سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 21:05
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
شعار بلوشر
تقف البروليتاريا سياسيا وكذلك اجتماعيا فى اشد التناقضات خطرا ازاء الدولة الطبقية الحالية . فعليها ان تحاربها فى كل المجالات وتصارعها حول كل القضايا سواء تعلق الامر بالسياسة الداخلية او الخارجية . ومما لاريب فيه انه ليس من السهل دائما ان نقرر بصواب . فحين لاتكون المصالح مرئية بوضوح يمكن ان ينخدع الشعور بسهولة . ولحسن الحظ لدينا فى الامور التى يصعب التقرير حولها حد لايخطئ نراه فى افعال خصومنا . اذا ماكانت هناك قضايا يمكن ان توحدنا معهم بشكل مؤقت فمن غير المتصور ان يكون هناك اى شئ يمكن ان يقاتل من اجله اعداءنا بوصفه ذو اهمية كبري ، او اهمية حيوية بصفة خاصة لهم ، يمكن ان ترغبه البروليتاريا . لن نتصرف ابدا بشكل خاطئ اذا تصرفنا بمايعارض مصالح عدونا .من ناحية اخرى ، لن نصيب غالبا اذا ماامتدحنا اعداءنا . التطور التاريخى هو تنازع دائم ، تنازع مصالح ، تنازع اعراق ، تنازع طبقات . واذا لم يكن يعول على الصداقة فى الاعمال ( البزنس ) العادية ، فما اقل مايعول عليها فى حالات التنازع . ان طيب الطباع والنزعة العاطفية لامكان لها فى السياسة . فهما لم يحرزا نصرا ابدا ، لكنهما اتيا بهزائم لاحصر لها . ان شعار بلوشر القائل ، " اتبع دائما قصف المدفع وارم بنفسك على العدو " هو افضل قاعدة ايضا فى الحرب السياسية .
لدى كلمة بهذا الصدد . ان غريزة البورجوازية الطبقية متطورة لحد ابعد من غريزة البروليتاريا . وتعرف الطبقة الحاكمة بشكل طبيعى مصالحها افضل من المحكومين ، الذين تتاح لهم اقل الفرص ليصبحوا مطلعين او يخدعون ويضللون احيانا عن قصد واحيانا اخرى عن غير قصد بشكل منهجى عن ادراك مصالحهم . لاتقل انه الشكل الفظ الذى تنشر به الاشتراكية هو الذى يخيف البورجوازية وينغص عليها حياتها . فذلك زائف تماما . لاتكمن المسألة فى الشكل ، فما يكرهونه هو المضمون ، وبقدر مايبدو الشكل غير ضار كلما ظهر المضمون اشد خطرا لدى سادة البورجوازية . ان رهافة الشكل لاتصنع فارقا معهم . وهذا واضح من الطريقة التى يحسمون بها الامور داخلهم .
اى قدر من الاساءة والحكى قد جرى حول " نادى توللك ! " لم تمس مسألة " نادى توللك " اي احد كان بغير رفق . ولكن تاكتيكات النادى وجدت لعقود فى المانيا ، ولم تختف كلية بعد تماما . ولكن لا العمال ولا الاشتراكيين هم من يعدهم النادى الحجة الاخيرة ، والبرهان الحاسم .انها تكاكتيكات نبلاء الامة ، الليبراليون القوميون ، الذين نظموا فى الاقسام الوسطى والجنوبية الغربية من المانيا فرقا للشجار من ابطال النوادى ، وسعوا للحفاظ على مجالاتهم السياسية من خلال الارهاب الوحشى . ولكن الاشتراكية الديموقراطية المتقدمة قد قمعتهم مباشرة تماما .
يتبع
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟