست موهوبة ولا بطيخ ، حسب ما أشارت الإختبارات التي أجرتها المدرسة ، بل لا "تصلح " للإنضمام للصف الخامس الإبتدائي ، بل يجب عليها أن تبدأ الدراسة من الصف الأول ..
طالب الأب برؤية الإمتحان والنتيجة ، وما كان صادما له ، هي نوعية الأسئلة ... فقد كان للإسئلة التي دارت حول موضوع الدين الإسلامي ، حصة الأسد ..!! وأكثر ما أغضب الوالد كان سؤالا عن نصاب زكاة الإبل ......!!!
لملم الوالد أغراضه وعاد راجعا أدراجه ، إلى الولايات المتحدة ... وفي سن الخامسة عشرة بدأت الفتاة دراساتها العليا في الرياضيات (تُحضر للدكتوراة ) ... كان هذا قبل سنتين ..!!
رُبّ سائل يتسائل ، ما علاقة هذه القصة بالثقافة ؟؟
وسواء شئنا أم أبينا ، ما دامت كلمتي المثقف والثقافة مُشتقتان من جذر لغوي واحد ، فستتدخل الثقافة بمعناها الأنتربولوجي بتعريف المثقف .
ولكي لا نذهب بعيدا ... ففي عهد صحوة الإسلام السياسي ، أصبح "الحافظ " للنصوص والعنعنات معيارا للمثقف ..
وقبل عقود قليلة حينما إختلطت القومية العربية بالإشتراكية العربية ، كان المثقف هو ذلك الشخص الذي يستطيع الإقتباس غيبا من نصوص القومجيين والإشتراكيين ..
ثم ألم يكن المفكر والمثقف الماركسي هو الذي يقتبس أقوال أباء الماركسية العالميين ، بالإضافة إلى ألأباء المحليين (ماو في الصين ، سونغ في كوريا ، وخوجة في ألبانيا ) ؟
من هو المثقف إذن ؟؟ الحاصل على دكتوراة في أحد المواضيع ...
الذي قرأ مئات الكُتب وبلغات مُتعددة ؟
الذي "يُنظّر " للطبقة الحاكمة ، الرأسمالية ، البرجوازية ، الفاشية (العائلية ، القبلية ، القومية والدينية ) ..
هل المثقف هو الذي "يُقنعك " بأنه يمتلك الحقيقة ويعرف الحلول ؟؟
أم المُثقف هو الذي يعرف كثيرا ، ويعرف بأن معرفته الموسوعية هي وسيلة لرؤية العالم والحياة بصورة نقدية ...؟؟
وإلى لقاء أخر ... مع "المُثقفين " والثقافة .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهري محمد عمارة بين المستحيل والممنوع ..
- صورتان وطفولة واحدة..!!
- وداعا كوبا وداعا للبساطة ..
- ميلادا مجيدا ..
- ثبتَ علميا : الرجال ناقصو عقل ..!!
- على هامش حوار القراء والأستاذ أفنان القاسم ..
- الإسلام شُجاع ولا يُجاملُ أحدا ..
- لولا الجحيم ..!!
- الفوزان يعترف ..!!
- -شُعلة - من العُنصرية ..
- ألوحدة أو الإندثار ..!!
- مؤسسات الدولة الحديثة .
- ممنوع الدخول
- رحمة الله عليك يا كافكا ..!!
- الرابح الأكبر ..
- ألحوار -ألمُتأرجح - بين الغنوشي وإبن رشد .
- الشر والبيولوجيا..
- الشر كأيديولوجيا ...!!
- ملوخية ، كوتا وبامبرز ..
- نبوئتي تحققت ..!!


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألثقافة والمُثقف ..