عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 23:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حق الإيمان وحرية التدين
لم تحدد النصوص الدينية الرسالية في جميع ما تلقيناه من السماء بالمؤكد المدون نوع وشكلية الإيمان على وجه ملزم قهري أستبدادي إنما كل ما ورد كان تحضيضا ودعوة طوعية أساسها حق التدين لمن أراد التوجه بعقله للسماء ,وهذا حد من حدين مرتبطين بنتيجتين مماثلتين بعدم وجود الخيار الثالث , الإيمان له جزاء ومثوبة والتخلي له جزاء ومثوبة ولا يمكن الخلط بين الأثنين لا في المقدمات ولا في النتائج المتوقعة , لذا انقسم الوجود بين عالم مؤمن وعالم كافر ليس على أساس حقيقة ما تم بل على أساس ظنية النتائج بالقياس لما في كل منهم من حدود .
إذا التقسيم البشري المعتمد اليوم بين الناس ليس تقسيما بما سيكون بل بما هو كائن وظني وافتراضي دون أن يكشف الله لنا أو لغيرنا ماهية النتائج التي سجلت لديه وهل ما هو كائن من تقسيم مطابق لإرادته لذا يبقى شعار (لا يزكي الأنفس إلا الله ) هو المعتمد الواقعي والذي عليه التعويل والبناء , وبالتالي فكل دعوة بشرية للتفريق بين الناس لا تستمد حقيقتها إلا من الظاهر الذي لا يمكن الوثوق به لأنه يبقى ظاهرا حسيا غي متعلق بحقيقة الأنتماء لله , وعلية لا يمكن الجزم لأحد لا من هذا المعسكر ولا من ذاك الزعم بنتيجة غيبية وإن كانت هناك محددات ظاهره الهدف منها ليس التزكية الحقيقية بل للتفريق في مسائل حكمية ووضعية عملية لا تتعلق بالثواب الأخر .
كما لم يمنح الرب حق لبشر أن يصنف الناس وفقا لمعايير هو من احتفظ بها للضرورات المسماة بضرورات الكشف والتقدير والتي يسميها البعض من رجال المؤسسة الدينية الابتلاءات الاختبارية والتي لا يعرف عللها ولا مقاديرها ولا كيفية إدارتها والنتائج منها وبها إلا الله , هنا أيزعم بهذا الخصوص لا يمكن الوثوق به إلا من كان على صلة تامة وجادة وحقيقية مع علم الله وبالطريق الموصوف من خلال الوحي أو الأخبار المباشر وهذا الصنف من الخيارات لم يعد متوفرا ولا من مدع له , فكيف يمكن لأحد أدعاء العلم مع أدعاء غلق الباب عليه .
إن ما هو منتشر الأن وفي الماضي ولا يمكن التوقع في المدى الزمني المنظور من الزعم بوجود عالمين محددين منقسمين على أساس العلاقة مع الرب بين عالم مؤمن مخلص الإيمان سيكون هو من يملك الرضا والفوز ومحدد بالهوية والكينونة وبين عالم مناقض له أو متناقض معه وأيضا محدد بالهوية والكينونة مجرد تخمين وأستهزاء حقيقي بإرادة الله وقصدياته من الرسالة أولا ومن الخلق أصلا , ويبقى في حدود الوهم والخيال الظني وكل دعوى تنطلق من هذا المحدد سوف لن تصيب الحقيقة وتعتدي على الإنسان أولا وعلى الرسالة بالنتيجة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟