حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 08:46
المحور:
الطب , والعلوم
حلوة زحايكة:
سوالف حريم-حمارك في بطنك
تذكرت حكاية الذي أكل حمارة شواء في جلسة واحدة وامتلأ بطنه ولم يعد قادرا على القيام من مكانه، فيبدو أن لكلّ جيل حماره، فأمّهات هذا الزمان ما أن يفتح الرضيع فمه باكيا حتى يلقمنه أثداءهن، أو أنبوبة الحليب الاصطناعية، فيسكت المسكين ضعفا وخنقا، أو يضطر الى الرضاعة وهو شبعان، وعندما يفطم الرّضيع يجبرونه على تناول الطعام دون اقتناع من الكبار أنه شبعان، فتكبر معدته، ويعتاد ذلك، وعندما يكبر ويصاب بالسّمنة خصوصا الاناث فانهم يبدأون بمحاسبتها على الافراط في الطعام، لأنهم يريدونها رشيقة خفيفة حسب طلب العريس المنتظر! ولا يعلمون أنهم هم من أسّسوا لهذه السّمنة. وفي فصل الشتاء، فانهم يجلسون في البيوت ويبدأون بتناول الطعام الذي يزوّدهم بالسعرات الحرارية، وتنمو طبقات من الدّهون على معدة كل منهم، فيبدأ البطن بالتراخي والترهل ليتناسب مع الوضع الجديد، وبما أن الرياضة نوع من الترف الذي يصل الى درجة العيب في عرف عادات التخلف، خصوصا للنساء، فان المشاكل الصحية من أمراض السكري والضغط وتصلب الشرايين، والجلطات القلبية والدماغية وغيرها تجد طريقها بسهولة إلى من يعانون من السمنة، حتى إن احدى صديقاتي والتي تعاني من السمنة، وأوجاع في الساقين، وهشاشة في العظام من كثرة الولادة، قال لها الطبيب: ساقاك لا يستطيعان حمل جسدك فهما مثل عجلات سيارة صغيرة ولا تقوى على السير بشاحنة، وقلبك لا يستطيع ضخ الدّم الى جسدك تماما مثلما لا يصلح موتور سيارة صغيرة لتشغيل شاحنة. فعادت صديقتي تشتم الطبيب الذي وصف لها حمية لتخفيف الوزن، لكنها في النهاية أصبحت موضع غيبة ونميمة لجلب الضحك للنساء النحيفات، أمّا بعض الرجال الذين يعانون من السمنة فبعضهم كما الفيل، لا يقوى على التنفس بسهولة، ويريد زوجة نحيفة، وقد يهدد بالزواج من أخرى مع أن ما بينه وبين الموت لا يزيد على شعرة.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟