أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - الحمد لله على نعمة الإختلاف














المزيد.....

الحمد لله على نعمة الإختلاف


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 12:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن إختلاف الناس فيما بينهم يرجع إلى ختلاف البيئة والمحيط، الوراثة والتقاليد، التربية والثقافة، إختلاف العقول (من حفظ وفهم وإستدراك
وتحليل وإستنتاج) إختلاف الحالات النفسية والعاطفية، إختلاف المصالح
والأهداف، هذه الأسباب تجعل لكل منا شخصيته التي تميزه عن الأخرين،
ومن أجل ذلك يحق للأخرين أن يختلفوا معنا، لكن بشرط عدم التعدي على حريات وحقوق الغير(أنت حر ما لم تضر) ومن هاته الحقوق، حق الإختلاف والخلاف، سواء الفطري أو المكتسب، لكن في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لا حق للفرد أن يمارس حياته كما يريد، وأن يظهر شخصيته بكل تلقائية، لبد له أن يدخل مع القطيع، فتذوب شخصيته المستقلة وإرادته الحرة، وأن لا ينقد أخطاء الأغلبية وتصرفاتها، وإلا سلطت عليه كل أنواع العقوبات وأتهم بالخيانة العظمى والكفر واللادينية، فلبد من إتباع أهــواء
وأراء ومعتقدات وسلوكات القطـيع بالإكراه والتضييق( بالسيف). إن الإختلاف بين الناس أمر طبيعي وفطري، سواء كان هذا الإختلاف في اللون والبصمة أو إختلاف في التأثير والتأثر أو إختلاف في الفكر والعاطفة أو إختلاف في التفسير للأحداث والحوادث أو إختلاف في القدرات العقلية
والذهنية أو إختلاف في القدرات والحظوظ. لا يمكن أن نجد إنسانا يشبه إنسانا أخرا في كل شيء، ولو حدث ذلك لفسدت الحياة وفقدت حيويتها،
ولذلك قيل: إذا وجدت زوجين متفاهمين في كل شيء فأعلم أنهما غير سويان، لماذا؟ لأنه يوجد واحد منهما يتبع فقط بلا تفكير ولا رأي له، وهذا أمر غير صحي، لكن كيف نفسر التجمعات البشرية سواء السياسية أو الدينية أو المذهبية والإجتماعية؟ إنها إما المصلحة المشتركة أو الثوابت المشتركة في الفكر والمعتقد أو الظروف القاهرة. وكل ذلك يعتمد على قوة التأثر والتأثير في الأخر، سواء بوسائل الإقناع والتربية أو بوسائل الإكراه والترغيب والترهيب. فالأمم المتحضرة تسعى إلى هذه التجمعات بوسائل الإقناع والدعاية وإعطاء الحرية للأخرين في حسن الإختيار. أم المجتمعات العربية والشرقية فهي تعمد إلى وسائل الإكراه والتضييق بالترهيب بالسلطة المادية، لتجميع بشر ما (كقطيع من الأغنام) أو بمحاولة السيطرةعليهم بوسائل الإكراه الميتافيزيقية كإستعمال الجن والسحر وغير ذلك من وسائل التخويف والإكراه، أو بالترغيب في الإنظمام للجماعة بالدعاية الكاذبة عن طريق غسيل مخ المتلقي، وبالتالي لا تترك للفرد حرية الإختيار في الإنظمام للجماعة أم لا بكل طواعية. ولذلك فإن إنظم الفرد لجماعة ما عن طريق القهر والإكراه وليس عن طريق الإقناع، تجده مراوغا منافقا ومصلحيا فقط، ومتى وجد الحرية إنقلب (قلب المعطف) بكل سهولة وترك الجماعة( السجن) وتحرر وحلق كما يريد. وهذا ما يفسر التصرفات الطائشة والمتعطشة لبنات وأبناء الأرياف والبدو عندما يدخلون المدن الكبرى، وهذا ما يفسر إنبهار وسرعة ذوبان شبابنا العربي عندما تتاح لهم الفرص في زيارة دول أوروبا وأمريكا، فتراهم يطلقون العنان لشهواتهم المكبوتة في عالمنا العربي المسلم. وهذا كله نتيجة لأسباب، منها تراكمات تاريخية ودينية وسياسية أصبحت في اللأشعور للفرد العربي. والجماعة هذه التي أعنيها، يمكن أن تكون جماعة إرهابية، ويمكن أن تكون دولة وطنية ويمكن أن تكون طائفة دينية ومذهبية، لأن كل من هؤلاء يمارسون الضغط والإكراه بالترغيب والترهيب على أفرادهم من مريدين ومنخرطين. فالشعوب التي كانت تحت ما سمي بالإتحاد السوفياتي(سابقا) لما وجدت طريق الحرية وسقط الصنم الشيوعي المادي تحررت، لأنها لم تكن تحمل إقتناع بمشروع هذه الدولة الوطنية، بل كانت تعاني في داخلها من كبت وظلم وتحمل من حقد دفين وثأر قديم على السلطة القائمة، ولنرجع للتاريخ الإسلامي، وبعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وما وقع من ردة، فالمجتمع لم يكن كله يحمل نفس العقيدة والإستراتيجية المستقبلية لبناء الدولة، ولأنه اعتمد على الكم بدل الكيف وكثر المصلحيون والوصوليون الطفيليون(بالتعبير القرآني المنافقون) فلا يمكن أن نبني دينا بالإكراه (لا إكراه في الدين)(أفا أنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) كما لا يمكن أن نبني مذهبا ولا حركة ولا حزبا بالإكراه والتضييق. وللننظر إلى أكبر مذهبين مسلمين اليوم، وما يقوم به أتباعهما، من الدعوة لمذهبه بالإكراه والكذب على المذهب المخالف له، وبالحديد والنار ووسائل الدعاية الكاذبة والمغرضة. ولما إستطاع أتباع هذا المذهب أو ذاك في هته البلاد أو تلك وفي هته المرحلة أو تلك، الوصول إلى الحكم والسلطة، فرضوه على الأمة بقوة الإكراه، وقاموا بالكذب والدعاية إلى تزيين مذهبهم وإعطائه من القداسة والحصانة ما يجعله فوق كل المذاهب والأفكار الأخرى. وخير دليل على ذلك هم أصحاب الطرق الصوفية والأحزاب السياسية عندنا، فكل طريقة أو حزب يدعي أهله أنه خير وأعظم من غيره على الإطلاق( فولي طياب)، فالكل فيهم مداح لشيخه أو رئيس حزبه، وذام لغيره من المشايخ والرؤساء، وهذه من الأفات الكبرى عند المتحزبين السياسين والمذهبين الدينيين، الغلو ونفي الأخر ومحاولة إستئصاله من الوجود بكل الوسائل والطرق(الغاية تبرر الوسيلة). ولذلك فعلى العاقل أن يترفع عن هذه المذاهب والطرق والطوائف والأحزاب ولينظر إليها من فوق، أي من خارج الدائرة المغلقة والسجن المظلم، وليعلم أن ماهي إلا إجتهادات بشر يخطؤون ويصيبون، وأنهم قد يكونون غير أسوياء مع أنهم أذكياء، والحقيقة، أن المشكل في هؤلاء الأتباع( الذين عطلوا عقولهم) وأصبحوا كالآلة (الروبوتيزم) والمسجونين الذين لا يرون ما حولهم، أو كالأحصنة التي تجر العربات، وبالتالي لا ترى إلا أمامها ووفق ما يريده لها قائدها ورئيسها، شعارهم (الله وأمعمر وليبيا وبس)(بالروح بالدم نفديك يا صدام) فبقيت الشعارات ولم يبقى لا معمر ولا صدام ولا انتصرت الشعوب الهاتفة بهته الشعارات، لذلك فلبد من تحرير عقولنا من التبعية والتقليد والإتباع للأخرين مهما كان هؤلاء الأخرين.



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة ديكتاتور مستبد
- هل للجن أزمة سكن ؟
- القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
- ارتباط الديكتاتورية بالمقدس
- من مظاهر تخلفنا
- تهادوا تحابوا


المزيد.....




- مصر.. هل يأثم مانع الصدقة عن المتسولين في الشارع؟.. أمين الف ...
- الأردن يسعى لإعادة الروح للخط الحديدي الحجازي وتسيير رحلات ا ...
- وزير الخارجية الإيراني: نأمل في تعاون الدول الإسلامية والمنط ...
- مؤتمر بالدوحة يوصي بتطوير التمويل والصيرفة الإسلامية
- محمد أسد المُهتدي اليهودي الذي غيرته سورة التكاثر
- إيران: نأمل في تعاون الدول الإسلامية والمنطقة لإنهاء جرائم ا ...
- خبير مصري يعلق لـ RT على دلالات زيارة ماكرون إلى سيناء وعلاق ...
- إسرائيل تقتل شابة فلسطينية في سلفيت
- ثبتها الآن بأعلى جودة “تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل ...
- استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - الحمد لله على نعمة الإختلاف