أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ديفيد ج. كوج - علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً














المزيد.....

علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 12:48
المحور: المجتمع المدني
    


لقد حدد مايكل انجلو ياكوبوتشي في كتابه الرائع "اعداء الحوار" مظاهر اللاتسامح في اربعة محاور وهي:
1- اللاتسامح الديني
2- اللاتسامح الثقافي
3- اللاتسامح الاجتماعي
4 اللاتسامح السياسي.
وقبل الخوض في اللاتسامح لابد ان نعرف ان التسامح تعني الاحترام اي تقدير الاخر المختلف عنك ولو عقائديا او سياسيا ...الخ
وعلي الرغم من الموقف الانساني للتسامح الا ان فيها نوع من التساهل والتواطؤ مع بعض الشئ في الامور الحياتية. كما يرفض دعاة الليبرالية مفهوم التسامح بدعوي انها غير عملية اي انها تتواطأ مع الافكار الضارة احيانا.
فان كنت متسامحا اني اتساهل معك في بعض الامور خاصة التي تتطلب النقد او المواجهة المباشرة لذلك يفضلون اللاتسامح.
ولكن مشكلة اللاتسامح هو انه يعمل علي اقصاء الاخر المختلف عننا بصورة نهائية. مثلا ان كنت مسيحي فانا اري ان ديانتي هي الافضل فقط واني وبقية المسيحيين سندخل الجنة اما الغير مسيحيين فلا نصيب لهم في الجنة, وان كنت كاثوليكي فاني بطبيعة الحال سانظر الي بقية الطوائف خاصة البروتستانتية نظرة دونية والعكس ايضا. وهذا - اي اللاتسامح الديني - يجعل التوصل الي توافق في المواقف محال ومستبعد
والامر ينطبق علي البقية ايضا اي (اللاتسامح الثقافي, الاجتماعي السياسي) مما يصعب الامور علينا في ان نعيش معا في مجتمع انساني يسوده السلام والوفاق.

ان ما جعلني اكتب عن التسامح ومطالبة المسلمون ان يكونوا اثر تسامحا هو ما جري وما زال يجري في هذا العام ابتداءً من استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام علي مناطق في سوريا والعراق والاعمال الوحشية التي قامت بها قوات التنظيم ضد المسيحيين, الايزيديين والاكراد ...الخ من قتل وتشريد. وكذلك ما قامت بها نظرائهم في نيجيريا في غرب افريقيا الا وهم جماعة بوكو حرام "التعليم الاجنبي حرام" من اختطاف طالبات من المدارس وتزويجهن رغما عنهن.
وكذلك الهجمات التي ظلت حركة الشباب المجاهدين تشنها ضد الكينيين اخرها كان مقتل ثمانية وعشرون شخصا. -;-كما نفذت حركة طالبان هجوما ضد تلاميذ مدارس راح ضحيتها العشرات. وتتوالي نفس المآسي في الغرب اخرها كان بالامس حين دهس مسلم 11 شخصاً وهو يصرخ "الله اكبر".
ان مجرد التفكير في الامر يصيبني بالصداع فانا لا افهم لماذا يجب علي المسلم (الاسلامي) ان يقتل من اجل الله؟ لماذا كل هذا اللاتسامح المميت؟ هل يفرح الله عندما يري خلقه يقتلون باسمه؟ وهل يتم تحديد مشيئة الله بقتل الاخرين؟ ان كان هناك كفار يجب ان يموتوا فلماذا خلق الله الناس مختلفين وكل بملته؟ "لن تزال الناس بخير ما تباينوا ان تساو هلكوا!"

اعتقد ان المسلمين يساهمون بشكل كبير في الترويج لاسلامو فوبيا اليوم, والغريب في الامر هو ان البعض يعتقد بان الاسلام مستهدف من قبل الغرب او العالم المسيحي بينما ما يفعله الانتحاريون يسئ الي دينهم اكثر من ما يخدمهم. كل من الدولة الاسلامية "قاطعي الرؤوس" وبوكو حرام "مختطفي وبائع بنات المدارس" وحركة طالبان "رسل القتل" والشباب المجاهدين "محدثي الرعب في شرق افريقيا" وبقية التنظيمات الاسلامية كلهم يسيئون الي صورة الاسلام المهتزة اصلا. مع انهم يستندون الي نصوص قرانية صريحة.
الا انه علي المسلمين ان يعملوا علي اعادة قراءة القرأن وفقا لمقتضيات العصر وليس بعقلية القرن السابع الميلادي, كما وان محمد اركون حاول في الامر خاصة سورة التوبة الذي يجب "تعطيلها" لانها تدعو الي القتل والعدوان!
ان اراد المسلمين ان يكونوا اكثر تسامحا عليهم اثبات الامر علي ارض الواقع وتعطيل الايات التي تشجع علي القتل والتدمير. ان ما جري بالامس في فرنسا لا يمكن تفسيره حتي من قبل بعض المسلمين المعتدلين. كيف يمكنك ان تدهس اشخاص ابرياء لا يعرفونك ولا تعرفهم وانت تصرخ بكل فخر "الله اكبر" كأنك تقدم خدمة للانسانية.
انه مسئوليتنا جميعا ان نعمل من اجل عالم يسوده السلام, لا يرضينا ان نري من نعرفهم او نحبهم يموتون باسباب تافهة مثل القتل باسم الدين, انه مسئولية الجميع التيشير بمبادئ التسامح والاخاء والحرية والمساواة بطبيعة الحال. خذوا مثال من استراليا ومبادرة "سأركب معك" لتعرفوا كيف يمكن لتسامح ان يغير الناس فعلي الرغم من الهجوم واحتجاز الرهائن الا انهم تجاوزوا الامر واعتبروها تصرف شخصي ولا يعبر عن المسلمين كلهم والاسلام. فلماذا لا تفعلون نفس الامر مع سور التحريض في القرأن؟



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ديفيد ج. كوج - علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً