أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي














المزيد.....

احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 22:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت العواصم الأوروبية مسيرات ومظاهرات عمالية واسعة خلال عام 2014 للتنديد بالسياسات التقشفية التي تطبقها معظم الحكومات الأوروبية بتوجيهات من الاتحاد الأوروبي. والتصدي للمفاوضات الأوروبية ـ الأمريكية التي تستهدف إبرام اتفاق للتجارة الحرة ـ عبر الأطلسي-، وقد نظم تحالف العمال والفلاحين والفنانين ومنظمات مدنية مناهضة لسياسات التقشف واتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تظاهرة في العاصمة البلجيكية بروكسل "مقر الاتحاد الأوروبي" الأسبوع الماضي، مستخدمين الجرارات الزراعية لشل حركة المرور وأشعلوا النار في بالات القش احتجاجًا على تدابير التقشف واتفاق التجارة الحرة مع أمريكا. وشارك في المظاهرة مواطنون من عدة دول أوروبية على رأسها فرنسا وألمانيا وهولندا.
تنامت المعارضة الأوروبية المنظمة لاتفاقيات التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، شارك فيها أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ونواب ونشطاء البيئة وأعداد كبيرة من المناهضين لاتفاقيات التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة وكندا من جهة أخرى، وقد جابت المدن الأوروبية مظاهرات شملت النمسا وألمانيا وفنلندا وبلجيكا وسويسرا وغيرها، ويخشى الأوروبيون المناهضون للاتفاقيات من اختلال معايير سلامة الغذاء والمنتجات الزراعية، وغزو المنتوجات الأمريكية الاصطناعية، كالمواد الغذائية المعدلة وراثياً، والهرمونات في لحوم الأبقار، وغيرها من السلع الأمريكية، خاصة وأن الاتفاقية تتيح للشركات المتعددة الجنسيات اللجوء إلى المحاكم لحماية استثماراتها من أي منع إداري في أي دولة موقعة على الاتفاقية.
وتمكنت المبادرة الشعبية الأوروبية، التي أطلقت على نفسها «أوقفوا اتفاقية التجارة الحرة» والمكونة من حوالي 320 منظمة من 24 بلدًا من الاتحاد الأوروبي، من جمع أكثر من مليون توقيع، في غضون شهرين، على عريضة تدعو إلى وضع حد للمفاوضات مع أمريكا، وعرقلة اتفاق مماثل مع كندا. وسلمت التوقيعات إلى المسؤولين الأوروبيين بداية هذا الشهر.
كما حذّر المزارعون من المخاطر الحقيقية للاتفاقية التي تعرض القطاع الزراعي للاندثار لعدم قدرته على منافسة الأمريكيين بسبب انخفاض أسعار السلع الأمريكية. وعبرت المبادرة عن رفضها لإجراء المفاوضات حول هذه الاتفاقية الشاملة ذات الجوانب المتعددة خلف الأبواب المغلقة، وطالب تحالف أحزاب اليسار في أوروبا بإيقاف فوري لهذه المفاوضات.
ومن جهة أخرى واصل العمال والفقراء والمهمشون رفضهم لسياسات التقشف التي تنفذها حكومات الاتحاد الأوروبي، وقد اعتبر ناشطون ونقابيون سياسة التقشف التي تطبقها حكومات الاتحاد الأوروبي على الفقراء الذين أصبحوا يعيشون حياة الكفاف لا تجدي نفعًا، خاصة وأنها لا تطبق على الاحتكارات الرأسمالية المتعددة الجنسيات. والتي تشمل رفع سن التقاعد إلى 67 عامًا بدلاً من 65 وتجميد الرواتب وتقليص موازنات القطاع العام وخاصة الصحة والتربية، مما أثار موجة غضب شديدة في الأوساط الشعبية والنقابية وأوساط المعارضة عامة.
ومن المعروف أن مفاعيل سياسات التقشف التي اتبعتها دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة عجوزات موازناتها أصبحت تشكل سببًا مباشرًا لحالة الركود الاقتصادي. فالعلاج أصبح جزءًا من المشكلة. فإن تحميل العمال والفقراء أعباء إضافية من خلال سياسة التقشف أضعف القدرة الشرائية لهذه الفئات التي تشكل الغالبية العظمى من المواطنين، الأمر الذي أدى إلى تراجع الطلب على السلع واستمرار حالة الركود الاقتصادي، في ظل منافسة اقتصادية حادة يشهدها العالم في مرحلة الانفتاح والعولمة الرأسمالية.
لقد أشرنا في هذه الزاوية في مقال الأسبوع الماضي إلى تفوق اقتصادات بعض البلدان النامية مثل الصين والهند. والتي كانت من الدول التابعة للاقتصادات الأوروبية خلال القرن الماضي ومصدرا لثراء المراكز الرأسمالية، أصبحت اليوم من أهم المنافسين، ليس لكونها دخلت السوق العالمي بقوة فحسب، بل ولقدرتها التنافسية في الأسواق الأوروبية والأمريكية. حيث تقدر تكلفة المنتج الصيني بحوالي 55٪-;- من تكلفة المنتج الأمريكي المشابه استنادا إلى إعادة احتساب الناتج المحلي الصيني تبعًا لتعادل القوة الشرائية التي توصل إليها صندوق النقد الدولي أخيرا. فقد قدر الناتج المحلي الصيني بالعملة الأمريكية بـ 9.469 تريليون دولار، علمًا بأن الإنتاج الصيني تجاوز الإنتاج الأمريكي من حيث كمية الإنتاج بالأسعار المعدلة تبعاً لتعادل القوة الشرائية خلال العام الحالي 2014 بنسبة تقدر بحوالي 1% وقيمته بالأرقام المطلقة 17.416 تريليون دولار أمريكي. علمًا بأن تكلفة المنتج الأوروبي أعلى من تكلفة الأمريكي، ومن هنا يتضح حجم الفروقات الشاسعة في التكلفة والقدرة التنافسية للصين.
كما أن الأوروبيين لا يملكون حلولا سحرية بالاعتماد على السياسات الاقتصادية التي تنتمي للماضي والمبنية على إملاق الطبقة العاملة واستغلال ثروات البلدان النامية، وتمركز الثروة، وانعاش اقتصاداتها في آن واحد. فقد استنفذت الإمكانيات التي كانت متاحة أمام الاحتكارات الرأسمالية في أوروبا. هذا لا يعني أن الطبقة العاملة في باقي المراكز الرأسمالية والدول النامية بما فيها الصين والهند لا تعاني من الاستغلال، لكن التحليل يتناول خصوصية دول الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة وطبيعة التناقضات التي تحتل المقام الأول في الصراع الطبقي من جهة والتناقضات الإقليمية بين التكتلات الاقتصادية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟
- نحو نظام عالمي جديد
- ازمة الرأسمالية العالمية
- الصديق الوفي المناضل سمير حداد
- رؤية اقتصادية اجتماعية
- هل يمكن بناء رأسمالية -أخلاقية- بالعالم العربي؟
- ازمات في الثورات ...؟
- فشل سياسات التقشف في معالجة الأزمات
- تحية لصمود غزة وسلامات للرفيق غازي الصوراني
- من المسؤول عن تفاقم الأزمة…؟
- خيارار الشعب المصري نحو المستقبل
- البرامج الاقتصادية لمرشحي الرئاسة
- نحو سياسة اقتصادية وطنية تخرج البلاد من أزماتها
- ابرز التحديات التي تواجه البلاد
- الاول من ايار عيد العمال العالمي
- هبة نيسان ... وواقع الاقتصاد الاردني
- عندما تصبح الحمائية شعارا انتخابيا..!


المزيد.....




- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...
- استمرار تدهور مناخ الأعمال بقطاع السيارات في ألمانيا
- بحضور ماكرون.. السعودية توقع اتفاقيات مع شركات فرنسية
- مصر.. ساويرس يمنح الجامعة الأمريكية أكبر تبرع في تاريخها ويت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي