أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين القطبي - الغرقى العراقيون في التايتانيك














المزيد.....

الغرقى العراقيون في التايتانيك


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 00:26
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لم تكن وسامة ليوناردو دي كابريو، ولا سحر الحسناء كيت ونسليت هي التي جلبت الانتباه لضحايا السفينة الغارقة قبل 98 عاما. وانما احترام الانسان، وتدوين معاناته، والاعتزاز بذكراه، في الغرب، هي التي جعلت من تلك المأساة القديمة مادة حية، ومصدر الهام لمبدعي الادب والفنون الحديثة. ولولا تدوين الحادثة وتوثيقها لما انتج فيلمهما السينمائي الذي كلف اكثر من تكلفة بناء السفينة نفسها..

عندنا في العراق حدث مأساة تايتانيك اخرى، ليست بعيدة زمنيا، فكلنا قد سمعنا عنها، وشاهدنا بعض صورها في وسائل الاعلام، بعد غرقها في العام 2001، لكننا لم نسمع، منذ ذلك التاريخ، كلمة تابين بحق الضحايا، او استذكار لماساتهم.

لا انتظر من الدوائر الرسمية، الحكومية، بالطبع، ان تؤرشف هذه الماسي، فهي تدار من قبل سياسيين انتهازيين انانيين لا تشغل بالهم مصائر الناس وماسيهم بقدر ما تهمهم مصالحهم المادية، وارصدة بنوكهم العامرة.

ولا انتظر من وسائل الاعلام، وما اكثرها هذه الايام، ايضا، ان تستذكر الحادثة التاريخية، فجل اصحابها هم من خدم السلطان، مسخرين لخدمة الجهات التي تدفع لهم وتدس في جيوب محرريهم الصكوك المصرفية، واخر حدث يمكن ان يمر على خاطر هؤلاء المترفين هو الالتفات لمصائب المعدمين الناس.

الا ان الغريب هو انصراف النخب المثقفة عن تذكر هذه الوقائع، من الادباء، الى مبدعي الفن التشكيلي، الغائبون الحاضرون في المجتمع العراقي، الى المطربين... فلو فتشت زوايا الفن العراقي، وبحثت فيه من تأوهات كاظم الساهر شرقا، الى انأنات باسم الكربلائي غربا، فلن تجد فيها من اهتز له وتر في المخيلة....

في العام 2001 ابحرت سفينة صغيرة، بحمولة بشرية يبلغ وزنها اضعاف ما تستطيع تحمله، من الشواطئ الجنوبية لاندنوسيا باتجاه القارة الاسترالية، وعلى متن هذا "الزورق" السفينة، مئات الهاربين من جحيم الوطن، وهم يرسمون في مخيلتهم حلما على وشك التحقيق.

365 انسان على متن تلك التايتانيك العراقية. جلهم من العوائل التي جاءت بكامل افرادها، اصبحوا في لحظات قليلة طعما لاسماك المحيط، في واحدة من اكثر ماسي الفقراء رعبا.

ولم تثر شهقات الموت الاخيرة لهؤلاء، اهتمام السياسيين، ولم توخز ضمير الادباء والفنانين.. ولم تحاول الجهات اعلامية توعية العوائل المهاجرة بخطورة السفر بالزوارق غير المرخصة، وبالاعيب المهربين وجشعهم، من اجل انقاذ الباقين، فهنالك مئات الالاف من الذين ينتظرون ذات المصير.

وبسبب هذا التجاهل فقد كانت المأساة تتكرر، على الدوام، وعلى سبيل المثال، في حادث مشابه، وقع في العام 2013 (27 ايلول) غرق 21 عراقيا، كان كل فرد فيهم قد دفع للمهربين مبلغ 10 الاف دولار.
في العام 2012 (27 حزيران) غرقت سفينة مشابهه بعد اسبوع من غرق سفينة اخرى في نفس المنطقة.
وفي العام 2010 (17 ديسمبر) غرق 48 شخص قبالة شواطئ جزيرة كريسماس الاسترالية.
ورغم وجود مئات الالاف من المهاجرين، الذين ينتظرون دورهم، دون دراية كافية، ودون وعي بمخاطر عملهم، لم الحظ من تذكر هذه المأساة، ومن يحذر منها، سوى الصديق وليد القطبي في منشور صغير على كروب "مفكرون كورد فيليون" في الفيسبوك.. فله باسم الضحايا، وعوائلهم، وركاب تايتانيكات المستقبل المجهولة، منهم، الشكر....

حسين القطبي



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين القطبي - الغرقى العراقيون في التايتانيك