|
عن الهوس الدينى و الألحادى و الجنسى و الأعتقادى أتحدث
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 02:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
س : ما رأيك فى الملحدين و المتدينيين فى مجتمعنا ، و ماذا تعنى بمقولة أن أغلب المثقفين أقصائيين و لديهم هوس أعتقادى و هوس جنسى ؟ أنا أرى أن مجتمعنا يعانى من هوس الأستعراض و المغالاه سواء لدى المتدينيين أو الملحدين . المغالاة عند المتدينين تحدث بسبب الرغبه فى خداع الأخرين و السيطره عليهم و أستغلالهم لأسباب سياسيه و أحياناً جنسيه ، كما ان المغالاه فى أظهار التدين هى دليل على عدم الاحساس بالقيمة الذاتية و الرغبة فى الانتماء لشئ له قيمه و مكانه لدى البيئه المحيطه به ، خاصةً اذا ما كان هذا التقدير يصل إلى الهوس ، و هذا هو السائد فى مجتمعاتنا نتيجة الفشل الذريع فى كافة المجالات من علم و فكر و حضارة ،و أيضاً نتيجة أن الأغلبية الساحقة فى مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لم يختار أحدهم ديانته ، بل أنتقلت إليه بالوراثة و ليس بعد بحث و دراسة ثم أختيار ناتج عن قناعه . أما المغالاه الشديده فى الألحاد فتنشأ فى الغالب نتيجة مراهقة فكرية و رغبه فى الشهره ، و أعلان كراهيه و رفض لموظفي المؤسسات الدينية المسترزقين من وراء التحدث فى الدين ، و رغبه فى التمرد على القيود الخانقة للفكر الدينى القمعي الرجعي السائد فى مجتمعاتنا ، أو فى بعض الأحيان بسبب أنبهار ساذج بالنموذج الغربى الذى يسبِّح بحمده الكثير من مثقفينا ، بخلاف شئ هام متفشي فى مجتمعاتنا المتطرفه فى معظم توجهاتها ، و هو إذا رفضت شيء و أقتنعت بخطأه لا بد أن تنتقل الى الإيمان بنقيضه ، و لذلك نرى أن الكثير من المنتمين _ بالطبع ليس الجميع _ للتيارات التى لا تعتمد على الصبغة الدينية فى ترويج أفكارها رداً على التيارات المعتمدة على الصبغة الدينية فى كسب الأتباع لتحقيق مصالحهم الشخصيه، تحصر قضية المرأه و تقزمها ، و تنادي ليل نهار أن المرأة لن تتحرر و تحصل على حقوقها ،إلا إذا تحررت من ملابسها أولاً ، و مارست الجنس كما تشاء . !!! بعض المثقفين المنبهرين أنبهاراً أعمى عن عدم درايه عميقه بالنموذج الغربي يعتقدون أن المرأه عندما تمتلك الملابس تفقد العقل و عندما تفقد الملابس تمتلك العقل !! هذه هى قضية المرأه فى نظر أغلب مثقفينا ، و يا لها من مأساه !! و كأن كافة قضايا مجتمعاتنا المأزومه من جهل وفقر ومرض قد انتهت ولم يبقى ألا الجنس فقط المرأه ليست جسد فقط ، قضية المرأه أهم و أعمق من ذلك بكثير، و تحريرها هو تحرير للرجل. و أيضاً للأسف بعض رواد التيار النسوى لا يروا فى تحرير المرأه إلا التشبه بالذكور فى الملبس و المظهر الخارجى بل و حتى طريقة التحدث أرتكاب نفس الأخطاء و المبيقات و تحقير الرجل ونعته ليل نهار بأبشع الصفات و أسوء الخصال . و بخلاف أن المغالاه أساسها بنسبة كبيرة نفسي ، هى دليل على قناعة الطرف المغالي بأمتلاك اليقين ، و من أعتقد بامتلاكه لليقين حكم على عقله بالموت بخلاف حكمه على الطرف الأخر بعدم الحق فى الوجود ، و أزدرائه وتحقيره و هذا ما نراه لدى الكثير من المتدينين و الملحدين . أى مشروع فكرى أو رؤيه أو معتقد يحتوى على جانب سلبى و جانب أيجابى لذا أنا مع حرية الأختلاف و أحترام كل ألأديان و المعتقدات و التوجهات الفكريه من أقصى اليمين لأقصى اليسار _ ما عدا التيارات التى تنادى بأقصاء الأخر و أيذائه _ و أنادى بالسماح بالحريه الدينيه و الفكريه و النقد الموضوعى و التعبير عن مختلف الأراء و التوجهات بكافة الوسائل السلميه . أن القس كوستى بندلى فى كتابه أله الألحاد المعاصر لم يخطئ حينما شكر الملحدين حتى المتطرفين منهم لما قدموه من خدمه للفكر الدينى ، لأن أنتقاداتهم قد ساعدت على أن يصبح المجتمع و الفكر الدينى فى الغرب أكثر أنفتاحاً و ليبراليه و قبول للأخر ، لأن التنافس يحفز على بذل الجهد و الأهتمام بالجوده و أن يقدم كل طرف أفضل ما لديه و الأبتعاد عن الركود و الثيوقراطيه و البيروقراطيه ، فالشيوعيون الروس عندما أمتلكوا زمام الحكم فى روسيا أضطهدوا المتدينين و حطموا المؤسسات الدينيه و منعوا الأفكار الدينيه من التداول و حولوا الشيوعيه الى دوجما مقدسه غير قابله للنقد ، فكان سقوطهم سريعاً و أنهار الأتحاد السوفيتى أنهياراً مروعاً ، لكن المجتمعات الليبراليه سمحت لكل الأفكار بالتداول سواء افكار دينيه أو لا دينيه و أستفادوا من كافة العقول و التوجهات ، فلا نستطيع أن ننكر أن الأغلبيه العظمى من العلماء و الفلاسفه و المخترعين لم يكونوا متدينين بالمفهوم الشعبى السائد، بل و أيضاً منهم الملحد و اللادينى . و للأسف يجب أيضاً أن نذكر أن مثقفينا مهووسين بتقديس التراث الثقافى و تأليه بعض أعلامه ، فلا يستطيع أى مفكر شاب أنتقاد طه حسين أو العقاد أو جمال حمدان أو نجيب محفوظ ، والتصريح بأنه أفضل منه ربما بالكثير ، ألا و رجمه المثقفين و أكلوه حياً إن أستطاعوا ، خصوصاً أذا كان من خارج دائرة الأقارب و المحاسيب و أهل الثقه ، بل و حتى فى المجال الفنى يجب على كل فنان الأمتناع عن المساس بالذات الكلثوميه ( أم كلثوم ) أو الحافظيه ( عبد الحليم حافظ ) بل يجب على كل فنان شاب أن يسرد الأناشيد فى مدحهم و أن لا يتحدث عنهم ألا بالتبجيل و التعظيم و الأعتراف ليل نهار بأستحاله وصوله هو أو غيره الى مكانتهم !! أن الوشوش فى مختلف المجالات لا تتغير و إن تغيرت الوشوش لا يتغير المنهج و الفكر . حقاً كم بمثقفينا و نخبتنا و ثقافتنا الفكريه و السلوكيه من مضحكات و لكنه ضحك كالبكاء . إن اليقين المطلق جهاله و الفطره هى التساؤل و البحث المتواصل رساله ، و أحترام الأخر قانون ، و تحقيق أقصى جوده للحياة هو الهدف و الغايه .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج2
-
كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج1
-
الأسباب الحقيقيه وراء المغالاه فى الألحاد و المغالاه فى الدي
...
-
مجتمعاتنا ما بين التقهقر و الصراع الفكرى ج 1
-
من اقوال سامح سليمان ج 4
-
من أقوال سامح سليمان ج 3
-
لو سالومى 2015
-
أقتباسات هامه جداً 12
-
المجتمع و الجسد ما بين السينما و العلوم الإنسانيه
-
للأسف يوم جديد
-
الجسد و الجنس و لعبة العلاقات فى سينما رأفت الميهى ( الساده
...
-
الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
-
الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
-
أقتباسات هامه و متنوعه ج 3
-
أقتباسات هامه و متنوعه ج 2
-
اقتباسات عن الظلم و الفقر ج 1
-
أقتباسات هامه جداً 6
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 8
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 7
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 5
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|