خالد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 11:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المباحثات النووية و مآلات الخروج باتفاق أو عدمه وكذلك انخفاض أسعار النفط و تأثيره على الإقتصاد الإيراني المرهق بسبب تمويله لثلاثة حروب تدور رحاها في كل من سوريا و العراق واليمن بالإضافة الى الأموال التي تتدفق تقليدياً الى حزب الله اللبناني ، قد أدخل الإقتصاد ومن وراءه السياسة الإيرانية الى نفق مظلم لا يعرف مخرجاً منه حتى القادة الإيرانيين أنفسهم الذين وضعوا بلادهم في هذه المتاهات. لكن الجديد هو التنافس التأريخي بين الرياض وطهران الذي أدخله الإنخفاض الحاد في أسعار النفط الى تأزم ما دفع أمين مجلس الأمن الإيراني" علي شمخاني" اعتبار الأزمة بين الرياض وطهران حرباً نفطية تدور رحاها بين البلدين.1
الإيرانيون لم يكتفوا باتهام السعودية بشنها حرباً نفطية ضد بلادهم بل تجاوزوا الإتهام ليصل الى مرحلة التهديد. حيث شنّ النظام الإيراني وهذه المرة على لسان رئيسه المعتدل"حسن روحاني" حملة ضد دول في المنطقة - دون أن يسميها- بنقمة شعوبها بسبب مساهمتها بخفض أسعار النفط التي تضرّ العالم الإسلامي على حدّ تعبيره.
انتقد المحللون الإيرانيون الإصلاحيون خطاب روحاني الأخير الذي أدلى به في اجتماع مجلس الوزراء واعتبره البعض2 أنه يعبّر عن الغضب الإيراني الذي يصدر من ضعف الحكومة الإيرانية وليس قوتها بسبب أداء السعودية حيال أسعار النفط و تهديدها بنقمة الشعوب يعكس أن لا خيار أمام الإيرانيين سوى اللجوء الى الخطاب الثوري الذي اعتمدوا عليه في تهديدهم للحكومات والأنظمة في المنطقة بثورة الشعوب ونقمتها.
تثير سياسة روحاني حيال السعودية استغراب السياسيون الإيرانيون الذين يعتقدون بأنّ لدى روحاني القدرة على إصلاح ما أفسده نجاد بين الرياض وطهران عبر طلب المساعدة من خامنئي الذي يبدو على استعداد لمساعدة الحكومة لإخراج البلاد من عزلتها و مشاكلها الإقتصادية لكن تملّص روحاني يأتي إما بسبب خوفه من الحرس ونقمته في حال سعت الحكومة التقرب من الرياض أو مسعاه لإرضاء التيار المتطرف الذي يحاول عرقلة النووي.
الإذكاء بحروب بين إيران السعودية على لسان أشخاص يعرف عنهم الإعتدال مثل شمخاني أو تهديد الدول بنقمة شعوبها و استخدام الخطاب الثوري القديم من قبل روحاني لتهديد السعودية سوف لن يجلب لطهران غير تعقيد علاقاتها بجيرانها العرب وهذا الخطاب قد يضرّ طهران قبل أن يضرّ جيرانها العرب بسبب إثبات هذا الخطاب لفشله في السابق" فمن جرّب المجرّب حلّت به الندامة".
1- للمزيد مراجعة المواقع التالية:
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13931001001216#sthash.kxbhYnte.dpuf
2- http://www.roozonline.com/persian/opinion/opinion-article/archive/2014/december/22/article/-0096e5f538.html
#خالد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟