أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي















المزيد.....

انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء صديق من منطقة داعش و هجر الى السليمانية بعد ان قضى هذه الستة اشهر الماضية تحت سلطته و تحمله لما يجري، و هو المعروف عنه بانه علماني انساني الفكر يحب الحياة و ما فيها، جميل المعشر دمث الخلق واسع المعرفة، و معروف جماهيريا، طلب مني عدم ذكر اسمه حفاظا على حياة اقرباءه التي لازالت هناك .
بعد الجلوس، و تكلم بكل صراحة بعيدا عن حتى الدبلوماسية، بدات ان اساله و اردت ان اعرف كل شيء عن المنطقة و هذا التنظيم و كنت متلهفا في معرفة دقائق الامور. شرح بالاسهاب كل ما مر به منذ اليوم الاول من سيطرة داعش و ماكانت المنطقة عليه قبله، لحين مجيئه الى السليمانية، كما قال هاربا بعد ان بلغ السيل الزبى .
قال؛ ان المنطقة كانت اصلا متحضرة و منتظرة لك طاريء و اصبحت ارضية خصبة لاي فوضى او اعتراض او حركة تدعو ضد السلطة المركزية و ما فعلته من نكث لعهودها و نقض لجميع وعودها الكثيرة اثناء الاحتجاجات . انها، اي السلطة المركزية وعدت ان تحسن من الوضع المعيشي و تنفذ اللامركزية لتزيح الاحساس بالغبن، و تؤمٌن حكم الذات بعد عقود من السلطة المركزية و ما كنا على راسه و ما تغير بعد السقوط افقدنا من الاحساس بانتمائنا اليها، و العالم يعرف كيف رفضنا المشاركة في الحكم بعد السقوط و ما انعكست الحال و بعد سيطرة المكون المسيطر على الحكم امتنع عن التصالح و سار على الثار و هو من فرض الاعتراض و الاحتجاج في منطقتنا بسلوكه سواء برغبة ذاتية او منفذا لاجندة خارجية اقليمية .
فتاريخ المنطقة مليئة بالحساسية المذهبية و العرقية، و بعد انقلاب الوضع، لا يمكن من كان سيدا عزيز قومه متربعا على سدة الحكم لاكثر من تسعة عقود ان يتنازل عن كبرياءه و يقبل من ذاته بان يحكمه الاخر حتى في مناطقه بسهولة و هذا الوضع الخلقي و الاجتماعي لنا جميعا في هذه المنطقة، فكان لابد ان تقرا السلطة المركزية هذه المؤثرات النفسية و الاجتماعية التي ساهمت في الفوضى التي حدثت، و ان اكون صريحا اكثر، لسنا نحن ابناء هذا المكون و لست انا( لانك تعرفني انا انساني و لا فرق عندي بين عربي و عجمي و مسلم و مسيحي و يهودي و رجل و امراة كما تعرف) ليسوا على اعتقاد بان المكون الاخر من صلبنا .
لم تتعامل السلطة المركزية في العراق مع المناطق التي اعتبرت انها صاحبة العراق حتى الامس بشكل يؤمنوا بانهم ليسوا الغرباء بل شركاء مع الاخرين، بل احسوا بانهم طردوا حتى من منطقتهم بابعادهم عن نفوذهم، و هذا ما اخصبت الارضية لمجيء المنقذ مهما كان نوعه، لاكون معك اكثر صراحة، حتى كانت منطقتنا تقبل اسرائيل تحكمنا في تلك الفترة و كانت عند اكثريتنا قناعة بانها تكون اكثر عدالة و ربما تقدٌر وضعنا كما تقدر و تتعامل مع ما يفعله الفلسطينيون هناك . وصلت الحال لهذا الحد، و خاصة بعدما انبثقت الصحوات و خدعت من قبل الحكومة المركزية و كانها نفذت اوامر المركز و رميت في البحر، بعدما انهت مهمتها بالنجاح همشت و تركت الى البراري تفعل بها الاعداء ما تشاء و خذلت . فازدادت الاحتقانات و استمرت الاحتجاجات لاكثر من سنتين و لم تتعامل معها المالكي بعقلية ناضجة عصرية بل كان كل ما يهمه هو اخمادها باي سعر وشكل كان و استعمل القوة العسكرية الوحشية في كثير من الاوقات . فحدثت الهيجانات و استمرت الحال على الفوضى و عدم الاستقرار و اصرت المالكي على شراء انفس متنفذة من العشائر و لم يهتم بما يهم المكون باكلمه . فاستغل داعش الضعف و الارضية المناسبة و الواقع الاجتماعي بكل ما لديه من حيل ودهاء و دخل مرهبا الو مرغبا، و هنا اصبح منقذا لبعض منا و خاصة من كان مطلوبا من السلطة المركزية بتهمة كيدية و دمج معه بروحه و دمه و ان لم يكن يؤمن بمبادئه، و هناك اراد التخلص من شرور ازلام المالكي و ارتضى بمجيء داعش دون ان يعترض وان كان لا يوافق على افعاله بل كان يرضخ للامر الواقع، و هناك قلة قليلة دمج معه و آمن به و هو قبل ان ياتي داعش يؤمن بتلك المباديء و القيم التي اعلنها داعش . فاصبح هناك من يوافق على مضض و من يرضخ و من يؤمن بما جاء به . و لكن الجميع كان مشتركا في نقطة واحدة و هي ابعاد ما فرضه المالكي من الوضع المزري عليهم والخروج من الدائرة الضيقة و ما اثر عليهم اجتماعيا و نفسيا و ما انكل بهم و نكث عهوده و ما خذلهم به، و هذا في العرف العشائري و الاجتماعي الذي فيه المنطقة يعتبر افدح الضربات و يعتبر اكبر من القتل عندنا، كما قال . فصدام حسين بجبروته لم يفعل مع ما كان موجود من اعدائه هناك كما فعل المالكي من الناحية الاجتماعية و النفسية، فاي مشكلة تحدث كان صدام يتعامل معها و يضيق الطرف و لم يعمم، بينما المالكي ينظر الى جميع العشائر و القبائل و ككتلة واحدة و اتهم المكون السني و كانه العدو له و للعراق، هذا عدا ما كان يحس به المكون اصلا بان من جاء و سرق منه الذي اعتبره حقه و دام عليه طوال عقود، و لم يقدر المالكي ذلك، هذه من الناحية الاجتماعية السياسية و النفسية . اما من الناحية العسكرية فانا لست خبيرا فيها، كما قال الضيف، و قال اتكلم ناقلا لما حصل من اصدقاء و اقرباء عسكريين ما حدث عند مجيء داعش و ما بعده . اصلا كان الجيش في تلك المناطق في حالة نفسية متدهورة و غير مستعدة لاي طاريء و لم يمتلك الاسلحة المناسبة و الفساد مسيطر على قادته و لم تسيطر عليه المركز رغم ان اكثر قياداته من المكون الاخر الذي يثق بهم المالكي، و هذا ما اثر ايضا على ابناء المنطقة من العسكريين و لم يقفوا ضد داعش بل سلموا او هربوا و حدثت عمليات شتى في مناطق مختلفة و راحت ضحيتها العدد الكثير من الضحايا و سلمت من الاليات و تحطمت الاكثر، و لم تحس منطقتنا بان لنا قوة عسكرية للدولة تحافظ على تلك المنطقة، بل تعامل و اعتقد الكثيرون بان الجيش العراقي هو اسوا من القوة الامريكية تعاملا مع المكون السني، و لم يثق به ابدا، و كانه قوة المكون الشيعي المحتل لتلك المنطقة و لا اعلم يعلم بهذا الشعور و الاحساس القادة العسكريين و السياسيين ام لا. لذا كانت القوة العسكرية لم تكن لها الحاضنة الاجتماعية و هي خائفة من الطرفين المجتمع و الارهاب معا . و عليه كنا نرى القوة تنهار بانتشار اشاعة واحدة فقط . و ليس لي علم بالمندسين و ربما كانوا موجودين ايضا . اي كل الظروف كانت ملائمة لمجيء و نجاح داعش، و لكن ممارسات داعش على وحشيته جعل الشعب و المكون بين المطرقة و السندان و هم يعانون الامرين . و من خلال مناقشاتي مع الكثيرين هناك انهم يفضلون القوات الامريكية الان عن الحكومة المركزية و داعش ايضا، اي لا يمكن ان تنجح الحكومة المركزية في سيطرتها على تلك المناطق و ان نجحت في ازاحة داعش منها يوما ما . و لكن يمكن ان يتعامل الشعب هناك مع القوات الامركية التي يعتقد بانها افضل الشرين لانهم ذاقوا الامرين من داعش و القوة العسكرية المركزية و الحشد الشعبي التي تعاملوا و كانهم قوة المكون الشيعي المقاتل ضد المكون السني . و هذا ما يقع لصالح امريكا، و انت اعلم مني و يمكن ان تقرا ماوراء هذا يا اخي سواء كان مخططا من قبل ام جاء اعتباطيا لصالح امريكا، و تغيرت نظرة الناس اليها الان كليا و هي تفضلها و تتمنى بقاءها بعدما حاربتها بما تمتلك من القوة بعد سقوط الدكتاتورية . فان كان ما حصل نتيجة عقلانية امريكا للعودة الى المنطقة، فهذا دليل عبقريتهم اما ان حصلت التغييرات من ذاتها و وقعت لصالحها فهذا شيء اخر . ملخص الكلام، ان تقبٌل الناس للوضع الجديد لم يكن من اجل عيون داعش او حبا بابو بكر البغدادي و لكن كان كرها للمالكي و السلطة المركزية التي اصبحت في نظرهم قوة المكون الاخر و جاء ليثار منهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
- برجوازي السلوك يساري الادعاء
- كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
- هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
- المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
- فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي