أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - تكفير داعش














المزيد.....


تكفير داعش


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




جاءتني رسالة من صديق حول مقالتنا إشكالية التكفير لدى الأزهر ، وصديقنا هذا كان مستنده ما فعله الإمام علي بالخوارج بعد حربهم وأثائها فهو لم يسمهم كفارا كما تقر بذلك المصادر !! ، وبما إن جدلية الكفر والإيمان ليست شأنا أهتم به ولا هو من خصوصياتي الإنشغالية ، و لكن الأمر هنا عندي يدخل في الموقف السياسي من فعل داعش وما تقوم به ، ولهذا سوف أستعين بكل ما يمكنني الأستئناس به في هذا الإتجاه من الموروث والتاريخ .
وكما قلت في السابق فإن لفظة - كفر - وبحسب التعريفات المعجمية لها لا تعني خصوصية الإيمان بالله ، بل هي لفظة عامة ويصدق معناها على كل معنى مخالفة أو رفض : يقول التابعي المعروف سعيد بن جبير في حق عمل ولاة الدولة الأموية بأنهم كفار لأنهم أستحلوا الدم الحرام ! ، وهذا الرأي يمكن أن نلمحه بدرجة معينة في دلالة قوله تعالى - أم نجعل المسلمين كالمجرمين - وصيغة التقابل هنا وردت في توصيف الفعل ، أي حال المعاكسة بين المسلم والمجرم مع إمكانية تعدي الوصف طبيعة بحسب الفعل ، و الإسلام عندنا هو : الإيمان بالله الواحد والإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح ، هذه الثلاثية هي الشرط في صحة كون الفرد مسلما أم لا ، وهذا يعني إن إختلال أي واحد من هذه الثلاثية لدى أي واحدا من الناس يمكننا أن ننعته بالكفر في صيغة الوصف و الموصوف والمصداق ، وهذا يدل على إن الوصف و التوصيف للفعل الخطأ وليس للحصر في القتل والقتال ، وإن قيل إن القرآن قد أطلق لفظ الفئة الباغية على من يقاتل المؤمنين عدوانا ، فهل هذا الإطلاق يشمل فئة الدواعش نقول نعم وبضميمة التعريف والإطلاق ، وهوإطلاق في حدود الوظيفة العملية لا في صيغة تقييد المعنى ، كما إن من يقتل نفسا من غير ذنب كأنما قتل الناس جميعا ، وهذه مقاربة قرآنية أخرى جئنا بها في صيغة الذكر والتشبيه في الفعل ، وهذالتشبيه يراد منه تعظيم الجرم وليس في تحديد طبيعة الحكم وما يترتب عليه ، يعني هذا فكل جرائم داعش تدخل في حيز هذا المعنى ، وبناءا عليه يكون رفض فعل داعش هو كفر بها كمنظمة إرهابية مجرمة ورفض لماتقوم به من فعل فعل والذي هو الكفر بحسب الصيغة التعريفية ، وأقول إن أخذنا بعين الإعتبار مفهوم حدود الإسلام الثلاثية فيكون كل من يخرج أو يتعدى على واحدة منها فقد خرج من فئة المسلمين وهذا بحسب التعريف والدلالة .
لكن الدوغمائية الأزهرية جعلت من اللفظ في دلالته خاصا بالشرك وحده أو الإلحاد وحده ، غير ناظرين إلى العمل وصحة مصداق اللفظ عليه حسب تعريف الإسلام في الكتاب المجيد ، ويجب القول إن حاجتنا نحن للخوض في هذا معلوماتية محضة لما لها من مسيس علاقة بالواقع وتدافعاته ، فالمضنون لدى بعض العامة إن ملاك شرعية مقاتلة داعش وقتالها ينحصر في كفرها فقط ، والحال إن الكفر وحده ليس ملاكا شرعيا بل المعول عليه في الشرعية هو الظلم بدليل قوله - أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا - ، ويدخل في معنى الظلم قتل الناس كأدل المصاديق وأوضحها ، والسياسي يستفاد من ذلك في تعريف الفساد في الأرض وتخريب البنى الوطنية وزرع الفتنة وكل ما يدعم تقويض النظام ، السياسي يحرص ليكون موقفه مبني على صحة معلوماتية من جهة الشرع والتوصيف بحد ذاته يكون مفيدا في حال أدى إلى ما هو فيه بالفعل ، فمثلا حرب الحكومة على الإرهاب هي حرب مشروعة وجائزة من وجهة نظر الشرع ولهذا هي تحث الشعب في التطوع في هذا الطريق ، ولم يجد الأزهر ما يمنع من قتل ومقاتلة داعش ، وعدم المانع بل والدعوة لقتالهم يستخدمه السياسي ويوظفه ويجعله ركنا هاما في معركته الوطنية ، إذن ما يريده السياسي هو هذا في صيغة التطمين ودفع الشك والريبة في عمل الفرد ، ولا نستطيع أن نقول إن السياسي يسخر الديني لمصلحته بقدر ما يجعل منه آلة ووسيلة مضافة خاصة في البلاد الإسلامية والتي يكون فيها الغالب الشعبي هو الديني ، ودليلنا هذا الأستقواء على الآخر من خلال الديني والموروث الديني .
إن قضية تكفير داعش في حد ذاته ليس هدفا عندنا إنما الهدف هو توصيف الفعل وما يجعل منه ظلما يستدعي جعل الحكم تجاهه حكما ملزما للجميع ، ومن هنا تمت المقاربة على أساس الديني والسياسي مع إن الإقتضاء يلزم بفك الإرتباط بينهما لما يلحقه الديني بالسياسي من أذى وتردي وضعة تكون حاضرة في كل أجزاء المجتمع ، كما لا يجب تبرير طروحات التوظيف الديني المرحلي تبريرا ميكافيليا مع إيماننا - بان الغاية تبرر الوسيلة - وهو إيمان برغماتي إن تدبرناه جيدا لوجدناه هو الممكن القابل للتعايش في صيغة رد المثالية المدعاة من قبل الهامانات والكهنة ، ومن أجل سلامة الإنسان وإستقراره وأمنه يكون الممكن هو توظيف كل ما يؤدي إلى حماية الإنسان وحفظ كرامته من التبعثر والعبث ، أو كالذي تفعله داعش تحت بند قال الله وقال الرسول ، وهنا كان لازما إن يكون الفعل المحرض على رد العدوان والجريمة حاضرا وممكنا وإن تطلب ذلك الخوض فيما لا يجب الخوض فيه ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر وإشكالية التكفير
- الدكتور العبادي والتحديات
- الإسلام المتخلف
- عقلانية الرئيس فؤاد معصوم
- الحسين ثائراً
- العلاقات العراقية السعودية
- ستبدأ الحرب على داعش
- تحرير المعنى
- مؤتمر باريس
- عن الغيير والديمقراطية
- العيد في زمن الفتنة
- الخلافة الإسلامية
- على مشارف رمضان
- عندما يطفح الكيل
- بيان صادر عن - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي – ( فلتسقط ...
- الحاكم القوى
- تهنئة بمناسبة فوز المشير السيسي برئاسة مصر
- كلمة في معنى ( الحلال والحرام )
- عبدالملك السعدي وحماقات رجل الدين
- في فوضى التكتل والتحالف


المزيد.....




- 20 اقتحاما إسرائيليا للأقصى ومنع رفع الأذان في 44 وقتا بالحر ...
- افرحوا ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يهنئ رؤساء الدول الاسلامية بحل ...
- الرئيس بزشكيان يدعو الى تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية وت ...
- بزشكيان يهنئ قادة وشعوب الدول الإسلامية بحلول شهر رمضان
- مجلس الشورى الاسلامي يحجب الثقة عن وزير الاقتصاد 
- وزير الخارجية المصري: وزراء خارجية التعاون الاسلامي يجتمعون ...
- -حالته مستقرة-.. الفاتيكان يطمئن العالم على صحة البابا فرنسي ...
- الفاتيكان: حالة البابا فرانشيسكو مستقرة
- 20 اقتحاماً للأقصى ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- 44 وقتا ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - تكفير داعش