سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 14:23
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
صدر اخيرا بيان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق، الذي يدعو العمال "في كل المواقع الى ممارسة حقهم في الفعاليات والانشطة وممارسة مختلف انواع الضغط من مسيرات احتجاجية واعتصامات واضرابات لتثبيت حقهم والدفاع عنه " . فرغم بساطته ومحدودية مطالبه يهز المشاعر ويؤجج مكامن الاعتزاز بشعبنا وبطبقتنا العاملة ، لاسيما وان شعبنا يمر في اظلم فترة في تاريخه منذ العشرينات من القرن الماضي التي شهدت رغم كل وسائل الاحتلال البريطاني مولد الحركة النقابية العراقية، عام 1929. فالبيان حدد معالم بداية الطريق وهو النضال الجماهيري الفعال بمختاف اشكاله، الذي في تطوره فقط يمكن تحقيق كل اهداف شعبنا وطبقتنا العاملة ، من ابسطها الى اعلاها.
لقد طال انتظار شعبنا المخاض الثاني لحركتنا النقابية الذي لا يتحدد بوجود النقابات فقط بل بنشاطها الفعال الذي عرفته شوارع العراق طول تاريخ شعبنا المعاصر ليس فقط من اجل حقوقهم ، بل ومن اجل تحرير الوطن من الاحتلال الامر الذي رسخ دور عمالنا الطليعي في الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني ومعاهداته وضد الاحلاف العسكرية وفي قيادة النضال الجماهيري العام منذ الاضراب العام عام 1931الذي جاء ضد تحميل قوات الاحتلال شعبنا اعباء الازمة الاقتصادية العالمية انذاك، بفرض المزيد من الضرائب على شعبنا. ودور عمالنا في جميع انتفاضات شعبنا المقرر ولايمكن ان ينسى شعبنا دور الطبقة العاملة في انجاح ثورة 14/ تموز، ودور الاتحاد العام لنقابات العمال في حماية الجمهورية وتعميق نهجها الديموقراطي.وتطور نشاطاتهم واثبات جدارتهم في ادارة وتطوير الاقتصاد الوطني وادارة الدولة.
نعم يا عمال العراق لكم تراث تاريخي مجيد وتجارب غزيرة لايمكن لاعداء شعبنا مهما طالت هيمنتهم المباشرة او بواسطة ادواتهم من انظمة دكتاتورية او طائفية ومهما استخدموا من وسائل الارهاب، ان يسدلوا ستار النسيان عليه ولا ان يشوهوا السليقة الثورية التي تتميزون بها ولا ان يبددوا طاقاتكم الخلاقة ووعيكم، باغراءات اقتصادية او اوهام ايديولوجية. ان ما يقرب من ثلاث سنوات على المخاض الثاني، كانت قاسية على شعبنا وهو يرى شوارع بغداد امست مسرحا لمختلف اشكال الارهاب من دبابات الاحتلال وارتاله الى عصابات الارهاب الدولية ومن ايتام النظام الدكتاتوري الى المليشيات المسلحة المتلفعة بالاسلام ناشرين الموت والرعب والدمار. ووسائل الاعلام الجبارة واجهزة الدجل على اختلاف انواعها تعبث بوعي وكيان الجماهير . نعم ان ما يقرب من ثلاث سنوات قصيرة في عمر الزمن ، بالنسبة لما احدثته اساليب اعداء شعبنا ليس فقط في تدمير سبل الحياة الطبيعية بل والسايكولوجية الاجتماعية ووعي الجماهير البسيطة .
فيا عمال العراق بنضالكم من اجل وحدة حركتكم النقابية وربطكم بين النضال من اجل مطالبكم الانية والنضال من اجل تحرير الوطن من الاحتلال، تمهيدا لاستئنافكم دوركم الطليعي في الحركة الوطنية، تعيدون لشوارع بغداد والعراق جميعا ضياءها وللجماهير ثقتها بطاقاتكم الخلاقة . فانتم في مقدمة المسؤولين عن مصير شعبنا ومع شغيلة العالم مسؤولين عن مصير البشرية.
سعاد خيري
3/9/2005
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟