علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 00:37
المحور:
المجتمع المدني
((هل بالامكان قيام تجمع ديمقراطي عربي قادر على أعادة التوازن للعراق؟؟))
اﻻ-;-نقسام الطائفي والقومي في العراق والذي اخذت وتائره تتصاعد باستمرار ووصلت الى حد اﻻ-;-قتتال لم يكن وليد ما بعد التغيير ..وانما هو امتداد لبداية تاسيس الدولة العراقبه على اسس طائفيه في العهد الملكي واستمر النهج في العهد الجمهوري ..احزاب الاسلام السياسي ومن يشاركها في حكم البلاد لم تعمد الى معالجة التركة الثقيلة تلك بنهج ديمقراطي .بل زادتها بلة عندما كرست المحاصصة الطائفية في جميع مفاصل المجتمع..أضف الى ذلك ما سببه الخطاب العربي الرسمي من تكلسات فكريه نتيجة توجيه الخطاب للعقيدة والعاطفة وليس للعقل الذي هم السبب في تغييبه من خلال تحزيب المثقف وأدلجته وفقا لتوجهاتهم الديكتاتورية والسلطويه,متناسين بأن المثقف يجب أن يكون لجميع فئات المجتمع وليس لجهة أو طرف سياسي معين,
أن من يتطلع لاعادة بناء الهوية الوطنيةعليه أن يدرك أن أولى خطواتها تتمثل ببناء الذات الشخصية وهذا يتطلب الخروج أولا من الوصايا الابويه التي يخضع لها المجتمع العراقي بكل أطيافه ومكوناته بدأ من أبوية رب الاسرة وأبوية شيخ العشيرة والقبيله وأبوية زعيم الحزب ورئيس الدوله وأبوية شيخ الجامع ,وشيخ الطائفة ,أنها الوصايا المزدوجة على الفكر والهويه ,,,,,,,
لا بد من دور فاعل للاقليات في بناء العراق الجديد...
أن ما تمتاز به الاقليات القومية والدينية المتواجدة في العراق هي مكونات أصيله ومتجذرة ولها دور فاعل في بناء حضارات العراق المتراكمة عبر التاريخ.
أن ما يعاب على النظامين الملكي والجمهوري هو تهميشهما لهذه المكونات وعدم أعطائها مناصب سياديه أو أي دور مجتمعي فاعل في بناء نهضة العراق الحديث .
عقب الحرب العالمية الاولى , أنحصر الصراع السلطوي وتبادل الادوار بالحكم بين قوميتين رئيسيتين ,العربية بشقيها السني_الشيعي وبين القومية الكوردية التي نفيت قياداتها في العهد الملكي وحوربت لعقود من السنين ,وفي العهد الجموري أستمر مسلسل الصراع رغم أعطائهم بعض الحقوق ,وحملوا السلاح بوجه الحكومات المتعاقبة بدعوى الحصول على حقوقها الكاملة ,مما مهد الطريق لقوى أقليمية ودوليه للتدخل بالشأن العراقي واللعب بكل الاوراق المتاحة لتحقيق اطماعها وفرض حالة عدم الاستقرار والصراع بين مكوناته لعقود طويله..وهناك أطراف عراقية عربيه ومذهبيةمتضررة من النظام الجمهوري(_المتمثلة بقوى الاقطاع ورجال الدين من وعاظ السلاطين من الذين أعتمد عليهم النظام الملكي لتوطيد نظامه وهمشهم النظام الجمهوري عبر تشريع قوانين وأتخاذ قرارات عدة ومن أهمها قانون الاصلاع الزراعي وقانون الاحوال الشخصية لسنة 1958 ,والخروج من حلف بغداد وغيرها الكثير ),انحازت في الصراع وتحالفت مع الكرد لاسقاط النظام الجمهوري ليس أيمانا منها بالقضية الكردية ولا حبا بالكورد ولكن من باب عدوا عدوي صديقي,,
وشردت الملايين من العراقيين ومن مختلف القوميات والاديان والمذاهب وحملة الفكر الوطني نتيجة لتوجه الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق نحو الاستبداد والتفرد بالسلطة وظهور حكومات ديكتاتوريه دمويه,ووصلت أعداد الهاربين من جحيم تلك الانظمة الى أكثر من 4 مليون عراقي الى مختلف دول المهجر بحثا عن ملاذات أمنة لانسانيتهم وحرياتهم الفكرية ومعتقداتهم الدينية .
أن أستمرار الصراع المزمن بين القومية الكوردية والعربيه خلق أجواء مناسبة لدول الجوار والاقليمية وخصوصا لايران وتركيا لاملاء الفراغ وأدامة زخم الصراع,من خلال أستغلال الازمات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي رافقت تلك الصراعات الدموية,وراحت تلعب على الوتر الطائفي تارة والوتر القومي والمذهبي تارة أخرى ,
الاقليات من الشبك والتركمان والايزيدية والصابئة والمسيحين تعرضت هي الاخرى لحملات أبادة وتهجير وتهميش ممنهجة في العهد السابق وأتسمت بطابع دموي أكثر همجيه وأجراما بعد تغيير النظام لان كلا المكونين الشيعي والسني رفعوا شعار أسلمة المجتمع,وراحت الكتل السياسية المتسلطة بالتلاعب بمقدرات ومشاعر تلك الاقليات ,فتارة يحاول الاكراد ضمهم الى صفوفهم عبر وسائل الترغيب والتهديد بضم مناطقهم المتنازع عليها بالقوة الى أقليم كردستان ,والطرف العربي يحاول أستمالتهم عبر الورقة الدينية الطائفية أو عبر أنقاذهم من خطر الجماعات التكفيرية الارهابية .
ونتيجة للسياسات الديكتاتورية القوميةوالمذهبيه الضيقة والخاطئة لكلا الطرفين أصبح بقية المكونات وقودا رخيصا لصراعاتهم ,وتحول العراق من بلد متعايش مع نفسه ومع محيطه الاقليمي والدولي الى عراق معتدي ومشعل الحرائق والحروب مع جيرانه ,,ومن ضمنهم ما يسمون أنفسهم بقادة العراق الجديد من الذين لم يستوعبوا الدرس جيدا ,وكرروا أخطاء الماضي عندما تبنوا سياسة المحاصصة الطائفية المقيته لحكم العراق تحت مسمى الديمقراطية التي أتخذوها وسيلة للوصول الى غاياتهم والتربع على عرش العراق.
مشروعية التخوف من نظرية الهلال الشيعي ..
.أن أهم أحد أسباب التخوف العربي من أمتدادات الهلال الشيعي الى المحيط العربي بعد سقوط النظام في العراق هو أدعاءات حكام العراق المتعطشين للسلطة والمال الى أظهار مظلوميتهم الممتدة الى أكثر من1400 عام وترك مظلومية العراقيين المتواجدين بين ظهرانيهم ,وفتح الحدود على مصراعيها مع الجارة أيران ومحاولاتهم أستنساخ التجربة الخمينية,وأستشراء الفساد المالي والاداري بشكل لم يسبق له مثيل في جميع مفاصل الحياة بالعراق.ومحاولاتهم أضطهاد بأقي الطوائف والمكونات كونهم ساهموا مع الطاغية المقبور في تهميشهم وأذلالهم بحسب أدعاءاتهم مما ولد ردة فعل لدى المكون السني الذي أستنجد بمحيطه الاقليمي ,
الاطماع الايرانية التي لم تتوقف في مد أصابعها في المحيط العربي والمتمثلة بحزب الله في لبنان والحوثيين باليمن وأحتلالهم الجزر الامارتية الثلاث وتصريحاتهم المستمرة بضرورة تصدير الثورة الايرانية الى خارج الحدود ولد حالة أمتعاظ وأحتقان لدى الانظمة العربية والتي سارعت الى عقد تحالفات وأتفاقيات فيما بينها وبين قوى أقليمية ودولية للوقوف بوجه التمدد الشيعي في المنطقة مما أنعكس سلبا على الساحة العراقية من خلال تجنيد وتمويل وأرسال القطعان الجهادية من الداخل والخارج وشحنهم بفتاوي تكفيرية من مؤسسات دينية منحرفة أعدت لهذا الغرض تبيح لهم أستباحة دم الشيعي وأنتهاك حرماته وعرضه لغرض ضمان مقعدهم بالجنة ,أن أستمرار الصراع الدموي ولاكثر من عشر سنوات وما رافقه من عمليات اجرامية بحق العزل من المدنيين بسبب ضعف السلطة المنخورة بالفساد والمفسدين ولد حالة أسترخاء للطرف الكوردي الذي هو أكثر أستقرارا وراح يطالب بالانفصال ويهدد بضم المناطق المتنازع عليها بالقوة ,وقبيل ايام من سقوط الموصل بيد داعش صرح مسعود بأن سوف يقوم بعملية استفتاء للشعب الكردي على الانفصال ,
داعش ودورها في خلط الاوراق..
بعد سقوط الموصل ونصب المدفعية من قبل داعش على حدود أربيل أختلفت تصريح الكورد وطالبوا من الحكومة الاتحادية ان تساندهم في قتالهم مع داعش وأنهم جنب الى جنب مع أخوانهم العرب في التصدي لاجرام داعش وهم من مهد لدخول داعش وأكتساحهم لسهل نينوى وجبل سنجار ومناطق بقية الاقليات لغرض قتلهم وتشريدهم وبالتالي أضطرارهم للعيش تحت حكم الكورد ,اليوم وبعد أن زال جزئيا خطر داعش صرح رئيس حكومة الاقليم نيجرفان بارزاني بان الشعب الكردي غير مستعد لتقديم دماء أبنائه من أجل تحرير الموصل,في حين أبدوا حماسه مفرطة في أرسال السلاح والمقاتلين الى مدينة كوباني,وهذا يعكس نظرتهم الشيفونية الضيقة وتطلعاتهم لاقامة دولتهم الموعودة,,واليوم وبعد ان أبعد خطر داعش عن أقليم كردستان عادت نبرت الانفصال وتحقيق الحلم تراود مسعود البارزاني حيث أعلن اليوم عن نية قوات البيشمركه بتحرير كافة المناطق المتنازع عليها وفق المادة 142 ,وضمها الى الاقليم ومن هنا يتوجب على المكون العربي بمختلف مذاهبه أن يبحث عن مخرج لازماته والحفاظ على العراق أرضا وشعبا بدون القومية الكوردية ,فهي لم تعد كطرف جاذب لبقية مكونات العراق لتوحيد صفوفها وانما طرف باحت عن خلق أزمات لاضعاف المركز وتقوية الاقليم .
.وساهم ظهور داعش أيجابيا في توحيد الكتل السياسية المتصارعة ولو لبرهة من الزمن لانها أستشعرت بأن خطر داعش سيكون على الجميع وأن قادتهم وأمتيازاتهم وما حصلوا عليه طيلة السنوات الماضية سيكون في مهب الريح ,
فهل سيعيد التاريخ نفسه ويتم أستيراد رئيس عربي للعراق على غرار ملك فيصل الاول لانهاء الصراع بين المكونين الشيعي والسني,أم أنهم قاردون من خلال تزاوجهم الكاثوليكي على ولادة تيار عربي ديمقراطي عابرلكل الطوائف والمذاهب والايديولوجيات والهويات الفرعية والتحزب..شريطة أن لا يكون تمويله من جهات دولية أو أقليمية لكي لا يصبح مطية للاخرين ,, ,عليه أن يستمد قوته من هويته الوطنية والتي ربما قد تساهم الهوية العربيةالوطنيه الصادقة في تعزيزها عندما تجده البديل الناجح لاستقرار العراق والمنطقة وأبعاد شبح الحروب والصراعات الدموية عنها.......
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟