أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - صناعة الصورة في الفنون الأدائية














المزيد.....

صناعة الصورة في الفنون الأدائية


هاني أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 23:45
المحور: الادب والفن
    




تعتمد صناعة الصورة في فنون الدراما جهد خلاق يعتمد على خيال المبدع، وعلى التعبير هدفا يؤثر به دراميا وجماليا. فصناعة الصورة تبدأ بفكرة افتراضية يريد الأديب أو الفنان تجسيدها ، باعتبارها مادته الأساسية ، التي سيؤسس عليها صنعته. وهي فكرة مركبة من فكرتين متعارضتين باعتبارها فكرة درامية ، وبذلك يحرص الفنان مؤلفا ومخرجا على اختيار كل العناصر المساعدة على الاشتباك بين طرفي تلك الفكرة المركبة من مواد قابلة للاشتعال الدرامي المشع والمولد للصراع . وبذلك يتمكن من صياغة أو نسج خيوط الصورة الفنية الدرامية سواء في المسرح أو علي الشاشة ؛ لتستوي أمام المشاهد تعبيرا فنيا دراميا مقنعا ومؤثرا غير أن لكل من فن ( الصورة الدرامية المسرحية) وفن (الصورة الدرامية التليفزيونية) خواصه التي يتميز بها كل من هما عن الآخر ، بدءا من كتابة الصورة الفنية في النص المسرحي ، وفي نص السيناريو . على أن جهد الكاتب الدرامي في كلا الفنيين يقف عند النص؛ حيث تظل الصورة حبيسة دفتي الكتاب ، أو المخطوط ، حتى يهب مخرج ما ليبعث فيها الروح ، بإعادة إنتاجها بالترجمة الحية أو بالتفسير أو بالتأويل ، مستخدما تقنيات الوسيط أو الحقل الفني الذي تخصص فيه ( مسرحيا أو تليفزيونيا) دراسة العلاقة بين صناعة الصورة مسرحيا وصناعتها تليفزيونيا؛ بحثا عن العلاقة الجدلية بين لغة الصورة ووظيفتها في التعبير الدرامي ؛ والعلاقة بين الصورة والتصور في كل من التعبير الدرامي المسرحي والتعبير الدرامي التليفزيوني ودور تقنيات فنون الشاشة في مرحلة التشكيل المسرحي .
لقد أفاد المسرح كثيرا من توظيف عدد من تقنيات فنون الميديا في أساليب الكتابة الدرامية وفي إثراء صورة العرض المسرحي و التجويد الإبداعي في فن الكتابة الدرامية وبلاغتها ممطلقا لتجويد لغة الصورة في فن الإخراج المسرحي أو التليفزيوني .
ومن بداهة القول إن اتساع حدود الخيال في مرحلة التصور في فنون الشاشة عنها في المسرح تبعا لاتساع الأمكنة وتعدد المناظر والأحداث والأزمنة والإمكانات التكنولوجية وضخامة حجم التمويل وحشد النجوم وحرفيات التصوير والمونتاج لكن تداخل الصورة التليفزيونية مع الصورة المسرحية وسع من إقبال جمهور المسرح في عصر العولمة ، كما غيرمن دور الإطار الأدبي والفني في تشكيل درامية الصورة فيما بين كتابة الصورة المتخيلة وتقنيات جسيدها بفن المخرج . كما غير طرق الكتابة من الرواية السردية المسموعة إلى السردية المرئية للصورة .
لقد أصبح التأسيس النظري لصناعة الصورة متطلبا رئيسا في الفنون الأدائية للحداثة وما بعدها ، وهو متشعب في فروع إنتاجية متعددة منذ البدء في الكتابة إلى تصور أساليب التلوين الأدائي الصوتي للدور التمثيلي في عملية تباين صنع دلالة التعبير الدرامي وجمالياته . وهو جهد المخرج سواء في المسرح أو في الفيديو . وتباين مشاهد الاسترجاع الدرامي في صناعة الصورة وتنوعها في الفيديو عنها في المسرح . وطبيعة الصورة التناسب بين الكتلة والفراغ والضوء والتظليل والعتمة في خلق جمالية التأثير الدرامي ودلالاته . ويلعب التصور دورا تمهيديا في وظائف لغة الألوان وتناغمها ما بين الإضاءة والماكياج لتحقيق الإيهام بالبيئة وبالحالة النفسية وبالانتقال الزماني والفروق العمرية للشخصيات . وفي التصوير تلعب تقنية التكبير والتصغير فيما بين النسب في أحجام مكونات الصورة على الشاشة بشريا أو مكانيا وذلك ما يميزها عن الصورة المسرحية
ولا شك أن لغة الصورة تختلف تبعا لاختلاف أسلوب المخرج .. فلغة الصورة في العرض المسرحي الدرامي التقليدي تختلف عن لغتها في العرض المسرحي البديل وفي العرض المسرحي التفاعلى . ومن بداهة القول إن للصورة على الشاشة سلطة تفوق سلطة الحوار فالحوار تابع لها ، وهو أمر يتكرر في مصرح الصورة كما تظهر سلطة الصورة في مناط التحول الدرامي . وللصورة سلطة حاكمة عندما تكامل اللقطات في تتر مسلسل درامي ، وفي مركز الثقل عند وقوع الصدمة الدرامية . ومن البداهة أن لتقنية المونتاج دور مهم في خلق منظومة اللقطات بالمقاربات في المواقف الدرامية كشفا لتفاعل العلاقات بين الأحداث وبين الشخصيات في مواقفها المتصارعة ، وهو أمر تقوم به في المسرح تقنية حيل التخلص الدرامي بتوظيف الانتقالات الانسيابية عن طريق التسلل البطئ الناعم للضور والاعتام خاصة في مشاهد التذكر Flash back - مشاهد الاسترجاع -

في عصر الصورة والتوظيفات التكنولوجية في الفنون الأدائية زاحمت فنون الميديا فنون المسرح ، لذا تراوح أثر تبادل فنون المسرح وفنون الشاشة ما بين الإيجاب والسلب أثرت التكنولوجيا الرقمية في المسرح تاثيرا عجائبيا من حيث استخدام أجهزة الديجيتال في إنجاز العرض المسرحي في أقصر وقت وبأيسر الطرق وبجودة عالية كما أثرت سلبا في تهميش سحر اللقاء الحميمي بين العرض والجمهور ، ورعشة الفن . لقد كانت الصورة هبة المسرح قبل أن تكون هبة الشاشة مع الاعتراف بأن للصورة في فنون المسرح وفي فنون الشاشة دورها في تقوية روابط التضامن بين الفن والحياة بوصفها إنعاشا بصريا للمتفرجين . ولقد أدرك المسرحيون الحداثيون أهمية اشتباك فنون الفيديو وفنون السينما على خشبات المسرح اشتباكا فنيا يغيّر من شكل الصورة ومن لغتها ؛ مما يسهم في تطوير صناعتها . وقد ظهر أثر التداخل بين لغة الصورة المسرحية مع لغة الصورة في فنون الشاشة على ثقافة التلقي في عملية الاتصال الجماهيري .
وعلى الرغم من تفوق صناعة الصورة التليفزيونية تقنيا على صناعة الصورة المسرحية فلم يطمس ذلك التفوق سحر الصورة المسرحية؛ لتميزها بحالة التواصل الحاضر والمباشر مع الجمهور؛ مع فرضية ارتباط ازدهار الإقبال الجماهيري على مشاهدة العروض المسرحية بازدهار الممارسات الديموقراطية في المجتمع ووالعكس حالة انكماش الرواج الجماهيري مسرحيا مع انكماش الممارسة الديموقراطية في المجتمع .



#هاني_أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح أم السينما - مقال عن كتاب (جماليات الإخراج بين المسرح ...
- نصوص مسرحية في بؤرة التحليل
- الوجود والماهية - فاروق حسني بين عالمين -
- الكتابة المسرحية - موقف من العصر -
- توفيق الحكيم يفكك التراث في (سوق الحمير)
- المعارضة التفكيكية في المسرح المصري
- المثقفون المصريون وغواية المسرح
- جمالية الإضحاك في العرض الكوميدي
- دور التقنية في صناعة الصورة المسرحية
- لغة النص المسرحي الاحتفالي بين ثقافة المحاكاة وثقافة الحكي
- جماليات المؤثر الصوتي في إخراج الدراما الإذاعية
- تقنيات الممثل وتحليل دور مسرحي - أنتيجوني -
- أنظر حولك في غضب
- يوليوس قيصر بين النص والتصور الإطاري للعرض المسرحي
- دلالة اللقطة الأولي بين التكثيف والجمالية
- لغة الصورة في الإعداد الدرامي بين المسرح وفنون الشاشة
- -برشيد- يرى أمرئ القيس في باريس
- سوق المسرح
- الإعداد الدرامي وفنون الشاشة
- المسرح الاحتفالي وثقافة الحكي


المزيد.....




- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...
- نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس في ثواني على بوابة التعلي ...
- صدر حديثا ؛ عندما يغضب المحيط - قصة للأطفال
- -ابتدينا-..عمرو دياب يطلق ألبومه الجديد ويتعاون فيه مع ابنه ...
- وثائقي -غزة: أطباء تحت النار-.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية ...
- منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟ ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” رابط نتيجة شهادة الدبلومات الفنية 2 ...
- أقنعة وألسنة لهب: باراغواي تحتفل بمهرجان كامبا رانغا على طري ...
- الأميرة ريم علي: -نرفض أن نموت ثقافيًا-..انطلاقة الدورة الـ ...
- معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي بالمغربي محمد بن ع ...


المزيد.....

- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - صناعة الصورة في الفنون الأدائية