أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - أنا أكفر إذن أنا موجود !














المزيد.....

أنا أكفر إذن أنا موجود !


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
في إحدى المقابلات مع "ريتشارد دوكنز" سأله المحاوِر عن نظرية التطور وأنه ليس لها علاقة بعلم الفيزياء ونشأة الكون والحياة.. فلماذا يفسر دوكنز بها كل شئ.. حتى وجود الله ؟

فتهرب دوكنز إلى محور آخر قائلاً : لماذا لا نتحدث عن الطبيعة نفسها فقط، وننتهي عن الحديث عن إله غامض ؟!

فتسائل المحاوِر عن كيفية غموضه

فقال له : لأنه لا يغفر! اهـ

من أسباب الإلحاد في الغرب المسيحي : تلك الصورة البولسيّة السيئة (التي وضعها اليهودي بولس) عن الله..

فالله في المسيحية الحديثة لا يغفر بالفعل.. على عكس ما هو في الإسلام..

وهم يعتقدون أن المسيح قد مات على الصليب لحل هذه الجزئية.. لأن الله لا يغفر ولكنه يريد أن يغفر!! فكان الحل أن أرسل ابنه الوحيد ليفدي به العالم.. هذه هي فلسفة الغفران والصلب والفداء في المسيحية، وهي تعقيد بائد طبعاً وكلام فارغ وأساطير وثنية، لأن كل الوثنيات تشترك في مسألة الصلب هذه، بسبب عدم فهم الإنسان لربه - على التمام - قبل بعثة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كانت البشرية في طور الطفولة والمراهقة لم تبلغ رشدها بعد، وما أن سطع نجم هذا النبي الكريم في مكة حتى أضاء الدنيا بعلوم نورانية ومعارف أدبية وحقائق إيمانية لم تعرفها البشرية من قبل.

الله في الإسلام غفور رحيم.. (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم).. بل خلق الخلق لكي يغفر لهم ويرحمهم.. لأنه بدونهم لا يمكن ظهور هذه المعاني مطلقاً.. سيغفر لمن ويرحم من.. الملائكة كائنات مطيعة لا تعصي الله.. ولذلك لا يمكن ظهور الغفران والرحمة من خلالها.. ولذلك خلق الله الإنسان فيه إرادة الشر والخير متصارعتان.. (وهديناه النجدين).

يقول النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم)!

وهذا الحديث من أغرب الأحاديث النبوية معنى عند من لم يفهم فلسفة ظهور الأسماء والصفات.. وهي من كنوز المعرفة الصوفية في الإسلام. وأكثر من حذقها وأتقنها السيد محمد ماضي أبو العزائم ثم محي الدين بن عربي.

وعليه : فنحن ليست لدينا مشكلة مع الله في الإسلام، وليس عندنا هذه (الكلاكيع) والتورّمات اللاهوتيّة التي في الفكر البولسي المسيحي.

-2-

ألاحظ أن الملاحدة العرب يهربون من واقعهم المتخلف إلى عالم يصنعونه بخيالهم على حساب عقولهم ومشاركتهم المجتمعية في البناء والنهضة.. يحاولون رفع مكانتهم الأدبية عن طريق التميُّز الكاذب عن الآخرين "ولا بأس أن يسمونهم قطيع" مع أنني أشعر أن الملحدين قطيع من قطعان كثيرة في موكب البشرية اليوم.. فالقطعان أشكال وألوان! وما ظنك بقوم يتبعون أهوائهم على حساب عقولهم ؟ ويتدرعون ويتترسون بالعلم التجريبي تارة وبالعقل تارة على عدم وجود الله، في حين أن كليهما ليس له علاقة بهم بل هما حجة عليهم.. فالعلم التجريبي لا يثبت ولا ينفي الميتافيزيقا ولا يستطيع البحث فيها.. وإنما هذا يتعلق بالعقل الذي يتبجحون به بقولهم (اقنعني) و (ما الدليل).. وهم في هذا يدورون حول محور (البصر) لا (العقل).. لأن العقل يقول بضرورة وجود مصمم لهذا العالم الكبير ولهذا الإنسان (العالم الصغير).. وليس هو الإنتخاب الطبيعي، لأن الإنتخاب لا يفسر النشأة وإنما التطور فقط.. وأما نفس نشأة الكون وخلق الإنسان بهذا النظام الدقيق المحكم : فإن العقل يرفض مذهب الإلحاد جملة وتفصيلاً وينادي بوجود خالق عظيم حكيم عليم رحيم بالإنسان.

إذن ماذا يريد هؤلاء البصريين غير التميّز بالكفر ؟ كأنهم يقولون : أنا أكفُر إذن أنا موجود!!

وليس أنا (أفكّر) لأنهم لا يفكّرون بل يعطلون عقولهم تماماً.. وبالفعل تجد مستوى التفكير والمستوى العلمي متدني تماماً في كتاباتهم. وتلمس تشابهاً كبيراً بينهم وبين (السلفيين) في أصول التفكير ومحاولة التميّز عن طريق "السلطة الدينية" سلباً أو إيجاباً.



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [10]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [9]
- كلمة السيد علاء ابوالعزائم رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفي ...
- علماء الأزهر.. هل تحولوا إلى دعاة يصدون عن سبيل الله ؟!
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [8]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [7]
- إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلم ...
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
- -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج ...
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - أنا أكفر إذن أنا موجود !