|
الاسلام حصاد الخوف
عبد عطشان هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 02:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس هناك كلمة تعبر عن جوهر الاسلام كدين ومعتقد اكثر من كلمة ( الخوف ) الذي يصل احيانا لحد الهلع والهستيريا من كل شيء تقريبا. وتكاد ان تكون الاولوية القصوى للاسلام هي تعميق ثقافة الخوف والرعب والقلق السلبي أفقياً وعمودياً في جسم المجتمع الذي يحكمه، بغية التمكن من السيطرة المطلقة على المجتمع المذكور افرادا وجماعات وسد اي منفذ محتمل للامل والخلاص من تلك الهيمنة الشمولية . حيث يقول ابن القيم: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ. يشيع الاسلام في النفوس نمطين من الخوف : الخوف كظاهرة فردية كأوهام منكر ونكير وعذاب القبر، الجن والجنيات، وعفاريت سليمان و ووسوسة الشياطين والخوف من الذنوب وترك الفرائض وقطع الرزق ، والحسد، والبلاء...الخ ولو تمعن اي مسلم بانصاف وتجرد في حياته الخاصة لوجدها سلسة لاتنتهي من المخاوف والقلق الاجتماعي والنفسي غير المبرر مصدرها الدين الذي يعتنقه، فعلى سبيل المثال وردَت كلمةُ "العذاب" ومرادفاتها أكثرَ من 320 مرة في القران. وبهذه الصورة يبقى المسلم رهين الخوف والقلق دائما ، فحياته الخاصة ، تدور برمتها حول فكرة التحضير للموت والدار الاخرة ومايتصل بها من فروض وطاعات . لقد زرع الاسلام رقيبا داخليا في الانسان المسلم منذ كان طفلا ليحاسبه على كل هفوة او انتقاص في عباداته وفروضه الدينية اليومية ، بل انهم زادو الصورة القاتمة للاسلام عتمة بأن اضفوا صفات الغلاظة والقسوة المتناهية على النموذج البدوى للاله ، فهو القهار، المنتقم ، الجبار ، المتكبر ...الخ اما النمط الثاني من الخوف والشعور بالذنب المترسب في اللاوعي الجمعي للمسلمين بصورة عامة فهو جبل من المخاوف التي لاتكاد تنتهي مثل الخوف من التغيير ، الخوف من الحداثة والتجدد ( البدع) ، الخوف من العلم ،الخوف من الغرب ،الخوف من التفكير الحر، الخوف من الموسيقى ، الغناء ، الفنون الجميلة ، الخوف من الديمقراطية والتعددية ، من الليبرالية و من العلمانية و من الالحاد بل انهم يخافون من لعب الاطفال مثل الدميه باربي او بوكيمان اما الخوف من المرأة فهو يجسد فوبيا جماعية لانظير لها حيث تمارس ضدها أنواعا متعددة من الاذلال و العنف تجاوز التخويف الى الإرهاب بأساليب جديدة ومتنوعة لم يشهدها العالم من قبل. وكلنا يتذكر كيف اصبحت (مالالا ) الطفلة ذات الخامسة عشرة ربيعا مصدر خوف لطالبان فى باكستان فسعوا للتخلص منها وإخراسها نهائيا بإطلاق رصاصة غادرة تصيبها فى رأسها إصابة كان من المفروض أن تكون قاتلة ولكنها نجت ولازالت تقض مضاجعهم. فهل لازلتم تعتقدون ان انسانا سويا يمكن ان ينشأ ويتطور في خضم هذه المخاوف ؟ اما على المستوى الاجتماعي العام فتورد الباحثة المغربية فاطمة مرسيسي في كتابها "الإسلام والديموقراطية: الخوف من العالم الحديث" امثلة عديدة على تجذر ظاهرة الخوف في صلب التفكير الاسلامي ، فهناك سبعة فصول ،من اصل الفصول العشرة لكتابها الجريء ، تضمنت كلمة الخوف ، وهي : الفصل الأول: "الخوف من الغرب الأجنبي" ، الفصل الثاني: "الخوف من الإمام"، الفصل الثالث: "الخوف من الديموقراطية"، الفصل السادس: "الخوف من حرية التفكير"، الفصل السابع: "الخوف من الفردية"، الفصل الثامن: "الخوف من الماضي ، الفصل التاسع: "الخوف من الحاضر". وعندما يتمحور الدين حول ظاهرة الخوف من كل شيء جديد ، يتحول الى كابوس اجتماعي وفكري شامل يشل المجتمع ويعصب عينيه ويمنعه من التفكير الحر الخلاق ومن التطور والنهوض كباقي المجتمعات ويحول الناس الى افراد في قطيع مرعوب يهاجم كل شيء امامه ليهرب من الخوف ، متصورا انه كائن خارجي ولكنه يغفل شيئا جوهريا هو ان فكرة الخوف لاتوجد الا في عقله الموسوس بالاوهام والهلوسة الدينية عن العذاب المنتظر . ليس ذلك فحسب بل ان الخوف من الاخر خلق لدى المسلمين نظرة دفاعية مقرونه بالحقد و الكراهية تجاه الغرب المتقدم. هذه النزعة العنصرية العدوانية تجاه الآخر المختلف تسمى مرض كراهية الاجانب Xenophobia في علم النفس و هو ينتشر في المجتمعات المسلمة . الاسلام هو الدين الوحيد الذي تدخله بالسيف ولاتخرج منه الا بالسيف. وما تفعله داعش ونظيراتها الان بقطع الرؤوس والتفننن في التعذيب الوحشي للعراقيين والسوريين ، ليس سوى استمرار في لعبة الخوف المميتة ذاتها التي بدأت في المدينة قبل 1400 عام ، وكما تصرح هي بذلك دون تردد او وجل. من حق الناس الشخصي ان تتدين . ولكن عندما يتحول الدين الى سلسلة لاتنتهي من العقد المركبة والشعور بالاثم والانفصال عن الواقع ومحاربة التقدم والحداثة ، فمن حقها ايضا ان تترك دينها بدون اكراه او خوف كي تتيح للاجيال اللاحقة من ابنائها ان تنعم بالراحة والسلام والصحة النفسية وتفكر بحرية ودون قيود لبناء عالم انساني افضل.
#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
-
الاسلام ليس الا شجرة شوك!
-
ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
-
ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
-
الاخلاق علمانية وليست دينية !
-
التدين الزائف في المجتمع العراقي
-
الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
-
لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
-
لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
-
ازمة العقل المسلم
-
هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟
-
السقوط السياسي للاسلام!
-
خرافة الاسلام المعتدل
-
الاسلام : صناعة الاستبداد
-
هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
-
هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
-
متى يعود الاسلام للمسجد؟
-
تساؤلات حول مستقبل الاسلام
-
الدين و صناعة عقلية القطيع
-
عنف الاديان : نصوص ام واقع؟
المزيد.....
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|