أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد حسن يوسف - ربنا يقيد وحوش!














المزيد.....

ربنا يقيد وحوش!


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 15:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربنا يقيد وحوش, مثل يمني(عدني) مشهور, يستخدم مع أصحاب النوايا السيئة والخبيثة, ممن يشعرون بالكراهية والرغبة في ممارسة العدوان, إلى أن قدراتهم الفعلية تحول دون ذلك.

وبتالي تحول عدم قدرتهم عن إمكانية إفتراسهم للآخرين, وهو ما ينتهي إلى رأفة الذات الإلهية بعباده, حتى لا يفتكوا ببعض إلى حدا ما.

وعند عودتي إلى التاريخ السياسي الصومالي الحديث, ما قرأته وما تنامى إلى مسمعي, وجهة نظري الشخصية ترى بأن الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري, كان رجلا أقل توجه في إستخدام البطش والعنف مقارنة مع بقية رجال نظامه من سياسيين وعسكريين, وحتى لدى المعارضة الصومالية المسلحة في زمانه.

عموما أنتهى الأمر إلى أن أصبح الرئيس سياد, كشماعة يعلق عليها الصوماليين أخطائهم التي هي رهن وعيهم الاجتماعي والسياسي ورغباتهم, ودلالة ذلك يمكن قرأتها من عبارة يستخدمها الصوماليين, وهي نظام سياد بري, بدلا من قول النظام الصومالي!

ففي بلد مثل الصومال الدولة, لايمكن رؤية من يقول لك أن نخبة قبيلتنا, كانوا قد أخطاوا في المسألة المعينة وأنهم كانوا وراء تلك المصيبة أو المشكلة, فصوت ضرورات الصراع يعلو على المراجعة الذاتية.

ففي الصومال ترى أكثر القوى الاجتماعية والسياسية التي ساهمت في تحطيمه كبلد, يتباكون رافعين عقائرهم بأنهم مظلومين, في حين يقتنع ممن لم يمارسوا أي ظلم تجاه شعبهم أن الضالمين ظلموا, ينسون ذاتهم ويتماهون مع إدعاءات الطغاة, ومن ثم يلتف كل المهمشين حول طغاتهم.

ولدى هذا المجتمع يصعب رؤيتك وسماعك لمن يمنحك ويمنح مجتمعه العريض, قراءة تحليلية لابعاد معاناة هذا الشعب في ظل مرحلة دولته الحديثة أو خلال مرحلة الوجود الاستعماري على أراضيه, أو استعراض وقائع التاريخ الصومالي بنزاهة.

أكثر شخصيتان تم ظلمهم عند إستحضار التاريخ الصومالي, هما الشيخ محمد عبدالله حسن, والرئيس محمد سياد بري, كلاهما طبعا كتبا صفحات سيئة في تاريخ هذا المجتمع نظرا لدورهم القيادي المركزي, ولكن بقية الاعبين لا يسأل عنهم والجزئيات عادتا يتم تجاهلها, ترى لصالح من ولماذا؟

طبعا الإجابة والتبرير متروكة للمجتمع عموما, إلى أنه من الصعوبة أن تجد جماعة صومالية أو حتى على مستوى الأفراد, يعيدون قراءة دورهم تاريخيا, ويعرضون ما لهم وما عليهم!

بين الصوماليين تم إستيعاب ممن كانوا في حركة الدارويش في يوما ما, في خندق فرقائهم الصوماليين, وذلك الاستعمار ولقمع رفاق الأمس من منظور الحفاظ على العصبة القبلية العنصرية, وبين هؤلاء الصوماليين تجدهم يستوعبون رموز النظام الصومالي السابق, من مبرر أنهم أبنائهم ورجالهم! ليس هناك من يكثرت لاستيعاب ما كانوا يمثلون وما يجب أوكيفية التعامل مع أمثال هؤلاء الرجال؟ يكفي أنهم من عصبة الدم وحتى ان أقترفوا التجاوزات في حق العصبة!

في هذا الصومال ليس مكان للبرنامج ومضامين الأشياء, في مقابل اللهت عن البحث عن الذات بصورة لا تسر, حيث تسود مظاهر التجميل النخبوي والفردي, على حساب حق المجتمع, وسط مجتمع يسوده ألم المعاناة.

بين الصوماليين وحدهم تراهم يتسألون عن هويتهم والتشكيك في حقيقة هويتهم, رغم أنها واضحة البيان, وأنهم من الشعوب المميزة الهوية, بينهم فقط, تجد من يبرر إنتمائه للعروبة, انطلاقا من جده الأسطورة الكاذبة, وأنه كان عربيا وجاء من أرض العرب, رغم ترديد أنه جاء فردا أو مجموعة عددية محدودة, وأنتهت إلى الإنصهار في إطار المجتمع الصومالي, ذكر الجد الأسطورة والذي لم تترك عروبته أثر ثقافي أو لغوي في المجتمع الصومالي الذي أستوعب مجهولي النسب والديار في أوساطه!

يردد الكثيريين أن من أزمات المجتمع الصومالي أن لغته كتبت بالحرف الاتيني الأوروبي, وأن من أكبر إشكاليته الثقافية عدم كتابة لغته بالعربية, والتي كانت ستصله مع محيطه العربي, وكإن القرن الافريقي ليس المحيط الصومالي الحيوي! ومن مبرر الحفاظ على الدين يتمسك البعض بالأبجدية العربية, رغم أن غياب كتابة هذه الأبجدية لم تحول دون إنتشار الثقافة الاسلامية في الصومال منذ القرن السابع الميلادي.

المجتمع الفارسي الإيراني, تعود جذوره إلى العرق الآري الالماني, حيث ينحدر من قبائل جرمانية هاجرت من أوروبا, ومع ذلك يترفع الفرس عن إستحضار تاريخهم االعرقي لذي أنقطعت علاقتهم به, بحكم أنهم أصبحوا أمة فارسية لها ملامح هويتها المستقلة عن الجذور الأوروبية.

وبدورهم فإن مجتمعات أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى تعرف نفسها غالبيتها الساحقة, على أنهم أسبان بحكم الثقافة الأسبانية, رغم أن جذورهم واضحة في معالمهم,تاريخهم,ثقافتهم التاريخية,سحناتهم وجوههم والقامات القصيرة لبعضهم, وأنهم أمريكيين أصليين(هنود حمر),أسيويين وأفارقة سود.

وكما كرس الكثير من الصوماليين أساطير النسب العربي, كرسوا أيضا أساطير وهم الأديان العربية, منذ حضور الطريقة الصوفية التي تم تسميتها بالصالحية, ووصولا إلى فرق الاسلام السياسي والإرهابي, كبديل للإسلام , فأنتهى المجتمع الصومالي, إلى بنية اجتماعية هشة دينية رغم إظهار التعبد عبر المبالغة في طقوس العبادة الدينية, والتي لم تشفع للمجتمع في تجاوز معاناته!

وحين أنتهى المجتمع الصومالي كبيئة تمارس صراع الجميع مع الجميع ومع مقوماتها كأمة عريقة, نظرا لإدمان المجتمع لإرث الصراع المستمر والذي أنتهى إلى أن يحلم الصومالي في أن يصبح وحشا, رغم تدني مستوى توحشه مع ما هو قائم لدى الكثير من المجتمعات الآخرى.

وفي ظل هذا التمسك الغير منطقي بممارسة الصراع العبثي, أصبح حقا على الرب أن يقيد الوحوش, والذين أختاروا في أن يعذبوا بعضهم بأيديهم!



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقد الاجتماعي لدى الشرائح المنبوذة
- واقع العقد الاجتماعي الصومالي
- مقتل النائبة سادا والتداعيات
- الدراويش ما بين النضال والتقييم1
- عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2
- البيض ورجال اليمن في وهم
- تكفير كاتب صومالي
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد حسن يوسف - ربنا يقيد وحوش!