|
مدينة الصويرة....والسياسة
مليكة طيطان
الحوار المتمدن-العدد: 1308 - 2005 / 9 / 5 - 10:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
نزولا عند رغبة ابني ناجي والذي قبضني من الجهة محور اهتمامي والمتمثلة في الاستعداد الجيد لاستقبال السنة الدراسية أقول لبيت رغبته من أجل قضاء بعض الأيام بمدينة الصويرة الساحلية والقريبة من مدينة استقرارنا مراكش ، ...الصويرة مدينة تنفرد بخصوصية أكاد أجزم لا تشاركها فيها أي مدينة مغربية ...ثمة حقيقة تاريخية أنها ظلت معزولة والأمر هنا يتعلق بالعادات والتقاليد وأكثر تحديدا رغبة سكان هذه المدينة في التقوقع داخل دائرة الأهل والخلان وبالتالي الحرص والحذر من أي كان ومن هنا التصقت بهؤلاء السكان أوصاف ونعوث شتى والمرأة كان نصيبها الشيء الكثير ...ثارة يستدلون على أن المسألة لها مبررات تكوينية جينية ...مباشرة يستدلون بدراسة مفادها أن بعض العلماء اليابان توصلوا الى نتيجة تميز سكان منطقة في المغرب تمتد من آسفي الى الصويرة تجعلهم في مقدمة الشعوب الأكثر ذكاء في العالم لا أدري مدى صحة هذا الادعاء ...كل ما أتذكره عن أهل المدينة هو استغرابنا للكنة سكانها الغريبة رغم أنه يمكن التصنيف على الشكل التالي ، الصويرة وآسفي تقعان في نفس القطاع ...ترى لما هذه الغربة بين المدينتين ...تربطني بالمدينة ذكريات الطفولة ...الألعاب المدرسية كانت بحق حلبة تنتصر فيها تلميذات آسفي على تلميذات الصويرة بفارق يستحيل تصوره وكانت النتيجة اقتناع اللجنة المسؤولة على الألعاب المدرسية بالغاء هذه المباراة مع الصويرة والسبب بسيط يرجع الى أننا كنا نخوض التداريب في كرة السلة أساسا مع الاخوة التلاميذ الكبار بل ومع الفريق المحلي للذكور ...أتذكر جيدا حينما اقترح المفتش الجهوي ونحن في الصويرة على أساتذتنا ...حري بكم أن تخوض تلميذاتكم مباراة مع ذكورالمدينة وليس اناثها لا أتذكر أنني قضيت ليلة بهذه المدينة فزيارتي التي لا تصل الى عدد أصابع اليد الواحدة تكون اما في اطار مهمة أو شيء من هذا القبيل ...لم يسبق لي أن تمتعت بطقسها المضطرب في اليوم الواحد ولا برياحها التي تفاجئك في عز الصيف ...اذن أنا ممتنة لابني الذي مكنني من هذا المكسب الذي لم يكن على بال ... تذكرت أن الفضاء ملهما وباستمرار للمبدع المغربي المتميز في نقل الفكرة بأسلوب سهل وممتنع انه الكاتب ادريس الخوري ...استحضرت أن المدينة ارتبطت بتواجد اليهود المغاربة بحجم يكاد يغطي المدينة ...وتبعا لهذا الاستحضار اقتنعت بأن رئيس جمعية نهضتها مغربي يهودي من أصحاب القرار ...واصلت الاستطراد لكي أصل الى الخبر الأخير والقاضي باختياره من ضمن حكماء العالم الموكول لهم أمر تقريب الحضارات ... شكرا ابني على هذا الاختيار لأنني تذكرت كذلك معطى يرتبط بالمدينة استحضرته وأنا أعاين توقيع شخص مغربي في كل زوايا المدينة ...استغربت من وجود مركز خيري يحمل اسم الشخص والمسألة غريبة الى حد الحيرة في المغرب يستحيل مثل هذا السلوك الذي يجعل الفرد في منزلة قريبة من .....؟... هل الشخص بقي في نفسه شيء من حتى حينما صفع على قفاه وتم استئصاله من تسيير الجهة قبل 1999 ...الرجل من أثرياء المغرب ان لم يكن أولهم ...يصرح البعض بأنه خصص لكل أرملة في المدينة مبلغ 200درهما شهريا ...مبلغ زهيد لكن وزنه كبير انها أتاوة الأخذ والعطاء ...ثمة حقيقة لا صقة بهذا الصنف من الكائنات مقابل مبلغي أريد صوتك ...الرجل تغطي عباءته جل المدن المغربية لكن الصويرة مرتبطة بمسقط الرأس ...لم تفتني الفرصة دون أن أزور مدينة الرجل ...الصويرة الجديدة ...سيد يعرف جيدا تفاصيل الأخذ دون عطاء ...مثل مغربي استحضرته وأنا أطلع عن تفاصيل الهولدينغ المدثر بتبرير المساهمة في توفير السكن الاقتصادي أقول استحضرت المثل المغربي القائل ( من لحيته ألقم له ) ...طبعا وأنت تستعرض وتبحث عن تسيير الشأن المحلي لهذه المدينة العجيبة الغريبة ...مهلا أيها القارىء فكريمة الرجل هي رئيسة المجلس البلدي وهي أول أنثى في المغرب تسند اليها هذه المهمة ...يقولون بأنها لا علاقة تربطها بالمغرب وبالأحرى بهذه المدينة ...يقولون تستقر في أمريكا وتسير البلدية عن طريق ( التيلي كوموند )...تذكرت أن الرجل ارتبط بحزب تقليدي وتاريخي ووضع نفسه منذ مدة في خانة اليمين وأحيانا يطلب ود الاسلاميين حتى قبل أن تكون الأمور في طريق الوضوح ..وانطلاقا من الانتخابات الأخيرة بطلنا ترشح تحت يافطة الحزب الأحمر المغربي نعم الحزب الأحمر المغربي فلا تستتغرب أيها الحوار المدني من هذه الفدلكة التي اختلطت فيها الأمور ،ولكي أقربك من الصورة أكثر صرحت سابقا الى أنها أضغاط أحزاب فقط اليوم أنت مع اليمين المتخلف ولأنه ثمة أحزاب أخرى تدعي عكس ذلك فانها متلهفة الى احتضانها من طرف رجال المال مهما تكون مصدره ولو تكن الجعة المغشوشة التي أغرقت السوق المغربي وخلفت ضحايا يسجلهم التاريخ ...نعم صاحب الالياذة الفذة في النصب والاحتيال انتخب في أعلى أذاة حزبية لحزب يدعي أنه يملك التاريخ باعتباره استمارر لحركة التحرير وكذلك الجغرافية باعتباره أول حزب في المغرب ويغطي العالم من السند الى الهند ...أي والله استحضرت هذا الحزب في الصويرة فالحكاية أو بالأحرى المستملحة انطلقت من المؤتمر الأخير لهذا الحزب ...يقول الراوي بعد أن استفسرته على اسم نسائي ضمن الجهة التي أنتمي اليها قال هذا الاسم من الصويرة لقد استدرجت الى المؤتمر من طرف أحد أعيان المدينة فالحزب أخذ على عاتقه الرهان على رجال المال والأعمال وتجار البرصة وآكلي المال العام والمتاجرين بأشياء أخرى تنشط تحديدا شمال المغرب ...هذه السيدة في المؤتمر كانت تجلس بالقرب مني ...حينما رفع شعار بوعبيد يارفيق ما زلنا على الطريق درفت الدمع وتنهدت وقالت سيدي المعطي الله يرحمه رجل ولا كل الرجال ...قلت لها عبد الرحيم ياسيدتي وليس المعطي ...أجابت الله يلعن الشيطان ان اسمه المعطي ...قلت لها سيدتي من أنت ومن أي مدينة أتيت ...؟ ....أنا من مدينة ....؟....أنا من حزب الاتحاد الذي أتيت مؤتمره ...قلت لها أي اتحاد هل الاشتراكي أم الدستوري ...أجابت على ما أظن الاثنين معا يضيف الراوي من أجل المزيد من التوضيح هل تعلمين بأن عبد الرحيم بوعبيد رمز لهذا الحزب قاطعتني انه المعطي ياسيدي لماذا تخطئون في الاسم ألم يكن الزعيم محاميا ؟...نعم ...ألم يكن الزعيم وزيرا .؟ ...نعم ...ونحن في خضم الجدل رفع شعار آخر ....بنجلون يارفيق ما زلنا على الطريق ...مرة أخرى انتبهت الى الدموع المدرار ...استفسرت هل تعرفين عمر بنجلون هو الآخر ...نعم كان زينة الرجال أعرفه حينما كان مديرا في فندق مشهور...قلت لها ياسيدتي عمر بنجلون امتدت اليه أيادي الغدر منتصف السبعينات واختلست روحه ...قالت ...يا سيدي عمر بنجلون مات في حادثة سير ولم تكن له مع السياسة كانت له مع الطاسة ...لم أتمالك بسرعة عبرت جغرافية المكان وبحثت في كل الزوايا والمنصات عن صور للزعيمين لكن لم أجد لها أثرا ...ألم تكن أول ملاحظة أشارت اليها الصحف هي غياب صور الرموز عن هذاالمؤتمر ...حسنا فعلت الأقدار لأنه بالفعل ليس حزب المهدي وعمر ولمالا بوعبيد كذلك ..يضيف الراوي ...سارعت الى حيث تجلس المرأة ...قالت لي بصوت عالي لقد نجحت في هذا المؤتمر نعم لقد نجحت في انتخابات هذا المؤتمر سمعت اسمي ...يقولون بأنني في المجلس الوطني ....ما هو ياسيدي المجلس الوطني وهل سيستقبلنا....؟ .....سأهيء لباسا يناسب المقام .....قال الراوي غادرت المؤتمر وقطعت على نفسي تقديم استقالتي من السياسية لأنها بالفعل اغتيلت من طرف تجار البرصة لكن شريطة ألا أقدم استقالتي من التفكير …
#مليكة_طيطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقاربة النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان
-
أضغاط أحزاب ؟؟؟؟؟
-
نساء ونساء
-
صون الذاكرة من النسيان
-
الجامعة .....ذكرى جميلة
-
توظيف زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في السينما المغرب
...
-
علي المرابط والآخرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|