أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عباس علي العلي - متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1














المزيد.....

متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 16:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



في بؤس الفلسفة صاغ ماركس , على أساس موجز عن التاريخ السابق للرأسمالية , أول نظرية للبحث : أن البنية الاقتصادية للرأسمالية تنتج نزاعا طبقيا غير قابل للتسوية بين الطبقة العاملة و البرجوازية بحيث أنه على الطبقة العاملة أن تحله بقيادة الصراع الطبقي ضد البرجوازية , حتى يتم تأسيس المجتمع غير الطبقي . يمكن للمرء أن يقول أن ماركس في فلسفة البؤس قد صاغ مشروعه الاقتصادي للبحث .
هل تكفي هذه المقولة الثورية للوقف عندها أكثر من عقدين من الزمن لتكون المبرر الأساسي لبقاء الماركسية أسيرة فهم أعتمد أولا على محركين العلم والحركة فيما بقيت الأفكار تتحرر من خلفيات التكوين وضغوط البقاء صادمة لتتماهى مع كل التبدلات الكونية على أساس أن الزمن ليس محلا للحركة فقط وأثبات الوجود بل ولتبرير أحقية الوجود أيضا .
ماركس في هذه المقولة فتح الباب على مصراعيه للعقل البشري أن يفترض أن أبواب التحرر الفكري لا يمكن أن تنحصر في شكلية واحدة وفي نمط واحد من الكونية , إنه بذلك حرر الإنسان من شعوره بالخضوع لمنطق الممكن والواقع , جدلية الراع ومفهوم التاريخ وشروط المادية لا تمنحنا عذرا أن نقف عند بوابة ماركس هذه بل لا بد لنا من البحث عما هو أمام وأبعد من هذه البوابة الجديدة .
الصراع الطبقي وجه من أوجه متعددة لصراع الإنسان حتى يبقى وليس حتى يتحرك البقاء قيمة أولية للحركة ولكن ما بعد القاء هي العلة الأكبر التي يجب أن تدرك جيدا من قبل الماركسي خصوصا والفكر الإنساني عموما , محرك التأريخ يشهد أن تعدد الصراعات وإن كانت تكلف الوجود الإنساني إلا أنها تحصيل للكيفية التي يقرر الإنسان فيها كيف يكون ,وما هي الوجهة القادمة وإلا عد التمسك فيها لمجرد أنها موجودة نوع من العبث العقلي .
الصراع الطبقي وفق للمقولة غير قابل للتسوية وهذا ما لم يثبته لا ماركس ولا الماركسيين ولا حتى من يدرس الصراع كقيمة مجردة لأن أصل فكرة الصراع هو التنازع على محل بقصد الغلبة والاحتواء فلا بد لنا من فهم أولا حقيقة التناقض بين طرفي الصراع ومسارات وخطوط ومجريات حركة الصراع وأرتباط ذلك بالعلل والأساسيات التي أدت وراكمت وصنعت هذا الصراع ومن ثم البحث عن الجذور التي قد تحمل بذور لصراعات أخرى .
ماركس في المقولة هذه يحدد وجها من أوجه التاريخ صحيح أنه وجه له وزن مؤثر لكنه أيضا مرتبط باستحكامات أسباب النزاع لها مصادر ذاتية ولها مصادر موضوعية بلورت هذا الصراع وأظهرته للعلن بالكيفية التي شرحها ماركس (نضال المجتمع ضد الطبيعة، من حيث هو نضال المتناقضات) ,فالصراع متجدد ومتنوع ومتغير حدوثي وافتراضي فهو مستمر سيال لا يتوقف ولا يتمحور حول كيفية محددة ولا شكلية معتمدة على أنها السر الكامن والنموذج الذي لا يمكن تجاوزه أو التجاوز عليه .
هذه المقدمة تقود لجملة من النتائج أولها أن لا شيء يمكن عده نقطة نهاية يصل لها الفكر وتتجمد عندها المعرفة وخلاصتها الفلسفة وبالتالي الادعاء بأن الماركسية هي نهاية الفلسفة والصورة النهائية لتصورات الحل في الصراع المادي والتاريخي(الأسُس النظرية الجذرية للماركسية–اللينينية غير قابلة للمراجعة) ,هذا الموقف يعاكس الكثير من الاصوات المتجددة داخل الفكر الماركسي والتي تؤكد على حركية الفكر بتسابق جدي مع الزمن لا الوقوف أمام مفهوم جامد ونحن نتكلم عن صراع وعن جدل وعن حركة لا بد لها أن تستجيب للمتغيرات الفكرية التي نشأت في ظلها ونتيجة لها , إنها الخطيئة الكبرى كما يقول عطية مسوح رافضا هذه الفكرة (فحين اعتُبِرَتْ نظريةً كفَّتْ عن التطور. الماركسية منهج معرفي، على غرار المناهج الأخرى، وهو باعتقادي أكثرها صحَّة لأنه منهج مادي جدلي تاريخي.) .
من العلم وشروطه أن لا ننظر لكل حركة في الوجود على أنها حدث منفصل من مستوجبات اللحظة ونتاجها , لكل حادث جذور منها من تنبت بجذور عميقة تمتد لمسافات بعيدة في أرض الواقع ومنها من له جذر يمثل شعرة أرتباط بالواقع , لا يمكنني أن أقر بعبثية هذا الكون المنتظم وأقطع بما يخالف الدليل والتجربة الحسية لأدعي العلم والعلمية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا وأحلام مبعثرة _ قصة قصيرة
- حق الإيمان وحرية التدين
- التصحيح وممارسة حق العود
- حقيقة الشيعة والسنة كمصطلح سياسي
- الهرمنيوطيقا... دلالة المعنى في الواقع الإسلامي
- أنتصار الغائية
- متى يسقط فرسان الدين
- النص واللغة
- من رسائل امرأة طفلة _ قصة فصيرة
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح1
- قصدية عالم سبيط النيلي قراءة متأنية ح3
- أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة
- في معنى السياديني ح1
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عباس علي العلي - متى تنهض الماركسية من سلفيتها ح1