سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 03:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا مناص من دفع حضارى قوى !
سليم نزال
فى حوارات الحضارات او حوارات الاديان التى شاركت بها كنت المس نزعة
غير ضرورية للمجاملات .و بكل صراحة كنت المسها اكثر عند رجال الدين العرب .يا اخى حين تحضر لحوار اديان انت تعلم انك قادم لحوار شخص او اشخاص لهم رؤية مختلفه عن رؤيتك عن الله او الخالق او الوجود.بل و ربما تكون متصادمة احيانا. و لا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة, اى حقيقة اختلاف الرؤى الدينيه عند البشر, و ان ما يعتبره هذا حقيقة مطلقة مسلم بها, قد لا يراها الاخر كذلك .لكن الناس تلتقى لتتحاور ليس لاجل تغيير قناعات بعضهم البعض . المطلوب التعامل مع الاخر كما هو بالضبط لا اكثر و لا اقل .هدف القاءات هو للمساهمة فى بلورة رؤيا انسانيه مشتركة يستطيع الجميع ان يعيشوا فى اطارها بلا عنف و بلا ادانة الاخر.
و لهذا السبب كنت اقف دوما ضد التبشير الدينى بكل انواعه .لان المبشر يفترض انه يملك قيما دينية اعلى من الذين يبشرهم .و لذا يسمون ( المبشر به) انه( اهتدى) و هذا يفترض انه كان على خطا .و هو امر غير صحيح فى ظنى .و هو نقاش طويل يحتاج لحديث اخر.
هناك فارق بين الطوائف او الاديان و الطائفيه.الاديان و الطوائف تشكلت فى سياق تاريخى مجتمعى .و سواء احببنا هذا ام لا, هذا جزء من حراك المجتمعات تاريخيا .ام الطائفيه فهى التوظيف السياسيى لكسب السلطة و الاعلاء من شان حقيقة واحدة على حساب حقائق الاخرين , او لادانة الاخر و احيانا قهر الاخر سياسيا او اقتصاديا او غير ذلك.هذا المنطق لا ينتج سوى الدمار و الخراب و اؤكد جازما انه لا منتصر فى هذا المنطق سوى ثقافة الاحقاد .
التغيير الثقافى الذى ادعو له هو عقلنة و انفتاح الفكر لكى لا يبقى حبيس الماضى, لان ذلك يطرح اشكالية من غير الممكن حلها لانه من غير الممكن اعادة التاريخ مرة ثانية. و اذا كنا غير قادرين على ذلك, الا اننا قادرين على نقد انماط الفكر الماضوى الذى يضرو لا يفيد فى التقدم. و هو تكرار لصراعات قديمة لا قيمة لها فى الحياة المعاصرة.لا سبيل الى التقدم بدون النقد, و لا سبيل الى النقد بدون عقلنة التفكير عبر مواجهة شاملة و جذرية مع ثقافة ادلجة الاديان و ادلجة الحقيقة , و هو امر لا يتم بدون دفع حضارى قوى جدا يحاصر هذا الفكر تماما .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟