سعيد ياسين موسى
الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 12:39
المحور:
المجتمع المدني
في الايام الماضية كنت أؤدي واجب العزاء والمواساة لاحد الاصدقاء لوفاة احدى القريبات ,واستمعت الى قصة جريمة موت حقيقية ,فقدان للحياة وضياع لملايين الدولارات من مدخرات المواطنين رغبة في تأمين علاج لمرضاهم.
القصص كلها متشابهة والقصة تبدأ من تشخيص مختلف لعدد من الاطباء العراقيين دون تقديم علاج ملائم لتشخيص حقيقي ,لتضطر اسرة المريض في لم شعثها ماليا لتسفير مريضها املا في علاج وهمي خارج البلاد لتخلف قطاع الصحة , ومن حيث التكاليف تتم مراسلة المستشفيات المعروفة والكبيرة في لبنان ,وعند الوصول لتصطدم الاسرة بجملة من التكاليف الباهظة ,من حيث السكن والفندقة ,وزيارة الاطباء كل ساعتين بكلفة (250) دولار لكل زيارة بمعدل اربعة زيارات يومية لأطباء مختلفين مع فتح صالة العمليات لعدة مرات وبأجر اكثر من (2000) دولار ولعدة مرات حسب توصية الاطباء الزائرين, مع اجور التمريض للممرضة الواحدة 150 دولار لكل زيارة مع كم هائل للفحوصات المختبرية اليومية دون تشخيص المرض مع ارتكاب جريمة التوصية بأدوية تجريبية باهظة الثمن دون تشخيص المرض , وهكذا لتنتهي الرحلة العلاجية باستلام أسرة المريض جثة هامدة لتعلن المستشفى عن وفاة المريض دون معرفة الاسباب ,مع ملاحظة طرد أحدى الممرضات لأنها ابلغت اسرة المريض بعدم جدوى وجودهم في المستشفى ,لتبدأ رحلة اصدار شهادة الوفاة من قبل طبيب من خارج المستشفى وبأجر (2000) دولار ,ومصادقة مختار منطقة المستشفى بأجر 500 دولار ,ولتبدأ رحلة نقل الرفاة الى الوطن والمعاناة مع شركة الخطوط الجوية العراقية , هذه القصة كلفت الاسرة المنكوبة والتي انا بصددها في سرد القصة مبلغ خيالي (325000) دولار امريكي , ومن العجيب ان القنصل العراقي في بيروت قد ابلغ اسرة الفقيدة ,بأن هذه ليست المرة الاولى لارتكاب هذه الحوادث في المستشفيات المعروفة في بيروت وانها تكررت لمرات كثيرة لتنتهي رحلة العلاج الى الموت المحقق, مع وجود معلومات بزرق المريض بحقنة من الهواء في الوريد لتنتهي رحلة استنزاف الارواح والاموال بفاجعة الموت لأنسان سلب حياته وبأمواله, عرضت عليكم قصة حقيقية متكاملة الاوجه والمدخلات ومخرجاتها الموت ,لتكرر هذه الجريمة بشكل يومي , لست في معرض التحليل واعطاء البدائل ومراجعة السياسات المعتمدة في قطاع الصحة في العراق وبناء الثقة وثقافة المواطن ومدى التزام الطبيب العراقي بقسم أبقراط , وتبديد الاموال المرصودة لقطاع الصحة في العراق ,وجدوى المساءلة والرقابة النيابية والمجتمعية ,وجدوى الدعاوى القضائية ومهام الادعاء العام العراقي في حفظ الحق العام للمواطن والمهام الارشادية للسفارات العراقية ,أنها إرهاب من نوع ثاني ,كلها في أطار احترام وصيانة وتأمين حق الحياة للمواطن ,والله تعالى والعراق والمواطن من وراء القصد.
سعيد ياسين موسى
بغداد في 26/12/2014
#سعيد_ياسين_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟