أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - كاطع والعراق.. وجهان لعملة واحدة














المزيد.....

كاطع والعراق.. وجهان لعملة واحدة


علي الكاتب

الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاطع والعراق ... وجهان لعملة واحدة
علي الكاتب
كاطع رجل كبير في العمر، يجلس على سريره الحديدي بطريقة السجود و يداه إلى داخل بطنه، متأبطا بوسادة منحنية، السكائر ضيوف دائمة مابين أصابع يده، عندما يرشف التبغ إلى رئتيه تشعر وكأنه يستجمع الأزمنة الغابرة ويرشقها على شكل دخان في فضاء غرفته الممتلئة بتجاعيد الجدران التي تتشابه كثيرا مع ما رسم على وجه صاحب الغرفة، كان يتصل مع الحياة عبر نافذة تطل على شارع فرعي، تتشابه كثيرا مع شباك سجن "زاويرا"، يسرح بصره عبر ممراتها بطريقة المرتقب الزاهد، هادئ مسالم لدرجة الاستسلام، لا يسمع له صوت لدرجة كنت أظنه فاقد للنطق لولا لقاء يتيم جمعني معه عندما كنت في الخامسة عشر من العمر بعد أن اخذ يكشف لي عن تاريخ قبيلتي وأجدادي.
أنها حكاية من زقاقنا القديم، فمنذ طفولتي وانا اسمع وارى مشاجرات أبناء كاطع الخمس التي تدور قصتها على جدلية إن على الساكنين في الدار بشكل دائم عليهم إن يقوموا بإعطاء حصص واسهم الإخوة الذين سوف يغادرون بيت العائلة على الرغم من إن صاحب الدار ما يزال على قيد الحياة, فيما بعد عرفت إن النزاع حول "سايكس بيكو" بيت كاطع بدأ في زمن نظام البكر وانتقل مع حكم صدام حسين، والحديث مازال شائكا بعد إن تحول الجدال والصراع مابين الأبناء بالأسلحة البيضاء والسوداء، غير إن وجهاء المنطقة دائما ما كانوا ينهون الاقتتال بشكل مؤقت، حتى بات أهالي الحي يشعرون إن هنالك شئ مفقود إذا ما مر يوما دون سماع وعيد وتهديد وصيحات عائلة كاطع.
مرت الأيام وكاطع كعادته يلوذ بالصمت والسكوت عن رغبات أبناءه، والقتال على تركة الوالد ينطفئ يوما ويشتعل في يومه الأخر، دون ان تكون هنالك حلول شافية بعد ان فشلت جميع الأطراف في عقد مؤتمر للتسوية، فلم تنجح معاهدة "فراساي" التي تبناها كبير عشيرتهم ولم يكن هنالك بيان ختامي لمؤتمر "الطائف"، وعدم حسن النوايا قد أسدل الستار على "جنيف" بشقيه الأول والثاني، وبقي الوضع قائما على ما هو عليه.
الحرب العراقية الإيرانية أسهمت في لملمة أطراف النزاع بعد إن استشهد اثنان من أبناء كاطع فيما أمسى الابن الثالث فقيدا لا يعرف له عنوان وخبر، فانحسر الأمر ما بين الأبناء الاثنين اللذان تصدرا قائمة المشهد، فيما بعد انقضت الحرب ولم تقضى حوائجهما، والترامي بالعصي والرصاص ما يزال سيد الموقف، وبعد جهد جهيد اشرف الموضوع على الانتهاء في حلول عام 2008، حينها كان كاطع قد غادر الحياة عن عمر شارف على الخامس والتسعين، فجلس الأبناء وقرروا أن تكون هنالك تسويات مرضية يقبل بها الطرفان وخصوصا إن طرفي النزاع أصبح احدهما إسلامي متشدد فيما كان الأخر علماني لدرجة التطرف، فالاختلاف بات اكبر من قضية سقف وجدران، حينها قررا إن يتنازل احدهما للأخر لقاء مبلغ متفق عليه، وبعد إن تم مراجعة مديرية التسجيل العقاري اكتشفا إن الوالد المرحوم كاطع لم ينهي تحويل ملكية داره عندما أقدم على شراءه في ستينات القرن المنصرم، فبقي باسم حائزها الأول، وبعد البحث من قبل المغلوب على أمرهما للوصول الى الحائر، اكتشفا انه توفى وان هنالك معارك طاحنة مابين أبنائه العشرة على دار كاطع والذين اكتشفوا بالصدفة وبشكل متأخر إن هنالك عنوان تائه لدار وضع في عهدة والدهم.



#علي_الكاتب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الحسين لايطعم الفقراء؟؟؟
- هكذا فهمنا الحسين
- التهكير السياسي
- بغداد وصراع البحر المتوسط
- العراق في حكومة ال 38
- العراق ما بعد سقوط سنجار
- العراق مابعد سقوط سنجار..
- فيان دخيل .. وفرّي الدموع فالبكاء يطول
- بلادي.. حكاية الصنم والمعبد
- مقترح.. الموصل رهان الفائز برئاسة الوزراء
- عيد الفطر لايصل خيام النازحين
- هل ستكون نينوى جدار برلين العراق؟؟
- الفخ السياسي في صناديق الانتخابات
- عندما تصاب بطاقة الناخب الذكية بالغباء
- المواطن يريد كلاشنكوف
- حيونة المرأة في قانون حسن الشمري
- انتخابات 2014.. مقصلة ام اطلاق سراح؟؟
- -بطانيةٌ- ثمنها العراق
- برنو -منكاش- وانتصارنا على الإرهاب
- المومس وبعض ساستنا .. أيهما أكثر شرفا


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - كاطع والعراق.. وجهان لعملة واحدة