محمد ثامر
الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن الدولة.. لا هم.. ولا هو..أنا وأنت وانتم وانتن
لا نقولها كما قالها لويس ((أنا الدولة )) ..ولا نقولها كما قالها الأباطرة والطواغيت ((أذا قال الحاكم قالت الدولة)) بل نقولها كما ينبغي لها ان تقال في كل عصر من عصور العراق.. الدولة نحن ((أنا وأنت وانتم ))..اذا استقامنا استقامت الدولة واذا فسدنا فسدت واذا سمونا بانفسنا عن إيذاء الناس وتوسلنا الاحسان اليهم والترفع عن صغائر الأمور كبرنا وكبرت دولتنا واذا تولينا على الناس بالباطل نأكل أموالهم ونصادر ما استجد من حقوقهم ونسومهم تحت ستار الدولة سوء العذاب هلكت الدولة وهلكنا.
واذا مضينا نترصد اخطاء الدولة لغرض الايقاع بها لسهل ذلك ويسر لان مسيرة الدولة حركة لآلاف المؤسسات والاشخاص والاموال والسلطات فمن السهل جدا ان تكتشف في خضم هذا الكائن المهول ثمة اخطاء ولكن من الصعوبة ان تضع حدا وحلا لها ومن الصعوبة ان لا تألوا جهدا في التماس هذا الحل ومن الصعوبة جدا ان تعطي لها وقتك وجهدك دون ان تنتظر المقابل.. ان عظماء التاريخ دخلوه لانهم اسخياء حتى قيل ان خير اهل الدنيا الاسخاياء وخير اهل الاخرة الاتقياء. وان العظمة اوالخلود بالاصح مرهون ومحتسب على قدر الجود.. باختصار ان العطاء سبيل الخلود .
نحن انا وانت وانتم وانتن قد تكون المرة الاولى التي تستخدم فيها هذه الضمائر لتدل على صيغة سياسية محضة ولكنها المرة الاصح من كل عمرها الذي عاشته بين كتب القواعد ومتون الاعراب انها هنا لتدلنا على الحقيقة ان الدولة مثلما نكون تكون ومثلما نبدو تبدوا.
عندما افلست الدولة حاصرنا العوز وعندما ضعفت الدولة استملكنا الخوف وعندما نهبت الدولة باغتنا الهم , ولكننا في كل ذلك ومع اختلاف فصول السياسة نحاول دائما ان ننتقد دون ان نحاول مرة واحدة ان نبادر.. ان نصحح.. ان نبذل...اعتدنا ان نعمر مجالسنا بالحديث عن سوء سلوك الدولة والغث من اعمالها والاساءة الى كل عناوينها ولم نشاء يوما وان بالصدفة ان نثني على من يستحق الثناء وما اكثرهم.
ان سبيل التخلي عن المسئولية ومن ثم العودة لانتقاد من تصدى لها هو التخاذل بعينه وان اسلوب انتقاد من يعمل دون المبادرة الى العمل هو الكسل بعينه وان سبيل ادارة الدولة مهما صغرت هذه الادارة باسلوب ينحرف بها عن خطها الانساني هو الطاغوت بعينه....فلاتكون متخاذلا كسولا طاغوتيا لانها صفات شتى يجمعها سوء الظن بالوطن.
#محمد_ثامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟