افتتاحية العدد 15 من جريدة - أخبار عمالية- : في الحاجة إلى تصعيد المقاومة العمالية !

أخبار عمالية

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 00:38
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

افتتاحية العدد 15 من جريدة " أخبار عمالية":

في الحاجة إلى تصعيد المقاومة العمالية !


أمام الوضع الذي تعيشه الطبقة العاملة اليوم، وأمام احتداد الهجوم على مكتسباتها ودوس حقوقها وضرب قدرتها الشرائية يطرح اليوم سؤال عريض وسط فئات عريضة من العمال والنقابيين : ما هو السبيل اليوم لوقف هذا الهجوم المتواصل على الحقوق والمكتسبات؟ ما هو السبيل إلى تحصين السيادة الوطنية في مواجهة الوصاية المتنامية للمؤسسات المالية الدولية؟ وأي رد نقابي وعمالي قادر على كبح هذا المسار الحكومي المستهدف ليس فقط للمكتسبات والحقوق بل حتى للاستقرار الاجتماعي؟
الجواب عن هذه الأسئلة يقتضي بالضرورة توصيف الحالة الراهنة اليوم.

فمن جهة هناك حكومة عازمة تمام العزم على الاستمرار في ذات السياسات اللاجتماعية واللاشعبية للحكومات المتعاقبة بنفس أكثر استهدافا لحق عموم الجماهير في العيش الكريم، حكومة فتحت أبواب البلاد مشرعة أمام المؤسسات المالية الدولية في ضرب للسيادة الوطنية، والتي أصبحت تقرر في الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية وفي "الإصلاحات" الواجب التسريع في تطبيقها، فاتحة المجال أمام احتقان شعبي وعمالي غير مسبوق نتيجة لاستهداف صندوق المقاصة والاستعداد لوقف الدعم بصفة نهائية عن المحروقات والمواد الاستهلاكية الأساسية المدعمة، واستهداف أنظمة التقاعد والنظام الأساسي للوظيفة العمومية، والزيادة الصاروخية في فواتير الماء والكهرباء والتطهير السائل في إطار عقد برنامج يحمل المواطنين مسؤولية "إنقاذ" المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ويفتح المجال أمام خوصصة وتفويت قطاع استراتيجي وحيوي واستهداف مكتسبات مستخدميه. وهو الأمر المكرس مع قانون مالي تقشفي يخضع لتعليمات صندوق النقد الدولي ويخفض النفقات الاجتماعية وميزانيات الاستثمار العمومي، ويستمر في أداء فوائد ديون خارجية بملايير الدراهم وفي تحفيزات ضريبية سخية للشركات والمقاولات، ويمعن في تكريس البطالة عبر تخفيض جذري لمناصب الشغل في استهتار بالتطلع المشروع للشباب للتوظيف والشغل القار..وفي ذات الوقت تشهد الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي عرفتها المدن والقرى المغربية جراء الفيضانات الأخيرة على حجم الخصاصات الكبيرة على مستوى البنيات التحتية وعلى مستوى وسائل التعامل مع الكوارث الطبيعية والمرافق والخدمات الصحية والاستشفائية، وعلى الحاجيات الحقيقية للأمة التي يجب أن توجه إليها الميزانيات العمومية. هذا ناهيك عن استهداف محموم للحريات وحق الإضراب، كان آخرها مسلسل الاقتطاعات التعسفية واللاقانونية من أجور المضربين...

ومن جهة أخرى، هناك مقاومة عمالية تتلمس سبل النضال النقابي الوحدوي ضد استهداف المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة المغربية، انطلقت في مسار نضالي استهل بمسيرة 6 أبريل التاريخية وأكد بالإضراب العام الوحدوي ل 29 أكتوبر 2014، مقاومة عمالية حملت على عاتقها مهام النضال من أجل الحقوق الاجتماعية للطبقة العاملة ولعموم الجماهير الشعبية، في غياب معبر سياسي حقيقي عن طموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة، وفي استعادة للأدوار التاريخية للحركة النقابية المغربية إبان النضال الوطني التحرري من أجل الحرية والاستقلال. لكن طريق هذه المقاومة العمالية الوحدوية لم يكن ولن يكون مفروشا بالورود، بل وضعت في طريقه كل المثبطات من تغذية الانشقاقات والتقسيم النقابي إلى الحملات الإعلامية الموجهة ضد العمل النقابي وضد النضال النقابي الوحدوي مرورا بالاقتطاعات من أجور المضربين من أجل ثنيهم عن المشاركة في إضرابات أخرى، وهي مثبطات استفادت من حالة التردد النقابي وغياب رد قوي وصارم ضد هذه الاستفزازات الحكومية، ومن حالة الانتظارية التي ميزت تعامل النقابات مع تماطل الحكومة في الدعوة لمفاوضات جماعية حقيقية كفيلة بالاستجابة لمطالب الطبقة العاملة المغربية .

إن المطلوب اليوم هو الحفاظ على أجواء التعبئة التي ميزت المشاركة في الإضراب العام، والإعداد الجيد عبر حملة تعبوية وتواصلية واسعة وفي كل ربوع الوطن لرد نقابي وحدوي قوي لن يكون إلا إضرابا عاما تصعيديا بشعارات ومطالب واضحة ومحددة وبأفق واضح، وببرنامج نضالي محددة معالمه، إضراب عام وحدوي يضع نصب أعينه فرض سحب كل مشاريع الإصلاحات التراجعية واستعادة السيادة الوطنية عبر التحرر من وصاية المؤسسات المالية الدولية، وتحقيق المطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

#أخبار_عمالية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات