أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المصالحة الوطنية طريق لعودة الأمن والبناء















المزيد.....

المصالحة الوطنية طريق لعودة الأمن والبناء


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سالف العصر والزمان وما قيل في الأوان ومنذ أن لاح لنا شبح الاستبداد والتعثر وصوراً للقائد الأعظم والعبقري الفذ والمخلص الواحد مرة ثانية بعد سقوط النظام الديكتاتوري وبرؤيا واضحة لما يحيط بنا من تجارب بلدان كثيرة تكاد أن تشابه العراق في تجربة البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والخدمي بعد الاحتلال، وجدنا بعد محاولة لإعادة المسرحية أن التصالح لتحقيق السلم الاجتماعي هو الصائب في مثل هذه الظروف وبقينا مصرين على ذلك لأننا نعرف بالسليقة كيف ستسوء الأوضاع في البلد وستتضرر الأكثرية وبخاصة شغيلة اليد والفكر والكادحين وأصحاب الدخل الضعيف وغيرهم، واليوم نعود ونشدد في عهد وزارة السيد حيدر العبادي ( بعد خراب البصرة ) في عهد الوزارة السابقة لنطالب بضرورة المصالحة الوطنية الشاملة على أسس واضحة لا لبس فيها وتفريط ، لا زيادة بالكلام المكشوف والخطاب المعطوف، بل يجب أن تكون المصالحة عامة بدون أية شروط إلا شرط نضع على أنفسنا حاضراً ومستقبلاً مصلحة الوطن والمواطن العراقي، وأن لا مصالحة مع المجرمين القتلة بمن تلطخت أيديهم بدماء المواطنين الأبرياء، القتلة من كل الجهات والمكونات، ولا تختصر على مكون واحد مثلما فعلها نوري المالكي فضاع الخيط وضاع العصفور، ولهذا يجب أن يفهم الذي يحاول أن لا يفهم ويريد أن يقلب الأمور حينما يحاول تشويه شعار المصالحة الوطنية وكأنه مصالحة مع عتاة المجرمين من أقطاب النظام البعثي الصدامي السابق أو الإرهابيين لا بل نضيف عليهم من مافيا الميليشيات الطائفية المسلحة التي ظهرت بعد الاحتلال والسقوط.
إن الأوضاع المأساوية التي حلت بالعراق تجعلنا نفكر بشكل جدي وصريح ونؤمن..بأن من يريد أن يقود البلاد عليه أن لا يوعد ولا يصرح فحسب بل يعمل من اجل إنجاح مشروع المصالحة بمفهومها
ــــ الوطني الذي ينبذ الطائفية والتفرقة ويحقق المواطنة للجميع
ــــ يتحلى بالأخلاق وبالإخلاص للوطن دون تبعيات وارتباطات خارجية
ــــ السعي للتخلص من آفات الفساد وتحقيق نوعاً من المساواة في مجالات العمل والبناء وتحسين الخدمات العامة في كافة المجالات بما فيها ضمان حقوق النساء المشروعة
ــــ يضع في حساباته الشخصية والعامة خدمة الشعب بجميع مكوناته.
وإلا لن تكون هناك مصالحة وطنية دون الاستناد على المعايير المذكورة وغيرها من أسس المصالحة الوطنية الحقة، كما أنها ستكون مصالحة وقتية سرعان ما تفشل وتعيد البلاد للمربع الأول / الطائفي البغيض مثلما حدث في السابق عندما عقدت المؤتمرات والاجتماعات الثنائية أو العامة إلا أنها باءت بالفشل لا بل بعد ذلك أصبحت من اشد المعوقات أمام مصالحة وطنية سليمة، ولهذا يحتاج العراق والشعب العراقي إلى قوانين تسن على أسس صحيحة كي لا يتم خرقها أو التجاوز عليها تحت طائلة من الحجج والاتهامات والاعتراضات، وكما أسلفنا لا نعرف بالضبط هل استفاد السيد حيدر العبادي من تلك التجارب ومن مساعي البعض لتحقيق المصالحة الوطنية ؟ وهل استفاد من العثرات والنواقص التي جابهتها؟ وهل توصل إلى قناعة بان التوجه نحو تحقيق أو إنجاح مشاريع المصالحة في السابق كان الغرض منه تمرير المخططات التي تتشبث بالسلطة أو ذر الرماد في العيون؟ وهل عرف أن المصالحة المنشودة هي إنقاذ للبلاد وتخليصها من الأدران التي تعلقت بها وبالعملية السياسية؟ وهل هو جاد فعلياً في جعل المصالحة واقعاً تفرضه الإرادة الوطنية وفق قوانين تُشرع لها؟
كل هذا الكم من الاستفسارات وغيرها من استفسارات عديدة تدل على مدى القلق الذي ينتاب الكثير من المواطنين حول مدى جدية السيد حيدر العبادي لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية، ففي تصريحاته العديدة منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على أهمية المصالحة الوطنية باعتبارها خير ضمان للحفاظ على الوحدة الوطنية وإنقاذ البلاد من الإرهاب والفساد ولكن على ارض الواقع لا يوجد تحرك عملي واضح في هذا الاتجاه وهناك مخاوف داخلية ودولية للعودة إلى سياسة التهميش وهو خطر قد يدخل البلاد في نفق أزمة جديدة لا تعرف عواقبها وقد كشف تقرير أمريكي أيضاً تلك المخاوف عندما نقل عن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الذي نشرته الغد برس / بغداد عن مجلة ( فورين بولصي ) " أن المسؤولين الأمريكان قلقون من أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ليس جادا في التصالح مع الطائفة السنية في بلده" ونقلت المجلة قوله بالحرف الواحد ما قاله العبادي " ليسوا جديرين بالثقة". إذا كان الأمر كما نقلته المجلة الأمريكية صحيحاً فتلك كارثة أخرى وكأن حيدر العبادي لم يتعظ من تجربة نوري المالكي التي أضرت البلاد في هذا المضمار وهذا ما جاء على لسان " النائبة انتصار الجبوري انه "في حالة انعدام الثقة فسيذهب العراق للهاوية، وأولى خطوات الثقة هي تمشية القوانين المهمة بإنصاف". لكن الأمر اختلف عما جاء في التقرير الأمريكي وبخاصة تصريحات السيد حيدر العبادي بخصوص التعاون والمصالحة ومحاربة الإرهاب حيث أشار بشكل صريح " لن يكون هناك نصر دائم دون إصلاح حكومي ومصالحة وطنية وإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي" وزاد على ذلك بالقول أن"الإقصاء يولد التطرف".
وما يشجع المواطن العراقي ما جاء على لسان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم حول تطبيق مشروع المصالحة الوطنية الشاملة في العراق أن " المصالحة الوطنية الشاملة هي الطريق الوحيد للتخلص من كل المصاعب وبما يساعد على استتباب الأمن والسلم الاجتماعي " وأكد رئيس الجمهورية في هذا السياق " السعي من أجل اتخاذ خطوات حاسمة وحازمة وإعادة النظر في عدة قرارات وقوانين لإنجاح المصالحة وتحقيق الأمان والازدهار والوئام والتقدم بعيدا عن ويلات الاحتراب ".
الجميع يتذكر ما نص عليه البرنامج الحكومي الذي أعلنه السيد حيدر العبادي وبالأخص حول المصالحة الوطنية، وقد أثبتت الأيام أن تنفيذ هذا البرنامج يعني الاستقرار السياسي النسبي وليس المطلق، ونحن هنا لا نشكك بنية رئيس الوزراء حيدر العبادي لتحقيق المصالحة لكن النية شيء والتوجه العملي الملموس شيء مختلف، فكثير من النيات تبقى معلقة في الأذهان دون تنفيذ أو تحقيق، بينما البدء في الخطوة العملية الأولى يعني الاستمرار في السير للوصول إلى الهدف المنشود أي المصالحة الوطنية الشاملة. ومنذ أن أعلن عن التوجه نحو إنهاء الخلافات مع الإقليم وخلق أرضية للتفاهم والإصلاح وتحقيق المصالحة واعتماد المواطنة بدلاً من الطائفية اخذ كل من كان داخل العملية السياسية أو خارجها يضعون العصا في العجلة لإيقاف هذا التوجه، وهم ينشرون غسيلهم الوسخ من خلال تصريحاتهم السامة وبث إشاعاتهم تشككاً بقدرة حيدر العبادي أو حكومة الإقليم أو من يريد تذليل الصعوبات لحل المشاكل المتعلقة لا بل يشككون حتى بنجاح مشروع المصالحة الوطنية، هؤلاء أنفسهم استطاعوا في الفترات السابقة أن يبرزوا كدعاة للتحريض ولشق الوحدة الوطنية وزيادة الاحتقان الطائفي، واليوم هم أنفسهم مازالوا على عهدهم السيئ يسعون بمختلف الأساليب الوسخة إلى التخريب والانشقاق باعتبارهم قاعدة حاضنة للإرهاب الداعشي والميليشيات الطائفية المسلحة واستمرار الفساد بكل أشكاله..
المصالحة الوطنية الشاملة وفق المبادئ الوطنية كما أكدنا عشرات المرات هو الطريق للتخلص من الاحتقان الطائفي والتخلص من كل أشكال الإرهاب السلفي والأصولي وبناء دولة المواطنة والمساواة بين جميع المكونات للشعب العراقي، بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيستجيب نوري المالكي والمسؤولين للحضور إلى البرلمان؟
- هل تسمع صوت الموجودات على الأرض؟!
- لترتفع الأصوات للتضامن مع هيفاء الأمين وكل النساء العراق
- إصلاح النظام والمؤسسة القضائية في العراق ضرورة وطنية ملحة
- إلى متى تستمر جرائم الخطف والابتزاز والاغتيال ؟
- لأيام سرت عابرةً
- تصورات طرْطميس اللغوية
- وأخيراً حُلتْ عقدة وزراء الداخلية والدفاع
- تداعيات للكشف عن اللؤم المخزون
- دعوة لإجراء تحقيق قضائي في قضايا الفساد ومسؤولية الاضطراب ال ...
- صدى يضيء دم العراق
- المخاطر المحدقة التي تؤدي إلى تقسيم العراق
- ماذا بعد تشكيل الحكومة الجديدة ؟
- أيام على انتهاء تكليف حيدر العبادي لتشكيل الوزارة
- جريمة إبادة الآزيديين والمسيحيين وجريمة -سبايكر -
- مشوارٌ انتهى وغطاء انكشف عن المرحلة القادمة في العراق
- متى يتخلص الشعب الفلسطيني من الاحتلال وتنصف حقوقه المشروعة
- جزء من حلم البعث الصدامي حققته داعش
- انتهازي بامتياز
- الرهان على الحكومة الجديدة وانتشال العملية السياسية من السقو ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - المصالحة الوطنية طريق لعودة الأمن والبناء