أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ج1 ب1 ف 4 : الشعرانى و تأويل عبارات الاتحاد للصوفية السابقين















المزيد.....

ج1 ب1 ف 4 : الشعرانى و تأويل عبارات الاتحاد للصوفية السابقين


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )
الجزء الأول : العقائد الدينية فى مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف .
الباب الأول : مراحل العقيدة الصوفية وتطورها في مصر المملوكية من خلال الصراع السنى الصوفى
الفصل الرابع : وحدة الوجود وصراع الفقهاء مع الصوفية في القرنين التاسع والعاشر الهجريين
في القرن العاشر : الشعراني ممثل الفقه والتصوف
ثالثا : الشعرانى و تأويل عبارات الاتحاد للصوفية السابقين :
1 ــ وقرن الشعراني كلامه بالدفاع عن ابن عربي بدعوى أن ما كتب في مصنفاته مدسوس عليه أو أن ابن عربي قام بالرد على أهل الحلول والاتحاد . ثم شمل شيوخ الاتحاد الباقين برعايته وأضفى عليهم حمايته يقول ( ومما منّ الله تبارك وتعالى به علىّ : عدم إصغائي بأذني إلى وقتي هذا إلى من يقول بكفر الحلاج أو غيره من القوم المذكورين في كتب الرقائق ، ولم أزل أؤول للقوم ما صح عنهم ، وأنفي ما لم يصح ) . أي أنه يؤول ما صح نقله من كفرهم ويخفي ما لم يصح ..
2 ــ وقد وقع الشعراني في المحظور وهو يؤول إحدى شطحات أبي يزيد البسطامي يقول – مسنداً الكلام لشيخه الخواص- في تبرير قول البسطامي ( سبحاني ما أعظم شاني ) ( إن أبا يزيد لما نزّه الحق وقدسه قيل له في سٍرٍّه : هل فينا عيب تنزهنا عنه قال : لا يا رب ، قال له الحق : إذن نزه نفسك عن النقائص ، فلما جاهد نفسه ونزهها عن الرذائل قال : سبحاني قولاً ذاتياً ضرورياً حقاً لا دعوى فيه .. قال الخواص – أو الشعراني- وعجبت ممن يؤول أخبار الصفات كيف لم يؤول كلام العارفين مع كونهم أولى بالتأويل من الرسل لنقصهم في الفصاحة عنهم ) . فالشعراني أسند لنفسه في البداية علم الغيب حين علم بحديث البسطامي لنفسه ، ثم أسند الوحي للبسطامي وجعله يحاور ربه ، ثم بعد ذلك لم يتخل عن دعوى الاتحاد فاعتبر تنزيه نفس البسطامي عن النقائص والرذائل مبرراً لقوله ( سبحاني ) .وجاءت القاصمة حين طالب بتأويل كلام الصوفية قياساً على تأويل صفات الله تعالى فى القرآن والتي قد تفيد مشابهة البشر كالاستواء على العرش:( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) طه ) والوجه في (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27) الرحمن ) أو اليد (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) الفتح 10 ) فاعترف ضمنياً بألوهيتهم واعتبرهم أولى من الرسل بالرعاية ..
3 ــ وفي موضع آخر يفتخر الشعراني بتأويله لكلام الصوفية ( وحمل كلامهم على أحسن الوجوه ، وكذلك كلام أتباعهم ، فأحمله على محامل حسنة ) . ( وأما الجواب عن السادة الصوفية رضي الله تعالى عنهم فغالب مؤلفاتي جواب عنهم )، وبعد أن أسهب في الدفاع عن الصوفية ضد إنكار الفقهاء قال ( فإن أردت يا أخي عدم الإنكار فأجلُ مرآة قلبك فإنك تشهد الصوفية من خيار الناس .. إذا علمت ذلك فما نقل عن الشيخ أبي يزيد البسطامي قوله ( طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك ) ، أي إجابتك لي يا رب دعائي .. أعظم من إجابتي أنا لامتثال أمرك واجتناب نهيك .. ومما نقل عن أبي يزيد أيضاً أنه قال ( بطشي أشد من بطش الله بي ، لما سمع قارئاً يقرأ " إن بطش ربك لشديد " فصاح حتى طار الدم من أنفه وقال ( بطشي أشد من بطشه بي ) ومراده رضي الله تعالى عنه : إن بطش الله عز وجل بي لا يكون إلا مخلوطاً بالرحمة لأن رحمته غلبت غضبه عليه .. ولا هكذا بطش أبي يزيد فإنه محض انتقام لا يشوبه رحمة .. ومما نقل عنه أيضاً أنه قال لبعض مريديه ( لأن تراني مرة خير لك من أن ترى ربك ألف مرة )، ومراده أن المريد ليس له قدم في معرفة الله جل وعلا فإذا رآه فإنه يراه ولا يعلم أنه هو ، فلا يعرف يأخذ عنه علماً ولا أدباً ، بخلاف أبي يزيد فإنه ينتفع به ويعلمه الأدب ..ومما نقل عنه أيضاً ( سافرت من الله إلى الله ) ولعل مراده : سافرت في طريق الله إلى أن عرفته ، أو سافرت في حب الله من باب قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا .. العنكبوت 69 ) وقوله (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ .. الحج 78 ) وليس مراده رضي الله تعالى عنه بذلك مسافة .. ويصح أن يكون مراده : ابتداء سفري إلى انتهائه بحول الله وقوته لا بحولي ولا قوتي .. ومما نقل عن الجنيد رضي الله تعالى عنه قوله ( العارفون لا يموتون وإنما ينقلون من دار إلى دار ) أنكر ذلك بعضهم وقال قد قال الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) الأنبياء 35 ) أي تذوق الموت عند انتهاء أجلها في الدنيا فكيف الحال ؟. والجواب كما قال بعضهم : إن مراد الجنيد أن العارفين لما جاهدوا نفوسهم في حال سلوكهم حتى ماتت عنهم جميع تصرفاتهم وشهدت التصرف لله وحده فكأنها ماتت في حال حياتها ، ولأن حكمها إذ ذاك حكم الأموات في عدم إضافتها الفعل إلى نفسها ..ومما نقل عن الشبلي رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول ( إن ذلي عطل ذل اليهود ) ولعل مراده رضي الله تعالى عنه أن ذلي لله تبارك وتعالى أعظم من ذل اليهود له تعالى .. والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده ، ومما نقل عنه ( الشبلي) أيضاً أنه قال ( ما في الجبة إلا الله ) .. ولعل مراده رضي الله تعالى عنه ما ثم في جسدي فاعل إلا الله تبارك وتعالى نظير قول بعضهم ( ما في الكونين إلا الله تعالى ) ، فليس مراده نفي الكونين ولا أن الله سبحانه وتعالى يحل في خلقه لأنه أثبت وجودهما كما نرى ، ولكن جعل الله تعالى خالقاً لهم ولأفعالهم ، وكم في الكتاب والسنة من كلام يحتاج إلى تقدير كما في قوله تعالى (وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ .. البقرة 93 ) أي اشربوا حب العجل .. ومما نقل عن الإمام الغزالي رضي الله تعالى عنه أنه قال ( ليس في الإمكان أبدع مما كان ) ، ولعل مراده رضي الله عنه أن جميع الكائنات أبرزها الله تعالى على صورة ما كانت في علمه تعالى القديم ، وعلمه القديم لا يقبل الزيادة وفي القرآن العظيم (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ..طه 50 ) .. وهذا هو معنى قول الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه في تأويل ذلك ( أن كلام حجة الإسلام في غاية التحقيق لأنه ما ثم لنا إلا رتبتان قدم وحدوث ، فالحق تعالى له رتبة القدم ، والحادث له رتبة الحدوث ، فلو خلق تعالى ما خلق إلى ما لا يتناهى عقلا فلا يرقى عن رتبة الحدوث إلى رتبة القدم أبداً ) ..ومما نقل عن الشيخ محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه أنه قال ( حدثني قلبي عن ربي أو حدثني ربي عن قلبي أو حدثني ربي عن نفسه تعالى بارتفاع الوسائط ) ليس مراده أن الله تعالى كلمه كما كلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنما مراده أن الله تعالى يلهمه على لسان ملك الإلهام بتعريف ببعض أحوال ، فهو من باب قوله صلى الله عليه وسلم ( إن يكن في أمتي محدثون – بقتح الدال المشددة – فعمر ) .. ومما نقل عن القوم رضي الله تعالى عنهم قولهم ( اللوح المحفوظ هو قلب العارف ) ليس مرادهم نفي اللوح المحفوظ وإنما مرادهم أن قلب العارف إذا انجلى ارتسم فيه كل ما كتب في اللوح المحفوظ نظير المرآة إذا قابلها لوح مكتوب. فافهم . ومما نقل عن القوم (أى شيوخ الصوفية ) رضي الله تعالى عنهم قولهم ( دخلنا حضرة الله ، وخرجنا من حضرة الله ) ليس مرادهم بحضرة الله عز وجل مكاناً خاصاً معيناً فإن ذلك ربما يفهم منه التحيز للحق ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وإنما مرادهم بالحضرة حيث اطلقوها شهود أحدهم أنه بين يدي الله عز وجل ، فما دام يشهد أنه بين يدي ربه جل وعلا فهو في حضرته ، فإذا احتجب عن هذا خرج من حضرة الله تعالى ..ومما لا يصح نقله عن الإمام الغزالي رضي الله تعالى عنه وإشاعة بعضهم عنه قوله أنه قال ( إن لله عباداً لو سألوه أن يقيم الساعة الآن لأقامها ) ، فإن مثل ذلك كذب وزور على الإمام حجة الإسلام رضي الله تعالى عنه وأرضاه ، يجب على كل عاقل تنزيه الإمام عنه لأنه يرد النصوص القاطعة الواردة في مقدمات الساعة ، فيؤدي ذلك إلى تكذيب الشارع فيما أخبر ، وإن وجد ذلك في بعض مؤلفات الإمام ، فذلك مدسوس عليه من بعض الملاحدة .. وكذلك مما لم يصح عن الشيخ أبي يزيد رضي الله تعالى عنه ما نقله بعضهم من أنه قال ( أن آدم عليه السلام باع حضرة ربه بلقمة ) ، فإن الشيخ أبا يزيد من جملة مشايخ رسالة القشيري الجامعين بين الشريعة والحقيقة فكيف يصدر عنه مثل هذا الكلام الجافي في حق سيدنا آدم عليه السلام فأفهم ..وكذلك مما لا يصح نقله عنه رضي الله تعالى عنه ما نقله بعضهم من أنه قال ( لو شفعني الله تعالى في الأولين والآخرين لم يكن ذلك عندي بكبير ، غاية الأمر أنه شفعني في قطعة طين ) فإن ذلك كلام من لم يشم رائحة الأدب ، فإنه يبطل خصوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج1 ب1 ف 4: الشعراني الصوفى الفقيه يهاجم الصوفية فى عصره حماي ...
- ج1 ب1 ف 4 : معاناة البقاعى من الصوفية مع إيمانه بالتصوف السن ...
- ج1 ب1 ف 4 : حركة البقاعى ضد الصوفية عام 875
- ج1 ب1 ف 4: صراع الفقهاء والصوفية فى القرن التاسع قبل حركة ال ...
- ج1 ب1 ف 3 : أثر الأرضية السياسية فى إجهاض حركة ابن تيمية
- ج1 ب1 ف 3 : أثر ابن تيمية العكسي في ازدهار عقيدة وحدة الوجود ...
- ج1 ب1 ف 3 : آثار حركة ابن تيمية على الفقهاء في القرن الثامن
- ج1 ب1 ف 3: التآمر على ابن تيمية في المعتقل وخارج المعتقل
- ج1 ب1 ف 3 : سبب محاكمة ابن تيمية
- ج1 ب1 ف 3 :محاكمة ابن تيمية فى الشام ومصر
- ج1 ب1 ف 3 : تطرف الطريقة الشاذلية فى إتباع ابن عربى
- ج1 ب1 ف 3 : صراع تلامذة ابن عربي في القرن السابع مع الفقهاء
- ج1 ب1 ف 2 : ابن الفارض قرين ابن عربي في مصر
- ج1 ب1 ف 2 : ابن عربى يشرح عقائد الغزالى والجنيد الصوفية
- ج1 ب1 ف 2 : ازدهار التصوف بعد الغزالي فى القرن السادس قبيل ع ...
- ج1 ب1 ف 2 : ازدهار التصوف في عصر الغزالي
- ج1 ب1 ف1 : تعقيب على الغزالي ووحدة الوجود
- ج1 ب1 ف1 : وسائل الغزالى فى تشريع وحدة الوجود ( أقبح أنواع ا ...
- ج1 ب1 ف1 : عقيدة التصوف في( إحياء علوم الدين ) للغزالى
- ج1 ب1 ف1 : الغزالي ( 450 – 505) ه وعقيدة التصوف


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ج1 ب1 ف 4 : الشعرانى و تأويل عبارات الاتحاد للصوفية السابقين