أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - الديموقراطية مطلب الأحرار















المزيد.....

الديموقراطية مطلب الأحرار


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الديموقراطية هي وسيلة الحكم الراشد ، في تنظيم العلاقة بين الحاكم و المحكوم ، و تحديد الحقوق و الواجبات لكل منهما، فيها من السعة و المرونة ما يجعلها تناسب كل نظام و زمان
و مكان، لأنها إجتهاد بشري بعد سنين و قرون من الصراع
و الثورات توصل إليها العقل بعد هذه التجارب و التطبيقات في محاولة إسعاد المواطن و خدمة الوطن و الدفاع عنه من كل فيئات المجتمع. لأنهم يدافعون عن كرامتهم و حريتهم.
و لذلك فهي نظام سياسي و إجتماعي يكون الشعب فيه صاحب السيادة و القيادة عن طريق ممثلين حقيقيين (لا مزيفين) عنه في تسيير شؤون الوطن و المواطن. لأن أزمة التسيير هي التي قادت الشعوب و النخبة إلى هذا النوع من الحكم الراشد. عكس الأنظمة الديكتاتورية التي تأله و تقدس الحاكم سواءا كان فردا أو جماعة أو قبيلة، على حساب الشعب و الوطن مهما كان. و الديموقراطية لا تفرض بالقوة
و القهر و الإكراه بل تنبع من الأعماق، أي من القلب و العقل، و ذلك بتغيير الذهنيات التي تقود إلى تغيير السلوك، فالسلوك الديموقراطي أو الديكتاتوري يختلف بإختلاف التربية ( أي المعتقد).فمن يعتقد أنه على صواب أو أنه أقوى و أعلم من غيره( عقدة الفوقية) فلبد أن يكون سلوكه وفق هذا المعتقد ، فلا يمكن أن يسمع لغيره لأنه يرى غيره دونا( الدونية) منه علماو قوتا و صوابا، و لا يمكن له أن يرى ضرورة لإشراك غيره معه كما لا يمكنه أن يعترف بالخطاء ... حتى و إن حصل له مكروه ما، فسيكون تبريره حتما الغير مهما كان هذا الغير، قد يكون المكتوب و القدر، قد يكون الله، قد يكون الشيطان، قد يكون الجن و السحر و العين، قد يكون الحساد، قد تكون الظروف، فإن كان حاكما قد يرمي الكرة للشعب (الغاشي) أو المؤامرات الخارجية أو للمعارضة الداخلية
و الخونة و المندسين. و إن كان في المعارضة حتما يكون فشله سببه له النظام و المخابرات. و إن كان من عامة الشعب كل ما يصيبه ألصقه بالنظام و الحكم الفاسد أو بالعلماء
و المسؤولين... المهم أنه بريء (براءة إخوة يوسف من أخيهم). قد يكون ما يكون، المهم أنه هو بريء و لا لوم عليه وهكذا تتكون الديكتاتورية في عقول الناس، عندما لا يعترفون بأخطائهم و لا يعيدون حساباتهم و يرمون كل المصائب على غيرهم (ضربتني حجرة) (ضربني الباب) ( أ ربحنا أم خسروا) هذه العقلية اللاعقلانية جعلت الشعوب أنانية
و عاطفية لا تحركها إلا المؤثرات العاطفية، كإنتصار فريق كرة قدم أو إنهزامه، فالإنسان الذي تحركه شهوة العاطفة من حب و كراهية يصبح أقرب إلى الحيوانية و البهائمية، أي ما أسميناها ( حيونة الإنسان) فهو إن أحبك جعلك إلاها و إن كرهك جعلك شيطانا مريدا، فهو لا يعرف من الألوان إلا الأبيض و الأسود، فهو لا يرى إلا بعين واحدة رغم أن الله تعالى أعطاه عينين إثناتين. لذلك فعالمنا العربي
و الإسلامي المتخلف، الكل فيه يتهم الكل و يبريء نفسه ، فالحاكم و النظام يتهم الشعب بالمسؤولية عن الأوضاع المزرية و المتعفنة و الشعب يتهم النظام و الحكام،
و المعارضة تتهم الكل، و كلهم يسبون الظلام و ينقدون الأوضاع و يتفننون في ذكر المشاكل، لكن الجميع لا يمارس النقد الذاتي و يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه و أنه هو واحد و طرف من أطراف الأزمة ، و أن الحل يبدأ من عنده
( النقد سهل لكن الفن صعب) كما يقول المثل الفرنسي،
و( الجمل لا ينظر إلا لحدبة غيره ) كما يقول المثل العربي،
و لذلك فالتغيير و الإصلاح يبدأ من النفس و المحيط ، فالكل مسؤول حسب قدرته و في إيطار إمكانياته و قدراته في إصلاح نفسه و أهله و محيطه ... إن القضية هي قضية إيمان بالتغيير و الإصلاح ، فلو أن كل قادر منا غرس شجرة في السنة أمام محل سكناه لأصبح محيطنا كله أخضر (لو كانت بيد أحدكم فسيلة و إستطاع أن يغرسها قبل أن تقوم الساعة فليغرسها، فله بذلك أجر)، و لو أن كل قادر منا أماط الأذى من الطريق لأصبحت طرقاتنا و شوارعنا مثل شوارع أوربا في النظافة و النظام. إن الدين الذي أمرنا بإقامة الصف في الصلاة و بالغسل و الوضوء و إماطة الأذى و إعطاء الطريق حقه لجدير بنا أن يجعلنا أكثر شعوب العالم نظافة و نظاما،
و لكن أين العقيدة و الفهم السليم لهذا الدين العظيم ، فالطقوس التعبدية و الشعائر الدينية وحدها لا تكفي في تغيير ذهنية شعب و التحول به من الهمجية و اللامبالاة و البدوية إلى التحضر و اللإنتظام و التقدم للأمام . (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون ).َ
إن دين يأمر بتزكية النفوس و تطهير القلوب من الحقد
و الكراهية للأخر، و بالبذل و التضحية من أجل إسعاد الأخرين لجدير بالإهتمام و الدراسة، لو وجد التربة الصالحة في شعب عنده قابلية للتغيير و النهظة. لكن شعب يتمسك بالشكليات و المظاهر الخادعة و المنافقة و لا يغوص في الأعماق و فهم المقاصد، لا يمكنه أن يتقدم خطوة واحدة للأمام، لذلك قال ذاك الإصلاحي العربي الذي سافر إلى أوربا
( وجدت الإسلام بلا مسلمين) ، شعب لا تحركه إلا العواطف سواء عاطفة الحب أو عاطفة الكراهية و الحقد ، لا حدود عنده للحب أو الكراهية ، فإن أحب رضي بالعبودية و الخنوع لمحبوبه، وأعطاه كل القداسة و التبجيل ، فمنهم من يعبد المراءة و منهم يعبد المال و الأثرياء و منهم من يعبد الحكام و المسؤولين ( عليك السمع و الطاعة لولاة الأمور حتى و لو ضرب ظهرك و سرق مالك و فعل في أهلك) و منهم من يعبد العلماء و المشايخ ( شيخ الإسلام و مفتي الديار و...)،
و منهم من يعبد نجوم الكرة و الفن، في مجتمع يعيش بقلبه وعواطفه الكل له صنم يعبد ، صنم يصنعه ثم يعبده و إن جاع أو غضب أكله.و إن حركته عاطفة الحقد و الكراهية للأخر تحول إلى واد ثائر يدمر كل ما وجد أمامه، أو حيوان مفترس جائع يتلذذ بالقتل و سيلان الدماء، بلا شفقة ولا رحمة، لا يعرف للعرف أو القانون أو المباديء أو الدين أو الإنسانية سبيل، الكل عنده مباح من أجل أن يشفى غليله، فهو في حالة طواريء و ثوران و هيجان لا يرتاح حتى يدمر و يكسر
و يسفك الماء ، و هذا ما تراه في ملاعب كرة القدم و ما قامت به الجماعات التكفيرية التفجيرية و ما قامت به الحكومات الديكتاتورية ضذ شعوبها.



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة على رجال الدين قبل السياسين يا شباب
- لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور
- تجار الدم والهدم واهمون
- هل خلقنا لنشقى ؟
- الحمد لله على نعمة الإختلاف
- محاكمة ديكتاتور مستبد
- هل للجن أزمة سكن ؟
- القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
- ارتباط الديكتاتورية بالمقدس
- من مظاهر تخلفنا
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - الديموقراطية مطلب الأحرار