|
جينيالوجيا البنية التركيبية للتوراة دراسة تحليلية
علاء هاشم مناف
الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 15:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البـــنــيــــة التركيبـيــة للتــوراة دراســــة تحليـليــة
الدكتور عــلاء هاشـم مناف آل حيدر 1434هــــ ــــــــــ 2013 م تـــم انجــاز هـــذه الدراســة بــــيـــن القاهــــرة وبغــــداد
الاهـــــــداء
المحتويات الاهـــــــداء 2 المحتويات 3 المقــــدمة 6 التمهيد 8 البداية 10 الزقورة Ziggurrates 14 مصر وبلاد الرافدين 17 السياق الافتراضي الهرمينوطيقي للحدث التاريخي 20 الفصل الاول 26 التوراة والتلمود 26 الخلاصة في هذه الوصية 30 الآلهة الصغار 31 عندما سمع الآلهة الاخبار 32 أسطورة أترخاسيس 37 التوراة 38 التلمود 40 التلمودان 41 مثال على ذلك من سفر الخروج 42 داخلية الاخلاق اليهودية بخارجية اخلاق وثنية 44 التكوين" الاصحاح الاول" 46 النص 51 العولمة الدينية للتوراة 56 الفصل الثاني 61 البنية التركيبية للنص التوراتي 61 توطئة تأريخية 62 معنى التوراة 64 السلوك التاريخي للتوراة 64 الوجود الافتراضي لاسرائيل 67 الروحانية الفردية في عدم الانتماء سيكولوجياً 69 الذات والفراغ 70 الاشكالي في الكتابات المقدسة 75 الاشارات والملاحظات في العهد القديم 75 النقد في العهد القديم من التلمودين 76 التشابه والتماثل 76 حنانيا بن حزقيا بن جرون 77 هويلفد وتجديداته 78 المصدر الالوهيمي 78 الاصحاح السادس 78 المصدر اليهودي 78 الاصحاح السابع 79 مجلس السنهدرين 79 الدين والمسألة السكولوجية 80 الداخل والخارج مع الحاجز المنيع 81 اسطورة الكتاب المقدس العبري 82 الاسطورة الحتمية الكونية 83 الاسطورة العبرية 85 بين اسطورة بروميثيوس واسطورة آدم وحواء 86 الفكرة الرئيسية للاسطورتين 86 اسطورة آدم وحواء 87 المحصلة النهائية من اسطورة آدم وحواء 89 اليهود 90 خريطة الاتصال الإلهية اسطورياً 90 ما ورد في التوراة عن طور (سيناء) 91 الاحكام في التوراة 92 اشهر الفرق اليهودية 93 العِنانِيَّة 93 العِيسَوِيَّة 94 ورود ما حرم في كتابه 94 المُقارِبةُ واليوُذْعَانَّية 95 الموشكانية 95 القصدية في دلالة الصورة التوراتية 96 السَّامِرَة 96 السيميائية التوراتية 97 الفصل الثالث 98 المنهج الجينيالوجي للتوراة 98 جينيالوجيا التصوف اليهودي الكابال 100 جينيالوجيا الاحلام في التوراة 103 المنهج التطبيقي للتوراة وفق المنطق الجينيالوجي 105 التقنية الهرمينوطيقية للحلم التوراتي 106 الدين وجدلية التطور 109 تأثير القوة الشيطانية في المجال الصوفي اليهودي 109 المكبوت في الاحلام عند فرويد 111 فكرة المكبوت في الاحلام من الناحية التحليلية 111 موسى الأنا الاعلى 112 موسى وعقدة أوديب 112 التفكير الميتافزيقي للتوراة 113 التسويغ الافاهيمي للتوراة 114 الإلهيات التوراتية 114 اقنعة الآلهة التوراتية التجلي الاسطوري 115 طوطمية التوراة 117 الطوطمية الموسوية في سفر التثنية 119 الحداثة التوراتية 120 الظواهر الزمنية للتوراة 121 تابوت العهد والزمن الذهني للبطل 122 الخاتمة والمراجع 125 أولا: الخاتمة 126 ثانيا: المراجع 127 -;- التوراة. 127 -;- القرآن الكريم. 127 المراجع العربية 127 ثانيا: المصادر الاجنبية 130
المقدمة تشكل هذه الدراسة منعطفاً هرمينوطيقياً في مجال البحث عن الوجود التوراتي وعلاقته بلحظة الفعل الاسطوري وتقنية الرهان الفينومينولوجي، والاقنعة التي استخدمتها نصوص التوراة وما ولدته من طرح اسطوري وخرافي طوطمي في الازمنة السحيقة وقد حددنا بهذه الدراسة الهرمينوطيقية الاستجواب بهذا التراث التوراتي وعلاقته بالاسطرة ورهاناته اللاهوتية بالنظر إلى تلك النصوص والاخبار التاريخية وتطوراتها الطبيعية التي استنفدت فيها هذه النصوص دلالاتها ومعانيها عبر التكرار الممل والآلهة المتعددة والطوطمة الخرقاء التي غطته طبقات الخرافة وكدسته العصور الغابرة . لقد سعينا من خلال هذه الدراسة إلى القفز فوق تلك الأسطرة، وقد تجاوزنا هذه الاشكاليات بعد ان تم معالجتها وفق التحليل المنطقي وكشف ما خفي من هذه النصوص التأريخية وأرجاعها إلى أصولها ويبقى وجود التوراة باعتباره كلمة فارغةمن معناها، ودلالتها المتلاشية، حيث الاستنفاد للمحتوى الاسطوري الطوطمي وتحولاته المشوهة من خلال تلك الاشتقاقات والافعال التأريخية التي قامت على هذا النحو من الضياع الوجودي، لقد قمنا من خلال هذا التحليل إلى تحريراللغة الوجودية من اسطرة التوراة وتحويل هذا المسار عبر الانصات إلى نداء الوجود وتحولاته المختلفة من حريكته الاسمية والفعلية المصدرية بعد الانقطاع الذي حصل للتوراة ورمزيته الاسطورية، لقد حاولنا في هذه الدراسة التحرر من فكرة التماثل الاساسي بين الكلام والتحليل والتركيب الهرمينوطيقي ثم قمنا بايضاح خفي من أن هذه الدراسة هي بحث في فرضية هذه النصوص التاريخية ودلالاتها في كتاب التوراة سواءالعهد القديم أو الجديد، أخيراً نقول ان هذه الدراسة هي اضافة جديدة لما موجود من تحليلات لاسطورة التوراة. الدكتور علاء هاشم مناف آل حيدر القـاهرة ـ بغـداد/2013
تمهيد هناك طرق الملاءمة بين المعنى الصريح والمعنى الضمني في الخطاب الحضاري أي أن هناك القراءة الموضوعية والقراءة الادعائية، أي ان هناك الفهم عند الاثنين المتكلم والمتلقي وعلاقة كل ذلك بالسياقات البنيوية في إطار التواصل المعرفي، ما يتعلق بالمنهجية التاريخة، لقد قامت الحضارة العربية الاسلامية على انقاض الحضارة البيزنطية . وقامت الحضارة البيزنطية على انقاض الحضارة الرومانية وقامت الحضارة الرومانية على انقاض الحضارة الهيلينية التي أسسها الاسكندر المقدوني، وهنا الاشارة إلى أهمية الهرمينوطيق الحضاري في عملية الفهم في إطار ذكر الدلالة من خلال الفاعلية الذهنية في تشكيل المضامين والتجسيد المعرفي لما يسهم في عملية التواصل للاشياء وبطرق مختلفة بالتداولية في الخطاب الحضاري في الفاعلية الذهنية بشروط الهرمينوطيق التداولي الذي استند إلى االفاعلية الذهنية في بحث افعال النصوص في الخطاب الحضاري. والتداولية التي تعني استعمال المنطق اللغوي (The study of the use of language) او دراسة الكيفيات التي تتعامل بها تلك السياقات المحددة مع تفاصيل المعنى اللساني في تشكيل الهرمينوطيق الكلامي الملفوظ، لذلك فقد تحددت التداوليات في تركيزها على أنها تقوم بدراسة البنى اللّغوية في استعمالاتها المحددة والموجهة بالحدود المطلوبة في عملية التخاطب الحضاري لتحقيق الغرض التواصلي وبالفاعلية الذهنية التي أساسها الهرمينوطيقية التداولية.()
البداية كانت ما قبل التاريخ ليس في مصر ولكن في بقعة جغرافية أخرى وبلد آخروعوضا عن نهر واحد كان هنان نهران هما دجلة والفرات، والجزء الاهم من هذا البلد يقع بين (نهرين) وقدسمي "ميسوبوتاميا" "Mesopotamia" ، وهو اصطلاح أو كلمة اغريقية تعني (الارض ما بين النهرين والميسوبوتاميا تقع في آسيا وتقع في أقليم يسمى الشرق الاوسط وفي بلد أسمه العراق وهناك في هذا البلد يجتمع دجلة والفرات ويصبان في الخليج العربي هناك سهلاً شاسعاً يقطع بين هذين النهرين وهناك تلال شاهقة ترتفع بشكل متناثرفي هذه الارض ذات السهول وعندما تحفر ستكتشف إنها ليست تلالاً عند الحفر سوف تصادفك الكثير من الأحجار وعندما توغل في الحفر ستجد جدران متينة ومرتفعة وهذه التلال ما هي إلا بقايا قرى ومدن كبيرة وعظيمة كان لها شوارع طويلة وعريضة ومستقيمة وبيوت ومعابد ولكن خلاف المعابد المصرية الحجرية وأهراماتها، وقد تم بناء هذه المدن بالطابوق المضغوط بحرارة الشمس، وقد تفتت وتشقق بمرور الزمن، وقد انهار على كومات من تلك الانقاض. وأحدى هذه المرتفعات في تلك الصحراء هو ما تبقى من مدينة بابل التي هي أعظم مدينة على ظهر البسيطة ، كانت مدينة تجارية، وفي أعلى النهر وعند قدم الجبل ترقد مدينة نينوى، ثاني أعظم مدينة على الأرض كانت بابل عاصمة البابليين وبالمقابل كانت نينوى عاصمة الآشوريين وخلاف الحضارة المصرية ليس في بلاد الرافدين ملك أو حاكم يحكم هذه الحضارة إضافة إلى ذلك لم تستمر فيها أي امبراطورية واحدة لفترة زمنية طويلة فقد تسلم هذه المدن عدة ملوك وعدة قبائل للسلطة وفي أوقات مختلفة وأهمهم: ⦁-;- السومريون. ⦁-;- البابليون. ⦁-;- الآشوريون.() فالفاعلية الذهنية في التماس الحضاري ، هو توصل النص الحضاري إلى جوهره أو من جوهره (essence of text) ولكي نفهم ما يدور في هذه الحضارات ثم تحديد المنطق التداولي في إطار الجوانب الهرمينوطيقية التداولية مثل السباق الافتراضي Default Context أو ما يحدده المنطق الدينامي للمعاني Dynamics of meaning وفق الصياغات الحضارية.() فالكلية الكونية الحضارية هو مفهوم تؤكد تصوره في اشتراك الكثيرين من كان لهم نصاً حضارياً في إطار المفهوم الذهني التداولي، ولا يمنع هذا التصور في تأكيد المنطق التداولي الحضاري حتى على مستوى اللغة الحضارية المشتركة، إضافة إلى هذا فالتقابل الجزئي والكلي وهو المفهوم الذهني والذي يتميز بحدود الابعاد في إطار النظرة الحضارية الاحادية، وهذا لا يقبل التفاعل الذهني التداولي عبر التاريخ، ولذلك فقد قسم ارسطو المعاني إلى "كلية وجزئية" وعرف الكلي بأنه ذلك الشيء الذي يحمل أكثر من خاصية حضارية واحدة، وهذا المعنى يعطينا مفهوم الخاصية الكونية للعملية التداولية أي الكلية في المعنى التداولي الذي ينتج المعنى الجوهري و الانطولوجي، يفيد ويؤشر بأن المعرفة التي توصف بأنها الكونية فهي تعم جميع الحضارات وهذا المعنى متعلّق بالطور الاغريقي وهو من الاطوار الفلسفية، وهو الطور الذي حدده بعض المؤرخين هو بداية القرن السادس ق.م ، وقد تم بناء هذا التصور على محورين أثنين هما: ⦁-;- وحدة الطبيعة الإنسانية + وحدة العقل.() من ناحية أخرى وفي أطار المنطق الحضاري الكوني، لقد تجاوز السومريون المصريين من خلال الكشف عن التنقيبات في ركام الانقاض التي وجدت في السهول بجانب الخليج العربي ، هو أن الناس الذين عاشوا في تلك المنطقة، كانوا قد خبروا عملية تشكيل الطابوق من الصلصال في بناء البيوت والمعابد وذلك بحلول سنة 3100 ق.م في قلب ركام أكبر التلال في بقايا مدينة اور، والتي ولد فيها إبراهيم كما يخبرنا الانجيل، وهناك اضرحة عديدة، والتي بدا أنها تعود إلى ذات الحقبة من تاريخ هرم خوفو العظيم في مصر. والمفارقة في هذا الموضوع هو أن الهرم كان خالياً في حين كانت هذه الأضرحة معبأة بكنوز عظيمة من التيجان الذهبية الخلابة وأوعية ذهبية للأضحيات، هو ذات ذهبية وخناجر ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة، قيثارات رائعة كانت مرتبة برؤوس الثيران إضافة إلى لعب كلوح الشطرنج وهذه الكنوز يمكن أن تراها في المتحف البريطاني وفي جامعة بنسيلفانيا، إضافة إلى متحف بغداد الدولي الذي سرق الكثير منه بعد احتلال العراق في العام2003.() لقد كانت التداولية الهرمينوطيقية الكونية بمعنى العالمية، فهي ضد الخصوصية أو المحلية، أي ما يصدق على جميع حضارات الكون من حيث هي منطق تداولي كوني حضاري قائم على الفعل الهرمينوطيقي. والكونية تعني بالنسبة إلى الحضارات هي الصيغة "الجغرافية" ذات الصبغة السياسية، وذلك لاقترانها بإدارة النفوذ والسلطة وهذا المعنى التداولي الهرمينوطيقي الثاني لمفهوم المعنى الحضاري الكوني أي المعنى العالمي للحضارة. العام 1600 ق.م أي منذ نحو 3700 عام لقد عاش الملك حمورابي في هذه الفترة حكم حمورابي وترك نصاً منحوتاً في الصخر. أقدم نص قانوني في العالم، وقد عرف بقانون حمورابي، وقبل هذا أي قبل وصول البابليين والآشوريين، كان السومريون القدماء مقايضين عظماء، وكانوا يجرون العمليات الحسابية بسهولة ، البابليون ومن بعدهم الآشوريون كانوا ملتزمين في علمهم، وقد عبد البابليون والآشوريون الشمس والقمر وكذلك النجوم، وكان التنبوء بالمستقبل على رأس هذه الاعتقاد والاعتقاد في التنجيم يرجع إلى اسم اغريقي:استرولوجي Astrology "علم التنجيم".() إن المعطيات لفكرة المنطق التداولي الهرمينوطيقي الحضاري يتشكل بالمعطيات الهرمينوطيقية الافتراضية.
هناك موضوع النسق الافتراضي والذي يهم عدداً من القضايا والتي تؤشر طريقة الوعي الهرمينوطيقي الحضاري وعلاقته بالتداولية اللغوية، لأن معنى النسق في النص الحضاري، هو مفهوم يتعلق بالمنطق التداولي وهو بالطبع خلاف الافتراض وان حدث الاختلاف في المنطق الدلالي، هذا يأتي داخل مفهوم السياق الافتراضي لأنه يستوعب النتائج الدلالية المتولية على سبيل المثال في قانون حمورابي أو عبادة البابليين والآشوريين الشمس والقمر وكذلك النجوم، باعتبار ان هذه الانساق تنتمي إلى مجموعة لسانية تختلف من الناحية الافتراضية باعتمادها على لغة الهرمينوطيق بحسب الاستعمالات التداولية للغة، وهذه المرتكزات التداولية في اللغة تعبر عن الاختلاف الدلالي والمتعلق بالسياق الافتراضي بحسب الاستعمالات اللغوية.() وكان المعتقد الحضاري، أن بعض الكواكب يجلب الحظ السعيد، والبعض الآخر من الكواكب يجلب الحظ السيء، وكان التقسيم كما يلي: ⦁-;- المريخ كان يعني الحرب. ⦁-;- أما الزهرة فيعني الحب. من هنا فقد خصصوا لكل من الكواكب الخمسة التي كانت معلومة لديهم يوماً، وبحساب الشمس والقمر، أصبح المجموع سبعة، وهكذا أصبح مصدر أيامنا السبعة في الاسبوع. وبالانجليزية مازلنا نقول satur أو Saturn – day السبت(*) ، ونقول: sun-day وكذلك Mon “mmon” –day الاثنين(**) بينما الايام الاخرى مسماة باسماء آلهة مختلفة حسب اللغات الآخرى، ومن الجدير بالذكر أن معظم أيام الاسبوع لاتزال تشير أسماؤها إلى الكواكب التي بادر البابليون قديماً إلى تسميتها. الزقورة Ziggurrates وهي ابراج مرتفعة عريضة مكونة من مصطبات إحداها فوق الاخرى، متدرجة، لها إنحدارات مربعة وسلالم ضيقة شاهقة العلو وفي أعلى البرج كان هناك معبد مخصص للقمر أو أي كوكب آخر، وكان الناس يأتون ومعهم القرابين ومن مسافات بعيدة ليطلبوا من الكهنة قراءة الطالع عبر النجوم، هذه الزقورات هي بقايا أطلال نقشوها التي تحكي قصة هذه الحضارة . لقد عاش الملوك في هذه المنطقة منذ 300 سنة ق.م، وآخرهم عاش في سنة 550 ق.م. وكان آخر ملوك البابليين العظماء هو نبوخذنصر، لقد عاش هذا الملك في سنة 600 ق.م. وكان بطلاً مقاتلاً لقد حارب نبوخذنصر ضد مصر وجلب معه إلى بابل موطنه أعداداً هائلة من الاسرى والغرباء كعبيد ومن إنجازاته غير الحربية هو قيامه بحفر القنوات الضخمة ، وأنشاء صهاريج مائية للاحتفاظ بالمياه وري الارض.() إن المقولة المعرفية ومكونات الوعي بها، يعني الارتقاء والنشوء في السلم الحضاري وخروج الوعي الحضاري عن الجغرافية الدينية، يعتبر نمواً علمياً واضحاً لمفهوم الحضارة والمعرفة الحضاريةواستباقاً للخروج عن "أفق الخرافة" والرجوع إلى حقيقة المنهج الدلالي للنشوء الحضاري وصلته الواضحة بالابستيمولوجيا والحدث العلمي وارتباطه بالمفهوم "النشوئي والارتقائي" ، لقد كان الهرمينوطيق الحضاري باعتباره تاريخياً موضوعياً لحركة الاشياء منذ بدء التاريخ وهو ملخص مفهوم الايقاع الحفري المتكوّن اعتقادياً وفق أسس فيزيقية ، وصلته بأثر الكواكب والمعابد والتلابس الاسطوري بعضه مع البعض الآخر، كان قد أنتج السبب النشوئي للأحياء على الارض، هذا التعميم للمفاهيم الحضارية قادته الديانات "البابلية والآشورية والمصرية" وأن الاحياء تكونت بالتدريج وفق تاريخ للسيرورة الحضارية ، وتأثير الكواكب السيارة في عناصر التكوين الاعتقادي على هذه الارض حتى تعاقب الاحداث فأصبح الخلق البشري والحضاري يوصف بالخرافة لأنه يعود إلى تطور النشوء في الاعتقاد الحضاري الفيزيقي، وهكذا كان التكوين البابلي والآشوري والسومري للنشوء باعتباره كتلة لزجة لم يكن لها شكلاً ولا صورة حتى تطور المفهوم الحضاري وتطورت معه المعرفة البشرية على أثر المكونات الطبيعة في تكتل الكتلة اللزجة ، بعد أن تقلبت واخضعت للعديد من الاطوار للنشوء والارتقاء حتى أصبحت الفكرة الحضارية على ما هي عليه من الناحية الاسطورية، والاسطورة تفصح عن الدور الذي يكتمل بسبعة آلاف سنة، حيث يأتي الانفراد لكل كوكب من هذه الكواكب السيارة في التأثير الذاتي ومقداره من الناحية الزمنية(). لأن المقدار الزمني المؤشر هو ما يقارب الالف عام ثم يقوم بعملية الاكتمال وبالاشتراك مع كواكب أخرى، وهكذا تسير الحركة الجدلية وفق المنطق الاسطوري الحضاري في الاعتقاد وهو الذي يؤكد عملية الاختلاف داخل هذه الصورة من النشوء الحضاري ومركزيته في الاشكالية الفيزيقية. وكان رأي "الكسمندر اليوناني المولود في العام 610 ق.م. " ، لقد أخذ هذا الرأي حيزاً من الدلالة في تقديم هذا النشوء الحياتي على هذه الارض ، ثم حالة التطور في نشأة الخلية الحية، وهذا يعود كما هو منسوب إلى قوة تأثير الضوء أي ضوء الشمس في التمييز للعناصر التي تجانست بالحركة الدائمة، حيث تصف لنا الاسطورة بأن الارض كانت في بداية الامر طينة يلازمها شيء من الرطوبة، وعند ملامسة ضوء الشمس للارض، أخذت العناصر الرطبة تمور داخليا حتى خرجت على شكل فقاعات ، وهكذا ولدت الحيوانات الاولى على الأرض، حيث كانت عديمة الشكل الهندسي وكان يظهر فوق ظهرها قشرة سميكة ، وكانت هذه القشرة تعيقها أثناء عملية التحرك، وكان لتلك العملية الجدلية في "النشوء والارتقاء" والحفاظ على سر المخلوقات وتحسين نوعيتها، وكان الإنسان هو نموذج هذه الحالة الكبيرة، وهو نتاج هذه التقلبات "النشوئية"وتبدأ هذه العملية من حالة النقص في عمليات التركيب حتى الوصول إلى الحالة النشوئية الحاضرة،وهكذايتم التأكد من حالة السيرورة في التطور الارتقائي حسب المفهوم الحضاري للنشوء ، لأنه موضوع يتعلق "بالاستقراءالامبريقي"في جدلية النشوء والارتقاء".() مصر وبلاد الرافدين إن جدلية النشوءوالارتقاء تعطينا (العقل الامبيريقي" وهناك فاصلة دقيقة بين العقل الامبيريقي والعقل القبلي، لأن المنهجية الامبيريقية والخبرة الحسية تعد هي المؤشر الدقيق والمصدر لكل المعارف التي كونت (نظرية المعرفة) في اكتشاف هذه النظرية النشوئية ، ومن جانب آخر ، فإن اللحظة القبلية التي تتناقض ولا تتوافق مع المنطق الجدلي التاريخي. ولنأخذ هذه القراءة التاريخية "بأن توجد أرض ذات وديان عميقة ومراعٍ غنية . وهناك، ولألاف السنين، انصرف الرعاة بقطعانهم، يزرعون الكرم ونباتات الحبوب، وفي المساء ينشدون الأغاني كما يفعل أهالي الأرياف"() وهذه الأرض التي تقع بين مصر وبلاد الرافدين فإن المصريين غزوها وحكموها وهي المقدمة بعدها غزاها البابليون. ويشير صاحب كتاب "مختصر تاريخ العالم" إي إتش غومبرتش بأن الناس القاطنون هناك أي بين مصر وبلاد الرافدين الذين احتلوا من قبل المصريين والبابليين، وكانوا يرحلون دائماً بسبب هذه الاحتلالات، لقد بني هؤلاء لأنفهسم قلاعاً، ولكن من دون فائدة، فلم يكونوا بالقوة التي تسمح لهم بمقاومة تلك الجيوش المصرية والبابلية ورغم ذلك ورغم قلة عددهم وسلميتهم، لم يصبحوا جزءاً من التاريخ، بل أنهم صنعوا التاريخ وهذا الكلام لصاحب كتاب "مختصر تاريخ العالم" ويقول"وبهذا القول أي أنهم شكلوا مجرى التاريخ المقبل وهذا الشيء الخاص لهذه القبائل كان دينهم"لقد وصلت تلك الشعوب أي الواقعة في وسط الحضارة المصرية والحضارة البابلية ، لآلهة متعددة ، نتذكر منها : إيزيس ـ وأوزوريس ـ بعل وعشتروت. ويقول وهذا الكلام لصاحب "مختصر تاريخ العالم" (غير إن هؤلاء الرعاة صلو لإله أوحد فقط قائدهم وحاميهم الخاص بهم) [ص:54] (وعندما كانوا يجلسون بجانب نيران مخيماتهم في المساء، ينشدون الاغاني عن مآثرهم ومعاركهم، كانوا يغنون لمآثر هذا الإله ومعاركه) [ص54] فالاله الهمهم، كما كانوا ينشدون (كان أفضل وأقوى وأكثر مجدا من كل الالهة الوثنية يقصد الالهة الجاهلية قبل الاسلام ، ويقول (وقد اصروا فعلياً ، على مدى مرور سنوات على هذا الاله هو الإله الاوحد. الاله الواحد الاحد ، خالق السماوات والارض، الشمس والقمر، الارض والنهر، الزرع والحيوانات ، وكل البشر) [ص54] ويقول لكن (غضبته القاسية منهم يقصد اليهود هي الممثلة في العواصف ، غير أنه لم يتخل في يوم عن شعبه، ليس عندما كان يضطهدهم المصريون ولا عندما طاردهم البابليون. فقد كان ذلك إيمانهم ومصدر فخرهم: كانوا شعبة وكان هو إلههم) [ص54] ثم يفصح بعد هذا المخاض بأن هؤلاء الرعاة الغريبون الضعفاء ((هم اليهود)) [ص54] (وأما الاغاني حول مآثرهم ، والتي هي مآثر إلههم ، فهي في الواقع العهد القديم من الانجيل) [ص54]ثم يعطينا حسب رأيه تفاصيل محكية عن قصة إبراهيم ومن أين أتى ويقول الجواب (في سفر التكوين الاصحاح11) يقول[ لقد قدم ابراهيم من مدينة أور في منطقة الكلدانيين] [ص54] ( غير إن إبراهيم لم يعش هناك في الزمن القديم الذي ذكره، وغالباً كان يعيش في زمن حمورابي، صانع القانون العظيم، ويرجع ذلك إلى حوالي 1700 ق.م، بدليل هناك ظهور لهذه القوانين التي شرعها حمورابي في الانجيل.() والآن نأتي لنناقش إي إتش غومرتيش صاحب كتاب (مختصر تاريخ العالم) حول فكرة اليهود ومكانهم ونظرية أرض اسرائيل وحدودها الذي يمتد من النيل إلى الفرات، هذه اللحظة القبلية وعلى ضوء المنهجية الهرمينوطيقية في اكتشاف هذه النظرية النشوئية لشعب الله المختار، هو نكران لاشكال اللحظة القبلية التي لا تتوافق مع المنطق الجدلي التاريخي، فمن جانب الرؤية الجدلية التاريخية والحضارية، يرجع بنا الموضوع إلى الدليل الاستقرائي وحسب "المنطق الارسطي" إن هذه الاشكالية تتعرّض إلى تفاصيل جدلية ثلاثة في الفقرة الواحدة، هي عندما يكون الافتراض لتشكيل اليهود في هذه البقعة بالذات والتي تقع ما بين حضارتين عريقتين، المصرية والبابلية، وهذا الموضوع يقع في الابتعاد التصادفي بين الحضارتين وإذا كان تشكيل اليهود بافتراض B سبباً لما يكون الافتراض السببي في A لان الاطار الموضوعي لوقوع هذا الشعب بين تلك الحضارتين العريقتين، وهذا نابغ حسب الكاتب من رؤية هرمينوطيقية تاريخية لا تستند إلى حقيقة حضارية، ويمكن ان يكون B حالة إفتراضية مرتبطة بحالة اخرى قد تكون C داخل مجرى حركة التاريخ وان الشعب اليهودي من الناحية الاستقرائية لا يمتلك الدليل الحضاري الذي يستند فيه إلى الحضارتين المصرية والبابلية، وأن الذي توصل إليه صاحب كتاب (مختصر تاريخ العالم) ما هو الا تهويشات لا تستند إلى منطق وأنه قام بالعميم الاحتمالي، ولا يمكن أن نعتبر أن B وهم اليهود كان سبب وجودهم في A أي في السياقات الحضارية للحضارتين المصرية والبابلية، نقول ربما كان صاحب الكتاب من خلال خلاصات الأناجيل وضع مسلّمة إفتراضية تتعلق بالزمكان الحضاري للحضارتين المصرية والبابلية واستنتج وباعتقاد يقع فيما تقرره المنظومة الاسطورية اليهودية وهو خلاف الحساب المنطقي الارسطي. إذاً نقول ومن خلال هذا المفهوم المنطقي، نقول هو كيف يستطيع الكاتب اعلاه أن يصمم هذا الجانب الاحتمالي الافتراضي باطاره الهرمينوطيقي، فهو يؤكد بذرة الحياة لليهود بين تلك الحضارتين وفق مذهب امبيريقي خالٍ من بذرة الحياة لليهود من الناحية العقلية يجعله منطق سببي لتأكيد النظرية التي مفادها أن حدود اسرائيل وفق هذه الرؤية تكون من النيل إلى الفرات. السياق الافتراضي الهرمينوطيقي للحدث التاريخي أثار صاحب كتاب (مختصر تاريخ العالم) عدداً من القضايا التي تتعلق بالهرمينوطيق تفاصيل ومعاني عديدة، وهي مخالفة للمنطق الاستيعابي ذلك قد يكون في ذلك الهرمينوطيق لصاحب الكتاب الذي يفتقد لمعنى السياق للمنطق التاريخي والحضاري وهذا الاشكال الفضفاض الغامض تاريخياً والمغمور فكرياً وحضارياً، كان قد أحدث أرتباكاً في الصياغات الدلالية لدى المتلقي في هذه الإشكالية. إن الوضع الاختلافي الدلالي الافتراضي اي الذي يقع داخل مفهوم السياق الافتراضي ، فهو يستوعب النتائج الدلالية للمتواليات اللسانية، فهي كذلك تختلف إفتراضاً عن تلك التي على أرض الواقع، هناك الكثير من الاقوام التي عاشت بين هاتين الحضارتين ، والتي سبقها الكاتب بالاختلاف الدلالي الذي تسبب بوجود السياق الافتراضي بحسب استعمالاته الهرمينوطيقية ، هناك إشكالية في حالات الاختلاف في نقل الحدث والتثبت منه، كذلك التعدد في درجات التأويل التي ساقها الكاتب داخل ابنية لغوية وتاريخية وحضارية وحتى جغرافية ، فهي ترجع بنا إلى زمن أو عامل للربط لا يستقر على مسميات أو غيرها من الحالات الأخرى من التعميم في فهم الرأي المنقول عبر الاناجيل ومن ثم تحديد الزمكان من الناحية التاريخية والحضارية هناك من الحالات الدلالية التي يقتضيها السياق والمنفرضة بالزمن الموجه سياقياً وظرفياً بحسب ما يقتضيه المقام أو ما تقتضيه الصياغات التاريخية والحضارية إن موضوع السياق الإفتراضي يعد بنية أساسية لكنه يتوقف على معرفة الباحث بالمفاصل التأريخية والحضارية، كذلك التأمل في قصة هذا الخلق وخصوصية حضارته، ثم تأتي الملاءمة بين ما يقوله الكاتب وما يقوم بتأويله على مستوى الحضارة وهذا غير جائز، ولذلك شكل هذا الموضوع التاريخي والحضاري والمتعلّق بقصة وجود اليهود بين حضارتين كبيرتين هما الحضارة المصرية والحضارة البابلية من الناحية الجغرافية والتأريخية وعلاقة كل ذلك بتلك الاقوام من غير اليهود الذين عاشوا في هذه المنطقة . فالكاتب ينطلق من الإشكال التاريخي في تحديد الطريقة التي يتم تفسير القضية الهرمينوطيقية عليها ، والسياق الافتراضي التاريخي واللغوي ، وهل تؤول هذه القضية حسب فضائها الجغرافي والاسطوري والديني أو بالاعتماد على التخارج الدلالي والسسيولوجي؟ هذه الاشكالات تعبر عن اختلافات تاريخية وحضارية بالرأي. أكثر منه في الدلالة، لأن الوضع الابستيمولوجي تاريخياً قد يختلف عن الوضع الدلالي من الناحية التاريخية، وقد يؤدي إلى الاختلاف بين من كتب في مجال الحضارة، وبين المتخصصين الناطقين في مسألة تحديد المراد من معاني هذه الإشكالية تاريخياً، لذلك نجد أن هناك طروحات وإتجاهات نظرية وتاريخية لمعالجة الاختلاف الدلالي في تحديد السياق التاريخي والحضاري من الناحية الافتراضية عند الكاتب المعني. لقد حاول البابليون بناء ابراج ضخمة "قممها وصلت حتى السماء" وقد بنوها ليتقربوا من الشمس والقمر والنجوم، عند ذلك غضب الإله من غرورهم، واوقفهم عن رفع بنائهم، وذلك بأن جعلهم يتحدثون لغات مختلفة حتى فقدوا القدرة على فهم بعضهم بعضا؟. ثم نأتي إلى قصة نوح والطوفان فهي نتاج اسطوري من بلاد الرافدين، هو أن احد أبناء سلالة إبراهيم من مدينة أور"كما يخبرنا الانجيل" هو يوسف ابن يعقوب، والذي أخذه اخوانه إلى مصر وباعوه، ومع ذلك تقلد منصب المستشار للفرعون [و في ذلك الوقت كان عمر الاهرام قد وصل إلى ما يزيد على الالف عام]. لقد استقر إخوة يوسف وأبناؤهم في مصر، وقد لاقوا ما لاقاه المصريون من كدح من اجل الفرعون في زمن الاهرام حسب سفر الخروج: ((فاستبعد المصريون بني اسرائيل بعنف، ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل..). وفي نهاية المطاف ، (قادهم موسى خروجاً من مصر وإلى الصحراء ، في نحو 1250 ق.م من هناك، حاولوا الفوز مجدداً بالارض الموعودة، وهي الارض التي عاش عليها أجدادهم منذ زمن ابراهيم.).() في هذا السياق التاريخي يحاول الكاتب تحديد معنى تاريخي افتراضي يتعلق بالخصوصية اليهودية المتصلة بالمعنى أي بنواة الحدث عندما يقول "كان أول ملوكهم هو الملك شاول، الذي حارب ضد قبيلة مجاورة، الفلسيطينيين، ومات على أرض المعركة). وهنا يعترف الكاتب ضمناً بأن الملك شاول هو الذي اعتدى على قبيلة فلسطينية، ومن ثم قتل على إثرها . وهنا يتم التركيز على العلاقة التي تحدد المعنى التاريخي الثابت في إطار السياق المعلوماتي التاريخي الذي لا يقبل التأويل ، فهذه المقاربة هي مقاربة افتراضية تاريخية بامتياز وتقع داخل الفروق التصورية والعينات والسياقات الثابتة تاريخياً. ويرى الكاتب ضمناً،إن المرجعية التاريخية هي ضرورة في تحديد السياق المفترض بعد الغائه المرجعية الهرمينوطيقية لأنه ما عاد بحاجة لها في أثبات العلاقة الدلالية التي يمكن تمثلها وفق ما يلي: ⦁-;- الكفاءة اللسانية المثبتة دلالياً عبر الصياغات التاريخية والحضارية . ⦁-;- الحدث ظهر بموجب السياق الذي كان عليه. ⦁-;- الحدث قابل للإسناد بواسطة مبدأ الربط التاريخي . من خلال العلاقة الدلالية في المعركة التي حدثت مع قبيلة فلسطينية، حيث قتل الملك شاول، فكانت العلاقة بين كلمات الحدث التاريخي اعطانا تصوراً تاريخياً لما حدث من إعتداء على القبلية الفلسطينية. ⦁-;- إضافة إلى كل ذلك ، كان للتمثيلات السيكولوجية للإحاطة بجميع المعاني التاريخية حيث طبق الكاتب مجموعة من الحالات التي يكون فيها الحس التاريخي سيكولوجياً كان قد وظف في إطار الفكرة العامة للاعتداء على القبيلة الفلسطينية، وهو مفهوم بالامكان تمييزه داخل قضاء اللغة التاريخية، لا نريد أن نطيل في هذا التمهيد، إذ نقول إن مصدرنا الرئيس عن تاريخ الشعب العبري، هو العهد القديم، أي أن هناك مجموعة الأسفار المقدسة التي تتطرق إلى ذلك التاريخ حيث تقَّوم بتفسيره . وأن المعلومات التي قدمها العهد القديم ليست على نسق واحد في كل الفصول من حيث المدى التاريخي والطبيعة الدينية، ولكن يمكن أن نقول، أن التاريخ العبري كان مدعماً في جملّته بوثائق كافية ، وبالمقابل فإن المرء وطوال قرون عديدة وإلى حد فترة قريبة لا يعرف عن حضارة الشرق الأدنى والقديم حصراً، سوى ما يقصه علينا العهد القديم من الاسفار المقدسة، من جهة أخرى ، كان التاريخ العبري معروفاً على المستوى الاوروبي وعلى مستوى الثقافة الدينية ولكن هناك إشكاليات مختلفة تتعلق بمصادر هذه الاسفار من العهد القديم، والزمن الذي وضعت فيه وطريقة التصنيف، وحصراً الاسفار الخمسة الاولى أو التوراة، حيث تجعل من تاريخ العبريين وعلى الأقل في مراحله الاولى موضع جدل، وما تقوله التوراة عن اصول العبريين المتقدمة ويدور حول ثلاث حقائق مهمة نجملها بما يلي: ⦁-;- الاولى ظهور الجماعة العبرية الاولى في جنوب أرض وادي الرافدين ، من جانب آخر يقص علينا سفر التكوين، عن هجرة إبراهيم من وادي الرافدين في أور ثم صعوده إلى نهر الفرات حتى حران، ومن هناك نزوله إلى فلسطين، وكيف وعده الله بتلك الارض. ⦁-;- أما الثانية فهي إقامة العبريين في مصر، وقد إنتهت بعملية الاضطهاد على يد أحد الفراعنة وخروجهم من مصر بقيادة موسى وهذا ما أشار إليه (إي إتش غومبريتش) صاحب كتاب مختصر تاريخ العالم. ⦁-;- أما الثالثة، وهي مرحلة الانتقال من مصر إلى فلسطين ، ومن خلالها ظهر رب الاجداد لشخصية موسى باسم يهوه، حيث حدد العهد بينه وبين ذرية إبراهيم ، بعد ما أعلن الشريعة.() ويتبيّن من هذا الموضوع الشائك بأنه موضوع ليس معطى من الحالة الخارجية بل هو فعل من أفعال العقل، وينشوء موضوع الوعي التاريخي نشأ الوعي أو الشعور في الوقت نفسه، كذلك الشعور بالموضوعات ينشأ الشعور العقلي بذاته، ولهذا فإن الشعور الذاتي الكامل بالعقل إنما يتم بافعال الفعل الميتافيزيقي بوصفه ينشىء موضوعات وتطور هذه الاحوال والسلوكيات هي إشارة إلى الشعور الذاتي الفيزيقي. وبهذا المنطق المتشكل من الإرادة ، هو عمل غيرطبيعي لأنه ضد الفعل الطبيعي، وبالمقابل كلما زاد الكفاح القبلي للإنسان زادت بالمقابل حيويته، عندها تكون الأشكالية العبرية الاولى في اختيار العقبات لحدث الإرادة. إن القضية المركزية في هذه الإشكالية تتعلق بالمنطق الديني والحضاري واللذين سارا بالاتجاه المعاكس، وأن الممارسات على مستوى الثقافة والعلوم تتجه نحو الممارسة الفعلية الاولى إلى حدٍ ممكن من الإرادة الفعلية للإنسان على مستوى العقل الروتيني، أي أننا بحاجة إلى فعل مركزّ بأكثر فاعلية لتصريف تلك الطاقة الإنسانية في إطار الفعل الديني. من جهة أخرى إننا نبحث عن الإرادة في التغلّب على المصاعب التي تواجه الإنسان ، وبالمقابل إن هذا الإنسان يصارع الوحش الخفي داخله والذي يزداد غموضاً كلما أوغل هذا الإنسان في ذاته وبشكل خفي، إننا في هذا التمهيد ننطلق في إشكال من التفكير الذي يتناسب ويتناقض في الوقت نفسه بشكل حقيقي من خلال التنازل عن الإرادة . وهنا تبرز المسألة الأكثر تجريدية وتعقّد من الناحية التفكيرية في النصوص اللاهوتية وهي المسألة المتعلقة بالمنحى التفكيري والتجريدي ، وهي من حيث التفاصيل تبعد جزءاً من الإشكالية ، وهي نتيجة من نتائج الحضارة، واللامنتمي الديني هو محور هذه الإشكالية وهو محصلة من نتائج التطبيقات التحليلية لفعل الإنسان من الناحية الفيزيقية ومن الاسطرة الذاتية والموضوعية، ومن فعل الخبرات وهي تتدفق على البشر بسواقٍ وقنوات غاية في الدقة اللاهوتية، وهي بالمقابل لا تعني شيئاً، لأنها لا تغير في إشكالية الذات والموضوع، وإذا تغير في منعرج هذه القضية فهي لا تتعدى مشكلة اللامنتمي الديني الخارج من الاصوليات اللاهوتية.
التوراة والتلمود
الفصل الاول التوراة والتلمود نود قبل الدخول في موضوع التوراة والتلمود أن نوضح أن أقدم هجرات الشعوب السامية التي سجلها لنا التاريخ كانت في اتجاه وادي الرافدين وهناك أدلة على هذا الحدث منذ الألف الثالث قبل الميلاد ، واستمرارها بعد هذه الفترة إلى حين، وقد كان لهذا الحدث حين أدى إلى تكوين دول سامية قوية أخذت بالاتساع على نطاق واسع. وكان مصدر ذلك ما جمعه الكتاب المقدس وقصص الرحالين، إضافة إلى ما شهدته أرض الرافدين تاريخياً كما أشرنا سابقاً في التمهيد لهذه الدراسة. التوراة(): هي أحد المصدرين الأساسيين للديانة اليهودية ، أما المصدر الآخر فهو التلمود الذي يتكون من شرائع وشروح وتعليقات ، ومن المعروف أن التوراة كانت قد دونت بعد عهد موسى وقد حددت بأكثر سبعة قرون، إبان السبي البابلي ، لقد كان يهود السبي يمارسون الشعائر والطقوس الدينية، وقد وجد رجال الاصولية الدينية أن الشريعة والطقوس معرضة للضياع والتشويه بسبب التراكم والتقادم الزمني إضافة إلى حالة الشقاق التي كان يمر بها الشعب اليهودي ، والتأثير المباشر من قبل الاقوام الذين كانوا يعيشون بين ظهرانيهم على مستوى العقيدة فكانت الالتفاتة الموضوعية لعملية التلافي لهذا التشويه والضياع فقد قاموا بتدوين التوراة، إنهم أثناء التدوين قاموا بالاضافات والحذف مما يخدم الميول السياسية ذات الشأن بالمسار السسيولوجي والسيكولوجي ، ولذلك كانوا جنحوا إلى عملية تمجيد الشعب اليهودي وجعله في المقدمة والصفوة التي أختارها الله من بين شعوب الأرض ، من هنا بدأت الاشكالية اللاإنتماء في أطار التقادم الزمني وتأثير ذلك على الذات اليهودية وتأثير عقائد أهل الارض الذين عاش المجتمع اليهودي بين ظهرانيهم، سيما أنسجة المجتمع المصري والفلسطيني أو ما حصل في بلاد السبي الذي كان له أثراً كبيراً في ما دوّن ، حيث وجد هذا التأثر في الكثير من المجاميع الجديدة في الاعراف والتقاليد والممارسات الاصولية الدينية اليهودية.() وكانت العقدة عند الاصولية اليهودية هو الاصطلاح الادلري في (عقدة النص) وهي الفكرة الاساسية عند اللامنتمي اليهودي فكان القرار الاصولي اليهودي هو الرغبة في الظهور بقدر الامكان ولما كانت آراء اليهود تؤثر في الطريقة التي يتم النظر فيها إلى الناس، من هنا يتم الاحتفاظ بالقناعة الذاتية عن طريق الكسب الذاتي على الحساب الموضوعي، هناك طريقة أخرى ، هو أن يبتعد الاصولي اليهودي نهائياً عن آراء الآخرين، وبني جداراً حول خصوصية اللإنتماء وشعوره بأنه المجنون لأن الله أختاره نواة لشعوب الأرض، هناك فرق واضح بين المجنون الاصولي اليهودي والعاقل، هو الذي يريد من الآخرين أن يتعانوا معه من أجل أثبات أوهامه، وهذه هي عين التفاهة التي يوصف بها اللامنتمي الاصولي اليهودي، وكانت هذه الشخصية غير ميالة إلى أية صلة إنسانية أو إلى الحديث الودي بين البشر، وكان مثله الاعلى يتمثل في العقل الهمجي والوحشي الذي يكون بارد الحساسية، وكان يتساءل هذا الاصولي اللامنتمي هو أين يجد الدافع الذي يثير مثل هذا السلوك إذ لا يجده إلاّ في دنيا الوهم والتأكيد على الذات والتميز والضلوع في هذه الدنيا بلا أمل، فكان نشدان الرغبة المضللة في أن يعجب الناس بتخيله عن تلك القيم الاصولية ؟ من هنا تبدو الحياة على هذا المنحى ضلالاً، ونحن نساءل من الذي صنع هذا الوهم عند الاصولي اليهودي ؟ ومهما كان هذا الامر أو الغرض من الوهم الكبير فإنه أمراً مفروضاً مقدماً لأن الحياة عند الاصولي اليهودي المؤمن تتميز بالتفاهة والغرور فاليهودي اللامنتمي لم يكن متأكدا من أن الذي صنع الوهم الكبير هذا لنفسه لم يكن مدفوعاً إلى ذلك، بل أن عقدة النقص الادلرية هي التي وضعته في هذا المطب. من جانب آخر لم تدون التوراة من قبل جهة أو شخص معين ولا في زمن واحد، بل اشترك في كتابة التوراة مجموعة من الاشخاص إذ أن بعض الأجزاء لا يُعرف بالضبط من الذي كتبها، فقد تمت كتابتها خلال عدة عقود من السنين، والقسم الاكبر منها كتبت باللّغة العبرية أما الباقي فقد كتب باللّغة الارامية.() لقد كان الله يؤكد وجوده في كل زمان ومكان ، وفي بداية الازمنة لقد كان وحده ولم يكن في العالم غيره، بل لم يكن وهذا الاصح ثمة "عالم" أصلاً في ذلك الزمكان، وكان الآله يسمى (الوهم) هكذا يقول كتاب (التكوين) اليهودي القديم، والمعنى الحرفي لكلمة (الوهم) هو (الهة) وإنه لمن الغريب حقا أن تسمى التوراة.(*) أما(الوهم) هذا فهو (هوة) و(رب الجنود) و(أدوناي) كما تسميه التوراة في عدة أماكن مختلفة وكان قد احس الله مللاًً قابلاً في خرابه الكوني ، ثم أطلقت التوراة على هذا الخراب الكوني الجميل أسم (توغوبوغو) وهو التعبير الذي معناه بالإشارة والتصرف هو (لا قاع ولا يقف) والازل حسب هذه النظرية يمتد امتداداً مطلقاً غير متناهي ، من هنا فقد كان ملل (الوهيم) قد أمتد ملايين بل مليارات من القرون ، ولكن هناك فكرة لامعة في ذلك الذهن الابدي قد ظهرت بأنه هو الله الكلي في تلك القدرة المفترضة، إذا لماذا يتعب نفسه من المقابلة والرضى يرافقه الملل؟، ولماذا لا يفعل شيئا يحرك هذا الوضع وهكذا قرر العجوز السماوي "يهوة" أن يطلق قدراته الابداعية فهو غني عن القول، من ان "يهوه" كان بإمكان خلق كل شيء دفعة واحدة، ولكن أنه قرر ان لا يتعجل في الامور ، فلكل حضرة أوانها وفي البداية كان: كان خلق الارض، ونقول: إن المادة ظهرت تلقائياً فور اعلانه الإرادة الذاتية ، حيث كانت تلك المادة عديمة الشكل خالية " بغير قاع ولا سقف" غارقة بالمياه ، وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه ذلك الغمر كانت ظلمة وهناكروح يرف على وجه المياة.()(*)وكل هذه الصياغات من بداية خلق العالم والإنسان يرجع بنا إلى سفر التكوين البابلي في قصة الخليقة ملحمة (حينما في الأعالي) في العام 1876 ظهر كتاب "جورج سميث) وعنوانه قصة الخلق الكلدانية وقد تلا ذلك من منشورات عن هذه الملحمة فهي أ. أو نعناد. Diereligionder Babylonier and Assyrer: Ungnad “jena, 1921”. ديانة البابليين والآشوريين "بينا، 1921". الخلاصة في هذه الوصية هناك اشارة موجزة إلى الزمن الذي لم يكن يوجد أي شيء سوى الابوين الإلهيين: "أبسو" و"تئامت" وابنهما"ممّو" ، لقد كان"أبسو" هو بحر المياة الحلوة الأول، "تئامت" بحر المياه المالحة، في حين يحتمل أن "ممّو" كان يمثل السديم المرتفع من التقاء أوقية المياه، والمحّوم فوقهما، لاسيّما وهو يدخل في اللّوح السابع في علاقة مباشرة في الغيوم. وقد إختلطت هذه الانماط الثلاثة من المياة ببعضها، مكوّنة كتلة واحدة هائلة وغير محددة تنطوي على جميع العناصر التي سيتكوّن منها العالم فيما بعد، وفي ذلك الوقت لم تكن هناك سماء ولا أرض ، ولم تكن بالإمكان حتى رؤية هور قصب. وفي الحين المناسب أنسحب "أبسو" و"تئامت" زوجاً من أخ وأخت هما "لخمو" و"لخامو" وحين شُبّ هذان الأخوان، جاء إلى الوجود زوج آخر من أخ وأخت هما (أَنْشَر) و(كيشرْ) ، تفوقاً على الاخرين في المنزِلة، ولا تزال طبيعة هذين الزوجين الإلهين قضية حدس وتخمين. بعد سنوات كثيرة ولد ابن لـ(أنْشر) و (كيشر) وسمياه (أنو)، ربما تلميحاً إلى انه يشبه أباه(أنْشر) . وكان (آنو) إله السماء . وقد أنجب، بدوره (نُدمُّود) شبيهه، وكان (نُدمّود) الذي عُرف أيضا باسم (أنكي) و(إيا) ـ إلها ذا حكمة استثنائية وقوة شاملة، ولذلك صار إله المياه الحلوة تحت الأرض ، وإله السحر، والعقل المدّبر للآلهة العراقية القديمة لم يكن ندّابين إخوته الآلهة ، وفي الواقع فإنه إحتل موقع الصدارة حتى على آبائه، بسبب المنافع الجلّى التي منحت له. الآلهة الصغار كان الآلهة الصغار مليئين بالحياة ومفعمين بالحيوية، فابتهجوا صاخبين، واجتمعوا جذلين. غير أن هذه الإجتماعات سببت الحزن والاسى العميقين لآبائهم القدماء الخاملين العاشقين للسكينة واجدادهم (أبسو) و(تئامت) في البداية مورست وسائل سليمة للتقليل من الصخب المزعج، لكنها لم تفلح. وأخيراً استقر رأي (أبسو) وقد سخط كل السخط، على اسكاتهم عن طريق العنف، ذهب إلى (تئامت) مصحوباً بابنه ومستشاره (مُمّو)، واقترح عليها خطة جعلت قلب امومتها يصرخ هائجاً متألماً (لماذا ندمر ما اوجدناه بانفسنا؟ إنّ مسلكهم لمؤلم حقاً، ولكن لنأخذه مأخذاً حسناً!) لكن (أبسو) ، وقد أيده مستشاره ، تشبث بهدمه المعلن ، بعناد صخري: (سأدمرهم واضع حداً لمسلكهم ، حتى يسود الصمت، فتنام حينئذ). عندما سمع الآلهة الاخبار ⦁-;- أمتلأوا بالذعر وطار طائرهم هلعاً. ⦁-;- ثم جلسوا واجمين صامتين.() ⦁-;- ولحسن الحظ فقد عثروا في ساعة النحس تلك على إله تعلو سيادته حتى على"ابسو". ⦁-;- وكان ذلك هو (إيا)ذو الفهم الثاقب الحاذق الحكيم. ⦁-;- إله السحر، عمل دائرة سحرية حول فيها الآلهة ، للإلتقاء من اي هجوم. ⦁-;- ثم ألف رقينة مقدسة لا عاصم منها. ⦁-;- انشدها وجعلها تنحدر فوق (أبسو) لوصفها قوة مخدرة له. ⦁-;- وحين انشد (أيا) رقينه، خضع (أبسو) لقوة التميمة ثم غط في سبات عميق. ⦁-;- وما أن خرّ (أبسو) في النوم، حتى هرع (إيا) بإزالة تاجه الملكي وانتزاع تاجه العلوي، والتحلي بهما. ⦁-;- وبمجرد أن صار يمتلك القدرة (أبسو) وبهاءه، سارع إلى ذبح ابي جميع الآلهة. ⦁-;- ثم إلى حبس مستشاره حيث حقق انتصاراً ساحقاً ، من خلال استخدام سلطة الكلمة والمنطوقة حصراً. ⦁-;- كانت قوتها المتمثلة في سحر التميمة. ⦁-;- ولم يتحرش أحد بـ(تئامت) مادامت باقية بعيداً عن التعاطف مع خطط(أبسو). ⦁-;- وفوق جسد (أبسو) الذبيج، أقام (إيا) مسكناً رحباً. ⦁-;- أطلق عليه (أبسو) وجعله جرماً مقدساً له ولبقية الآلهة. ⦁-;- بعد أن سكن فيه هو وزوجته (دَمكينا) برغد. ⦁-;- هناك أيضاً ولد (مردوك) أحكم الالهة، الإله الذي قدر له أن يخلّص الآلهة من الد اعدائهم. ⦁-;- ويصبح رأس المجتمع الألهي البابلي الفسيح. ⦁-;- من انجبه (إيا) ، ابوه، ومن ولدته (دمكينا) أُمُّه. ⦁-;- رضع من صدر الإلاهات. ⦁-;- وهكذا صار يتشرب بقوى وخواص إلهة إضافية.() ⦁-;- كان مردوك ، يتمتع شخصية جليلة. ⦁-;- وقد وهب عيناً براقة. ⦁-;- وسلطاناً يبعث الرعب. ⦁-;- حين رآه ابوه (فرح) وتالق وامتلأ قلبه، غبطة". ⦁-;- وبوسيلة سحرية ، أنعم (إيا) على أبنه بان يكون صنو الآلهة مرتين. ⦁-;- وهذا ما يتضح في حيازة (مردوك) على وجهين واعضاء مضاعفة الابعاد. ⦁-;- وعليه كان (ممجدا بين الالهة). ⦁-;- لقد انزعجت (تئامت) انزعاجاً شديداً كعنف الموت الذي الم بزوجها، وكانت مضطربة في اقصى الحدود. ⦁-;- عندما جاءها بعض الآلهة يقودهم (كنغو).(*) ⦁-;- وقد استحثوها في غمرة الشرور على ان تثأر لموت القرين. ⦁-;- إذعنت (تئامت) وقررت شن الحرب ضد الالهة. ⦁-;- الآلهة كانوا مسؤولين عن قتل زوجها. ⦁-;- ثم انسحاب الآلهة الثائرون علناً وانضموا إلى جانب (تئامت). ⦁-;- ثم هاجموا وتأمروا ليل نهار وبلا توقف. ⦁-;- عقدوا مجلساً ، واعدوا العدة للصراع. ⦁-;- واوجدت (تئامت) من ناصيتها أحد عشر نوعاً من الافاعي الوحشية. ⦁-;- ومن التنانين الضاربة استعداداً للنزال الوشيك. ⦁-;- حيث ميزت (كنغو) لكي يكون قرينها الجديد، وقد أوكلت إليه . ⦁-;- مهمة القيادة الرأسية للمعركة، ⦁-;- وقد اعطته السيطرة على الآلهة جميعاً ، وهبته لوح المصائر. ⦁-;- المصائر النفوس بكل ما فيه من قوى سحرية. ⦁-;- وهكذا ظهر الوجود وظهر الحشد الشيطاني.() في اشكالية الابوين الالهيين (أبسو) و(تئامت) وابنهما (مُمّو) هنا يتشكل التطور الاسطوري في الذاكرة كما هو واضح في البرهان من خلال ملكة التصنيف لهذه التصنيفات الاسطورية اللامنتمية في درج ومنعرج الصراع بين الالهة والبشر عبر هذه التصنيفات وكتابتها في لائحة فلا الدرج موجود ولا اللائحة موجودة في ذاكرة النسيان الاسطوري ، تقول الحكاية كان (أنسو) هو بحر المياه الحلوة الاول و(تئامت) بحر المياة وهي المياه المالحة في حين ابنهما (مُمّو) كان يمثل السديم المرتفع في السماء وهذا يأتي من التقاء كتابي المياه اضافة إلى المحّوم فوقهما. في هذه المقطوعة من الاستعارة المياه الحلوة والمالحة والسديم الذي مثله (مُمّو) فهي ثلاثية هرمية عمودية صورت لنا فلسفة المفهوم في منطق الخليقة.
هذا هو المدخل لصورة الخفاء الاسطوري مع الاستعارة التي أنشئت بتعجل، وقد كانت عاجزة عن ان تربط ربطاً حقيقياً بين الحقائق الفيزيقية ومنظومة ، الالفة ، ثم هذه المقاطع التي أخذت فن فلسفة حصيفة اسطورية غير منتمية إلى نصوص منطقية رأيها عبرت عن سيطرة مباشرة لخواص اللامنتمي في الاسطورة البابلية وقد درسنا هنا منطق الخيال الاسطوري اللامنتمي في الادب البابلي عبر منطق الحكاية وموضوعات التواصل مع الاسطرة البابلية وعلاقتها بالقواعد السيكولوجية ، وتواصلها في الاشياء والنمذجة التي صنعتها الكلمات المخزونة حرفياً. ثم يأتي الدخول في اللوح السابع ، وهي الالواح نفسها التي أتخذت الجانب الاسطوري ثم تأتي عملية الاسطرة وعملية اللاإنتماء في النصوص من خلال الانماط الثلاثة من المياة مكونة كتلة كبيرة وهائلة وهذه الكتلة هي مصيدة الوجود في العناصر الثلاثة من المياه حتى تكوّن العالم وهذا هو المخرج في ثقافة اللاإنتماء في النصوص اللاهوتية. وإننا نعلم إن في الوجود كل الاشياءتكون غير مباشرة ومتكررة ، إنها نقاط حلزونية تتجسد في الوجود الانساني، وكم من تلك الديناميات التي انعكست داخل هذا الحلزون الثلاثي، وهو رمز للحلزون الوجودي المتأسس على مركز وجوده الإنساني صاحب اللاإنتماء للوجود الذاتي، لأنه وجود غير مستقروقلق وهو تعبير عن مملكة الخيال القلقة وهو التعبير الحلزوني الذي لا يكاد التعبير يوحي به، وإذا بهذا الوجود الحلزوني يحتاج إلى تعبير قياسي قبل ان يتوجب عليه تحقيق صنعة اللاإنتماء في حقيقة التعبير . وعند هذا الخلط الثلاثي لم تكن هناك سماء ولا ارض ولم يكن بالامكان حتى رؤية هور وفي هذه الفترة انجنب (أبسو) و(تئامت) زوجاً من أخ واخت هما (لخمو) و(لخامو) وهكذا تشير الحركة الجدلية فقد كان (أبسو) وقد مثل الاطروحة و (تئامت) مثلث الطباق، وقد مثل التركيب بينهما (مُمّو) وهكذا سارت الخليقة وفق المفهوم الثلاثي حسب القصة البابلية.
أسطورة أترخاسيس ثورة الآلهة حينما كانت الالهة ماتزال بشراً كانوا يضطلعون بالشغل ويحتملون الكد(*) كان عناء الالهة كبيراً، وشغلهم ثقيلاً وشدتهم طويلة.() لننظر إلى المسألة المنهجية في هذه الابيات والنظر إلى قيمة النص اللاهوتي المطعّم بالقيم الإنسانية، وهنا تأتي عملية التعدد في الاجتهاد في أسطرة النص الديني والذي يبدأ بالتعدد بالاشكاليات ، هناك ثورة للآلهة ، وهناك التعدد في القضايا ، هو عندما كان الآلهة بشراً أي أن عندما كان الإنسان هو العلة ولازال ولكن انقلبت المعادلة ، فقد أصبح الانسان هو العبد والإله هو الرب في حين أن اللامنتمي في النص الذي يقول: "حينما كانت الآلهة ما تزال بشرا" أي ان الاله هو الذي يقوم بالفعل والعمل والتوجه وهي فعاليات دقيقة لا يقوم بها الاّ الإنسان وليس شيء مجهول، فالبيت الثاني يدعم البيت الاول حين يقول الراوي أو الصوت الخفي: " كانوا يضطلعون بالشغل ويحتملون الكد" نقول ان منهج هذه القيمة هي قيمة مادية لأن الانسان كان قد أخذ عملية التسامي حتى أصبح الإله الاوحد، لأنه هو الذي يخلق الاشياء ولا تخلقه الاشياء لأنه "الناظر في القيم من أجل قلبها" كما يقول نيتشه: نعود الآن إلى التوراة باعتبارها هل هي حقيقة أم اسطورة وخرافة وخيال ، وعلى كثرة ما فيها من شعائر وطقوس سحرية، وأساطير وممارسات فإن البعض ما جاء فيها لا يتفق مع العقل السوي والمنطق ، وهناك هو ما فيها منافٍ للعدل والانصاف اضافة إلى ما تحتويه من بطش وعنف وقسوة مع الكثير من المبالغة، وأن كل الدراسات تشير وبصورة قاطعة ولا تقبل الدحض، أن كثيراً من موادها مستقى اصلاً وبصورة رئيسية ومباشرة من تراث "وادي الرافدين وثقافتهم وهذا يقع في الدرجة الاولى ، ومن تراث البابليين والكنعانيين وثقافتهم وأساطيرهم ومن تراث وثقافة وادي النيل وهو العنصر الآخر في تشكيل الخطاب الديني اليهودي وآصرته (التوراة والتلمود). التوراة تتألف التوراة المعترف بها من قبل معظم المعنيين من علماء اليهود وعدد هذه الكتب (39) كتاباً ـ سفراً ، وهناك سبعة من الاسفار كانوا قد حذفوها رغم الاعتراف بها من قبلهم في البداية فالتوراة عند البعض تتألف من (46) سفراً. تقسم التوراة إلى ثلاثة أقسام:
⦁-;- كتاب الشريعة أو كتاب موسى ويتألف من الاسفار الخمسة: ⦁-;- التكوين. ⦁-;- الخروج. ⦁-;- اللاويين. ⦁-;- العدد. ⦁-;- التثنية. وينسب هذا القسم إلى موسى وهناك من اليهود يعرفون بالسامريين وهم يعترفون بهذا القسم من التوراة فقط ولا يعترفون بالاقسام الاخرى. ⦁-;- "نبيهم" أي الانبياء ويضم 22 سفراً وهي الاسفار المتعلقة بالانبياء الاوائل والمتأخرين الذين ظهروا والحقبة الزمنية اي بعد زمن موسى وابتداء من تسلّم يشوع الزعامة هذا القسم عبارة عن تدوين تاريخ بني اسرائيل ، حيث يروي قصة امتلاك الارض وتوزيعها، والحروب التي خاضوها ، واعمال بعض القضاة وعهد الملك داوّدوالملك سليمان وبناء المعبد وإنقسام الدولة والسبي. والبعض من اسفار هذا القسم لا يعرف على وجه اليقين اسم كاتبه، وبعض الاسفار مشكوك في صحته، فسفر دانيال على سبيل المثال ليس هناك شك في صحته بل في القسم الثالث منه ويسمى (اكتوبيم) وهذا يتكون من اثنى عشر سفراً وقد كتب خلال فترة طويلة من بين ما كتبوه هو سليمان ويتألف من مزامير، وهي قصائد لتمجيد الرب وطلب الغفران يبلغ عددها 150 مزمورا منها 37 مزمورا كتبها داود و(51) مزموراً مجهولة. ⦁-;- اما السفر الثالث فقد كتب معظمه سليمان كما يعتقد ان كاتب سفر الجامعة هو سليمان ايضا والتوراة وبالاضافة إلى ما تحويه وترويه لنا من اساطير القدماء وبالاضافة كونها كتاباً مقدساً لشعب، فهي في الوقت نفسه تروى لنا تاريخ هذا الشعب وبعضا من تاريخ المنطقة التي سكنها. واما سفر الامثال، فقد كتب أغلبه سليمان وكما يعتقد المؤرخين أن كاتب سفر الجامعة هو سليمان كذلك فالتوراة إلى ما تحويه وترويه لنا من خاصية اسطورية وبالاضافة إلى كونها كتاباً مقدسا لشعب ، فهي في الوقت نفسه تروي لنا تاريخ الشعب اليهودي وعلاقته بالمكان المتواجد فيه.() التلمود وهو كتاب يتعلّق بالعقيدة الدينية اليهودية ، وفيه شرح وتفسير للمعارف العقائدية ، والشائع أن موسى هو المصدر لأنه كان على جبل وتسلم من الرب الشريعة المكتوبة بخط الرب وقد تسلم بشكل شفهي تفاسير وشروح ما هو مكتوب وهو ما يدعى أو يعرف بالقانون الشفوي، وقد نقل موسى ما بلّغه الرب شفاها إلى هارون وهذا الاخير نقله بدوره إلى اليعازار الكاهن وبقي يتناقل بصورة شفهية من جيل إلى جيل آخر حتى جمعت المفردات في كتاب . والتلمود يتألف من قسمين: ⦁-;- المشنّة وهو النص أو المتن. ⦁-;- الجمارة وهو الشرح والتفسير. والمشنة تضم مجموعة من التقاليد والاعراف والقوانين. أما الجمارة فتضم مجموعة من المناظرات والتفاسير إضافة إلى التعاليم المتعلقة بالمواضيع المتعددة النواحي مثل: ⦁-;- الزواج. ⦁-;- الطلاق. ⦁-;- الفلاحة. ⦁-;- الاعياد والاغاني التي ترتل في هذه الاعياد على شكل أناشيد. ⦁-;- الذبائح والقرابين والطهارة والنذور.() التلمودان A . التلمود البابلي ، وقد كتب هذا في مدينته بابل في القرن الخامس الميلادي. B . التلمود الفلسطيني ويسمى أيضاً بالتلمود الاورسليمي ، وكتب هذا ما بين القرنين الثالث ق. م والخامس الميلادي في اورشليم. التلمود البابلي والذي يبلغ أربعة اضعاف التلمود الفلسطيني وقد كتبت معظم أجزاء التوراة باللغة العبرانية ، ومن الجزء اليسير الذي كتب باللغة الآرامية. وكانت أقدم ترجمةللتوراة هي الترجمة السبعينية حيث تُرجمت من العبرية إلى اليونانية في مدينة الاسكندرية ما بين (288 ـ 250) ق.م. وكانت تلبية لرغبة بطليموس الثاني ملك مصر، حيث جمع هذا (72)عالماً من علماء اليهود، وقد اختيرستة اشخاص من كل سبط من اسباط بني اسرائيل ، وتم جمعهم في مدينة الاسكندرية حيث أوكل العمل لهم في عملية الترجمة.() هناك ملاحظة : هو من كتب القسم الاول من التوراة ؟ أي الإسفار الخمسة الاولى، هم ينسبونها إلى موسى ويدعّون بأن الرب أوحى إلى موسى بذلك ، إلا أنه وحسب هذا الرأي كما هو مدون قد جاء به موسى من عند الرب، إلاّ أن أسلوب السرد والرواية يبعثان على الشك، ونحن بدورنا نتساءل ، هل كان أحد من الشكاك يعرفون أسلوب الرب قبل موسى، وهذه هي الاسطرة بعينها ، وهم يقولون ، إذ غالباً ما يأتي الحديث والحوار وكأن هناك طرفاً آخر يروي عن موسى، يروي الوقائع والاحداث ، كذلك يروى مادار بين موسى وفرعون. مثال على ذلك من سفر الخروج ⦁-;- وحدث في تلك الايام لما كبر موسى أنه خرج لأخوته فرأى رجلاً مصرياً. ⦁-;- وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حمية كاهن مديان وجاء إلى جبل الله.. وظهر له ملاك الرب. فقال موسى أميل الآن فانظر. قال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون. ثم قال الله أيضا لموسى هكذا تقول. فأجاب موسى وقال ..ثم قال الرب لموسى... قال موسى للرب إسمع ايها السيد فمضى موسى ورجع إلى يثرون حمية وحدث في الطريق إلى منزل الرب أن الرب التقاه وطلب ان يقتله وكان موسى ابن ثمانين سنة وهارون إبن ثلاث وثمانين سنة حين كلما فرعون.() إننا نناقش في هذا السفر وهو سفر الخروج الذي يقارن بين مفهوم القيمة، ومفهوم المعنى ، فكان الاستكشاف للمعاني اللّغوية ، هناك قيمة ذاتية في الخطاب أي قيمة ذاتية في اللغة ، هناك تفكّك في منطق المعنى، فكان من المفترض أن يكون الخطاب في قلب المعنى من الناحية اللغوية ، والمعنى ما كان محايثاً للشيء نفسه ، أو نقول هو الشيء نفسه يناقض نفسه ويناقض ذاته والعملية الافتراضية هي التي قام عليها السفر حين <وجاء إلى جبل الرب..وظهر له ملاك الرب" "فقال موسى أميل الآن فانظر" هناك إعطاء للحالة الوجودية وللموجودات حالة اسطورية آدمية افتراضية أي أنها صنيعة آدمية تتحرك بالفاظ وتخلع معاني وقيم على أشياءها . بالتالي فإن السمة الاولى ونظيرها جعلت من معنى الحوار، وهو التمهيد للنظر في ما لم ينظر فيه لأنه يتعلّق في مسألة العدم النصي اللاهوتي لأنه "مانح القيم" "وواهبالاشياء". داخل عملية محض للمعاني حيث اوكل الامر لصانعها إلى الرب الذي هو بالاساس سيرة نصية بابلية قبل ان يصبح إله وهو وحده دون سواه وهذا أمر ما حققه ناظر في منطق النص اللاهوتي الاسطوري اللامنتمي. كان اليهود يزعمون ان توراة موسى وهي ليست بتوراة موسى كانوا يعتبرونها أقدم مصدر واقدم وثيقة تاريخية، للتاريخ والتشريع في الشرق الادنى وفي مصر، حيث اسبغت عليها صفات عديدة منها: ⦁-;- العقيدة وصفة القدسية. ⦁-;- ظناً منهم بأنها التوراة التي نزلت على موسى واخذ بها الجميع. ⦁-;- باعتبارها أول كتاب سماوي لم يسبقه سابق فيما جاء به من أصول للأقوام والشعوب، والقصص التاريخية ، والتشريع والتعاليم بشكل خاص. ⦁-;- وقد كان الرد على هذه المزاعم بالآثار والمخطوطات والتعاليم التشريعية والقوانين المحفورة على الالواح الطينية وهي من آثار : ⦁-;- السومريين. ⦁-;- الاكديين. ⦁-;- الكنعانيين "الفينيقيين". ⦁-;- الحثيين. ⦁-;- البابليين. ⦁-;- الاشوريين. ⦁-;- المصريين. لقد كانت التوراة فضلاً عن كونها تستمد نصوصها من عقائدوديانات قديمة وسابقة، فإن حكايتها تختلف وتتناقض مع الواقع الفعلي ومنذ بدأ الاكتشافات للآثار والحفريات وانتشار قراءة الخطوط القديمة والوقوف على أكثر تلك المفاهم، بدأت الشكوك تتسرب إلى الاذهان من اصحاب الخبرة وأهل العلم بصحة ما جاءت به التوراة ، ثم ساد اليقين المخالف بأن التوراة لم تكن بأي وجه من الوجوه هي المبتكر الاول للتشريعات.() داخلية الاخلاق اليهودية بخارجية اخلاق وثنية ونحن لا ننظر إلى الافعال وردودها بشكل عشوائي إلاّ بانجازها الحقيقي أي الهدف من مسخ التوراة؟. وبشكل ظاهر وواضح، وبالتطابق مع القواعد والاعراف السيكولوجية والسسيولوجية ، وحسب المظهر الذي يمكن اليهود في أن تتميز من هذا المسخ للتوراة فيما يسمى بالداخلية اليهودية وهو نمط خاص من العلاقة مع النفس ، وهو ينطوي على اشكال معينة من التيقظ والريبة، والكشف وتحرير الحاضر المزيف بماض مزور ثم الاعتراف والاتهام الذاتي ومقاومة الاغراءات والتخلي، عن ذلك الصراع الروحي، أما ما يسمى خارجية الاخلاق اليهودية القديمة، فهو ينطوي على مبدأ الاشتغال على المنظومة السيكولوجية ، إنما بشكل يختلف عن التطور الذي سيحصل بكثير من البطء، بين تلك الوثنية اليهودية الاخلاقية والتي يتم التركيز فيها على استبطان تاريخي تدريجي للقاعدة والفعل، كذلك الخطأ، حيث سيتم تغير بنية الاشكال في العلاقة السيكولوجية ، ودخول هذا التغيير في فعل الممارسات والتقنيات التي ارتكزت وترتكز عليها هذه العلاقة بين الداخل والخارج للاصولية اليهودية وعلاقة كل ذلك بالمسخ للتوراة. إن وضع الصورة الحاضرة لكتاب التوراة وكتابتها على هذه الصورة الشكلية يعود إلى هدفين: ⦁-;- هذا الفعل اليهودي يؤشر بإن هناك تاريخاً مستقلاً للتوراة يثبتون فيه أنهم ولا غيرهم هم الشعب الذي يمتاز على شعوب الارض جميعاً . ⦁-;- فهم على هذه الصورة (شعب الله المختار) وهو المختارباختيارية إلهية، وهم كما يعتقدون صفوة الاقوام البشرية، وان كل الاقوام على هذه الارض دونهم مستوى ودونهم هذه الخطوة قائلين:"لو كان الله اراد الخير للشعوب الاخرى لخلقهم منذ اليوم الاول "يهودا"() وكان دعمهم وبرهانهم في هذا الموضوع : هم ينسبون أنفسهم إلى ابراهيم الخليل. ⦁-;- لأن نسبهم إلى ابراهيم الخليل ، لأن ابراهيم الخليل كان اشهر من آمن بالله وبشر بالدعوة لوحدانية الله حتى ذاع صيته بين جميع الاقوام . ⦁-;- إن ما يجعل الانتساب إلى ابراهيم الخليل من المفاخر ولذلك ما جاء في القرآن الكريم من تأكيد على هذه القضية (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) بإن هذا الانتساب وضع نسبهم بالأراميين لأن اليهود قبل هذه الفترة لم يكن لهم نسب. وقد جاء هذا التثبيت لأول مرة في التوراة وقد حالفهم النجاح في هذا الربط. التكوين" الاصحاح الاول" ⦁-;- في البدء خلق الله السماوات والأرض. ⦁-;- كانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه الحياة. ⦁-;- وقال الله : ( ليكنْ نور) ، فكان النور. ⦁-;- ورأى الله النور أنه حسنُ . وفصل الله بين النور والظلمة. ⦁-;- ودعا الله النور نهاراً، والظلمة دعاها ليلاً ، وكان مساءٌ وكان صباح يوماً واحداً.() إذا تأملنا عملية التكوين للمقاطع في هذا الاصحاح نجد حساً فيزيقياً يحتل مكاناً محدداً يختصه وهذا يتجلى من خلال الموضع اللغوي إضافة إلى تموضع الكلمات "ليكن نور" أو " في البدء خلق الله السماوات والارض" ويتشكل بالمعنى هندسة للنص الفيزيقي إلى جانب الاستعمالات المجازية التي يحتل هذه الفكرة في إطار اللسانيات المعاصرة باعتبارها حقول دلالية مثل (ورأى الله النور أنه حسن) ويدلنا النص على خصوصة اللاإنتماء في "وروح الله يرف على وجه المياه" إن علاقة العمود بالافق تعطينا سيميولوجية بإطار انثروبولوجي "ودعا الله النور نهاراً ، والظلمة دعاها ليلاً". ثم قالت الحرانية وهم جماعة من الصابئة، قالوا: إن الصانع المعبود واحد وكثير: أما واحد وهو صاحب الروح التي ترف على المياه كما ورد قبل قليل في تكوين الاصحاح الاول ؛ ففي الذات، والأول، والاصل، والأزل، وأما كثير ؛ فلأنه تكثر بالأشخاص في رأي العين، وهي المدبرات السبعة والاشخاص الارضية: ⦁-;- الخيرة. ⦁-;- والعالمة. ⦁-;- والفاضلة، فإنه يظهر بها ويتشخص بأشخاصها، ولا تبطل وحدته في ذاته. وقالوا: هو أبدع الفلك وجميع ما فيه من الاجرام والكواكب، حيث جعلها مدبرات هذا العالم وهم: ⦁-;- الآباء. ⦁-;- العناصر. ⦁-;- الأمهات. ⦁-;- والمركبات مواليد والأباء أحياء ينطقون؛ يؤدون الأثار إلى العناصر؛ فتقبلها العناصر في ارحامها ، فيحصل من ذلك المواليد، كما مر بنا في ملحمة "إنوما إيلش" البابلية والآشورية ثم من هذه المواليد قد يتفق شخص مركب من صفوها . دون كدرها ـ ويحصل له مزاج كامل الاستعداد؛ فيتشخص الإله به في هذا العالم.() في هذا الفضاء النصي وفي إطار السيميائيات ومنطق البناء والبنية، من هنا تأتي اللغة مركبة باشكالها لأنها تؤشر إلى النص المفتوح الذي ينشد التكامل الميتافيزيقي، والبعد المنعرج الذي يتوضح معناه من خلال لوحة سريالية تتشكل بدورة اللغة ذات دلالات تؤكد هذا الرصف والوصف للحدث العمودي بالاعتماد على السياق في عملية التماثل مثل (والاشخاص الارضيةََ! مثل "الخيرة والعالمة، والفاضلة". أو مثل الروابط التداولية التي تخضع لادق وصف وافضى إلى الاستنتاج في المحتوى الاجرائي، وتضم هذه الكلمات روابط تنتمي إلى اقسام المعنى وهي توظف داخل مستوى هذا الخطاب المؤسطر . مثل: "وقالوا: هو أبدع الفلك وجميع ما فيه من الاجرام والكواكب، حيث جعلها مدبرات هذا العالم" وقد اتت تفاصيل هذا الخطاب داخل شيوع روابط تداولية وخطابيةفي تفاصيل دلالية، فقد بينت هذه المعاني والروابط تداولية وخطابية في تفاصيل دلالية ، فقد بنت هذه المعاني والروابط من محتوى مفهومي يشط عن عملية التركيز التجريبية ومازال الاعتقاد في اللاإنتماء يشد القارئ إلى تفاصيل هذه التعابير التي ليس لها مخرج سوى منطقها التداولي والمركب لغوياً بأن لا تفصيل ولا أنتماء وهو شكلاً من أشكال الاسطرة في دلالة المعنى وهذا التشخيص هو في: ⦁-;- الآباء. ⦁-;- العناصر. ⦁-;- الامهات. ⦁-;- والمركبات، مواليد والآباء احياء ينطقون. ثم يستدرك الخطاب الفيزيقي بأن (ثم إن طبيعة الكل تحدث في كل إقليم من الأقاليم المسكونة على رأس كل سنة وثلاثين الف سنة وأربعمائة وخمس وعشرين سنة: زوجين من كل نوع من أجناس الحيوانات، ذكر وانثى ، من الإنسان وغيره، فيبقى ذلك النوع تلك المدة، ثم إذا انقضى الدور بتمامه انقطعت الانواع: نسلها، وتوالدها؛ فيبتدئ دور آخر ، ويحدث قرن آخر من الإنسان ، والحيوان ، والبنات وكذلك أبد الدهر، قالوا وهذه هي القيامة الموعودة على لسان الانبياء عليهم السلام، إلا فلا دار سوى هذه الدار ( وما يهلكنا إلاالدهر) ولا يتصور إحياء الموتى، وبعث من في القبور: (أيعدكم: أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون؟ هيهات هيهات لما توعدون). وهم الذين اخبر التنزيل عنهم بهذه المقالة.() في هذه المقالة عند الحرانية، وهم لا يختلفون عن المنظومة السردية التي تؤكد اللاإنتماء الديني والاسطوري في النص، فهي تلتقي مع النصوص الدينية الأخرى مثل النصوص اليهودية ، وقد تمثلت هذه المقالات كما يصفها الشهرستاني في التناول المستغرب والمتشعب والواسع في نظريات السرد الدينية ، هناك علاقة جدلية بين السرد لهذه النصوص والعالم الافقي وتتلخص هذه الوقائع الفعلية بالواقع التجريبي في إطار المرحلة التاريخية التي نجدها في منظومة القص، فالنص يخاطب توافقياً جوهر اللامنتمين من البشر عندما يتحدث لهم عن الخيالات التي تنحط إلى مجرد أساطير وهذا هو مؤشر اللاإنتماء لهذه النصوص التي عزونا خواصها السردية إلى اللاإنتماء وإلى احداث معاني خارجية عن الفعل الواقعي وهذه النصوص عرفت الثبات المتشابه على مستوى كل الافكار الدينية ومعانيها ، فالتاريخ السردي لهذه النصوص كان دائماً يضم العديد من العناصر الاسطورية، كذلك ولم تساهم هذه النصوص في تشكيل عنصر سردي أسطوري مؤشر الاهتمام بالعالم الواقعي أو بالنظرة إلى المعرفة العلمية وبالتالي فان هذه النصوص سرعان ما تبخّرت في الآفاق وبقيت سوى سلوك متخلف ومتراجع تنقل الصفات السردية من اللاإنتماء النصي إلى اللاإنتماء الديني،وقد وجد قسم من البشر نهايتهم الميتافيزيقية في هذه النصوص . إن الاطراد في الطبيعة سائر كما يجب والنصوص اللاهوتية هي التي تبني نصوص مدارسها الفلسفية على هذه المسارات في الاطراد الطبيعي. والمقالة اعلاه تشرح لك هذه التفاصيل "بأن طبيعة الكل تحدث في كل اقليم من الاقاليم المسكونة على رأس كل ستة وثلاثين الف سنة واربعمائة وخمس وعشرين سنة: زوجين من كلنوع من اجناس الحيوانات" ويتحدث هذا النص عن قافلة الضياع أو "سفينة نوح" كما في الاسطورة وإلى ما وصلت إليه البشرية من ضياع للتفاصيل العلمية، وما احدثته من إرباك في مسيرة الوعي البشري طيلة المرحلة التاريخية التي انقضت بضياع هذه القافلة أو هذه السفينة. كان الثلث الاخير من العصر التوراتي هو الشغل الشاغل لليهودية وكان الاستمرار ولا تزال ديانة (يهوى) إذيربطها به فترة طويلة جداً،وقد حافظت على قواعد (اليهويّة) القديمة منها: ⦁-;- التحالف مع الإله كأساس من أسس التعليمات اليهودية. ⦁-;- الامتناع عن بعض الاطعمة ، والختان. ⦁-;- تعليمات طقوسية واخلاقية، وقد ظلّت متمثلة بفكرة التحالف مع الإلهة كأساس ، والحد من حرفتها كثيراً. ⦁-;- تقنين الإرادة عن طريق وضع النصوص القانونية لكل الأشياء واختزال الاوامر الدينية إلى أمرِ واحد. ⦁-;- واجب الطاعة للنص المقدس، أي لهذا القانون الإلهي ولشريعته() المطلقة. وعلى امتداد العصور سيلتصق بهذه المسيحانية( في اللغة العبرية تعبير MASHIAL يتعلّق بتنصيب الملوك" فولكلور كامل، كما سترافقها أحياناً توقعات مستقبلية تحمل بوضوح أكثرعقدة كره الاجانب! جميع الامم الاخرى ـ وهي عدوة الشعب المختار ـ معدة للزوال سوف تمحق بعد ان يأمر الإله شخصياً بما يتناسب وقدرته المتناهية ، بعد ذلك سوف تحصل كارثة كونية لن يسلم منهاإلا الشعب القدسي العادل بوف ينجو كما نجا نوح بسفينته من الطوفان، فيصبح سيد الارض ، فلا يخشى الظلم ولا المجاعة بعد ذلك. النص " والهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة والصاعد من الحفرة يؤخذ بالنفخ لأن كوى العلاء قد تفتحت وأسس الأرض تزلزت. رُوضَّت الارض رضّا وحُطمت الارضُ حَطْما زعزعت الارض زعزعة. مادت كما يميد السكران وتدلدلت كأرجوحة النائم ثقلت عليها معصيتها فسقطت ولا تعود تقوم. وفي ذلك اليوم يفتقد الرب جند العلاء في العلاء وملوك الارض على الارض فيجْمعون كما يُجْمعُ الاسارى في الجب ويغلق عليهم في السجن وبعد أيام كثيرة يفتقدون فيخجل القمر وتخزْى الشمس اذ يمْلِكُ رب الجنود في جبل صهيون وفي اورشليم ويتمجَّد أمام شيوخة)) ()().. اين هي الحياة حتى اللاهوتية منها في هذا النص، وما الحياة التي ضاعت في خفايا هذه النصوص ، واللامنتمي المؤمن هو الذي يعتقد بأن الايمان بهذه الحياة اللاهوتية هو مضيعة للوقت وتمثيلاً دقيقاً للبشر، إن البشر يدركون هذه الخسارة ، وعلى المؤمن بهذه النصوص هو الخروج من تفاهة الوعي النصي وهذا ما عرفه أكثر اللامنتمين، وهناك رأي آخر يقول إن حل معظلة اللامنتمي الديني هو إيمانه بالدين وبشكل صحيح، ونحن قد سجلنا قرارة اللامنتمي بأنه المسيطر على تفاهة الحياة للخروج من هذا الزقاق المسدود لأننا في هذه الفترة من الحياة الحضارية نبحث عن درجة من المنطق السلوكي يرجع بنا إلى تجاوز الظروف الشاذة التي تتميز بها حضارتنا ومنها على سبيل المثال "هو الايمان بالنصوص الدينية والخطابات الاصولية التي تحرض على اللوغاركية الدينية المتطرفة والجامدة التي تحرض الناس وتدفعهم باتجاه العنف والتطرف بعدما تجاوزت البشرية الحروب الدينية أو بعدما تلاشت المقاييس الروحية الصحيحة وانتقلت البشرية إلى الجوانب المادية وقد بدأ الصراع المزودج المادي والروحي وضغطه على الانسان المعاصر، من جانب آخر لقد استطاع فرويد وكارل ماركس ان يقنعوا الناس، بأن البشر جميعاً متشابهون لأنهم يخضعون لمؤثرات سيكولوجية واقتصادية فهي واحدة في مقياسهما، فاذا كان اللامنتمي لا يجد في هذه الحياة غير التفاهة سواء على مستوى النصوص الدينية أو التفاصيل المادية الرأسمالية المعقدة التي تنهش في جسد البشرية لأن تربيته جبلت على ذلك الاطراد في الطبيعة البشرية التي ترفض الاستعباد للدين وترفض الجوع الذي تحاصره فيه الرأسمالية العالمية فأين المفر والجواد المغير يكون بالخلاص من الكماشتين الكماشة الدينية الاصولية التي تستبعد الانسان وتجعله متطرفاً والمادية التي تستغل الانسان وتستعيده مادياً أي بين الاستعباد الروحي والاستعباد الديني هناك يكمن الخلاص . إن الياس الذي يصيب الانسان المعاصر جراء يأس اللامنتمي الذي ينبعث من خلال الرؤية للبحر الواسع وهي الحرية والهروب من الثنائية الروحية والمادية.
من هنا نقول إن اللامنتمي الديني من البشر هو نفسه اللامنتمي المادي الذي ينظر إلى الاشمئزاز من البشر، ولكن في هذه المرحلة التاريخية تطبق الكماشتين الدينية أو الروحية + المادية على عقلية الانسان المعاصر الرافض للإستعمارين الديني المادي. إن اللامنتمي المزدوج التهديد هو يأس في الحقيقة لفكرة الانضمام إلى الكتل البشرية الراكعة لهذه الكماشتين، ويعتبر سويفت ابلغ دليل على هذا الموضوع، لأن اشمئزازه من البشر كان ومازال يعتبر شعوراً (مريضاً) ومجنوناً وهو أقرب إلى انحطاط العقلية ولكن رغم ذلك يلوح لأي لامنّتم معقولاً وطبيعياً ، لأن الاحساس بهذا التطور السيكولوجي هي احساس متطور لمكامن الخطر الذي تشكلّه هذه الكماشة الدينية والمادية. هناك رفض لهذا العالم الديني والمادي لأنهما يشكلان اضطهاداً كبيراً للإنسانية وعلى الاقل في عالمنا العربي وما نشاهده من انتهاكات على يد التطرف الديني والمستغل المادي، وقد تحالفا على قضية الإنسان المعاصر وموقفه من الحياة الروحية والمادية ولذلك جاء الرفض للإثنين الروحي والمادي والتطلع إلى الحرية المطلقة . لقد كان ينسى الذي كان يفهم سويفت جيدا ((كما يظهر من مسرحيته "الكلمات" التي كانت على زجاج النافذة)) قد وصفه في بيتين: ((يضرب سويفت على صدره في جنون أعمى غامض. لأن القلب الموجود في صدره المصبوغ بالدماء قد جره إلى عالم البشر))(). إننا نتساءل هو إن الإنسان المعاصر كيف يعيش في مجتمع نصف إلهي يقود جماعة يدّعون القيادة الدينية ـ إننا لا نضع هذا الكهنوت في ايدي هؤلاء الرجال، الذين يرسخون صوت الرعب كما يقول النص السابق: " فالهارب من صوت الرعب يسقط في الحفرة" والرعب هنا هو الصوت الخفي الذي يجلجل في اسماع الانسان الحضاري والكماشة الدينية والمادية تريد ان تسقط هذا الانسان في الحفرة، والحفرة هي تلك الكمّاشة الدينية والمادية، أما الصاعد من الحفرة كما هو في النص ((والصاعد من الحفرة يؤخذ بالنفع)) فالمعادلة تقول أن النازل إلى الحفرة اسقطه الصوت العمودي الديني، أما الصاعد من الحفرة فهو الانسان الذي هرب من تفاصيل الحياة المادية المشوهة أما المقطع الثالث فيؤكد على (( كوى العلاء قد تفتحت)) وهو المرتكز الثالث الذي يؤكد على منطق الحرية، ثم ينتقل النص إلى زلزال الارض وهذه الصورة في هذا المقطع تطرق لها القرآن الكريم ((إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا)) ثم تأتي نتائج هذا الزلزال في ((روضّت الارض رضّا)) ((وحطمت الارض حطما)) ((وزعزعت الارض زعزعة)). إن كل تاريخ الفعل السردي على مستوى التوراة والتلمود كان قائماً على المطابقة والمماثلة بين السرد والخطاب الديني قائم على الفعل في منطق المعنى ، وفي هذا التراث التلمودي والتوراتي يقع في اطار التسويغ النظري لهذه الكفاءة وهي غير متوافرة من ناحية مشروع التفسير لاحداث العمليات التاريخية وحسب، بل كانت هذه الطريقة في السرد لتمثيل الحدث التاريخي في الخطاب الاسطوري المنتفخ والذي أكده النص ((والصاعد من الحفرة يؤخذ بالنفخ)). العولمة الدينية للتوراة إن المعالجة لحل المعضلات داخل بنية الوظيفة الدينية اليهودية هي توالد هذا الإحسان الاساسي من تصديق للآراء والبيانات والاحكام التشريعية المشتركة بين التقبل والرفض عبر منهج سسيولوجي دقيق يشبه في حركته الوجود في شروطه، وتأكيداً للقيمة الجمالية للحياة الخالية من أي تعصب اللاإنتماء والذي يشكل القوة غير المتوازية ولجج واهية ومتفاوته المقادير في نسبيتها وفي شروطها العقلية والتجريدية وهذه درجات من الاهواء ترفضها العقول المتحررة والمؤمنة بحرية الإنسان المعاصر من خلال تشكيلة من الآراء المدروسة مواضيعها الحياة الخالية من الاضطهاد والعنف الاصولي، والتي تؤكد صدق الآراء المدروسة من خلال الادلة العلمية والعقلية والاخلاقية. هناك آراء مترجرجة ومتفاوته في نسب التصديق ، وهل يحق لهذه الآراء أن توحد الخيارات الاعتقادية للآخرين من الناس أو تعليق الحكم عليهم بالخيانة والكفر؟ ايحق للآخرين أن يحددوا موقفا معنيا إزاء هذه المسألة لاطراف أخرى من الناس دون الرجوع إلى الادلة العلمية والقناعات والبيانات والصيغ العقلية التي تبرهن على بطلان هذه الادعاءات ولا يمكن ترجيح طرف على طرف آخر في الإختيارات. إننا أمام مواجهة لطبيعة أصولية متخيلة لا منتمية بنمذجة الاصول والسلوك الشخصي من الناحية الاجرائية وتحويل هذا الأمر إلى ضرب من القوانين المجحفة بحق مجموع الناس ، زاعمين أن هذه التعارضات هي خلاف الممكنات الحالية من اليقين، ضاربين عرض الحائط كل التصورات والتحولات الفكرية والإبداعية والبرهنة على الشد الايماني تجاه الواقع السسيولوجي ، متجاهلين طبيعة البنية الفكرية للإنسان عبر استثناءات معينة وعبر نقطة الانطلاق من خلال البنية التكوينية للإنسان وتنوعه وإيمانه باشكاليات التنوع الفكري وطبيعته البنائية التي تستند إلى منطق عام في الرؤية التي تؤديها وعلى أكثر من مستوى ومحور، وتم تحديد الاهداف من خلال الاعمال الاكثر وعياً من الموقف المتعصب والاباحي داخل حياة إنسانية ، تنشد الحرية وتنشد البحث العلمي لا الخرافة النصية، هذا المنهج هو الذي يساهم في تحرير الاعتقاد الصحيح وتخليصه من الكذب والخداع والاجتهاد الفردي والاسطرة واللاإنتماء إلى النص بأي شكل من الاشكال والذي يحول الكثير من النصوص وصحة تطبيقها من خلال الواقع السسيولوجي إلى ميول اعتقادية منحرفة وباردة لا تثبت فرضية معينة، تكبح كل أشكال الحماس وتؤكد حكم الجهل والخرافة وإلى الابد في موضوع الاعتقاد والاعتقاد الديني حصراً، وهذا الضرب من المحتوى التخصيصي هو مخالف للوعي الجمعي وللأبنية الفكرية للبشر، وقد نجح هذا المنهج وبشكل واسع في تسيس النصوص الدينية بعد تأويلها وتقليبها. هذا الاشكال المرحلي والعابر أثر تأثيراً مباشراً على انسجة الشعوب بالعالم من خلال منطق الإرهاب والاغتيالات والتفجرات وفق الشروط التكفيرية للبشر، وهذا ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بعد ثورات الربيع العربي . فهو لا يعكس الصورة الحقيقية لهذه الشعوب بل أثر في صورة الوعي الجمعي للإرهاب ، بل هو طور هذا النسيج المتخلخل فيما يتعلق بالاسطرة الاخروية، إذ أن هذا التفكير هو منغلق على نفسه. وبوجود هذه الاشكالية التي لا تمت بأية صلة للواقع السسيولوجي للشعوب الفقيرة والنامية، والتي تعاني من هذه الكماشة من الادران المفصل الديني والمفصل المادي اضافة إلى معاناة الجوع والحرمان جراء تصرفات مبتدعي ومنظري السلوك المنحرف والمريض دون الوصول إلى تحقيق أية وظيفة عقلية متلاحمة مع وحدتها السسيولوجية، بل تم خلق إنعكاس من السلوك الهجين من منظور فاشي اصبح تعبيراً عن رؤية لاحساس ديني أصولي مريض يشكل كذبة ، وموقفاً تقوده مجاميع مريضة تعشق القتل على الهوية الاثنية وتعشق الدم وتبغي من ذلك إرجاع الشعوب إلى العصور البدائية، وهذا ما حصل في العراق وسوريا واليمن وتونس والآن ما يدور في مصر في إطار هذه الإشكالية، وهذا خلاف كل القيم والاعراف، لأن العلم والمعرفة باطرها الحضارية كانت ولادتها قبل ولادة التوراة وقبل ولادة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بالآف السنين، فالاعتقاد والاختيار هو وجود ويقين عند البشر، لا يمكن أن يتحول إلى صياغات سياسية مبنية باطنياً على المنطق الديني المتعصب والمريض أو يتم الاجتهاد فيه، فالاعتقاد هو تصفية للإحتمالات والميول والصدق والاعتقاد هو الوصول إلى الحقيقة من خلال الحرية الاعتقادية الخالية من الحقد ومشروطه بالمبادئ وصيغ من التبادل والتلاحم بين البشر لبناء المجتمعات المتقدمة علمياً ل إرجاع الشعوب إلى العصور الغابرة. إن بناء المجتمعات الحديثة يأتي من خلال صياغة التلاحم بين هذه الشعوب عبر بنيان يتوافق مع المنطق ويتجاوب مع الاهم من أسباب المعقولات وللاسباب من العلائق السسيولوجية التي تحدد مستوى الابداع الفكري والعلمي عند الإنسان، لا محتوى يحدد الوقائع من خلال التدمير والتجاوز على حريات الشعوب كما حصل من استباحات للاوطان في الشرق الاوسط وكما هو حاصل الآن في المنطقة العربية حصراً. إن الوعي في أعلى درجاته المتجانسة هي خصوصيات متحققة عبر رؤية من التناغم الذي يعزز القيمة الجمالية عبر مستويات عديدة ومتطورة، فالتجارب في هذا المجال هي المعاناة الحقيقية من خلال التلاحم الداخلي وبدرجة من الابنية المتينة التي تؤشر مستوى صيغة الاعتقاد المجرد من كل الوساوس الاسطورية وعبر رسائل تتناول الصيغ الاعتقادية من منطق حضاري متحرر من كل الاعباء الثقيلة التي تضع حواجز للاعتقاد الصحيح. إن تعميم نموذج العولمة الاصولية السياسية الدينية على العالم الذي يعيش في بؤر من الصراعات الدينية والعرقية يعد تطورا في عولمة الاقتصاد الرأسمالي كله، خاصة الدول النامية، ووصلت الامور إلى اعطاء المشروعية الفكرية لهذه الاتجاهات، وكان من وراء هذا التكوين، هو مسك الفراغ السسيولوجي الذي هيمن على المجتمعات العالمية بعد إنهيار اقتصادي دمر الشعوب ودمر انسجتها الاجتماعية والفكرية، لقد استعادت الرأسمالية العالمية امراضها بعد غياب الطرف الذي وازن هذه الرأسمالية هو الاتحاد السوفياتي السابق من خلال تنصيب النظم السياسية المشبوهة في العالم الثالث ودعم الانشطة الاصولية الدينية المريضة والمتطرفة أو ما يسمى بالاسلام السياسي وعلى كل المستويات والقواعد والاتجاهات التي تؤكد هذه المنافذ التي كانت مغلقة أصلاً لانها تعاني الجمود والاسطرة واللاإنتماء. نقول أن التعصب الاصولي كان قد اتخذ مناح عديدة لتنشيط الرأسمال العالمي داخل الدول النامية بعد ما تم تخريب الانسجة السسيولوجية والسياسية والثقافية من خلال اسلحة متعددة غاية في القسوة استناداً إلى منطق جدلي لنوعية الانتقال الكيفي للرأسمال العالمي إلى دائرة الشرق الاوسط وافريقيا بعد الانتهاء من اوروبا الشرقية ، وغلق كل المنافذ باتجاه الانعتاق نحو عولمة دينية بثوب الإسلام السياسي تقوم بعمليات تخريب منظم للمجتمعات من خلال التفخيخ والقتل على الهوية وإثارة النعرات الطائفية والاثنية ومن ثم السيطرة على اقتصادات هذه الشعوب عبر جسور الفوضى الاصولية الدينية . ومن هذا المنعرج ، تحققت أنماط من الزعم الديني، تحولت إلى عقيدة عالمية بالهاجس الاصولي الديني المؤطر بالبناء الاقتصادي الذي انهك الشعوب النامية وحول هذا الحلم الخرافي إلى معركة همجية مزقت الشعوب وانتصرت إلى العولمة الاقتصادية الرأسمالية فوقفت الشعوب النامية أسيرة العولمة الاقتصادية . من جهة أخرى إن نظرية التعبير الفردي والاجابة المفترضة التي إنتهت بالاجابة على الاسئلة المفترضة أيضا وعلاقة كل ذلك بالنصوص الاسطورية الدينية ومنها حصراً (النصوص التوراتية والتلمودية)(). إن الصورة الاشهارية في نمط البناء للنص التوراتي ، يأتي في إطار إنتاج دلالات خارج القضايا التي تثيرها العلامات البصرية ذاتها. فالدلالة لا تنبثق عن الاشياء التي تقوم بالتأسيس الكوني الذي تميل إليه هذه النصوص الاسطورية، أي أن مرجعياتها المباشرة تقود إلى الاسطرة، واللاإنتماء وهي وليدة المواقع والعلامات لتي تدرك باعتبارها المهاد الأساس الذي تنطلق منه السيرورة المنتجة للاثار الدلالية فالنظرة هي التي تؤسس موضوعها، وهي التي تنظم وتؤلف بين العناصر الموضوعية للرؤية وما تؤكد عليه التوراة في رؤية المعنى الغامض في النص التوراتي.
البنية التركيبية للنص التوراتي
الفصل الثاني البنية التركيبية للنص التوراتي توطئة تأريخية إن من يدقق في أمر التوراة والبحث عن حقيقة ما جرى تأريخياً من تزوير وتلفيق وبعد عن الحقيقة، لأن الاقلام التي قامت بتدوين هذا التاريخ كانت أقلاماً موجهة ومأجورة، وعلى هذا الأساس كسبت التوراة الصفة القدسية في المضامين لأنها كانت تعمل وفق منظومة سياسية، من جهة أخرى فقد أوصلت نسب هؤلاء القوم الذين لم يكن لهم نسب قومي أو لم يكن لهم جامع اصلاً يجمعهم غير النص الديني لا غير، ولكن جاءت عملية التلفيق تأريخياً بادعاءهم بأن نسبهم يرجع إلى موسى وقد جاءوا معه من أرض مصر إلى أرض فلسطين، وربطو تاريخهم بـ (يعقوب) الذي لقب (باسرائيل) وهو حفيد ابراهيم، ومن خلال هذا الربط سموا أنفسهم بالإسرائيليين، في حين أن هؤلاء القوم لم يظهروا إلى الوجود إلا بعد ظهور (إسرائيل بنحو 700 سنة باعتبارهم قد إعتنقوا دينا وليسوا قوم أو شعب مثلهم مثل المسلمين والمسيحيين، وقد قاموا بابتداع فكرة تنسب لهم أنهم شعب الله المختار)()وبتاريخ 3 كانون الاول من العام 1872 فقدت التوراة وبشكل نهائي، والصفة التي كانت تتمتع بها عندما كانوا يعتبرونها في ذلك التاريخ (أقدم كتاب ظهر في تلك الفترة) وهو كتاب يختلف عن بقية الكتب (الذي أملاه الله أو كتبه بنفسه) وفي ذلك اليوم بالذات أي في 3 كانون الاول من العام 1873 قام .ج. سميث وهو من المختصين بالدراسات الآشورية، أمام جمعية الآثار التوراتية في لندن بالاعلان عن إكتشاف أثري خطير وبالغ الاهمية، هذا الاكتشاف كان في آثار بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا) وقد سبق هذا الاكتشاف ، هناك جهد المختصين بالدراسات الاشورية خلال خمسين عاماً من العمل الشاق لفك رموز الكتابة المسمارية للرقم المكتشفة للحفريات الآثارية لتلك البلاد.() هناك الاكتشاف الخطير وهو عبارة عن تاريخ يتشكل بأدق التفاصيل لرواية الطوفان التوراتية، ولكن كان السابق لهذه الفترة التأريخية وهذا يؤكد أن التوراة كانت قد أستوحت هذا الموضوع عبر المعنى التاريخي على يد الذين كتبوا هذه الرواية المستوحات من مراكز هذا التشابك الابداعي الذي استقى ينابيعه من حضارات سابقة في بلاد ما بين النهرين، وعلى هذا الاساس أصبحت التوراة نصوص شارك في كتابتها مجموعة من البشر وهي كأي عمل نصي انتجه البشر عبر مراحل التاريخ السابقة. ونود ان نرجع قليلاً إلى بلاد كنعان الذي كان يطلق في بادئ الأمر على الساحل والقسم الغربي من فلسطين، ولكن عم استعماله بعدئذ حيث شمل القسم الاكبر من سوريا ثم اطلق على كل فلسطين ايضا، كما نجد ذلك في الاقسام القديمة من التوراة، حيث أطلقت صفة كنعاني على جميع سكان فلسطين، وتدل اسماء كثيرة على المواضع في فلسطين ولبنان على قدم وجود الكنعانيين في هذا الجزء من البلاد الشامية. وكذلك في مرحلة تاريخية سابقة عن الظروف التاريخية التي احاطت بالاموريين من وجودهم الواقع بين حضارتين (حضارة وادي النيل ووادي الرافدين) وهذا الموضوع قد عرقل تكوين دولة منظمة في بلاد الشام وهذا ينطبق على الكنعانيين والفينيقيين لقربهم من دولة منظمة دولة الحثية.() معنى التوراة إن التوراة هي نصوص كتبها البشر متأثرين بحضارة ما بين النهرين وفي حقيقة التوراة من الناحية المادية، فهي تشكل الاسلوب البشري وليس اختيارات الله في الكتابة للوصول إلى هؤلاء القوم ويعلمهم . وفي إطار الفراغ الادبي ومنذ اختراع الكتابة أي قبل خوالي 3000 سنة كانت التوراة لا تشكل آداب آسرائيل ونصوصها لأنها كانت مجموعة من النصوص المختارة كتبه بنو اسرائيل خلال الالف سنةالاولى دون الانتماء دينيا اذ كانوا مجموعة مستقلة من الناحية الذاتية.() إ ضافة إلى كل ذلك فإن التوراة هي نتيجة مختارة موغلة في القدم إذ كانت تحوي اعتبارات دينية قبل كل شيء فالآداب التوراتية من البداية إلى النهاية هي أقرب نص إلى الفكر الديني سواء من كتبوا أو من تلقوا. وبعد قلم سليمان ، تدهورت احوال اليهود، حيث انقسمت مملكتهم إلى نصفين : ممكلة اسرائيل ومملكة يهوذا، وتتابعت بعد هذه المعارك التي إنتهت إلى أن غزا الاشوريون أحد نصفي المملكة، وهي مملكة إسرائيل في العام 722 ق. م ليتم إخضاعها إليهم وتدميرها.() السلوك التاريخي للتوراة إن الرسالة الشاملة للتوراة وفق نوعية التوثيق لا يمكن اعتبار هذه المسارات خارج الاطار الديني، واليهودي ليس روحاً فقط بعلاقته مع آلهته ولا يمكن فصل هذه الحياة الروحية عن الحياة الاقتصادية والسسيولوجية والسياسية والفكرية، وإن كل هذه الاشكاليات والازمات تتأثر وبشكل عميق بالاطار الذاتي والتاريخي لبني اسرائيل ثم ينعكس هذا بالتأكيد على منعرج التوراة، وتبقى التوراة هي حلقة الوصل يتقدم الشعب اليهودي وعلاقته بماضيه الديني والايديولوجي ومن هذا المنطلق تأخذ التوراة موقعها المتقدم من تاريخ الانسان اليهودي ونزعاته الدينية والايديولوجية . والتوراة لم تكشف لنا سوى اليسير من هذا المنعرج الديني والفكري ، فهذا الانكشاف يتحدد بالالف سنة التي تختصرها التوراة مقارنة مع الالاف من السنين في مرحلة تاريخية لاحقة من تفاصل منعرجات الإناسة في وجود البشر وعلى مستوى الفكر الذي لا وجود له والذي أصبح معياراً لا قيمة له وبالمقابل هل نضع في الميزان خمسمئة الف سنة وأكثر من حياة مضطربة من التشرد والتجوال والتيه المحكم بالقبضات بالنسبة لتلك المسافات الشاسعة من الكرة الارضية، هل نضع هذه القضية مقابل قضية افرزها زمن تاريخي محدد ظهر فيهما سقراط افلاطون ارسطو؟.()
في التوراة هناك اشكاليات بين الإسفار التاريخية والاسفار غير التاريخية بالنسبة إلى الانبياء سواء على مستوى ذكر الاسماء أو ذكر المعلومات عنهم، ولكن بالمقابل اين يأتي مكان سفر أيوب على سبيل المثال في هذه السيرة؟. هناك عملية تكرار في المسار التاريخي مثال على ذلك بداية خلق العالم حتى سقوط اورشليم (القدس) وللمرة الاولى كما جاء في سفر (التكوين) ولماذا نستطيع صرف النظر من أن الفضة كانت في أورشليم مثل الحجارة ونصدق بأن سليمان تزوج من ابنة فرعون مصر؟ ولماذا نصدق أن سليمان قد بنى ذلك الهيكل الضخم.() وكيف يمكن الاقتناع بصحة مغامرة ابراهيم الشغوف بالبناء، ولماذا جعل زوجته تتظاهر بأنها أخته. هناك اسئلة عديدة ليس لها اجوبة في هذا المنعرج التاريخي للتوراة، هناك الاشكالات التي تقع في المعنى نفسه، هذا النور الذي سبق وجود كل النيّرات، هذه الشجرة في وسط البستان واثمارها الممنوعة ، ضلع آدم التي تعرضت للهزء والسخرية ، هذه الحياة الاسطورية المخادعة ، وهذا الطوفان الشهير والسفينة التي حوت الحيوانات والبشر من انثى وذكر، وهل وجد موسى فعلاً؟ وما هو دوره؟ وهل نتصوره شق البحر الاحمر بعصاه أو باشارةمنه لكي يعبر هو ومن معه بانتظام؟، وهل نتصوره وهو ينتقل خلال مدة اربعين عاماً على رأس(ستمائة الف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسين شخصاً ما عدا اللاويين، وهل كان داود مؤلف جميع المزامير التي حملت اسمه؟ وهل نصدق سفر الخروج الذي جاء فيه من أن اتباع موسى الرحّل كانوا ينقلون معهم قبل ذلك التاريخ بثلاثة قرون في صحراء سيناء ، معبدا بنفس الحجم المتخيل تقريباً وهو قابل للتفكيك ، فالشكوك هذه تكثر في التوراة وهي قريبة إلى الخداع منه إلى الحقيقة، فالتوراة كان هدفاً نفعياً على المستوى الديني أي أنه احتوى الجانب المادي في الصدارة. إذاً فإن التوراة وفق الترتيب الحالي هو عبارة عن تاريخ اسرائيل وهو يكتب بمساعدة التوراة.() الوجود الافتراضي لاسرائيل خلال أكثر من ثلاثةآلاف سنة، لم يكن لاسرائيل قبل مجيء موسى إلاّ وجوداً مفترضاً ما بين مصر وبلاد الرافدين، هناك أرض ذات وديان عميقة أضافة إلى المراعي الغنية، وهناك في تلك الوديان ولآلاف السنين انصرف الرعاة بقطعانهم، يزرعون النباتات والحبوب، وفي ذلك المساء اليومي كانوا ينشدون الاغاني كما يفعل اصحاب الارياف ، وحيث ان هذه الارض تقع ما بين هذين البلدين، وقد كانت هذه الارض معرضة للغزوات من قبل المصريين والبابليين، وكان الناس القاطنون هناك يشدون الرجال باستمرار من مكان إلى آخر ولم تكن لهم هوية أي انهم كانوا شعوب مفترضة سميت اسرائيل فيما بعد.() ولا نخطئ إذا قلنا ان جدود اسرائيل كان يتواجدون على ضفاف الفرات وقد اجتازوا النهر وتوجهو نحو الوديان إنهم قطاع طرق يرتكبون الجرائم، وكانوا يجهلون الكتابة إضافة إلى جهلهم بالآداب، وهذه الشعوب التي لا تعرف الكتابة اظهرت بعض الملامح المتفرقة التي ظهرت واضحة في نصوص التوراة عندما نقلها إلينا احفادهم من خلال الاحاديث عن تلك الشيوخ الذين تعاقبوا على تلك المراحل التاريخية ، وكان ابراهيم واسحق ويعقوب قد حفظوا عن هؤلاء نسباً متغطرساً تماماً عما يحافظ البدو على انسابهم في هذه الايام.() وهذه المقاطع هي التي توضح هذه الاشكالية: (( فقال يشوع لجميع الشعب هكذا قال الرب إله اسرائيل في عبر النهر "الذات" سكن آباؤكم منذ دهر وعبدوا آلهة أخرى فأخذت ابراهيم أباكم عبر النهر وسيَّهزمه في جميع أرض كنعان وكثرت نسله" "وقال الرب لأبرام انطلق من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الارض التي أريك. وأنا أجعلك أمة كبيرة وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة وأبارك بك جميع عشائر الأرض فانطلق ابرام كما قال له الرب ومضى معه لوط. وكان ابرام ابن خمس وسبعين سنة حين خرج من حاران فأخذ ابرام ساراي إمرأته ولوطاً ابن اخيه وجميع اموالهما التي اقتنياها والنفوس التي أمتلكاها في حاران وخرجوا ليمضوا إلى أرض كنعان وأتوا أرض كنعان))() في هذه الفترة كان سكان البلاد من الكنعانين ومن جذور سامية، وكانت المدن الكنعانية هذه تـتصارع بغية الغزو والتحرير، وكان شرائح كبيرة من البدو يشاركون في هذه المعارك ومنهم بعض الاسرائيليين، والغرض من ذلك هو الحصول على المنافع المادية مثل قطعة الارض ليقيمون عليها المستوطنات . هذا هو حال اليهود في هذه المرحلة التاريخية . الروحانية الفردية في عدم الانتماء سيكولوجياً لقد كان سفر المزامير وهي نصوص قديمة، وتروي الاساطير بأن الملك داود هو الذي كان يؤلف هذه المزامير: إلى متى يارب تستمر على نسياني وحتى متى تواري وجهك عني إلى متى أُردّد مشورات في نفسي وحسرة في قلبي النهار كله وحتى متى يرتفع عدوي علي انظر واستجب لي أيها الرب الهي وأيْد عيني لئلا أنام نومة الموت فيقول عدوي قد قوبت عليه ويبتهج مُضايقي إذا ازللتُ وأنا على رحمتك توكلت وابتهج قلبي بخلاصك لأرنمنَّ للرب لأنه كافأني(). إن هذا الخطاب هو خطاباً تأملياً ميتافيزيقياً يحتوي على تشبيه بالاشارة إلى شخص مخاطب ورؤيا مصيرية محصورة بهذه الشخصية، وهذا التنبؤ بتدهور الذات، فالذي يخاطب الرب هو شخصية منهارة وهو ينظر إلى حالة الاله وهي كذلك منهارة لأنه لا يستجيب لعباده، وهذه قصة خطاب يدعو إلى التدهور ، والاله قد مات ولم تنفع عملية المناشدة (أنظر واستجب لي أيها الرب الهي) والجواب أنه لا يستجيب لأنه شد الرحال إلى مكان مطلق ، والذي ينشد الرحمة هو في (الارض القفر) لأن العملية الخطابية هذه هي عملية تشاؤمية لا تتفق مع روح الذات المتركبة، والخطاب الذاتي اعلاه هو وجود للذاتين العابدة والمعبودة لأن الوعي في العبادة موجود لذاته (بينما تلك الاشياء الواضحة ليست كذلك، فالخطاب هو كائن نصي قائم لغيره، والعابد موجود بالنسبة للآخرين ،أما التقدير والظن يأتي من الآخرين في هذه الذات. الذات والفراغ وفي سفر التكوين البابلي هناك ايقاع من الابتهالات في صراع ((مردوك ـ تئامت)) إستيقظي، استيقظي، إلبس قوة يا ذراع الرب! استيقظي كما في أيام القدم، كما في اجيال الازمنة القديمة! ألست أنت من قطعت (رهب) قطعاً من طعنت التمساح (التنين)؟ ألستِ أنت من نشّفت البحر، مياه الغمر العظيم، ألستِ مَن جعلت أعماق البحر طريقاً لعبور المغديين؟.() الشخصية التي لا يدرك وجودها المادي، فالتحديق في هذه الشخصية من خلال هذه النصوص يجعل أصحاب التحديق أحياء. وكانت هذه النظرة بارزة لفعل القوة في تركيب النص، وعليه فالعلاقة بين النص وقائله هو صراع من نوع خاص، يتوقف على الحقيقي المستحيل للاشياء، لا ما يريده الخطاب من نتائج هو ما يتوقف على الفعل والحدث المطلق تجاه حياة طويلة وذلك باعجاب الصوت الذي يؤشر الفعل السببي وهو يؤدي إلى عملية إعجاب، فهو ينطبق على فعل القوة في أكثر إشراقاً وفي اعتمها صراعاً بين الحدث والسبب وبين أنجاز الفعل في تشكيلة النص البابلي، وأن هذا الوجود يقع في أعين من ينادون وهي حالات سيكولوجية مشتركة بين الفعل ورد الفعل المؤيدة بهذه التجارب المشتركة. رباه إله الحشود من مثلك قوي يارب؟ وحقك من حولك أنت متسلط على كبرياء البحر، عند ارتفاع لججه أنت تسكتها أنت سحقت (رَهَبْ) مثل القتيل بذراع قوّتك بددت أعداءك. لك السماوات ولك الأرض، العالم وملؤه ، أنت اسستهما.() النص اعلاه هو غرس الاصبع في التربة ، فيصدق إن هذا الغرس يؤدي إلى معرفة الاشياء التي تتضح في التربة وهي رائحة التي باستطاعته شمها، وعندما يغرس اللامنتمي وهو الخفي في هذا النص اصبعه في هذا الوجود فيجد اللامعنى واللاشيء في حين يقول (رباه إله الحشود من مثلك قوي يا رب)؟ فأين هذا الرب وأنين هذه الحشود وأين القوة؟ ومن هو وكيف جاء الانسان إلى هذه الحياة فالخطاب موجه إلى الإنسان لأنه لا وجود لشيء لم يظهر، فالظهور هو ظهور الإنسان في هذا الكون. والسؤال هو: ما هو هذا العام الذي جاء إليه الإنسان ومن اين جاء ولماذا جاء ولماذا سمي هذا العام بالعالم وكيف وصل إليه الإنسان وما هي الاسباب التي اوجدته ولماذا يسأل الإنسان عن هذا الوجود ولماذا يتطبع بطرقه وعادته ولماذا قذف في هذا العالم حتى يحشد هذا الحشد من الكلام لكي يؤكد على وجوده وفق أسباب معينة لكنها مجهولة (أنت متسلّط على كبرياء البحر) (عند ارتفاع لججه أنت تسكتها) (العالم وملؤه أنت أسستهما) فالخطاب يتضمن اسئلة واجوبة ضمنية ولكن في النتيجة نقول أن (الإله مات) واندحر نظامه وقد استبدل بالديانة الإنسانية فتقهقرت ايجابيته لقد مات الإله إلا ان الإنسان لم يمت، ولهذا أصبح ملحداً. وهذا الصمت الناطق بالخوف في هذا النص والحاجة الشديدة إلى الايثار العقلي لخلق دين لهذا الإنسان الحديث لايزالان في تلك الفترة التاريخية لهو أمر مهم، في المنطق الوجودي ، هناك حالة إنسانية احياناً تكون إستسلامية كما في هذا النص اعلاه، اما الوضع التاريخي لهذا الإنسان فهو يختلف من حالة تاريخية إلى أخرى قد يولد عبداً كما في هذا النص اعلاه او يولد سيداً أو من الطبقة الفقيرة ، في حين ان الحالة لا تتغير لأنه موجود في هذا العالم ويعمل بكل معطياته ويكون في وسط هذه المعمعة الحياتية ثم يموت بعد ذلك، ولكن يبقى الموقف من هذه الحياة هو موقف له هدف هو الخلاص من الاستغلال و البطش والانعتاق من العبودية لهذا الاله الذي مات منذ زمن طويل وبقى الانسان عبداً له دون معنى. (لا يجيُ أحدُ إلى إلا بنعمةٍ من الأب)() فالاسباب كلها أرتبطت بمنطق الضرورة الالهية، والعالم الذي نحن فيه هو عالم محير بالنسبة إلى المتوحش في هذه المرحلة التاريخية التي يشير إليها الكتاب المقدس، وهذا المتوحش عندما غرس اصبعه في هذا الوجود فوجده محيراً، أما بالنسبة إلى الانسان الحاضر، فيعرف ما وراء هذا العالم وما حددته هذه النصوص الدينية من اشكاليات ، فهل هذا الكلام ضرورة أم صدفة نقول الاثنين معا ضرورة لأنه في هذه المرحلة التاريخية هناك عملية التشبث بالأسباب على مستوى الطبيعة والطقوس الاسطورية ، ما من نص نجح لحد هذه اللحظة في بيان هذه المشكلة وهي مشكلة الإنسان الاسياسية في هذا الوجود فالناس في هذه الاشكالية هم لا يهدرون أوقاتهم في وزن الوجود كي يحصلوا على معدل العمل اليومي، ورغم كل ما يفعله الانسان فهو يتناقض ويناقض نظرة الحياة الأصيلة، كاشفاً الستار عن أن هذا الانسان وبطريقة ما يزن ويقدر كل الاشياء ، [والإنسان حتى في طريقة ربطه لشريط حذائه يكشف عن هذه الطباع الانسانية، وهي ليست الطباع نفسها، والطباع هي عبارة عن سلسلة أفعال تصدر أحكاماً على تلك الحياة الانسانية].() ((أيدي المجدّين تسود واليد الدانية تخدم تحت الجزية)) (الامثال: ف12: 24) "الغرُّ يصدق كل كلام وذو الدهاء يفطن لمسيره" "الصيتُ أفضل من الغنى الكثير والنعمة خير من الذهب والفضة "الامثال ، ف22: 1" مرضاة الملوك شفاه العدل وهم يُحبون المتكلم بالاستقامة"() في هذا النص تبرز لنا ظاهرة نفسية تتعلق بالامثال والامثال كالحلم السسيولوجي يظهر متجسداً في الواقع من خلال التجربة لأنها ظاهرة سيكولوجية، وهي تداعي للآفكار ولكن بشروط سسيوسيكولوجية تتحدد بامكاني التكامل على ارض الواقع باعتبارها درساً سسيوسيكولوجياً وهذه الامثال تتعلق بالمذاهب المترابطة في خدمة العقل الانساني وقد اعتمدت تاريخياً حتى أصبحت منهجاً يحفظ على ظهر قلب باعتبارها تجربة في خدمة الانسان الذي ملّ هذه الامثال لأنها لا تؤدي إلى حل لخلاص الانسان عبر التاريخ ولكن بقيت هذه المدرسة تتعلق بالتطور للمفاهيم الدينية ومنها التوراة والتلمود وهي تطور في إطار الحضارة والدين ونصوصه في (الغيُّر يصدق كل كلام) كذلك (وذو الدعاء يفطن لمسيره). الاشكالي في الكتابات المقدسة لقد كان أسس وترتيب وكشف المعاني غير المقبولة فيها، وقد بدأ ذلك في الوقت نفسه حدد فيه مفهوم وتفاصيل الكتاب المقدس. فكان تفسير هذا العمل الادبي الذي تم جمعه حيث اكتسب درجة من القداسة، وهذا لم يتم إلا بعد دراسة معمقة لكل الاقسام فيه بما في ذلك اقوال الانبياء السابقين بعد أن تم دراستها من قبل الانبياء المتأخرين ، فعكفوا على تحليلها ونقدها. الاشارات والملاحظات في العهد القديم هناك إشرادات وملاحظات نقدية للتوراة وكما يلي: ⦁-;- مفتقد إثم الآباء في الأبناء وابناء الأبناء في الجيل الثالث والجيل الرابع(*). ⦁-;- ثم أعلن حزقيال ، مالكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل ..وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم أبيه. ⦁-;- النفس التي تخطئ هي تموت. ⦁-;- الابن لا يحمل من إثم ابيه. ⦁-;- بر البار يكون عليه وشر الشرير عليه يكون.(**) ⦁-;- النبي إرميا يقول إني عند تمام السبعين سنة لبابل اتعهدكم وأقيم لكم كلامي الصالح بردكم إلى هذا الوضع(***). ⦁-;- ثم يعلن دانيال ، سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا.(*)
النقد في العهد القديم من التلمودين
التشابه والتماثل هناك التشابه والتماثل والاكتشافات الاخيرة دلت على ان قصة آدم وحواء بما فيها الجنة الموعودة (عدن) التي وردت في التوراة ، فهي قصة قديمة تضرب في جذورها إلى عهود بعيدة أي قبل ظهور التورا، كذلك مثلها كانت قصة الفردوس (الفردوس الالهي) التي وردت في التوراة ، كذلك هي تعود إلى عصور قديمة ويرجع عهدها إلى الحضارة السومرية، ومثل قصة الفردوس هذه تجيء، قصة (قابيل وهابيل) كذلك وردت في التوراة فهي الاخرى متشابهة عند السومريين والبابليين، وتتفق الروايتان من أن حادثة الطوفان قد وقعت في وادي الرافدين في أحد مواسم الفيضان، حيث غمر وادي الرافدين، كذلك الحال نفسه، ففي مصر عثر على نصوص أسطورية مصرية موغلة في القدم تسمى (قصة الاخوين) وهي الشبيهة بقصة يوسف وإمراة سيده من أوجه مختلفة. وهناك أسطورة بابلية كتبت بالخط المسماري عثر عليها في المنطقة الاكدية في جنوب العراق تشبهها قصة ولادة موسى ونشأته.() حنانيا بن حزقيا بن جرون هناك الاشكالية الدقيقة في العهد القديم للتوراة بعد جمعه وتدوينه، لم يستطع هؤلاء أتمام ذلك العمل إلا بعد إخضاعه إلى غربلة وتشذيب وتهذيب، وقد تمثل هذا العمل الادراكي في وحدة الالوهية التي كانت سائدة في الاسفار الاربعة والعشرين، ورغم ذلك وقفوا عن هذا التغاضي ولم يهملوه ، وذلك لزاماً عليهم القيام بالعمل الروحي ليثبت تلك النصوص في مواضعها وحسب مراحلها التاريخية وابراز نسقها ووحدتها وشموليتها إلى حد وضع الستار والتعتيم على تلك الانماط الخاصة لتلك الوحدات المتعلقة بتلك النصوص. لقد كان الصراع واضحاً في روايات التلمود من اراد الاخفاء لتلك النصوص ولم يخفوا تلك الشواهد على تلك الصراعات التي واجهها من دون العهد القديم مع مادته المقدسة السابقة على من دون، ويخبرنا التلمود بأن اسفار حزقيال ونشيد الانشاد والجامعة كانت قد تعرّضت لخطر الاخفاء. وكانت عملية الاختيار لهذه الاسفار الاربعة والعشرين من بين المؤلفات الأدبية التي كانت قبلهم أما في عصرهم فاعلنوا قدسيتها وتم الاعتراف بها عند اليهود.() هويلفد وتجديداته وجد هويلفد هو عدم الترابط في رواية اليهودي حتى وإن كانت رواية كاملة ومميزة لكنها غير مترابطة وغير مرتبطة بالمصدر الالوهيمي وكان التصحيح كما يلي: المصدر الالوهيمي الاصحاح السادس ⦁-;- هذه هي مواليد نوح كان نوح رجلاً ، وقد سار مع الله. ⦁-;- وولد نوح ثلاثة بنين: ساماً وحاماًويافثاً. ⦁-;- وفسدت الارض أمام الله. ⦁-;- وامتلأت الارض ظلماً. ⦁-;- ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت إذ كان كل البشر قد أفسد طريقه على الارض. ⦁-;- فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الارض أمتلأت ظلماً منهم فها أنا مهلكهم مع الارض. ⦁-;- اصنع لنفسك فلكاً من خشب جفر تجعل الفلك مساكن وتطليه من داخل ومن خارج بالقار. المصدر اليهودي ⦁-;- ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الارض . وأن تصور كل أفكار قلبه إنما هي شرير كل يوم. ⦁-;- فحزن الرب أنه عمل الانسان في الأرض وتأسف في قلبه. ⦁-;- فقال الرب أمحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم. ⦁-;- وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب. الاصحاح السابع ⦁-;- وقال الرب لنوح ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأني إياك رأيت باراً لدي في هذا الجميل من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى، ومن البهائم التي ليست ظاهرة أثنينذكرا وانثى. ⦁-;- ومن طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكراً وانثى لاستبقاء نسل على وجه الارض. ⦁-;- لأني بعد سبعة أيام أيضا امطر على الارض اربعين يوماً اربعين ليلة وامحو على وجه الارض كل قائم عملته.() لقد قامت هذه الاشكاليات داخل هذه النصوص التوراتية إضافة إلى الاشكاليات الاخرى ترجع إلى مجلس (السنهدرين). مجلس السنهدرين وقد تأسس هذا المجلس الذي عالج الكثير من المشاكل والاشكاليات الشرعية والشريعة بعد رجوع اليهود من السبي الى (اورشليم) الذي كان يتولى أمور اليهود الدينية والسسيولوجية والسياسة ، والسنهدرين هو المجلس العلمي الديني الاعلى عند اليهود ، وقد ظهر لأول مر باعتباره السلطة العليا الحاكمة لليهود والمشرّعة بعد رجوع اليهود من السبي وهذا المجلس يشكل حجر الزاوي في الحكم والتشريع والتصحيح للنصوص أي هناك لجنة في هذا المجلس قامت بعمل التصحيح للتوراة والتلمود كما شرحنا سابقاً ، وهو الذي حكم على المسيح بالصلب. وقد بقي السنهدرين قائماً كسلطة مطلقة لليهود مع وقوعهم تحت حكم الغزاة الذين يغزون فلسطين ليحكموها والسنهدرين هي السلطة الدينية التي اقتصرت بطبيعتها على اليهود وبقيت قائمة حتى القرن الاول بعد الميلاد حين قام الرومان بهدم (اورشليم) وهدم الهيكل ، فالغي حينذاك مجلس السنهدرين، ولم تقم له قائمة في اورشليم، ولكن بقي لليهود مجالس دينية في مدنهم وهذه المجالس هي التي قامت بالمراجعة الروحية للتوراة والتلمود وقامت هذه اللجان الدينية باعادة كتابة الاسفار الاربعة والعشرين ، وهذه المجالس الدينية هي إمتداد إلى مجلس (السنهدرين)() فكان التأكيد على الاسفار الاربعة والعشرين والقيام بعملية التصحيح لتثبيت كما قلنا للنصوص التوراتية والاسفار الاربعة والعشرين حصراً. وقد سرت هذه الاحكام على ايدي اللجان على روايات التلمود.() الدين والمسألة السكولوجية لقد كانت رحلة الالوهية من الخارج إلى الداخل بالنسبة إلى التوراة والتلمود فكان نتيجة ذلك هو اسقاط صورة الله على العالم الخارجي في صورة رموز وابنية من خلال المكان وقد تطابق هذا الموضوع مع الخارج من رموز المكان في الداخل من هنا تحقق التوازن السيكولوجي ، فالانسان هو المحور الرئيسي في هذا الموضوع أي هو الخالق لهذه الرموز وعندما تأتيه حالة الرفض للداخل والخارج على مستوى اللاهوت يبرز اللاإنتماء الاسطوري وهنا يذكرنا يونغ في قوله: (( إننا كلما اعتمدنا خارجية ، طقسية ، أو روحية نستطيع التعبير بواسطتها تعبيراً مكافئا عن جميع تطلعات الروح وآمالها على نحو ما نجده في بعض الديانات الحية أمكننا القول: إن النفس موجودة في الخارج، ولا وجود لمشكلة روحية بالمعنى الدقيق للكلمة))(). الداخل والخارج مع الحاجز المنيع إن حوادث (الزمكان الديني) يوجزها الاطلاق السيكولوجي حيث تجري حوادثها عند الانسان في كآبة تامة وهي بالمقابل غير مستحبة لأنها لا توجد شيء حولها أو داخل قاعاتها الدينية والروحية. وأحياناً تكون بلا وعي وبلا متفرجين، هناك جو ذهبي باهت يشد الانسان في هذه التفاصيل فالمكان بالنسب له هو حجر الزاوية أما الزمان فهو المكمل لا شكالية المكان فبناء الكنيسة هو الذي يوجد الايمان الروحي، وهذا هو الجو الواضح بالنسبة إلى الانسان ، وهذا بالمقابل لا يعني ان ليس هناك مجرد فرص للتصريح ، ولكن بالمقابل فإن التصريح لا يلائمه أحياناً وهذا جزء من عملية مرعبة ذهنياً. والقضية التي نحن بصددها والتي نتساءل من خلالها، هو هل يجدر بنا وضع قوانين لتلك الإرادة الداخلية لانتاج فعلاً خارجياً. هنا يرصد الانسان قضية أساسية جسيمة يؤطرها المكان ، وبالتالي يمكن التصريح بها زمانياً هناك وجهة نظر (اللاشيئية) المتعلقة بالبطولة الإيمانية وهي دعوى للوجود الانساني، أو قد تكون معنى الوجود الانساني ، فإلى أي زمكان تحلق هذه الدعوى؟ أنها في الأساس تؤكد الشعور الانساني بأن هذا الشعور لا يستطيع التهرب من تلك الاوهام الدينية التي تقع (بين الداخل والخارج) وهو يعيش ويموت داخل اوهام وارتباكات سيكولوجية تقع بين الداخل والخارج للزمكان . وهنا يذكرنا اليوت بهذا الشعور في قصيدته المشهورة (الفارغون) وأن اهم ابياته هذه قد عبرت عن معنى الحياة كنقيض لهذا الداخل والخارج (هكذا ينتهي العالم لا برجفة عنيفة وإنما بنواح خافت). ولعل أروع ما حوته هذه الابيات تذكرنا ـ إذا ما تذكرنا ـ لا كضائعين وأرواح هائجة، ولكن فقط كرجال فارغين كرجال مختنقين.() معنى هذا أن الانسان كان عاجزاً عن فعل الخير والشر لأن الشر عاطفة لا يمكن السيطرة عليها، فهي تستحق الازدراء أو الرحمة أكثر من اللعن، ثم يتابع الرجال الذين اتخذوا طريق الخارج والداخل دينياً، كان سيرهم حلماً لأنهم كانوا واثقين من تلك الذوات ، وهم انفسهم لا يعلمون أنهم بهلوانات من ورق فالخطوط المتقاطعة في الحقل التجريبي الديني وحصراً (اليهودي) هو الذي يشير إلى لعبة الورق حيث تمثل الخمسة من الزهرة ورقة كان قد رسم عليها شباب مؤمنين (بالداخل والخارج) يتقاتلون بالعصي في داخل المكان وبالرؤية الزمانية نفسها وقد علق على هذه المعركة بأنها (معركة تقليدية) وما معركة الحياة الدينية ما هي إلا وهم ورجال الدين اليهود حصراً يؤمنون بالذاتية الدينية لانهم كأبطال بكيت لا يؤمنون بالحقيقة الانسانية لأنهم لا يعثرون على هدف او معنى داخل هذه الذات المشتتة. اسطورة الكتاب المقدس العبري إن اسطورة الكتاب المقدس العبري تنحو منحى الذاتية الدينية، فالمرجع الفكري الاسطوري هو فرض تعريف مثيولوجي يتم المصادقة عليه من قبل الجميع وإلاّ كتب عليهم الهلاك الابدي أو يوصمون بالجهل ، والعهد القديم وما كتب عنه اسطورياً خلال العقود الماضية وإذا تم الكشف عن هذه الكتابات يعني الكشف عن متاهة ومقاربات مركبّة حتى في الاطار المنهجي الذاتي ، ولكن المختصر النقدي "لغونكل" في "الاساطير قصص عن الآلهة" وهي تتميز عن الحكايات البطولية حيث يكون شخصيات الاخيرة هي شخصيات ذاتية . والمثيولوجيا بشكل عام تفترض تعدد الالهة وهذا خلاف شروط بني اسرائيل، والعبريين وعبر التاريخ كانوا يؤكدون على العملية الذاتية حتى في التوحيد ولم ينشغلوا طويلاً بانشاء قصص بل كانوا يقتفون آثار الاصول غير الاسرائيلية وهذا ما حدا بهم إلى تأسيس (مجلس السنهدرين) لمعالجة الكثير من المشاكل عبر التاريخ وقد وظفوا التعاريف المختصرة للاسطورة وبعمليات فرز واقتفاء للآثار الاصولية غير الاسرائيلية في التوراة ، إضافة إلى القيام برصد وتطور هذه البقايا والتعديلات التي طرأت على تلك المادة المؤسطرة.() الاسطورة الحتمية الكونية هناك تطور حادث أصلاً من خلال المنطق الذاتي للبحث في الاسطورة في العهد القديم، والتعريف الذي تمّت صياغته هو التعريف (الحتمي والكوني) باعتباره التعبير المبكر عند الطور العقلي للإنسان وهذا اعتراف واضح للاسطورة في الكتاب المقدس العبري ، وهذا الشكل الاسطوري تعزيه هذه المكونات الذاتية إلى تدخل (الالهة بشكل مباشر) وهناك اشارة إلى الطبيعة وظواهرها، حيث تنعكس وجهات النظر هذه في الاعمال الكلاسيكية وهذا ما سارت عليه الباحثة (أديث هاميلتون) فهي تفسر الاشياء في الطبيعة على سبيل المثال هو كيف تم انبثاقها إلى الوجود هو كل شيء وأي شيء في هذا الكون، وبشكل عام تم تطبيق هذا المفهوم وبشكل ذاتي على الروايات الباكرة لسفر التكوين.() إن هذا المفهوم الذاتي في التطبيق لم يناله النجاح بسبب هو أن العبريين وإن شاركوا جيرانهم في الفهم للطبيعة إلا أنهم كانوا ينظرون إلى الطبيعة باعتبارها كـ(ذات لا كشيءآخر) لأن الطبيعة في نظرهم هي خاضعة وخادمة لإلههم المختار(). وبقي اليهود لما يقارب الخمسين سنة، حتى تم احتلال حضارة بابل على أيدي الفرس في العام 538 ق.م عندما عاد اليهود إلى وطنهم حسب [إي إتش غومبريتش] ولا نعرف عن أي وطن يتحدث الكاتب، إلا أنهم كانوا مختلفين عن تلك القبائل المجاورة، فكانت الذاتية هي منهجهم والانطواء على الذات وقد فشلوا في التعرف على الإله الحق والاوحد. لذا فقد كانوا منعزلين عن جيرانهم. وفي هذه الفترة تمت كتابة [العهد القديم] لأول مرة، بعد مضي 2500 سنة وكانوا غريبي الاطوار بسبب ذاتيتهم والحديث غير المتناهي عن إله لا مرئي ولكن برؤية ذاتية صارمة وقواعد وممارسات ذاتية اسطورية مملّة وجامدة يقولون أمربها الإله الخفي وقد نفرت منهم القبائل المجاورة لهم لأنهم ثلة ذاتية صغيرة ويدعون أنهم من شعب (مختار) حسب رأيهم وفي محاولة منهم لفهم هذه الاسباب الذاتية الاسطوري اللامنتمية التي جعلت الاله يسمح لهم بهذه المعاناة، واستناداً إلى هذا الفهم الاسطورية التاريخي الطويل بقي هؤلاء القوم ينتظرون عودة غودولكي ينقذهم من هذا العذاب الارضي الاسطوري اللامنتمي الذاتي(). الاسطورة العبرية هل الاسطورة العبرية هي أسطورة ذاتية ؟ كانت الاسطورة العبرية هي اسطورة ذاتية شملت العهد القديم وكانت تبشر بنتائج لا منتمية إلى أي محور من المحاور الانسانية وحتى الاسطرة منها، لأن الطقوس العبرية إتخذت الاساطير وجهة ثقافية خاصة في الشرق الادنى، وكـانت الغاية متماثلة داخل وظيفة نفعية ذاتية صرفة تتمثل صون الحياة والبقاء فيها رغم المتغيرات التي حصلت للإنسان وعلاقته بالإله . كانت الاساطير العبرية تؤكد على الأناشيد والاغاني التي تبين تجاهل الإله لهم وعدم رعايتهم وهذه العملية هي بحد ذاتها هي ايقاعات اسطورية تقدم بعض الاشكاليات الملحة وهي نتيجة من نتائج الحياة اليومية من الانشطة المألوفة لفهم هذا التجاهل من قبل الإله الذي اطلق عليهم شعب الله المختار ، فكان للأساطير العبرية وجهه نظر تعبر عن الانشطة المألوفة من قنص وصيد للاسماك وزراعة وولادة وزواج، كل هذه الانشطة والطقوس هي عبارة عن موقف أسطوري يعبر فيه هذا الشعب عن موقف الاله منهم لأنهم لا يعرفون الاسباب التي أدت بالإله إلى اتخاذه هذا الموقف التاريخي الاخلاقي منهم، فكانت الاسطورة العبرية هي التلبية لهذه الحاجات الانسانية الواردة أعلاه أولاً والثانية رسم صورة لهذا الإله من خلال هذه الانشطة الاسطورية، إضافة إلى هذا، فقد كانت الاسطورة العبرية عبارة عن أسطورة طقوسية ذاتية إنعزالية لامنتمية إلى الكونيات ولا تعبيراً عن الظواهر الطبيعية بل كانت أساطير سردية للحوادث التي مرت ببني اسرائيل وما عانوه من إنعزالية في وسط القبائل المجاورة لهم وما عبر عنه الإله من إنكار لهم حتى أصبحت المعاناة الانعزالية وعدم التوافق مع الناس طيلة مراحل التاريخ وكانوا يخلقون المأساة عبر اسطرة هذه المأساة الذاتية والانغلاق القسري الذاتي لأنهم قوم غير منتمين إلى واقع سسيولوجي واخذوا يعبرون عن هذا اللاإنتماء بالمأساة الذاتية المختلفة لأنهم في تصورهم هم أفضل الناس في هذه الحياة وهم شعب الله المختار الذي انكر الاختيار هو الإله الذي وصفهم بهذا الوصف كما يقولون هم. حتى أصبح الكتاب المقدس العبري هو عبارة عن نصوص أدبية ذاتية اسطورية غير منتمية حتى إلى الذات العبرية. فكانت الاسطورة العبرية عبارة عن مثيولوجيا هامشية وهي محاولة لمحاكاة الواقع الموضوعي من خلال رؤية ذاتية أكثر جدية بالنسبة إلى اليهود باعتبارهم قوم عاشوا في هذه الحياة لتحقيق مطالب مادية أولاً ودينية ثانياً، فهم ينطلقون من براجماتية واضحة لتأكيد عملية الخلاص من خلال العنف والارهاب الديني. بين اسطورة بروميثيوس واسطورة آدم وحواء إن من اهم الاساطير في تاريخ الفكر الديني، اسطورتان اسطورة بروميثيوس وهي اسطورة اغريقية واسطورة آدم وحواء وهي من الاساطير العبرية وكلا الاسطورتين ورغم التباين بينهما في بعض التفاصيل إلا أنهما تلتقيان في الترسيمات العريضة أحياناً.() الفكرة الرئيسية للاسطورتين نجملهما بما يلي: ⦁-;- إن الإله والانسان كانا يعيشان في كينونة واحدة وفي حالة انسجام واحدة. ⦁-;- لقد انفصم عرى هذه العلاقة الديناميكية بفعل خطيئة ارتكبها الانسان وقد تمثلت هذه الخطيئة في المعرفة، والوعي وفي الاستقلال لإرادة الانسان عن ارادة الله. ⦁-;- لقد اصبح في العالم إرادتاناحدهما إرادة ترجع إلى الله وأخرى ترجع إلى الانسان، من هنا بدأت الاشكالية بين الإرادتين وقد تم التعبير عن ذلك بسقوط الإنسان وهذا الموضوع شكل وعياً مادياً في الحياة المادية ولكن بقي الإله خارج هذا المنطق المادي. ⦁-;- اسطورة بروميثيوس تقول: إن الإله والانسان كانا يعيشان في سلام تحت حكم الإله "كرونوس" ، في تلك الفترة كانا يتناولان الطعام على سفرة واحدة أي الإنسان والاله، ولكن كل شي تغيّر عندما جاء الاطبيون، حيث وطد الإله (زيوس) الهيمنة الكاملة على الإنسان . ⦁-;- لقد عمد الإنسان في هذه الحياة إلى تمييز نفسه على الآلهة باحتفاظه بطيب المأكل تاركاً النفايات للآلهة لقد توضحت أنانية الإنسان وزرايته باللآلهة. ⦁-;- الطوفان وما حصل للبشرية ثم أعاد خلقها من جديد. ⦁-;- دور المرأة في الشقاء على هذه الارض (وتغلّب الغريزة على العقل . ⦁-;- سرقة بروميثيوس النار المعرفية حتى أصبح في وضعٍ افضل من (زيوس) إذ استطاع الحصول على السر الذي غاب عن زيوس. ⦁-;- انتقام الآلهة من بروميثيوس ونفيه إلى جبال القوقاز. ⦁-;- اخيراً هناك المصالحة بين (بروميثيوس والآلهة) ونيله الخلود بفضل قبول أحد الآلهة [قنطور] والنزول إلى الجحيم بدلاً منه من هنا تأتي عقيدة الفداء في الديانة المسيحية.() اسطورة آدم وحواء (( وكانت الحية أصل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة : أ حقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر الجنة نأكل، وأما ثمر الجنة في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسَّاه لئلا تموتا، فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل. وأنما مبهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت. واعطت رجلها أيضا معها فأكل فانفتحت أعينهما. وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مأزراً).(*) (( وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبأ آدم وإمرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فأختبأت. فقال: من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم: لأنك المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت ، فقال الرب للحية: لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية ، على بطنك تسعين وتراباً تأكلين كل أيام حياتك، وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه، وقال للمرأة: إن كييراً أكثر اعقاب حبلك بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك ، وقال آدم: لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلاً لا تأكل منها ملعونةٌ الأرض بسببك بالتعب تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها، لأنك تراب وإلى التراب تعود))(*). ((ودعا آدم اسم امرأته حواء، لأنها أم كل حي، وصنع الرب الإله لادم وامرأته أقمصة من جلد والبسهما ، وقال الرب الإله : هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر، والآن لعله يمده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا. ويأكل وعيا إلى الابد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها، فطرد الانسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلّب لحراسة طريق شجرة الحياة)).(**) المحصلة النهائية من اسطورة آدم وحواء إن قصة آدم وحواء الاسطورية هي كسابقتها اسطورة بروميثيوس وهذه المحصلة نجمل خلاصتها بالنتائج التالية: ⦁-;- لقد اكتشف الابوان آدم وحواء، أنهما عريانان بعد اتصالهما الجنسي وكان هذا العري هوسبب الاتصال الجنسي، وكان عليهما عدم الاختباء من الرب. ⦁-;- احسا أنهما انتقلا انتقالاً وضعياً من وضع شبيه بالإلوهية إلى وضع هو أقرب إلى الحيوانية. ⦁-;- لقد اقتنعا أنهما لم يعودا جديرين بالسمة الإلهية. ⦁-;- معرفتهما بالخير والشر هو لباس جديد في الارض بعد ما خلعا اللباس الإلهي، وهنا يتقابل الاضداد، فلولا الخير ما عرف الشر وهي صفات مادية دنيوية عرفاها بعد السقوط الارضي وابتعادهما عن السمة الالهية. ⦁-;- واضح فإن الألوهية لا تريد الشراكة والمشاركة لكائن إنساني آخر. ⦁-;- كان طرد الابوين من الجنة هو المحصلة النهائية وهذا قد توضح من تول الرب (هوذا الإنسان قد صار مثلنا عارفاً بالخير والشر والآن لعله يمديده ويأخذ من شجره الحياة ويأكل ويحيا إلى الابد)) من هنا جاء ما يمكن تسميته بـ(( الغيرة الالهية)).() اليهود يقول الشهرستاني في كتاب الملل والنحل معنى اليهود هاد الرجل أي رجع وتاب؛ وأنما لزمهم هذا الإسم ؛ لقول موسى: (( إنا هدنا اليك)) أي رجعنا وتضرّعنا . وهم أمة موسى وكتابهم التوراة وهو الكتاب الاول الذي نزل من السماء ، وما يعنيه الشهرستاني أن ما كان ينزل على ابراهيم وغيره من الانبياء وما كان يسمى كتاباً، بل صحفاً؛ وقد ورد خبر عن النبي أنه قال : (( إن الله تعالى خلق آدم بيده، وخلق جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، فأثبت لها أختصاصاً آخر سوى سائر الكتب. وقد اشتمل ذلك على (أسفار) : فيذكر مبتدأ الخلق في (السفر الاول) ؛ثم يذكر الاحكام، والحدود، والاحوال، والقصص ، والمواعظ ، والاذكار. في سفر سفر. وأنزل عليه أيضاً الالواح ، على شبه مختصر ما في (التوراة) ، تشتمل على الاقسام العلمية والعملية، قال الله تعالى (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً) إشارة إلى تمام القسم العلمي، (( وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ)) إشارة إلى تمام القسم العملي. خريطة الاتصال الإلهية اسطورياً ⦁-;- كان موسى قد افضى بأسرار التوراة والالواح إلى يوشع ابن نون؛ لأن الامر كان مشتركاً بينه وبين أخيه هارون، حكاية موسى في دعائه حين أوحى اليه ((وأشركه في امري)) ، وكان هو الوصي . فلما مات هارون في حال حياة موسى، (انتقلت الوصية إلى يوشع بن نون وديعة؛ ليوصلها إلى : (شبير) و(شبر) ابني هارون قراراً، وذلك أن الوصية والامامة بعضها مستقر، وبعضها مستودع. ⦁-;- اليهود، تدعي : أن الشريعة لا تكون إلا واحدة ، وقد أبتدأت بموسى وتمت به ، فلم تكن قبله شريعة، إلا حدود عقليه، وأحكام مصلحية ولم يجيزوا النسخ أصلا قالوا: فلا يكون بعده شريعة، أصلاً؛ لأن النسخ في الأوامر (بداء) ولا يجوز البداء على الله. ومسائلهم تدّور على جواز النسخ ومنعه ، وعلى التشبيه ونفيه، والقول بالقدر والجبر، وتجويز الرجعة، واستحالتها. ⦁-;- وأما (التشبيه)؛ فلأنهم وجدوا التوراة قد ملئت بالمتشابهات، مثل الصورة، والمشابهة، والتكلم جهراً، والنزول على طور سينا انتقالاً ، والاستواء على العرش استقراراً ، وجواز الرؤية فوقا..إلى غير ذلك. ⦁-;- أما القول (بالقدر) فهم مختلفون فيه حسب اختلاف الفريقين في الإسلام، فالربانيون منهم كالمعتزلة فينا، والقراءون، كالجبرة والمشبهة.() ما ورد في التوراة عن طور (سيناء) لقد ورد في التوراة أن الله: جاء من (طور سيناء) ، وقد ظهر (بساعير) وعلن (بفاران) و(ساعير) : جبال بيت المقدس، التي كانت مظهر عبس (وفاران): جبال مكة، التي ظهر فيها محمد.()
إذا إن الله في نظر التوراة أسطوريا جاء من (طور سيناء). وقد قال المسيح في الانجيل: ((ما جئت لأبطل التوراة، بل جئت لأكملها، وقد قال صاحب التوراة: النفس بالنفس، والعين بالعين والانف، والاذن بالاذن، والسنبالسن والجروح قصاص. لقد ورد في التوراة : أن الاحكام السياسية للظاهرة العامة وفي الانجيل: الاحكام السياسية تكون باطنة وفي القرآن تجيء السياستين جميعاً.
الاحكام في التوراة في التوراة هناك احكام عامة واحكام خاصة إما بالاشخاص وإما الأزمان وإذا انتهى الزمان لم يبق ذلك الا محالة ، ولا يقال أنه ابطال، أو بداء ، كذلك هاهنا. وأما (السبت) فلو ان اليهود عرفوا: لم ورد التكليف بملازمة السبت ، وهو يوم أي شخص من الاشخاص؟ وفي مقابلة أية حالة من الاحوال؟ وجزئيّ أي الزمان؟ عرفوا ان الشريعة الاخيرة حق؛ وأنها جاءت لتثبت السبت، لا لإبطاله.() اشهر الفرق اليهودية العِنانِيَّة وهم ينسبون إلى رجل يقال له: عنان بن داود، رأس الجالوت، وهم مخالفون سائر اليهود في السبت والاعياد، وينهون عن أكل الطير والضباء، والسمك والجراد، ويذبحون الحيوان على القفا؛ ويصدقون عيسى في مواعظه وإشاراته ؛ ويقولون :إنه يخالف التوراة، بل قررها،ودعا الناس إليها، وهو ينسب إلى بني اسرائيل المتعبدين بالتوراة، ومن المستجيبين لموسى،إلا أنهم لايؤمنون بنبوته. ومن هذه الفرقة من يقول: إن عيسى لم يدع: أنه نبي مرسل وهو ليس من بني اسرائيل، إضافة إلى هذا فهو ليس صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى، بل هو من أولياء الله المخلصين والعارفين بالاحكام التوراتية كذلك الانجيل ليس كتاباً أنزل عليه وحيا من الله، بل هو جمع أحواله من مبدئه إلى كماله، ولكن الذي جمعه أربعة من أصحابه (الحواريين) فكيف يكون كتابا منزلاً؟. إلاّ أن اليهود ظلموه بعد أكذبوه ؛ ولم يعرفوا دعواه، ثم قتلوه آخراً، إضافة إلى هذا لم يعلموا بعد محله ومغزاه، وقد ذكر في التوراة كلمة (المشيحا) وفي مواضع كثيرة، وذلك هو : المسيح ؛ ولكن حجبت عنه النبوة وحجبت عنه الشريعة الناسخة ثم ورد اسم (فارقليط) وهو رجل عالم، وكذلك ورد ذكره في الانجيل.() ومن مضامين التلمود هو الطعن في الانجيل والمسيح والمسيحيين وإتهامهم بالفحش والبذاءة. ومن أهم مميزات التلمود هو جواز الكذبوالغش والخديعة والسرقة في معاملة الأقوام غير اليهودية.() العِيسَوِيَّة وقد نسبوا إلى ابي عيس: إسحاق بن يعقوب الاصفهاني؛ وقيل: إن أسمه: عوفيد الوهيم، ومعناه: عابد الله، كان في زمن المنصور، وقد إبتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أمية: وهو مروان بن محمد الحمّاد، فكان معه بشر من اليهود ثم غالوا في ذلك كعادة اليهود ، وادعوا له آيات ومعجزات ، ومن الزعم اليهودي أنه لما حورب خط على اصحابه خطا (بعود آس) ثم قال اقيموا في هذا الخط، فليس ينالكم عدو بسلاح، وهذا يذكرنا بصكوك الغفران وزعم ابو عيسى: أنه نبي، وأنه رسول المسيح المنتظر، وكان زعمه يتحدد بأن للمسيح خمسة من الرسل يأتون قبله واحداً بعد الآخر. وزعم أن الله كلّمه وكلّفه بواجب خلاص بني اسرائيل من ايدي اعداءهم وزعم بأن المسيح هو افضل ولد آدم، وأنه على منزلة من الانبياء الماضين. ورود ما حرم في كتابه نورد ما حرم بالنقاط التالية: ⦁-;- الذبائح كلها. ⦁-;- النهي عن أكل كل ذي روح على الاطلاق: مثل الطير أو البهيمة. ⦁-;- واوجب عشر صلوات ، وأمر اصحابه باقامتها، مع ذكر أوقاتها. ⦁-;- خالف اليهود في كثير من الاحكام الشرعية والشريعة المذكورة في التوراة. ⦁-;- هناك توراة الناس: هي التي جمعها ثلاثون حبراً لبعض ملوك الروم، حتى لا يتصرف فيها الجهلة بمواضع أحكامها.() إن ما ورد في هذه النقاط هي كلها منحولة عن التلمود مع بعض الاجتهاد في التعاليم والشروح والتعليقات الواردة اصلاً في التوراة، إذاً لا جديد في هذه القضية.() المُقارِبةُ واليوُذْعَانَّية وقد نسبوا إلى: يوذعان ، من همدان؛ وقيلَ: كان اسمه: يهوذا، وقد كان يحث على الزهد، وتكثير الصلاة؛ وينهى عن أكل اللحوم وشرب النبيذ وكان يدعو إلى تعظيم أمر الداعي وكان يزعم أن للتوراة ظاهراً وباطناً؛ وتنزيلاً وتأويلاً وخالف بتأويلاته عامة اليهود، وخالفهم بالتشبيه ، ومال إلى القدر، حيث أثبت أن الفعل حقيقة للعبد . الموشكانية وهم أصحاب موشكان، وكان على مذهب يوعان غير أنه كان يوجب الخروج على مخالفيه وكان للموشكانية بشارة في أثبات نبوة محمد إلى العرب وسائر الاقوام البشرية سوى اليهود؛ لأنهم أهل ملّة وكتاب.() القصدية في دلالة الصورة التوراتية وهو ما يتعلق بفرقة من المقاربة بأن الله تعالى خاطب الانبياء بواسطة ملك اختاره، وهذا التمثيل البصري في النص بكونه الصريح في التدليل والتأويل والغاية، وهذا الموضوع يدل على عملية الاشهار الديني، والمدلول النهائي في ذلك يكون مدلولاً اشهارياً، لأن كل العناصر الموظفة في الصورة يجب أن تقود إلى تحديد مدلول كلي في جودة الانتاج في الدلالة الاشهارية لوعي هذا التمثيل الذي يشكل مدلولات إشهارية داخل دلالة قصدية، بمعنى آخر فإن العوالم الدينية الانسانية الممثلة داخل الصورة، يجب أن تظل مرتبطة بالانتاج الدلالي، بأن الله خاطب الانبياء بواسطة ملك اختاره لهذه المهمة، وهذا ما يظهر المظهر المزدوج لتلك الصورة من حيث الغنى لتلك العوالم وفقر القراءة الدلالية للظاهر على أقل تقدير، فعلى الرغم من التعددية الدلالية التي أوحى بها الله إلى الانبياء من خلال الملك فهي الايحاء إلى هذه العوالم من خلال النصوص الدينية المنظمة وفق ارسالية من الضمانة لتأكيد عدم انزياح الصورة الاشهادية للتوراة حصراً.() السَّامِرَة هؤلاء القوم يسكنون: جبال بيت المقدس، من أعمال مصر من مميزاتهم يتقشفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود، اثبتوا نبوة موسى، وهارون، ويوشع بن نون، لكنهنم أنكروا نبوة من بعدهم من الانبياء، الا نبياً واحدا؛ وقالوا: ان التوراة ما بشرت إلاّ بنبي واحد يأتي من بعد موسى، يصدق ما بين يديه من التوراة. وقد ظهر في السامرة رجل يقال له: (الألفان) ، وقد إدعى النبوة، وزعم أنه هو الذي بشر به موسى وأنه هو الذي ورد في التوراة وكان ظهورة قبل المسيح بحوالي مائة سنة وانشقت فكرة السامرة إلى دوستانية؛ وهم الألفانية ثم إلى كوستانية [والدوسكانية] معناها (الفرقة المتفرقة الكاذبة] والكوستانية (معناها الجماعة التي تنشر الصدق؛ وهؤلاء القوم يقرون بالاخرة والثواب، والعقاب فيها، الدوستانية تزعم بإن الثواب والعقاب هما من حصة الدنيا، وبين الفريقين إختلاف في الاحكام والشرائع، وقبلة (السامرة) جبل يقال له (غريزيم) بين بيت المقدس ونابلس ، قالوا: أن الله أمر داود ان يبني بيت المقدس بجبل نابلس ، وهو الطور الذي كلم الله موسى فيه، فتحول داود إلى إيلياء وبني البيت ثمة، وخالف الأمر فظلم، والسامرة توجهوا إلى تلك القبلة دون سائر اليهود. ولغتهم غير لغة اليهود، وكذلك زعموا: أن التوراة جاءت بلسانهم ؛ وهي قريبة من العبرانية فنقلت إلى السريانية.()
السيميائية التوراتية إن المنطق السيميائي باعتباره نظرية بالغةالضرورة والمتعلقة بمنطق الاشارة واشكالية ضرورية بالانطلاقة والملاحظة، وهي طريق للسيرورة باحكام الضرورة وهي تقع في إطار السمات الاشارية وبالمنتهى الفعلي النظري ، وهنا نريد أن نركز على الوظيفة السسيولوجية للإشارة التوراتية باعتبارها بشارة واحدة بعد موسى أما افتراق أهل السامرة في تعيين ذلك الواحد وأشارة الظاهرة في الاسفار والخروج الفردي في آخر الزمان وهو الاستواء بعد الخلق.()
المنهج الجينيالوجي للتوراة
الفصل الثالث المنهج الجينيالوجي القصدي للتوراة إن المنهج الجينيالوجي القصدي للتوراة يعتبر هو البحث عن الاصل السسيولوجي للمنهج التاريخي، وهو المنهج الذي يقترن من جهة (بالفيلولوجيا) أو ما يتعلّق بفقه اللغة، ونحن في هذا الفصل ننظر إلى الظاهرة النصية للتوراة باعتبارها ظاهرة تتعلق بالاشكالية اللغوية للمعنى الظاهر ويقترن هذا من جهة أخرى بالجينيالوجيا التي تطرح دائماً قيمة المعنى من البحث عن أصل هذه الظاهرة في النص التوراتي. فالواقع التوراتي هو عبارة عن سلسلة من الفينومينولوجيا، كذلك حالة الظواهر والأِشياء وكل فعلٍ لقوة المعنى، لذلك فإن قيمة الاشياء متوقفة على المعنى المتمركز جينيالوجياً داخل المنعطف التاريخي، فتاريخ هذه الظاهرة التوراتية هو تاريخ الهرمينوطيقا المختلفة التي تعاقبت على هذا النص أو بمعنى أخر هو تاريخ تعدد المعاني، فما من حدث للتوراة أو التلمود وهو ما يتعلق بالظاهرة أو الكلمة أو الفكرة إلا وله معاني بقدر ما توجد قوى قادرة على تحقيق منعرجات على تاريخه ولذلك كان نيتشه يقول على سبيل المثال : ( أنه ليس للدين معنى واحد لأنه يحقق خدمة لقوى متعددة). من هنا جاء النظر إلى المنطق الظاهري على أنه لغة لأنه لا يعبر عن شيء، إنما يعبر عن معنى، ولذلك فأن نيتشه يؤكد على الابستيمولوجيا الكيفية التي تسمى بها الاشياء باتجاه ماهيتها، والتشريع السيكولوجي المتعدد في إطار النظرية اللغوية للتعبير عن خلاصات للوهم الذي ترزح تحت هيمنته اللّغة . وأن القول بإن اللغة الدينية هي جملة من الانظمة النسقية التشريعية المتركبة والمكثفة والمدغمة من الناحية الاسطورية اللامنتمية هو الذي اوهم بهذه الاستقلالية اللغوية الدينية المزعومة، وبسبب هذه الطبقة التشريعية على خواص الطبقات الاخرى في (الفيلولوجيا) ، وأن مثل هذا الإدعاء أو هذا الزعم أدى وافضى إلى نوع من الجمود الايديولوجي التوراتي وفكرة النظام التعبيري يعود إلى المنظومة اللسانية.() جينيالوجيا التصوف اليهودي الكابال يعتبر الكابال هو المنهج التطوري للتصوف اليهودي وهو أول هذه المناهج (فيلولوجياً) حيث يقتضي معاملة تطور هذا التاريخ من التصوف الذي ارتبط بحركة عقلية صوفية، فكانت المدرسة الاولى للتصوف اليهودي قد وجدت منذ القرن الاول بعد المسيج، ومن تلامذتها Jochananben Zakkal الذي يشير إليه فرويد في رسالته إلى جوزيف ميتيلس وفي تفاصيل موسى والتوحيد هذا التراث العقلي الصوفي الاخلاقي والذي يتم التعامل معه وفق نصوص (هيروغليفية) وهو صعب الملتمس معتاص الرموز، ولما كانت الفكرة الرئيسية هو إرجاع التقويمات للألف الاول من العصر المسيحي، تطوره دون انقطاع بين الجماعات الصغيرة من اليهود ، ثم تم الانتقال شفوياً في قسمه الأكبر من جيل إلى جيل ما امكنه من تفاصيل لسانية وبخاصة مباحث الاشتقاق الذي قدم لنا فيما يخص المنطق الجينيالوجي وتطور المفاهيم الاخلاقية ولذلك كان في تضاعيف كتب الجينيالوجيا يهم كشف الدلالات العقلية الصوفية والاخلاقية والتي استمكنت داخل منعرج الاخلاق اللفظية (الفيلولوجية) فيما يتعلّق بهذا الشد اللفظي الصوفي، والموضوعة الرئيسية للتصوف اليهودي في العصر الاول كانت (المركاباه) Merkabah (العرش) وهي الصورة المركزية في صورة الله الذي يجلس على العرش محاطاً بمخلوقاته السماوية، وأن مصدر هذه الصورة الصوفية هي رؤية حزقيال Eze’chiel. فكان للكابال تعبيراً مكتوباً لأول مرة في القرن الحادي عشر في أكثر أعمال ابن (غابرول) وكان سفر التكوين هو أحد اول النصوص الكابالية (وهو النص الاصلي للعقيدة الكابالية التي تقبلها إسرائيل ) وفي التلمود هناك إشارة إلى هذا الموضوع. وتروي الاساطير بإن إبراهام هو الذي كتبه.() كلمة كابال(*)تعني (المأثور) مما يساعد على الانتقال الشفوي وإلى معنى ذلك القبول أي يوقبل المتدينون أما الإله إضافة إلى استقباله منطق الدلالة في إطار طابعه الاشراقي. ويدل الكابال في معناه أحياناً (الحكمة المخبأة) (hochmahnistaroh). وهذا دليل آخر في معناه على أن معناه لا يفهمه الأّ المريدين وهو النص المستتر ضمن الكتابات المقدسة LesEcritures والخلاصة تأتي في أسرارها. لقد تم إحاطة الكابال بمسحة من الاهتمام متقدمة، وعلى ضوء منطق التحليل السيكولوجي يترابط هذا الاهتمام مع الوعي بالمادة المكتوبة ، وهذا الاشكال الفيلولوجي هو جزء من تفاصيل العقيدة اليهودية. ((لا تبحث عما يصعب عليك كثيراً، لا تنتقص ما هو قوي جداً بالنسبة إليك، تأمل ما يطلب منك لأنك لست بحاجة للأسرار لا تتدخل فيما لا يتعلق بك فقد بيَّنا لك كيف يمضي الذكاء الإنساني)).() إن المنهجية في هذا النص أعلاه هو ما يتعلّق بمدارات المنهج الجينيالوجي والنظر إلى الاحكام والتمثيل باشتقاقاتها في (تأمل ما يطلب منك) وهو مرتكز صوفي يتكون من (أعراض) و(علامات) تنم عن وعي سيكولوجي وازدهار (للفيلولوجيا) من الناحية الصوفية ناتجة عن نفس منقادة إلى التصوف وإلى تناول المنطق الصارم (لأنك لست بحاجة للأسرار) وهذا يذكرنا بالشاعر الانكليزي الصوفي وليم بليك في هذه الابيات: والخوف المتبادل يجلب السلام حتى يتزايد الحب الأناني فتعقد القسوة شراكاً وتنثر طعومها بعناية تجلس إلى مخاوف مقدسة؛ وتسقي الأرض بالدموع، فيمد التواضع جذره تحت قدمها.() والمعنى الذي يتم إدراكه وهو يتجلى صوفياًً، قد يكون في حقيقته معنى أضعف يتجلى لنا في المعنى الخفي للنص أي هناك معنى يغلّفه، والفيلولوجيا لغوياً تولد الاعتقاد لأنها تتجاوز صورتها اللفطية الصرفة ،أي ان هناك اشياء خفية في الابيات تتكلم دون أن تكون الفيلولوجيا غريزة للسيطرة والتي تتخفى وراء الكلمات العديدة . وان عكس هذا الطرح تكون العملية الصوفية فيلولوجيا سيئة تخفي العالم الحقيقي للتصوف وتخفي عالماً من الاشياء يخفي عنا بالمقابل العالم الحقيقي.() ونجد في هذا الموضوع الصوفي الكثير في تلمود chagigah: (ولا تبحث عما يصعب عليك كثيراً ولا تبحث عما يخفي عليك. تأمل ما هو مسموح لك: لأن لا شأن لك بما هو سري). وإذا عدنا إلى منطق فرويد السيكولوجي، فإن التراث الكابالي يقدم لنا عنصراً جديداً لتقييم هذه العلاقة الصوفية في إطار التحليل الكابالي المفعم بالسر ، فمضمون الكابال كما هو معروف في التوراة ينتقل شفوياً كما هو مفترض في تكوين الحكم الاختياري لدى السامع حتى من خلال النقل الشفوي ، فقد تم أعتماد التلميح وليس التعبير المباشر.() جينيالوجيا الاحلام في التوراة إن تصنيف الاحكام والعادات والقيم التي صدرت عن التوراة، والتصنيف يتوفر بالتاريخ العام للقيم التي افرزتها التوراة، فإن الذهن التاريخي للتوراة قد غاب عن المفسرين وعن مؤرخي الاخلاق، لأنهم كانوا يعتقدون بأنه ليس هناك صلة بالماضي، ويفكرون بالماهيات والمثل بأعتبارها أشياء مستقلة بذاتها حسب زعمهم، وهم في هذا يقومون بفصلها عن مصدرها التاريخي الجينيالوجي، لكن الكشف الجينيالوجي الدقيق بالعودة إلى ما حصل سابقاً من هذه المصادر، هو أن التاريخ الجينيالوجي يكشف لنا ما حصل من هذا الوراء، هو أن كل ما حدث من نحول لتلك الماهية أو لظاهرة ما، وأنه يكشف كل الحيل والخرافات واشكال التنكر التي شوهت تلك الماهيات ، لأن وراء كل حقيقة في إطار المنطق الجينيالوجي، هي الكثرة الكاثرة من تلك الاخطاء إضافة إلى صنوف ذلك التزوير، ومن مهام المنطق الجينيالوجي هو البحث في تلك الاخطاء التي نجمت عن المنظومة العقلية خلال المراحل الاولى من تلك الحقبة التوراتية، والمعتقدات الوهمية والباطلة التي وردت في كتاب التوراة وظلت تتوارث حتى كادت في نهاية الأمر أن تعد كامنة في تلك الماهية الاسرائيلية، وهكذا فإن التاريخ الجينيالوجي يكشف لنا ذلك الوعي الذي حظى به ذلك الاصل، والمنهج الجينيالوجي يتشكل مباشرة بالإنطلاقة للبحث إلى ما وراء الاشياء، أن هناك شيئاً آخر وراء هذه الاشياء، ونلاحظ هذه الاشكالية في كتاب التوراة، حيث يكون السعي إلى عملية الكشف الاسطوري اللامنتمي لهذه النصوص، وهو كشف للمبدعين الذين كتبوا هذه النصوص الادبية، لأن في التوراة ليس هناك ميلاً طبيعياً إلى الجوانب الدينية، بل هناك ميلاً للاستخدامات الطبيعية والاساسية لمنافع الانسان المادية أي هناك ربط بين مفهوم الادارة ومفهوم عرض الإدارة في الاطار المادي للإنسان ، فالميل الديني بشكل عام والتوراة بشكل خاص ما هو إلا نزوع للسيطرة، وهذه المحاولة تؤشر لنا هذا المعنى، هو أنه إذا نظرنا إلى تفاصيل دينية ما، فأنه يجب أن نبحث عن تلك القوى التي تستحوذ والقوى التي تمتلك والقوى التي تعبر عن نفسها في إطار هذه الاشكالية، حيث تقتضي في إشكاله من هنا كان للمنهج الجينيالوجي لا يكتفي ببيان تلك القوى التي تقف وراء هذه الاشكالية، بل هناك اصرار على التقدم إلى أمام لكشف هذه الخساسة أو النبل، أن المنطق الجينيالوجي يعني أصل الأشياء ونشأتها، وكذلك الفارق في تفاصيل الأصل من ناحية النبل والانحطاط هذا يعني هو ليس البحث عن أصل الظاهرة والقيمة، بل البحث عن تقدير قيمة هذا الأصل من ناحية التفاصيل والتراتب والتكامل في تفاصيل هذه القضية، وكان القصد إنجاز وتحديد كيفية التعامل مع هذه القيم الدينية ، وهذا متوقف على العنصر التراتبي الذي يقسم الاحلام بالمواضيع والرموز التي تعارضت مع هذه النصوص التوراتية. المنهج التطبيقي للتوراة وفق المنطق الجينيالوجي إن البحث عن تاريخ التوراة يعطينا نتائج بأن كتب التوراة الخمسة الاولى وهي: ⦁-;- التكوين. ⦁-;- الخروج. ⦁-;- اللاويون. ⦁-;- العدد. ⦁-;- التثنية. هنـاك نسبة تقليدية يهودية مسيحية تنسب هذه الكتب إلى موسى وهذه الشخصيات ليس سوى شخصيات خرافية ليس لها وجود وقد خلقها احبار الدين اليهودي. ⦁-;- وكتاب التكوين يضم مجموعة من الاساطير لخلق هذا العالم، والمواثيق المعقودة بين يهوة واليهود ، ثم مخالفة هؤلاء القوم للمواثيق والقصاص الذي أنزله بهم ربهم في حادث الطوفان وإبادة سدوم وعمورة وما شابه من اساطير. ⦁-;- أما سفر الخروج فيشرح قضية وقوع اليهود عبيداً عند فرعون مصر، ثم ظهر الإله اليهودي لموسى لمساعدته لانقاذ اليهود أي انقاذ الشعب اليهودي من العبودية الفرعونية، وتسليم التوراة أي شرائع التوراة إلى موسى بما في ذلك الوصايا العشر. ⦁-;- أما سفر اللاويين فهو تعليمات تفصيلة تعبّر عن الاصول والعبادات، وهي اختراعات اوجدها الاحبار، وهي قوانين تفصيلة لتقديم القرابين للآلهة. ⦁-;- أما سفر العدد، يشرح وصف دقيق لترحال اليهود قديماً في الصحراء، وهذا السفر عبارة عن اكذوبة اخترعها الاحبار وينسبونها إلى موسى الشخصية الخرافية، وهي عبارة عن تية في مجاهل الصحراء العربية المترامية الاطراف. ⦁-;- أما سفر التثنية، فهو أيجاز ولف ودوران لمواد الكتب الاربعة الاولى، تخطى شخصية موسى الخرافية وتعليماته، وخطبة بشعبه المختار خرافياً، هذه الخطب تلقى مكانه هامة في هذا السفر. من هنا جاء تأكيد اللاهوتيون من اليهود والمسيحيين على أن هذه الكتب الخمسة هي نتاج اصولي ديني وضعه موسى الخرافة وبتلقين مباشر من قبل (يهوة) اليهودي، أما الشيء الخفي والباطن فإن هذه المادة من الكتب، قد كتبت وصيغت واخذت وقتاً طويلاً جداً وإمتدت إلى قرون عديدة.() التقنية الهرمينوطيقية للحلم التوراتي فيما يتصل بتقنية الحلم التوراتي غير الاصيل الذي تشبه في دورته الهفوات البشرية وهي البديل للحالم، إلاّ أنها معرفة غير منطقية لأنها خالية من المقدمات الفيزيولوجية، وهنا يمكن أن نسحب تفاصيل الخرافة التوراتية عن تصور الحلم في جملته لأنها أدنى حتى من الحلم في جملته أي أن للتوراة باعتبارها مجموعة من الافكار المدونة خرافياً لأن هذه الافعال ليس لها مصدر ثابت لأنها قابلة للتداعي في كل مرحلة تاريخية، وستتولد عن هذه الافكار عناصر مشوهة أكثر فأكثر على مستوى المراحل التاريخية . وستستخدم هذه المضامين من التشكيلات وسيلة لأخراج المضامين اللاواعية للحلم إلى سطح التعليمات التوراتية، فالتوراة وعبر هذا الحلم الخرافي ستوفرها منشأة لا واعياً، فهي أي التوراة تخفي تعليمات وتشريعات غير اصيلة، فالتوراة تمتنع عن شعور الحالم في حالة القصد الذي قد يتسبب في حدوث هفوة، فاللاشعور هنا في التوراة هو لا شعور ثابت وليس مؤقت، وهذه الاسفار هي عبارة عن تداعيات لاشعورية مؤقتة، وهي لا تنطوي على بعد نظري وعلى أيّ بناء لا شعوري على سبيل ذلك الوصف المطابق. ولو بدلنا هذه الرؤية من هذا العنصر الذي انفرد على مجمل الحلم، لوجدنا أن الحلم في مساراته وجملته يؤلف بديلاً محّرفاً لحدث لا شعوري، أي أن مهمة الوعي الهرمينوطيقي للاحلام هو اكتشاف ذلك اللاشعور. وأن معرفة ما يعنيه الحلم في ظاهره، هـو أمر لا يثير ذلك الاهتمام بالنصوص التوراتية فسواءً كان ذهنياً أو عقلياً واضحاً أم حدث عليه تشويش، فذلك لا يؤثر على المنهجية الجينيالوجية للتوراة على اعتبار أن هذا الموضوع لا يؤثر ولا يمثل ولو صورة من الصور اللاشعورية والذي نجده في إثر ذلك ، هو أننا سنلاحظ لاحقاً هو أن هذه القاعدة هي غير مطلقة. والمعرفة تقتضي أن يقتصر العمل على يقاظ تلك التمثلات حتى تكون بديلة لكل عنصر من عناصر التوراة، من غير اشغال العملية التفكيرية، ومن غير أن يكون السعي إلى معرفة ما إذا كانت تنطوي على اشكالية تطابقية، ومن غير الانشغال بمعرفة هل تم التباعد عن تلك التمثلات البديلة، والحد أي حدٍ من حدود عناصر الحلم التوراتي والأمل الباقي في تقنية اللاشعور هوالانتظار إلى أن يزيح اللاشعور الخفي، والظاهر القناع سيكولوجيا عن تلك الاشكالية من تلقاء نفسه وعبر إدراك نابع من ابيستيمولوجيا غاية في الدقة والتقنية فيزيولوجياً.() إن المنطق التصوري لتاريخ التفكير الجينيالوجي في محصلته الخطيرة في التوراة فهي ليست أوامر من الله مع كل نواهيه كما صورته الاديان كما أنه ليس للعقل الانساني من أثر في تركيب هذا الجوهر في اشكالية الخير والشر كما هو الحال في الفلسفة، إنما الموضوع في الطبيعة الانسانية بما فيها من غرائز، وعلى رأس هذا النوع من الغرائز بشكل عام هي غريزة السيطرة والارادة والقوة اي ليس هناك محركات أخلاقية . إنما هنا تفسير لتلك الافعال الإنسانية، والتقويم لما نتج عنها وحسب الطبيعة الفعلية والمقوم الإنساني ، وما تخطط له هذه الطبيعة الإنسانية من إرادة وسيطرة وقوة إضافة إلى ما يقع من اشياء على الجانب التقويمي ، والذي هو لا يؤشر على المنعطف الاخلاقي ، وهو من جانب آخر هو ليس مضاد لتلك الاخلاق إنما يكون هذا المنعرج وقوعه بشكل محايد، حيث يكون الترتيب بهذه النتيجة الخطيرة وفق نسبية لتلك القيم الاخلاقية، التي تستند إلى متغيرات جدلية لهذه الشرائح السسيولوجية . من هنا يصبح على الانسان وبشكل حيادي حق تقرير مصيره في القيم التي تعمل على تنمية هذه الحياة وتقويمها وإثرائها، وهذا يؤشر وبشكل عكسي على تطور منظومة الاخلاق التي سادت وكانت منافية لمنظومة الطبيعة ومتعارضة مع الواقع السسيولوجي ومتناقضة بل ومضادة للحقيقة الواقعية والفعلية ، مثال على ذلك العطف والشفقة على الانسجة البشرية الضعيفة، وهذا يتناقض مع قانون الانتخاب الطبيعي، الذي عمل على البقاء للأصلح بعد إزالة الكائنات غير الصالحة والتي لا تتوافق وقوانين التطور. الدين وجدلية التطور إن تاريخ الاديان وتاريخ اليهود وتاريخ التوراة حصراً يقوم على حسابات خطيرة ونتائج خطيرة، وفكرة الإلوهية ونشأتها التأريخية وظهورها كي تفي بالمقتضيات الإنسانية خاصة في الظروف التي يكون فيها الانسان ضعيفاً، وهكذا فالإله هو أحد اختراعات الإنسان الذي وضعه فوق ذاته الإنسانية ليضمن انتصاره على ذاته وأن الاله هو من صنع الضعفاء لينازلوا به الاقوياء حتى ينتقموا منهم.() إن هذه العملية هي تذكير الحالم بحلمه ، فالحكم الذي يتذكره ذلك الحالم فهو لا يتطابق مع قانون اللاشعور ، فهو بديل محرّف الذي يشجعنا لكي ينطلق في البحث على تشكيلات بديلة تؤكد حرية التداعي حتى تقترب من ماهية اللاشعور حتى نجعل اللاشعور شعوريا.() تأثير القوة الشيطانية في المجال الصوفي اليهودي إن هذه الترجمة الدراماتيكية للموقف الروحي سوف يؤدي إلى منعرجات في المجال الصوفي اليهودي. الصوت الاول: هنوش ألا زلت تصلي بحماس وتذكر الأزلي بإسمه الاعظم؟ الصوت الثاني شونان: نعم. هنوش: ألست خائفا؟ شونان: كلا هنوش: أو نصوم من سبت Sabbat لآخر؟ ألا يضيك ذلك كثيراً؟ شونان: في الحقيقة، من السهل عليّ أن أصوم كل أسبوع من أن أتناول بعض الغذاء يوم السبت. لقد فقدت كل شهية للأكل. هنوش (بحنان): لماذا كل هذه الجهود؟ على ماذا تريد أن تحصل؟ شونان(كانه يحّدث نفسه) : ماذا اريد؟ أريد أن أخرق الدائرة. الثالثة: دائرة الاشعاعات المضيئة..أريد..(فجأة ويعلق). نعم يجب أن أمتلك طين من الذهب الذي لا يعرف إلا جمع الذهب(*) هنوش (مندهشاً) : ماذا؟ حذار ياشونان، فالطريق مهلك، ولا تحصل على هذه الأشياء بفضل القوى المقدسة. شونان(بلهجة تحدي) : وإذا كـان بمساعدة قوى أخرى؟ وإذا طلبت مساعدة غير القديسين؟. هنوش: أنني (خائف من التحدث إليك، واخشى البقاء هنا ، يمضي مردداً: أنني خائف، أنني خائف). هذه إذاً عينة من النمط التفكيري الذي قام بدارسته (فرويد) في كتابه (علم الاحلام) وهذا الموضوع مترابط مع التركيبة الشيطانية ، وكتاب (فرويد) يمثل العمق في تفاصيل هذا النمط من التفكير.() المكبوت في الاحلام عند فرويد العنوان يقول (إذا لم تنثنِ الآلهة سأحرك جهنم بأكملها ) هذه العبارة مأخوذة من Eneide de virglle ، وهذا المقطع أدناه هـو أكثر بلاغة: (إذا لم تكن قوتي كبيرة بالقدر الكافي، فأنا واثق بأنني أتردد في طلب المساعدة أنى وجدتها. إذا لم تثنِ الآلهة سأحرك جهنم بأكملها )(). فكرة المكبوت في الاحلام من الناحية التحليلية فالعملية السيكولوجية برمتها هو كيف نفهم بأن المبكوت كيف يتم إيصاله إلى الوعي، ونحن نعرف أن سبب الكبت يعود إلى عمل القوى المتآلقة مع الذات و الأنا الاعلى كما يطلق عليها من جهة أخرى فإذا كان الإله متماهياً مع الأنا العليا، في هذه الحالة تكون نتائج الصورة النقيضة بالمحصلة هي صورة الشيطان الذي يسكن جهنم، فالمعادلة هنا هي المحك يساوي الممثل للأنا الأعلى وهو الشيطان سيكولوجياً أي تكون الأنا الاعلى هي صورة الشيطان لأنه الأنا الاعلى على المعلق المتسامح. والشيطان هو ذلك الجزء من الذات المتعالية التي يسمح لها بخرق مرتكزات الأنا ـ الاعلى . فالمعادلة تكون كالأتي: الشيطان + الأنا الاعلى + الحصول على بعض الامتيازات . إن العملية التأويلية في هذه الاشكالية تبدو أكثر بياناً وأكثر إقناعاً بعد أجراء التعديلات عليها.() موسى الأنا الاعلى إن فكرة الالوهية لها أصلاً تأريخياً وفق مقتضيات إنسانية، وعليه فإن الإله هو أحد الصناعات الانسانية التي رفعها فوق ذاته ليضمن الانتصار على غيره، ودفعاً لفرويد ، نجد في تحليلاته السيكولوجية ،بأن الاحلام هي بداية الخلاف والتمرد على الأنا ـ الاعلى . وأن تجريد الحلم من مجساته فهو الانتصار الاكبر وهو التمرد على الأنا الاعلى، وحتى يكون الانسان واعياً يجب أن يمر بعقاب الأنا الاعلى ،وهذه المرحلة نطلق عليها مرحلة الاجهاض.() موسى وعقدة أوديب لطالما كان الانسان الجنسي تجاه الوالد وهو الكره الاول، ولذلك تشهد هذه الاحلام (أوديب) الذي يقتل أباه ويتزوج أمه، فهو يقوم بتحقيق بعض الاحلام الطفولية، وهنا تكمن السعادة لأن الانسان على هذه الشاكلة لم يتحول إلى مريض عصابي، وكانت الاستطاعة في تجاوز هذه الازمةوالانفصال بالرغبة الجنسية عن الولدة، وأن نفس الجسد للأب وهذا شعور بالتأثر الذي حقق تلك الامنية الطفولية هذا التأثر هو الذي له قوة الكبت الذي مورس ضد هذه الرغبات وهنا تمكن قدرة فرويد على ضبط كل هذه الامور في تفاصيل (عقدة أوديب) من الظهور ، وأن موسى في تطوره الكبتي في الأنا الاعلى، فهو يلعب دور الشيطان في التهديد والوعيد على مستوى التفكير الديني وعقدته الإلهية لقد كان موسى الأنا الاعلى إذا فهو الشيطان كتحصيل حاصل فهو المتحالف مع فرويد في معركته الاوديبية وموسى يعتبر مصدر الشيطنة لأنه يمثل الدوافع المكبوتة في نظرته الى بني اسرائيل باعتبارهم زوج الرب وموسى هو الذي كبت هذه الحقيقةوهو الذي ضاق ذرعاً بعصيان هذا الكبت الحليمي وعبر الظاهرة نفسها.() التفكير الميتافزيقي للتوراة هناك التسويغ الميتافيزيقي للتوراة الذي بين المقولات القبلية وبتوافق كان مع وظائف التفكير المبنية على أصوليات دينية تفكيرية، وأن تاريخ المعرفة الإنسانية أو المبدا الذي تقوم عليه الابستيمولوجيا الانسانية ليس هو الحقيقة بالنسبة إلى التوراة أو التلمود بل المصلحة المادية والابستيمولوجيا ترفض هذا الوهم في كتاب التوراة، وهناك الانسانية التي تتبع هذا الوهم الديني وترفض الحقيقة حتى تستطيع ان تحتمل الوجود والاستمرار في اللفظ اللاهوتي، وهذه نتيجة ترتبت على تطبيق القانون الجينيالوجي في مجال الابيستيمولوجيا، وهذه نتيجة من النتائج التي نناقشها في هذه الدراسة ما آمن به الانسان ابيستيمولوجيا وتجاوز كل ماله علاقة مع الإله والاديان والتوراة حصراً لكي يتم الانتقال إلى معتقد جديد يتوافق مع الحس الابيستيمولوجي للإنسانية وأصله الذاتي التاريخي الذي يستند إلى المنطق التجريبي العلمي والفعل غير الاناني لأنه يؤكد منطقياً الاستحسان، لا الأنانية المادية التي حولت كل شيء في نصوص التوراة إلى تفاصيل أنانية تابعة إلى الإله والإله الأناني هو بيده كل شيء، وهذه ظاهرة يجب التوقف عندها من خلال التفكير الديني والتوراة حصراً والحط وبشكل تفصيلي من قدرة هذه الظاهرة وفي صورتها التوراتية، لأنها صورة قد إندثرت ونسيت تماماً بعد أن اعيدت اسرائيلياً على مستوى اللغة أي (اللغة العبرية) فالتسويخ التوراتي عرض كنصوص باعتباره معرفة قبلية بموضوعات غيبية، جاءت هذه المقولات بموضوعات لا يمكن خطأ لحواسنا ليس صورياً بل من حيث ربط هذه النصوص بعضها بالبعض الآخر كما أشرنا سابقاً، والمطلوب من التوراة من شرح،هو كيف يمكن أن يملئ القانون اللاهوتي الذاتي على الطبيعة القانونية المطلقة أو على ذلك الزمن المطلق كما في الفيزياء ،هـو كيف جعل هذه النصوص التوراتية ممكنة ، ذلك بدون اهلية هذه النصوص ، لا يمكن أن تمثل هذه النصوص الحقيقة لأنها لم تصدر قبلياً عن الفاهمة الابيستيمولوجية.() التسويغ الافاهيمي للتوراة هنـاك محطة تسويغ من المقولات التوراتية التي نعرف محطاتها دون حس من الحدوس التفكيرية التي تتناسب وهذه الأفاهيم، والحال أن كل حدوس تلك المنعرجات التفكيرية من حيث الموضوع المعطى، لكن الابيستيمولوجيا الامبيريقية هي محك التجربة النصية، إذ ليس ثمة من ابيستيمولوجيا ممكنة من الناحية الدينية وحصرياً (التوراة) إلاّ وأن تكون موضوعاتها تجربة إمكانية وحسب.(*) الإلهيات التوراتية ترجع الاسماء الإلهية إلى تجليات الإله، وهي أقوال يعِّرف بها الإله بنفسه وخاصةكلامه مع موسى، فالتساؤل هو عما إذا كانت تلك الاسماء التي تدل على الإله وتجليات صفاته التي تتناسب مع نصوص التوراة فالإشكالية الإلهية أو الصفات التوراتية تتعلق بالجوهر وهو الذات المادية، ولكن الإلوهية هي فوق الجوهر أو فوق الذات، فاللاهوت المشوّش يتركّب إذاً من المنهج الانكاري والمنهج التأكيدي بادعاء التجاوز لكليهما ، أي كيف ينبغي إنكاره من هذه الصفات بوصفها منهجاً ذاتياً مادياً إذا لم نعرف ما هو الإله في نظر هذه الصوص التوراتية التي تعتبر إنها علّة لوجود هؤلاء القوم، وحتى إذا أرادت هذه النصوص تعريف اللاهوت العشوائي كما قلنا فهي تتجه إلى الدنيا مبكية لتتجاوز هذه الذات سواء على مستوى الإنكار لهذه الذات أو تأكيدها ، إن الحس اللاهوتي التوراتي هو أكثر طموحاً من الناحية الذاتية المادية.() اقنعة الآلهة التوراتية التجلي الاسطوري إن النصوص التوراتية هي عبارة عن مملكة من الاساطير أي متكونة من عالمين عالم الالهة وعالم الشياطين، فالاقنعة تكمن في الاعياد والمهرجانات التي وصلت إليها هذه الشعوب المختلفة الالهة والاقنعة لهذه الالهة مثل: ⦁-;- أيزيس. ⦁-;- واوزوريس. ⦁-;- بعل وعشتروت. لكن هؤلاء الرعاة صلوا لإله واحد يحمل قناع واحد في تلك اللحظات من الصناعة لهذه الالهة، فهو قائدهم وحاميهم الخاص لهم وهم يجلسون بجانب النيران بجوار مخيماتهم في المساء وهم ينشدون الاغاني عن تلك المآثر والمعارك التي كانوا يخوضونها مع أعدائهم، فهم يغنون لهذا الاله وهو صاحب القناع الاساسي للتوراة يغنّون لمعاركة، ويقولون بأن إلههم كما ينشدون كان الافضل والاقوى وهو الاكثر مجداً من كل تلك الآلهة التي وضعت لها اقنعة صناعية.() إذاً تلك الاعياد والمناسبات والكرنفالات هي الاسطورة الحية التي بدأت بها هذه الديانات، لأنها بدأت بالاصوات، وانتهت بنصوص لغوية استندت إلى هذه الاقنعة الميدانية ، حتى أنها تركت الاموات يعودون إلى الحياة ويلبسون الاقنعة الميدانية باطر عديدة من اللّغة، فالتوراة ترعرعت في العالم البدائي، ونجد أن معظم نصوص التوراة ما هي إلا نصوص بابلية أو آشورية وغيرها من النصوص ، وفي هذا العالم يمكن تصوير الاله والشياطين في صورة واقعية موضوعية ثابتة وسريعة ، فالآله يكون في الوقت نفسه في زمكانين أو أكثر،مثل النغمة الموسيقية أو التجلي الدقيق للكائن الاسطوري، أي هناك صناعة للقناع ، وهناك ارتداء للقناع على المستوى المادي.() إن القدرة الاسطورية العليا التي هي الفاهمة التوراتية والحاكمة اسطورياً وعند معالجة هذه القضية في تحليلات الافاهيم الاسطورية والاحكام وكذلك الاستدلالات تبعاً للوظيفة الاسطورية وترتيب تلك الملفات الاسطورية والمتعلّقة ذهنياً اي التي تُستوعب عبر الاحكام إلى حالة التجلي الاسطوري توراتياً، والصياغات الصورية للحدث الاسطوري وقناعه، فهو يجرد مكتشف القناع ومرتديه من الناحية التعبيرية وعبر مضامين توراتية، من هنا يكون الاشتغال بالصورة التفكيرية العامة (وبالمعرفة السياقية) يمكن ان يتضمن هذا القناع وفي قسمه التحليلي من الناحية القانونية للنصوص التوراتية لأن الصورة الاسطورية لذلك العقل العبري وضعته الاسطورة المشوشة أي التي يمكن أن تدرك قبلياً من الناحية الاسطورية ، وبتحليل الافعال تلك أي افعال الشيطنة التوراتية ، لأن الفعل الاسطوري للتوراة إقتصر على مضامين القناع والتجلي في هذا القناع من الناحية القبلية الاسطورية فالتفسيم الاسطوري للتوراة في استخدام هذه الاقنعة من الناحية الموضوعية يتشكل (بالكتاب المقدس) لبني اسرائيل أي العهد القديم ويسمى (التوراة) وكلمة العهد (Testament) قامت الكنيسة المسيحية بادخالها ، وهنا نخلص إلى نتيجة بأن هناك تحالف ستراتيجي بين الله والانسانية، أما العهد القديم فهو القسم الاول من التوراة، أما القسم الثاني منه فهو العهد الجديد المسيحي.() وتتمتع هذه الفاهمة الاسطورية والحاكمة بالقناع من الناحية الموضوعية، فهي تنتمي إلى القسم التحليلي الاسطوريللعقل اليهودي ومحاولته الانطلاق قبلياً وفق صياغات القناع (الثابت المتحول) وبالحدود التجريبية الممكنة، وعليه فإن أسطورة القناع في ثباته وتحولاته يكون قانوناً اسطورياً للفاهمة اليهودية عبر هذه الاقنعة المتحولة من الناحية اللغوية للظاهرات والأفاهيم الفاهمة التي تضمنت الشروط القبلية لهذه الاسطرة الحاكمة الطقوس هذا الإله الذي يكون فيه القناع جزءاً من فلسفة ذلك الاحتفال الاسطوري.() طوطمية التوراة إن الطوطم التوراتي هو موضوع مادي يعتنقه اليهود عبر احاطة اسطورية بدائية تتعلق بالقناع (الثابت والمتحول) في التوراة، حيث تحيطه تلك الاسطورة البدائية باحترام (تطيري) لأن هناك اعتقاداً بوجود علاقة خاصة بين شخصه الذاتي والموضوع، أي هناك علاقة بين متبادلة بين اليهودي وطموطمه، فهي علاقة متبادلة : فاليهود يعتقدون أن الطوطم يحمي الإنسان، والإنسان بشكل عام واليهود بشكل خاص يظهرون احترامهم للطوطم بطرق شتى، فالامتناع عن قتله إذا كان حيواناً، وبالامتناع عن قطعه إذا كان نباتاً، ويتميز الطوطم عن (التميمه)FETICHE بكونه لا يؤلف موضوعاً واحداًاو جهة وعلى العموم فهو موضوع متمثل لنوع (حيواني أو نباتي)(). ⦁-;- طوطم القبيلة وهو مرتكز التوراة الذي يتناقل من جيل إلى جيل . ⦁-;- الطوطم الخاص حسي SEXE، اي العائد إلى جميع اليهود من ذكور واناث. ⦁-;- الطوطم الفردي في إطار(الثابت والمتحول من الاقنعة" الاسطورية الذي يعود إلى شخص واحد يورثه من بعد وفق الصياغات الاسطورية وطوطم القبيلة يوقره نفر من رجال ونساء يحملون اسمه لأنه جزء من منظومة التوراة وهو يتعلق ببني إسرائيل ، والطوطمية نظام ديني توراتي سسيولوجي في آن معاً، فمن وجهة النظر الدينية اليهودية يتجلى في علاقات الاحترام والمراعاة المتبادلة بين الانسان وطموطمه اي توراته؛ أما من الوجهة السسيولوجية ، يتمثل في الالتزامات المتبادلة القائمة بين الافراد والتوراة، لأنه التزاماً بين قبيلة وقبيلة من الناحية السيكولوجية والسسيولوجية، أي هناك ترابط عند بني اسرائيل بين النظام السسيولوجي والنظام الطوطمي التوراتي ، أي ان اسرائيل دولة يهودية، مصدرها التوراة في العهد القديم+ العهد الجديد المسيحي.() الطوطمية الموسوية في سفر التثنية يكلم موسى الشعب اليهودي وملئ قلبه الم، فهو يشك بهم حيث تتملّكه الريبة والخوف من ان يرتد هذا الشعب، ويذهب خلف آلهة أخرى، والخوف على هذا الشعب من غضب الرب، وعقاب الرب شديد وفوري. وموسى يعرّف الشعب الاسرائيلي، وخوفه ان يرتد هذا الشعب، فكان ينبه ويحذّر لا تسيروا وراء آلهة أخرى من الالهة الاسمية التي تحيط بكم وإن وقع هذا الحدث فإن الرب سوف يبيدكم عن وجه الارض.() إن هذه الصياغات الايديولوجية الدينية لم تكتب من قبل موسى وصموئيل داود، وأن من كتبوها بهذه الصياغات الايديولوجية هم كتاب وضعوا احداثاً لم يشاهدوها أو يعاصروها وأن موسى وايديولوجيته الدينية والرب الخيالي ما هو إلاّ ضرب من الاسطرة التوراتية.() في الطقوس التي كان يمارسها الشعب اليهودي في احتفالاته الدينية وفي بعض المناسبات يرتدون جلود بعض الحيوانات، ولغاية هذه اللحظة فإن اليهود يعيشون في ظل نظام الطوطمية، فهم يستخدمون جلود الطوطم في المناسبات الاحتفالية الدينية، وقديماً كان الشعب اليهودي يطلق على قبائله أسماء طوطمية ، ويرسم الرجال اليهود على اجسامهم صور حيوانات ويبتونها بالوشم، فكان الطوطم هو الرمز المادي للشعب اليهودي لأن في اعتقادهم ان الطوطم هو الذي يرشدهم إلى الإله، وقد كان موسى أحد هذه الطواطم الخرافية فكان الطوطم هذا يرشد اليهود إلى مستقبل عبادة الرب لأنهم مرتبطون بحيوان الطوطم بروابط مشتركة، لأن في عقيدتهم ينبعون من أصل مشترك ورابطة مشتركة في هذا القدر الإلهي والطوطم الفردي الذي يعود إلى شخص واحد يورثه إلى من يخلفه. إن الطوطمية اليهودية هي نظام ديني سسيولوجي في آن معا، فمن الوجهة الدينية اليهودية تتجلى هذه العلاقة بالاحترام والمراعاة المتبادلة بين الشعب اليهودي وطوطمة الاكبر موسى من الوجهة السسيولوجية، فالنظام الايديولوجي الديني عند الشعب اليهودي وتعاليمه الطوطمية يبقى قائماً حتى بعد زوال النظام الديني أي ان اليهود في حالة ردتهم التاريخية التي حدثت ومخالفتهم تعاليم الاله، بقي المد الطموطمي هو الرابط السسيولوجي لهذا الشعب، ان هناك آصرة جدلية جمعت بين المظهرين مع التعليمات الايديولوجية فهي تحتكم إلى المنظومة الطوطمية السسيولوجية لأنها منظومة ايديولوجية وضعها موسى من خلال تلك التعليمات. الحداثة التوراتية لقد إرتكزت الحداثة التوراتية على الاستقبال الاستطيقي للحداثة من الناحية الاستثنائية، فهي حداثة طوطمية باستهلاك مادي وسياسي أي بشعارات سياسية وففينومنيولوجية لمسألة (النحن اليهودية) فهي تقع في مقوماتها ومخاطرها أي أنها المعنى الآخر للمخاطر الدينية الطوطمية لأنها تستند إلى البعد الحيواني والسلوك الطوطمي المؤطر بسسيولوجية صارمة من التعليمات الايديولوجية لأنها تستند إلى اخلاق طوطمية وتعليمات ايديولوجية تحددها مسارات سياسية مضادة للحداثة فالشعب اليهودي الآن يعتنق المذهب الطوطمي والتعليمات الايديولوجية الاسطورية غير المنتمية إلى مفاهيم ويتم التصرف بهذا الاطار من الناحية السياسية مثال على ذلك ما حدث من احتلال اليهود للارض العربية في فلسطين وانتهاك حرمة الشعب الفلسطيني وتشريده في أرجاء المعمورة كل هذا السلوك هو تعبير عن الاخلاق الطوطمية المؤطرة بسسيولوجيا والمستندة إلى تعاليم خرافية خرقاء على ان فلسطين هي الارض الموعودة لليهود وأن القدس عاصمة اسرائيل، كل هذه المفاهيم تستند في مجملها إلى المنهجية السياسية اليهودية والتي مرتكزها الفلسفي هو المرتكز الطوطمي.() الظواهر الزمنية للتوراة تعتبر الظواهر الزمنية التوراتية هي مخاطبة للذات اليهودية وهي الطريقة التعليمية لمفاهيم التوراة عبر الطريقة الذاتية، فالايحاء النسقي للتوراة وتعاليمها محدد الافعال مفصولة فصلاً تاماً عن الاعلان بجانبه الموضوعي السيكولوجي، وتنطوي على إدراكات طوطمية التنسيق أي بافعال موعودة يترقبها هذا الشعب اليهودي وباطار ايديولوجي مشدد بشأن هذه المفاصل من التعاليم، فهي الإطالة لهذه المفاصل من خلال الحفاظ على الافعال الموعودة وصون هذه الوعود من التقلبات حسب التعاليم الموسوية، وباختصار أن المسار اليهودي الزمني يجمع المفصل الدوغمائي المبني على جدلية ايديولوجية يؤطرها الوعي والاخلاق الطوطمية في مساره الذاتي المحكم مادياً. وبهذا المعنى، لا يحظى الزمن التوراتي بأي امتيازات ، فالزمن اليهودي زمن طويل ومباشر مادياً ويحتكم إلى مادية سطحية ناقصة من الناحية الإنسانية لأنها تستند إلى اخلاق طوطمية لابد لها من إظهار هذه الذات اليهودية ، من هنا فلا مناص للزمنية اليهودية من أن تُعلم ، ومن شروط هذا التعليم هو تشكيل الظاهرة السيكولوجية ذاتها والمحافظة على الذات اليهودية زمنياً، كذلك لابد من تقديم طرائق عديدة للمدافعة عن هذه الذات اليهودية في مواجهة الزمان المطلق ومعرفته وطرائق استخدامه، وليس من حق الذات اليهودية في انجاز هذا الجهل الاسنادي الذي يكون متسرع أحياناً في الانجازات على الارض ، مثل بناء المستوطنات" على الارض الفلسطينية المنهوبة والمحتلة هذا التسرع يؤدي إلى نمو الظاهرة الزمنية المضادة التي تأتي على قاطرة موضوعية، حيث يعتبر هذا التفسير من الناحية الحدسية ، هو تفسير للزّمان العابر والمتجاوز للتعليمات الزمنية للتوراة، وعند هذا المد يكون الزمان التوراتي بالغ الغموضة، حين يتم التخلي عن البيانات بوقت مبكر جداًوعليه يجب أن تكون التعليمات الزمنية هي تعليمات توراتية.() تابوت العهد والزمن الذهني للبطل تابوت العهد: هو الرمز اليهودي لآلههم (يهوه) وكما هو عند اليهود عبارة عن خزانة أو صندوق من الخشب مكسوة بالذهب أودع في هذه الخزانة حجران يحملان شيفرة تتضمن شريعة موسى، لكن هذه الشيفرة الحجرية لم يعرف مصيرها حتى الآن.() وتشكل الفعالية الزمنية للبطل الاسطوري ذهنياً، وعلى ضوء هذا المعيار الزمني الذاتي الارتباط، لم يكن من القوة والوحدة الشكلية والعمومية كما جرى التعبير عن ذلك، أن الخيط الزمني للبطل الاسطوري مغطئ لعقدة البطل المتواصل مع تلك المسارات الزمنية، لقد كان موسى هو البطل الاسطوري عند اليهود، وقد حقق موسى رحلة المغامرة عندما قاد الشعب اليهودي في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كذلك هناك عصر البطل ابراهيم واحفاده بني اسرائيل في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر قبل الميلاد، إضافة إلى عصر اليهود في القرن السادس قبل الميلاد، فعلى مستوى اللغة كانت تسود عصر ابراهيم اللغة السامية العربية(الأم) واللغة التي كتبت فيها التوراة والتي تكلم فيها موسى البطل الاسطوري كانت اللغة المصرية والتي اختفت ، أما اللغة التي سادت عصر اليهود في تلك الفترة فكانت اللغة (الارامية) وهي اللهجة المسماة (بآرامية التوراة) والتي كتبت بها التوراة أيضا، وهذا دليل على أن رحلة البطل الاسطوري كانت رحلة نفي في هذا التاريخ العشوائي ومادام لليهود إله اسمه (يهوه) وهو الاله الخاص بالطوطم اليهودي دون بقية البشر، باتخاذهم (شعبه المختار) دون جميع البشر.() وعندما تتأمل هذه المسارات لهذا الشعب المختار من قبل (يهوة) فهو شعور بالاسطرة وثنائية تلك الانكسارات الزمنية للبطل الاسطوري وعلاقته بهذه العوارض الموضوعية ، وهي تتعالى فوق كل المناهج والفعاليات السيكولوجية لأن مثل هذه الانشطة للبطل موسى تدلل على فعل الزمنية الذهنية وطاقاتها المؤسطرة وجودياً داخل هذا النشاط السيكولوجي للتوراة وداخل هذا النشاط للبطل الاسطوري اليهودي، هنـاك تموجات ومعلولات كبيرة وثغرات كبيرة وخطيرة في هذه الأنشطة للبطل وهو يرصد تفصيلات رحلته الزمنية المؤكدة بمقياس تعاقبي لتلك الطقوس والانتقالات والانطلاقة التي قاد موسى اليهود خروجاً من مصر وإلى الصحراء في نحو 1250 ق.م. ومن هذا المنطلق الزمني وحسابه ذهنياً حاول البطل الاسطوري الفوز محدداً بالارض الموعودة(). فكان البطل موسى يبحث عن المعجزة وتقع هذه المعجزة زمنياً ما فوق الطبيعة، فكان البحث عن الانجاز الزمني ذهنياً عن القوى الهائلة لاحرازه نصراً نهائياً وحاسماً بعد ان كلّمه الإله عاد زمنياً من رحلته المليئة بالتعليمات الالهية وبالاسرار والمقدرة لتزويد قومه بني اسرائيل بأن الإله اختارهم دون باقي الشعوب ولقبهم (بشعب الله المختار) وهذا الاعجاز الزمني اسطورياً ليس بجديد، هناك آلهة عديدة ثبتت زمنياً هذه الفعاليات على سبيل المثال: ⦁-;- بردميثيوس صعد إلى السماء ، سرق النار من الإله ثم هبط ثانية إلى الارض. ⦁-;- ياسون أبحر عبر جروف الصخور الناتئة التي انهالت عليه وهو يمخر العباب إلى آخر الحكاية. ⦁-;- إيناس هبط إلى العالم السفلي عبر ذلك النهر الذي سمي نهر الموت المرعب وقد رمى لذلك الكلب الحارس برؤوسه الثلاثة (سربروس) حتى تكلم مع ظل ولده الميت إلى آخر الحكاية.()نقول أن هناك الطابع الديناميكي للوهلة الاولى في تصوير هذا الاعجاز الاسطوري في إطار الزمنية الذهنية للبطل الاسطوري الذي يتحرك بالف وجه كما عند (جوزيف كامبل) نقول في هذه المحصلة ، إن صورة هذه الدوافع السيكولوجية والاهتزازات والنشاطات لهذا البطل فهي تمثل جدلية التواصل السسيوزمني مع النسق البدائي لتلك الارادة التي تيسّرت اسطورياً ، فهي مماثلة لثنائية الاشياء والاسطرة.
الخاتمة والمراجعة أولا: الخاتمة إن الخلاصة في هذه الدراسة وهي احدى الإشكاليات في البحث عن الخيط الزمني الذي يربط الجواب الاسطورية المختلفة حصراً في التوراة والتصورات الممنهجية والنظرية عن الصياغات المتعددة لهذا الكتاب الذي يطلق عليه (العهد القديم) ورغم ذلك التباين والتعارض من الناحية الجينيالوجية تبين مختلف القراءات التي تناولت هذا الكتاب من العهد القديم وكذلك العهد الجديد ، ولاشك فإن هذه الدراسة قد بدأت في اجلاء هذا الاشكال الجينيالوجي والذي عبر عن محاولة لحركية فلسفية تعددت فيها الايقاعات مما اقتضى التوقف عند منعرجات عديدة من شتى الانماط وقد قمنا بالتحليل والتدقيق الجينيالوجي في حفريات الوعي الاسطوري مستندين إلى التمثيل الفكري للأسطرة والاكثر بدائية لأننا ما أن نقوم بتفكيك هذه الاسطرة حتى نعود إلى صياغات الخطاب الاسطوري وعناصرة كمواد مبعثرة ، وقد حاولنا ان نصل في نهاية المطاف في هذه الاسطرة المبعثرة إلى نتائج اولية تحت انجازات اللّغة والمنطق على مستوى الجملة ، إذ إن صياح البدائي غير المنتمي والطوطمي والاسطوري الذي يتخبط داخل آصرة قبيلية من الوعي البدائي ، وكان حقيقة ما انجزناه في هذه الدراسة هو وقوفنا على أدق التفاصيل لمصدر التوراة وعلاقته باليهود وعلاقة كل ذلك بالمنطق الجينيالوجي ووظيفة اللغة في الفاعل للبطل الاسطوري والصفة لكتاب التوراة والصلة بينه وبين الشعب اليهودي.
ثانيا: المراجع ⦁-;- التوراة. ⦁-;- القرآن الكريم. المراجع العربية ⦁-;- إي إتش غومبريتش، مختصر تاريخ العالم، ترجمة: د.ابتهال الخطيب، مراجعة د، عبد الله هدية، سلسلة عالم المعرفة الكويتية، العدد400، مايو 2013. ⦁-;- منطق ارسطو: تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، دار القلم، ط1،1980. ⦁-;- الدكتور علاء هاشم مناف: مدخل إلى التحليل المنطقي والفلسفي للنظريات العلمية، دار الرضوان عمان، مؤسسة الصادق الثقافية ، العراقية، ط1،2013. ⦁-;- سستينوموسكاتي: الحضارات السامية القديمة، ترجمة د. السيد يعقوب بكر، دار الرقي ، بيروت، ط1، 1986م. ⦁-;- ابراهيم ناصر، التوراة بين الحقيقة والاسطورة والخيال، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت، ط1،2009م. ⦁-;- ليوتاكسل: التوراة ، كتاب مقدس ام جمع من الاساطير، ترجمة: حسان ميخائيل اسحاق، دار الجدي، دمشق، ط1، 1994م. ⦁-;- الكسندر هايدل ، سفر التكوين البابلي، ترجمة: سعيد الغانمي، منشورات الجمل، كولونيا (المانيا) بغداد، ط1، 2007م. ⦁-;- رينيه لايات، المعتقدات الدينية في بلاد وادي الرافدين، مختارات من النصوص البابلية، ترجمة: الأب البير أيونا، ط2، اوفسيت بغداد، 2004م. ⦁-;- جعفر الخليلي، الملخص لكتاب العرب واليهود في التاريخ ، دار الحرية ، بغداد، ط1، 1977م. ⦁-;- الشهرستاني: الملل والنحل، تخريج فتح الله بدران، منشورات الشريف الرضي، مكتبة الانجلو مصرية، القاهرة ، ط2، بدون تاريخ. ⦁-;- جان بوتيرو، ولادة إله ،ترجمة جهاد الهواش عبد الهادي عباس، دار الكلمة سورية ، دمشق، ط2، 2010. ⦁-;- كولن ولسن: سقوط الحضارة، ترجمة: انيس زكي حسن، دار الآداب، بيروت، ط4، 1987م. ⦁-;- طه باقر: مقدمة في تاريخ الحضاارت القديمة، المجلد2، ط2، 1956م. ⦁-;- فراس السواح، تاريخ اوشليم والبحث عن مملكة اليهود، دار علاء الدين، سورية، دمشق، ط3، 2003م. ⦁-;- الكتاب المقدس ، العهد الجديد، دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط، ط4، 1993م. ⦁-;- كولن ولسن، ما بعد اللامنتمي، ترجمة يوسف شرور وعمر يمق، دار الآداب، بيروت، ط1، 1965م. ⦁-;- زالمان شازار، تاريخ نقد العهد القديم، ترجمة: احمد محمود هويدي، المجلس الاعلى للثقافة، ط1، 2000م. ⦁-;- كارل يونغ، الدين في منظومة يونغ، اعداد وعرض ، نهاد خياطة ، دار فصلّت للدراسات والترجمة، دمشق ، ط1، 2000م. ⦁-;- جوزيف كامبل، الاساطير والاحلام والدين، ترجمة: دار الكلمة ودار الشفيق للنشر، سورية ـ دمشق، ط1، 2001م. ⦁-;- سعيد بنكراد، سيميائيات الصورة الإشهادية، دار افريقيا الشرق، الغرب، ط1، 2006م. ⦁-;- بييرجيرو: علم الاشارة السيميولوجيا ، ترجمة: منذر عياشي، دار طلاسدار، ط1، 1992م. ⦁-;- فيليب مانغ، جيل دولوز أو النسق المتعدد، ترجمة عبد العزيز بن عرفة، منشورات "كيمي" باريس، ط1،1994م. ⦁-;- دافيد باكان: فرويد والتراث الصوفي اليهويد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، ط2، 2002م. ⦁-;- وليم بليك: تاليف د.ج كلم، ترجمة الدكتور عبد الواحد لؤلؤة، دار الرشيد، بغداد، 1982م. ⦁-;- جمال مفرج، الإرادة والتأويل، الدار العربية للعلوم، ط1،2009م. ⦁-;- سيغموند فرويد: نظرية الاحلام ، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة ، بيروت، ط4، 2007م. ⦁-;- عمّانوئيل كانط: نقد العقل المحض، ترجمة موسى وهبة، مركز الانماء القومي ،بيروت،ط1،بدون تاريخ. ⦁-;- جيل دولوز، بينوزا ومشكلة التعبير، ترجمة :د.انطوان حمضي، منشورات المركز، الثقافي الفرنسي، دمشق، ط1،2004م. ⦁-;- جوزيف كامبل: سلطان الاسطورة ، ترجمة ،بدر الديب، المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة، ط1، 2002م. ⦁-;- فيلسيان شالي، موجز تاريخ الاديان ، ترجمة عن الفرنسية حافظ جمالي، دار طلاسدار، دمشق المزة، ط1، 1991م. ⦁-;- سيغموند فرويد: الطوطم والحرام ، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة ، بيروت، ط3، 2008م. ⦁-;- ام الزين بنشيخة ـ المسكيني، كانط راهنا، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 2006م. ⦁-;- غاستون باشلار، جدلية الزمن، ترجمة: د. خليل احمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات ،بيروت، ط4، 2010م. ⦁-;- جوزيف كامبل، البطل بالف وجه، ترجمة: حسن صقر، دار شفيق سورية، ط1،2003م. ⦁-;- علاء هاشم مناف ، العولمة الاصولية، صحيفة الاتحاد الوطني الكردستاني، العدد361، المصادف يوم الجمعة 10/3/2000م. ثانيا: المصادر الاجنبية ⦁-;- Gemar, J- c Traduire oui’art dinterpreter. ⦁-;- Putnam H. ‘The meaning of meaning”.البـــنــيــــة
#علاء_هاشم_مناف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب فلسفة الإعلام والاتصال
-
عزازيل وفكرة التأمل الثنائي في تشظي الدال
-
التعددية في عولمة السوق الرأسمالية
-
المكون الحركي لجسد القصيدة
-
العشوائية الإيقاعية والتدوير في القصيدة الحديثة
-
الثنائية الشعرية في قصيدتي العشاء الأخير ليوسف الخال وأمل دن
...
-
المكان... من التناهي إلى الصمت..دراسة نقدية في قصائد الحديقة
...
-
حفريات الأنساق الأبستمولوجية في شعر أبي الطيب المتنبي
-
فائض المضاربة والاستثمار أنتج تراجعاً في أسعار النفط
-
نمط الإنتاج الرأسمالية بين التراكم الدائم وتوزيع الدخل
-
الرأسمالية العالمية تجاوز الأزمة ...أم المواجهة مع الشعوب ال
...
-
آلية الاعتماد المتبادل للرأسمال الاقتصادي
-
فينومينولوجيا الوعي النقدي للأدب
-
خفايا المكمن الثنائي الهرمينوطيقي للفينومينولوجيا
-
الأدلة الإستقرائية في إثبات المنطق العقلي للكون
-
الاستقراء الاحتمالي
-
الحلم والتصور المتناهي للثقافة والمثقف والسلطة (اشكالية المك
...
-
الدلالي للمعنى الحداثي -Paradigme-
-
الاسطورة في شعر الجواهري دراسة نقدية
-
(المنحى الحسي عند المتنبي)
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|