أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحمّار - تونس تستعيد مكانتها بين الكبار














المزيد.....

تونس تستعيد مكانتها بين الكبار


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قد يكون سايكس وبيكو-اللذين سطّرا الخارطة الكولونيالية ورسَمَا الحدود القُطرية للوطن العربي- تقلّبا في قبرَيهما حين تأكد العالم من نجاح التحول السياسي الديمقراطي في تونس في آخر مرحلة مؤقتة له وذلك بإعلان الباجي قايد السبسي -في 22 ديسمبر الجاري- رئيسا للجمهورية الثانية خلفا للمؤقت المنصف المرزوقي. تقلّبَا لأنّ تقسيمهما للوطن العربي في سنة 1916 لم يحصل بدافع الرغبة في توجيه الشعب العربي نحو التعايش التعددي وإنما بدافع حرص موكّلَيهما بريطانيا وفرنسا على توجيهه نحو التجزّؤ والتشرذم والذوبان.

أما ما يؤكد التوجه الفاسد، البَعدي للحرب العالمية الأولى، فهو بروز العديد من النعرات العنصرية الأوروأمريكية التي تحث على تفتيت الجغرافيا العربية وتشتيت سكان الوطن العربي وتدجين هويتهم. و من بين رموز هذا الصنف المتعفن من العنصرية الذين نزلوا بكل ثقلهم على الوجدان والعقل العربيّين ونشطوا خلال العشريات الماضية لإذكاء روح الفتنة بين الأشقاء أذكر الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي والصهيوني البريطاني برنارد لويس والصهيوني الأمريكي ماك كاين.

للكلونياليَين الاثنين المطبّقين لبرنامج التقسيم التاريخي، ولأمثالهما، ولممثليها الأحياء وورثة التَّرِكة المسمومة، يقول التونسيون: "هذه البداية والبقية آتية. يكفينا فخرا في الساعة الراهنة أننا تعلمنا كيف نتعايش في ظل الاختلاف داخل الحدود التي رسمتموها لنا قسرا. لكننا سنثبت للعالم انطلاقا من الآن أننا لسنا ذلك البلد الذي شاءت إيديولوجيا الجغرافيا، بإيعاز من قوى الشر في أوروبا و الولايات المتحدة، أن يكون بلدا صغيرا وفقيرا ."

لا يسعني بهاته المناسبة إلا أن أذكر ما صرّح به لي في يوم من الأيام أحد تلاميذي القدامى (وهو اليوم طبيب) من أنّ معلم الابتدائية كان دوما يؤكد له ولأترابه أثناء درس الجغرافيا أنّ تونس تُعدّ ثالث أصغر بلد في العالم. بينما تحتلّ تونس في الحقيقة المرتبة 93 من أصل 221 دولة، من حيث المساحة الترابية.

على أية حال، يمضي التونسيون في إلقاء خطابهم: "سنثبت لكم، بمعية الجارتين الشقيقتين أنّ إفريقيّةَ، التي وهبَت اسمها لكامل القارة السمراء، والتي كانت تشمل تونس لكن كانت أيضا تمتدّ جنوبا إلى جزء كبير من ليبيا الحالية وغربا إلى جزء كبير من جزائر اليوم، أننا قادرون على التعايش عبر بلداننا الثلاثة، إن لم نقل الأربعة والخمسة باعتبار المغرب وموريتانيا، فضلا عن ضرورة إعادة التواصل الطبيعي مع مصر والسودان (لقد امتدّت جذور النوبيين، أصيلي السودان إلى العاصمة التونسية وأماكن أخرى من البلاد حيث اشتهروا بصناعة صنف معيّن من الحلويات يسمى "تَكْوَة" وبلَونٍ من الموسيقى الزنجية يُدعى "اصْطَمْبَالي" - وهو ساري المفعول إلى اليوم)."

فالبرغم من أهمية العملية الانتخابية، التي نجحت والحمد لله، إلا أنّ الاقتراع ليس غاية بحدّ ذاته. بل هنالك غايات أخرى سنعمل على تحقيقها. وهي تتجاوز الصندوق ونتائجه. فمن حق التونسيين أن يفتخروا اليوم ببلوغ واحدة منها ألا وهي فسخ الإيديولوجا التي ضخّتها قوى الدعارة الحضارية في دماء أجدادنا. فالفخر كل الفخر أنّ تونس استردّت لتوّها حجمها الحقيقي على السلّم الجغرافي الواقعي. وكنتيجة لذلك ها هي تتصدّر بكل استحقاق المرتبة التي تخوّل لها الوثب نحو الأعالي.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب التونسي لم يقم بثورة، فما العمل؟
- تونس: الناخبون بين تقدمية القرآن ورجعية السياسة
- تونس الانتخابات، إما الكفاءات وإما الفضلات
- تونس: البُعد المفقود في انتخابات 26 أكتوبر
- أليس النموذج التونسي بحاجة إلى نموذج آخر؟
- تونس: هل ينفع تعلم اللغات الأجنبية في سن مبكرة؟
- هل ستكون انتخابات تونس حقا انتخابات؟
- هل تصبح تونس وليبيا بلدا واحدا؟
- حين تكون اللغة أفضل من الناطقين بها
- في الاختلاف الإسلامي المسيحي ومستقبل العالم
- في الرد على طرح سامي ذويب: حتى نتطور مع إتباع ملتنا
- إعادة تأسيس اليسار التونسي؟
- اليهود يحجون إلى تونس والتونسيون يدفعون الضريبة
- لو نعيش يوما واحدا بلا عقلية المؤامرة
- إذا التقى الانحراف العقائدي مع الانحراف اللغوي!
- قطار تونس يسير على جانب واحد من السكة
- تونس: الميزانية الاشتراكية البديلة في ميزان الشخصية الوطنية
- أليس من الحتمي أن تكون لتونس روابط ثورجية؟
- هل الإسلام السياسي مؤهل للتكيف مع العصر؟
- الإسلام والديمقراطية في مفترق الطرقات


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحمّار - تونس تستعيد مكانتها بين الكبار