أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عباس علي العلي - متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2














المزيد.....

متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 19:29
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لقد كان تصنيم النظرية الماركسية في اطار قانوني فكري محدد لا يقبل التطور و الخروج من الفهم الذاتي الى الفهم الموضوعي للفكر عموما جعلها تدور في محور مركزي يعرقل حركة التطور و يحولها الي مجرد ارث سلفي غير ممكن لو ان يتجاوز الواقع او حتى افتراض هذا التجاوز , ان ادراك ماركس لحتمية التطور و اقراره بحركية الصراع كان يجب ان يكون دافعا لكل الماركسيين لبعده للخروج من هذه البوتقة و الانتقال الى الملحقة اللاحقة او ما يسمى مرحلة ما بعد الماركسية .
من العلم وشروطه أن لا ننظر لكل حركة في الوجود على أنها حدث منفصل من مستوجبات اللحظة ونتاجها , لكل حادث جذور منها من تنبت بجذور عميقة تمتد لمسافات بعيدة في أرض الواقع ومنها من له جذر يمثل شعرة أرتباط بالواقع , لا يمكنني أن أقر بعبثية هذا الكون المنتظم وأقطع بما يخالف الدليل والتجربة الحسية لأدعي العلم والعلمية.
ان قولنا ان الفكر الماركسي الان مجرد تراث انساني فقط بشكليته الحالية غير قادر و لا ممكن له ان يستجيب لمفاعيل النظام السياسي و الفلسفي و الاقتصادي في عالمنا المعاصر لسبب بسيط ان شكلية الصراع الذي بنى ماركس عليه الاسس النظرية لم يعد كافيا لتبرير و تفسير الصراعات البينية داخل المجتمعات الاقتصادية الحالية التي تتغير فيها المفاهيم و المعاني و الحدود و الاشخاص و الاحداث و الافكار حيث يشهد عالمنا اليوم صراع الانسان كل الانسان مع التكنولوجيا المتدخلة و الداخلة في اصغر التفاصيل الحياتية و خشيته من ان تحل مفاعيل التكنلوجيا شيئا فشيئا مع قوة العمل البشرية بشقيها المبدع و المنفذ .
من الصراعات المهمة التي تعصف بالمجتمعات الحضارية اليوم تجاوزت مشكلة الاقتصادي و تنوعت الى مشكلة الهوية و اشكالية حقوق الانسان و الحرية ومفاهيم اخرى تتمحور حول العامل الاجتماعي الذي يعطي للمجتمعات نسقيات و اطر خاضعة للتبدل و التجديد خاصة بعد ان شهد الصراع الطبقي ما يشبه الحلول التوافقية و بلغت العلاقة بين قوة الانتاج و محركات الانتاج تفاهمات حددت الحقوق و الواجبات بين الطرفين و هذا يفقد ايضا ميزة اساسية تصبغ النظرية الماركسية .
ان الخروج من عباءة الفكر و الفلسفة السائدة في القرنين التاسع عشر و العشرون يعد اليوم اساسا مهما في تحرير الانسان من قيود الفكر النظري و الفلسفات احادية النظرة و التي يراد لها ان تقتحم جبرا بتفسيراتها المحدودة و القاصرة الاشكالية الكونية , فلا الرأسمالية قادرة اليوم ان تكون الحل المثالي و لا الماركسية و وجهها الاشتراكي يمكنها ان تعالج ازمة الانسان , ما يعالج ازمة الانسان اليوم هي النظرية الكونية الشاملة التي تدرس اساسيات و مقدمات و معطيات الواقع بتجرد و كأنها خاضعة للتحليلات المختبرية لا صغر التفصيلات و من ثم اعادة تركيب المعادلات دون ان نترك جزئية او فرعية دون ربطها بمنظومة الحل .
يكفي الانسان من تجاربه ان يفهم ان حركة التاريخ محكومة دوما بموجب انظمة منها ما هو معروف و محسوس ومنها ما خفي بالعلة او الشكل او الاسباب لكنه يعلم ان الكثير من التفسيرات الناقصة و المشاكل المؤجلة سببها يعود دوما من القفز على النتائج و محاولة قطف فكرة قد تبدو كلية او تبنيها على انها الكل و اهمال الكثير من الملاحظات و القيم و الافكار الفرعية التي تشكل بمجموعها صورة الواقع و صورة الحل وبربطهما معا يمكننا ان نستنتج ونستشرق ان الرؤية الكونية او نقترب كثيرا منها و هذا يتطلب شجاعة فكرية اكثر من الاحتفاء و الاحتفال و الظن بأننا وصلنا نهاية التاريخ .
حتى في الجدلية و مقولة الحتمية فيه هناك تفرعات نتائجية لم ينظر لها الفكر الماركسي عموما و لم يناقشها على انها فرضية قابلة للتعدد في التصور و الافتراض , لقد حشر ماركس و الماركسية الرؤية في انتصار الطبقة العاملة من خلال تطبيق الاشتراكية العلمية و اعلان نهاية الصراع الطبقي في المجتمع دون ان يفترض ان هذا التصور هو واحد سلسلة من الافتراضات العقلية المقبولة و المعقولة وقد نشهد هزيمة لهذا الخيار و انتصار الخيار الاخر و ايضا قد نشهد تصالح او ائتلاف التناقضات و ولادة خيار اخر او افتراض وجود حل اخر , هذا التفصيل واحد من الانتقادات التاريخية لمفهوم الحتمية الماركسي .
ان العودة الى الباب الذي فتحه الفكر أي فكر ضرورة حتمية واصولية عقلية لا بد منها لإعادة تأشير الخلل و بيان القصورية في فهم لماذا لم نتقدم او نخرج من اطار الفكرة الاساسية والتي بموجبها شهدنا ولادة النظرية الفكرية , على الماركسيون الجدد مسؤولية تجديد وتنشيط فكر ماركس ليس من خلال تبني المقولات التاريخية السلفية ولكن من خلال متابعة مؤشرات وخطوط السير العقلية التي تبناها مؤسس الفكر الماركسي ومحاولة الخروج اكثر بجرأة وحرية و روح نقدية تساير الزمن وتستجيب لكل التبدلات و التحولات في الواقع وفي الفكر دون ان تنسى ان عامل الزمن هو عامل كاشف و مقيم ومعياري لبيان صلاحية الفكرة او عدميتها .
على الماركسيين الجدد اليوم ان يقبلوا ان النتيجة التي آل اليها الفكر الماركسي هي نتيجة سلبية لم يتصورها احد قبل فترة من الزمن لان قولبة الفكر و التمسك بالمقولات الثابتة وعدم القدرة و الشجاعة على ممارسة النقد الايجابي و البحث في افتراضات عالم اخر خارج المحدد المرتبط به هي من اسباب و علل هذا التخلف , لا احد يؤمن اليوم حقيقة و لا يقبل ان تطبق الماركسية بالصيغ التي جربت بها في مجتمع محكوم بالعولمة و ما بعد العولمة خاصة ان هذا الامتداد المجتمعي الى الخارج و الى الداخل و الغير قابل على الضبط و الربط المركزي سيجعل من تطبيق التجربة الماركسية مجددا عبارة عن فصل كوميدي من مسرحية هزيلة



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي
- أنتصار الغائية
- متى يسقط فرسان الدين
- النص واللغة
- من رسائل امرأة طفلة _ قصة فصيرة
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح1
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح3
- أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة
- في معنى السياديني ح1
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1


المزيد.....




- قبل عودته إلى بيروت.. نشر لقطات للسفير الإيراني في لبنان الم ...
- اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط في القدس
- دمار واسع في منطقة النبطية جراء الغارات الإسرائيلية
- بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد ان ...
- الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء ...
- واشنطن بوست: ترامب قد يحبط خطط حظر تيك توك في الولايات المتح ...
- صحيفة تشيكية تنقل أخبارا سيئة للغرب بشأن أوكرانيا
- إسقاط 13 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعتي بيلغورود وبريانسك
- محلل إسرائيلي: تأخر إنهاء الحرب في لبنان سيسمح لحزب الله باس ...
- أكسيوس: ترامب يخطط لتنفيذ نصائح ماسك بشأن الحكومة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عباس علي العلي - متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح2