أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟














المزيد.....

من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 22 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دولة الخلافة الإسلامية هي دولة فاشية وعنصرية مجرمة بامتياز، لا تحتاج الى تلفيقات وتزوير وصور محبوكة من قبل وزارة حقوق الإنسان كي تزيد من حقدنا وغضبنا ورفضنا جملة وتفصيلا لتك الدولة عندما نشرت صور مزورة بإعدام 150 امرأة في الفلوجة.
منذ أكثر من 6 أشهر ولم يتمكن لا الجيش العراقي ولا البيشمركة ولا الحشد الشعبي ومدعوما بقوات التحالف الدولي والحرس الثوري الإيراني، الجميع لم يتمكن من إحراز إي نصر واضح يثلج له القلب. وليس هذا فحسب بل تحولت المدن الصغيرة التي استعادتها القوات الحكومية الى ساحات للسلب والنهب وتصفية الثارات. فجلولاء والسعدية أمثلة على ذلك وقد لعبت المليشيات المختبئة تحت عباءة الحشد الشعبي دورا عظيما في التطهير الطائفي وعمليات السرقة والنهب وطبعا لا نستثني ما حدث في الكوير وديبة عندما استعادتها البيشمركة.
***
ما يدور في العراق ليس حربا على الإرهاب، فلقد انتهت هذه المقولة وفرغت من محتواها السياسي والاجتماعي، بل هي حربا بين قوتين أريد لها أن تختلط فيها الحابل والنابل. قوة متمثلة بدولة الخلافة الإسلامية التي ترسخ جذورها وتديم نفسها، حيث بدأت بصك عملتها الخاصة وأسست شرطتها الإسلامية وغيرت من المناهج الدراسية للمدارس والجامعات وفرضت قوانينها على جميع الأصعدة وتتعامل كدولة لها تعرفتها الكمركية مع الحكومة العراقية والأردنية لتمرير البضائع والسلع وتعمل على تأمين نفسها ماديا عن طريق تسويق النفط والزراعة، وتقيم علاقات أممية مع القوى المساندة لها في العالم وألغت الحدود بين سورية والعراق، هذه القوة يجب أن لا يتعامل معها على إنها "إرهاب" بل يجب التعامل معها على أنها قوة سياسية واجتماعية تحتاج الى حرب عسكرية وسياسية واجتماعية وفكرية مثل الحرب على الدولة النازية والفاشية في العالم قبل وأبان الحرب العالمية الثانية.
القوة الأخرى المتصارعة مع دولة الخلافة الإسلامية تستخدم مقولة "الحرب على الإرهاب" وهي مقولة سوقت من القاموس السياسي-الدعائي الأمريكي ومن ثم الغربي ويراد منها تخدير العالم لتمرير أجندة سياسية وفرض الهيمنة والنفوذ للقوى المتصارعة في الحرب على دولة الخلافة الإسلامية التي هي نتاج مؤامرة امبريالية لإجهاض الثورتين التونسية والمصرية والتصدي لنسيمها الذي هب على العالم العربي من جهة، وأيضا نتاج لصراع تقاسم النفوذ والهيمنة بين روسيا وأمريكا على الساحة السورية والعراقية واللبنانية والمنطقة برمتها من جهة أخرى.
كما ان حصر الحرب على دولة الخلافة الإسلامية بمقولة "الحرب على الإرهاب" يراد منها أيضا تفريغ المحتوى الاجتماعي والسياسي والفكري للحرب على تلك الدولة، ليتسنى للقوى الغربية باستخدامها متى ما تشاء من الخزين الفكري والسياسي والاجتماعي لدولة الخلافة الإسلامية، لتأسيس جماعات مختلفة تخدم مصالحها السياسية بين الفينة والأخرى مثل الإخوان المسلمين او الجبهة الإسلامية في سورية التي تسوق لنا إعلاميا ودعائيا في الوضع السوري بـ"المعارضة المعتدلة". فتخيلوا فقط ان الإخوان المسلمين او الجبهة الإسلامية تصنف بالـ "معتدلة"، فأي نفاق يعتري السياسة الأمريكية والغربية في ما يسمى بحربها على الإرهاب. من الجانب الأخر فأن سلطة الإسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق منخرطة في الحرب على دولة الخلافة الإسلامية، تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" التي من مصلحتها هي أيضا تسويق العنوان المذكور والتفاؤل تحت يافطته. لأنه بنسف الأسس الفكرية والسياسية والاجتماعية لتلك الحرب فأن الإسلام السياسي الشيعي هو الأخر يفقد أسس ووجوده في السلطة السياسية سواء في العراق او في الجمهورية الإسلامية في إيران.
***
ان إسقاط دولة الخلافة الإسلامية ومن ثم سحقها ونسف أسس وجودها وعدم السماح لها بأن ترفع رأسها من جديد مثلما لم تسمح البشرية المتمدنة لتطل الفاشية والنازية برأسها في أوربا من جديد، ليس مهمة الإدارة الأمريكية ولا مهمة الاتحاد الأوربي أو الجمهورية الإسلامية في إيران ولا مهمة الحكومة القومية الطائفية في العراق، ولم ولن تكن أهلا لها، إن جميع أولئك يسعون فقط من خلال حربهما على ما سموه بـ "داعش" الى تقليم اضافر المارد الذي خرج من قمقمهم. إن الحرب على دولة الخلافة الإسلامية هي مهمة البشرية المتمدنة وعلى رأسها القوى الشيوعية والطبقة العاملة وجميع التحرريين والثوريين. إن القوى المتصارعة المذكورة حولت حياة الملايين من العمال والمحرومين الى جحيم لا يطاق في العراق وسورية والمنطقة مبررين "الحرب على الإرهاب" واستغلالها لتمرير سياسة التقشف والليبرالية الجديدة التي عناوينها البارزة الفقر والاستبداد والحرمان.
ان انتصار البشرية المتمدنة في هذه الحرب سيقلب المعادلات السياسية والاجتماعية ليس على صعيد المنطقة بل على صعيد العالم برمته.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!
- العبادي ووهم القضاء على الفساد
- التفنن في تسويق الداعشية في العقلية الثقافية العراقية
- العراق بين فكي اوباما وخامنئي
- المعاشات للمليشيات والزبالة للمحرومين
- مرسوم المساواة صفعة لحركتي القومية العروبية والكردايتي
- العبادي والهوية الطائفية
- تقشيف مهزلة -التقشف-
- (عراق واحد) ذهب ولم يعد
- بئس المواجهة الثقافية والفكرية والايديلوجية
- الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟