أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - حكاية عمرو ورمسيس














المزيد.....

حكاية عمرو ورمسيس


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يوما رائعا لعائلة رمسيس،حيث كان بيته الجميل المتسع يقع على شاطئ بحرين ويشقه نهر من الداخل متوسطا البلدة كلها،وكان هو وزوجته مارينا وابناءه الثمانية من البنين والبنات يلبسون القطانى المميز ويحتفلون بأكلاتهم الفريدة من السمك المملح الذى تم اصطياده من أمام بيتهم،وفى ليلة لم يظهر بها القمر ،هجم على بيتهم لص غريب عن البلدة،كان لباسه رثا ومنظره متوحشا،يطلق لحيته ولكن حالقا لشاربه، ويبدو أن لم يستحم منذ سنوات فتفوح روائح كريهة من كل جسمه،وعلى رأسه عمامة بيضاء،ويمسك فى أحدى يديه سيفا وفى اليد الاخرى قطعة قماش رثة قبيحة سوداء اللون مكتوب عليها كلام بلغة البدو العرب.صرخ هذا اللص المتوحش فى صاحب البيت وأبناءه المسالمين وقال لهم إن إله الصحراء الذى اعبده هو الذى ارسلنى واعطانى هذا البيت،فحاول صاحب البيت تهدئته وقال له هل تريد أن تأخذ امولا،هل أنت جوعان تريد طعام،هل تريد أن تأخذ شئ من البيت،نحن لدينا خيرات كثيرة وتستطيع أن تأخذ ما تريد،ولكن البدوى لم يسترح لهذا الكلام وقال لهم أنا أسمى عمرو وكما قلت لكم ان اله البدو أعطانى هذا البيت كله بمن فيه ومن لا يوافق سوف اقتله هكذا،واستل سيفه وقطع رأس أحد أبناء صاحب البيت. أرتعب الجميع ودخلوا فى نوبة بكاء وصياح وارتباك من هول المفاجأة،وهم الذين يعيشون بسلام فى بيتهم منذ تأسيسه. ومع هرولة هذا البدوى المتوحش بسيفه ليقتل الباقين،تمالك صاحب البيت جأشه وقال له والدموع فى عينيه ماذا تريد بالضبط، فقال البدوى عمرو أريد أن آخذ بناتك سبايا بهذا السيف،وإذا رفضتم ساقتلكم جميعا،أعترض بعض الشباب المتحمس فأعمل السيف فى رقابهم أمام أعين الجميع وسحب البنات إلى ناحيته ودخل بإحداهن إلى حجرة جانبية واغتصبها بوحشية،وخرج بعد أن أشبع شهوته الحيوانية وقال لصاحب البيت أننى قررت أن اتركك تعبد الهك أنت وزوجتك فى الحجرة الخارجية الصغيرة من البيت على أن تدفع لى ايجارا شهريا لهذه الحجرة،فهذا البيت كما قلت لك هو بيتى،أما ابناءك فقد وافق بعضا منهم على أن يتبعوا دينى،أما بناتك فهن سبايا لدى سوف أنجب منهن ما اريد. لم يكن أمام صاحب البيت وزوجته سوى الرضوخ،خاصة وهو يرى بناته يغتصبن واحدة بعد الأخرى،ويرى بعض ابناءه يتحولون رعبا وجبنا إلى دين هذا البدوى المتوحش،وحتى عندما عاتب أحد أبناءه المتحولين قال له سامحنى يا أبى أنا جبان ولم أستطع مقاومة هذا البلطجى،وساظل أحبك يا أبى مدى عمرى ولكن أعذرنى لأننى تخليت عنك.
مرت الأيام وأنجب رمسيس ابناء آخرين رغم المهانة والذل الذى كان يتعرض لها كل يوم من هذا البدوى الاجلف،ورغم أنه كان يعمل ساعات طويلة ويعطى معظم قوته لهذا البدوى،الذى كان يشاهده يغتصب بناته أمام عينيه يوميا،ولا يعمل شئ آخر سوى الاعتياش على ما يأخذه من رمسيس حتى تدهور شكل البيت الجميل وأصبح رثا على شاكلة عمرو.
مرت أجيال وأجيال وأجيال وتكاثر أبناء هذا البدوى اللص المتوحش،وتكاثر أحفاد رمسيس كذلك،وكل منهم فى وضعه الذى حدده جدهم عمرو لأبناء رمسيس ووضع شروطه فى عهدة يتداولها أحفاده سميت "عهدة عمرو"، كان أحفاد عمرو يذكرون بها أحفاد رمسيس فى كل مرة يطالبون بحقوقهم فى بيتهم المسروق.
وفى أحدى الأيام وفى بلدة بعيدة دعى اليها مصطفى، أحد احفاد عمرو للحديث عن جده،قال أثناء حديثه أن وجود أحفاد لرمسيس حتى هذه اللحظة فى بيتنا يدل على سماحة جدى وعدله ورحمته لأنه كان يستطيع قتلهم منذ زمن بعيد،فرد عليه مينا حفيد رمسيس وقال له هل اللص السارق القاتل المغتصب الملعون يعتبر متسامحا من وجهة نظرك،وأنا الذى كنت أظن أنك ستدافع عن جدنا رمسيس خاصة وأنت حفيد أحدى بناته المغتصبات. لو كنت تملك الشجاعة لأدنت جدك عمرو الذى أغتصب جدتك وجدتنا وكنت أنت ثمرة هذا الأغتصاب الأثم،ألا تخجل يا مصطفى مما تقول،أتتبجح فى الكذب وتبرئ المجرم وتأثم البرئ.. يا له من منطق أعوج يا مصطفى.
رد مصطفى وقال يا مينا الأفضل أن نغلق هذا الموضوع حتى لا تحدث فتنة فى البيت ويقوم بعض أخوتىى المتطرفين بقتل ابناءك.. الأفضل لنا جميعا أن نسكت عن هذا التاريخ. رد مينا وقال فهمت تهديدك يا مصطفى،فهو نفس تهديد جدك عمرو..نعم سأسكت ولكن لن أنسى ابدا حكاية جدى رمسيبس وسأعلمها لأبنائى ولأحفادى.رد مصطفى علمها كما تشاء ولكن أياك أن ترفع صوتك وتحكى هذه الحكاية القديمة لأحد آخر بخلاف أولادك،ولن أرحمك لو قلت هذا الحكاية لأبنائى وفتحت عيونهم على التاريخ الحقيقى المنسى.
رجع مينا منزويا إلى حجرته يحكى لأبناءه بصوت هامس ما جرى بمرارة،وعاد مصطفى إلى بقية البيت يصول ويجول محتفلا بذكرى جده عمرو.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على قيادة الإرهاب الإسلامى عالميا
- تكفير المفكر سيد القمنى أمام الملايين على الهواء
- أستقرار أم تقدم؟
- شجاعة الامارات
- دفاعا عن خالد ابو النجا
- صناعة الدين الخاص
- خطورة الشرطة المجتمعية على الحريات
- نهاية سايكس بيكو
- أمريكا وداعش
- من هو رجل الدين الفاسد فى المسيحية ؟
- ثورات المصريين فى كلمة السيسى بنيويورك
- مائة يوم على حكم السيسى
- اا سبتمبر والعودة لنقطة الصفر
- أهمية زيارة السيسى للأمم المتحدة
- نصيحتى للأقباط..لا تضحوا بحقوق الإنسان
- تحرك دولى لمسيحى الشرق الأوسط
- الحرب الموجهة ضد ساويرس
- الإصلاح فى الكنيسة الكاثوليكية
- من بزينس المشاركة إلى بزنيس المصالحة
- لماذا يصمت العالم على داعش؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - حكاية عمرو ورمسيس