محمد الشريف قاسي
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 12:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل خلقنا لنشقى و نتعذب؟ مافائدة ذلك للخالق الكريم؟ ما فائدة بعث الرسل والأصفياء؟ ما فائدة هذا العقل (الرسول الباطني) الذي ميزنا به عن الكائنات ؟
إن العاقل يعرف بالبديهة أنه خليفة الله في الأرض فهو محور الكون، فهو رباني ورب صغير على هذه الأرض، والسبب أنه المكلف العاقل الحر الوحيد على هذه المعمورة، والدين جاء ليحفظ الكليات الخمس للإنسان كما في الإسلام ، والديانات كلها جائت سهلة معقولة تتعامل مع واقع الناس، إلا أن أتباعها والقائمين عليها والمتطفلين المسترزقين بها جعلوها ثقلا على الغير، فجعلوا من أنفسهم شراحا
وحراسا لها وجعلوا من أنفسهم آلهة وأربابا حسب شهواتهم، فأنت ترى اليوم الرهبان والكهنة والفقهاء والمشايخ نصبوا أنفسهم ناطقين بسم الله، وبالتالي نصبوا أنفسهم في مقام الرسل و الأنبياء، ليس ذلك علنا و تصريحا وإنما (الفاهم يفهم) فجعلوا من الدين غولا و صنما فمارسوا بإسمه الإرهاب والتطرف والجمود والتبلد الذهني والتقليد إلى غير ذلك من الأفات والأمراض.
أما العقلاء فيعلمون أن الدين ما جاء إلا لسعادة الناس وأنه هو واقعي و منطقي،
فكل دين يتعارض مع مصالح العباد فهو دين مزيف ومفبرك وهو صناعة مقلدة من طايوان كما يقال وليس الدين الأصلي الصحيح.
وهذا الذي جعل من العلماء والمثقفين في الغرب والشرق يبعدون هذه الديانات المزيفة من واقع الحياة، وسموا أنفسهم علمانيون لا دينيون، وهذا جريمة أخرى في حق الدين والعلم والحياة، فتخيلوا واختاروا للأنسان المعاصر إما أن يذهب مذهب اللا دينين أو مذهب الدينين المزيفين، والحق والعدل يكمن في وسط الطائفتين.
أي في الأخذ بالعلم الحديث وما توصل إليه العقل سواء كان مادي أو إنساني مع الأخذ بالدين الحق من مصدره مباشرة بدون واسطة.
أما التعامل مع التراث الفقهي والديني المذهبي القديم فيجب مراجعته وغربلته وأخذ الصالح منه فقط وقد يكون قليل، فالكثير من تلك الكتب القديمة الصفراء والبيضاء المجددة فقدت صلاحيتها في نظري، قلت الكثير ولم أقل كلها . ولابد من التأسيس لفهم جديد للدين ونشره في العالمين، بالنسبة لي كمسلم أسميه الإسلام المعاصر مثلا، و هو إسلام يجمع بين إيجابيات المذاهب القديمة زيادة على ما توصلت له الحضارة الإنسانية المعاصرة من فكر وتطور في الجانب الإنساني و المادي التقني.
#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟