عبدالله بنسعد
الحوار المتمدن-العدد: 4668 - 2014 / 12 / 21 - 03:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"إياكم والمساومة على المبادئ ، إياكم والتنازل النظري" - كارل ماركس -
عندما أقرأ ما يكتبه بعض الذين يدّعون الشيوعية بمناسبة الإنتخابات الرئاسية حول ضرورة إنتخاب الباجي قائد السبسي لقطع الطريق أمام المنصف المرزوقي أتساءل : هل تعب "اليسار" من النضال ؟
فمتى كان "اليسار" يبحث عن "وكيل" ليأخذ مكانه في مواجهة خصمه ؟ ألم يتربّى "اليسار" على النضال والتضحية ؟ ألم يتربّى "اليسار" على قيادة الجماهير الشعبية والتواجد في الصفوف الأولى مهما كانت طبيعة المعركة ؟ أتخلّى "اليسار" عن العنف الثوري وأصبح يخاف من العنف الرجعي ؟
ألم يتربّى "اليسار" على الصراع الطبقي وبالتالي النضال ضدّ الإمبريالية والصهيونية والرجعية ؟
ثمّ أسأل هذا "اليسار" الذي يريد إيهامنا بأنّه يوجد فرق بين نداء تونس وحركة النهضة : أين نمت وترعرعت حركة الإتجاه الإسلامي سابقا والنهضة حاليا ؟ أليست في أحضان حزب الدستور ؟ ألم تكن تطبع جرائدها ومجلاتها في مطبعة دار العمل بالقصبة التي كان يشرف عليها محمد الصياح وقد كان الباجي قائد السبسي أحد ركائز النظام الرجعي العميل بقيادة بورقيبة في ذلك الوقت ؟
وما الفرق أيّها "اليسار" بين أن يموت إنسان بالرصاص في ظل نظام تيوقراطي (يدافع عنه المرزوقي) أو أن يموت بالجوع في ظل نظام ليبرالي (يدافع عنه السبسي) ؟ أليست النتيجة واحدة وهي الموت ؟
وعندما أقرأ ما يكتبه بعضهم لتبرير موقفهم هذا والإستشهاد بالجبهة ضدّ الفاشية التي دعى لها الرفيق جورج ديميتروف ذات يوم ، أجد نفسي مضطرا لأقول لهم "أتحدّاكم أن تستشهدوا بتجربة واحدة عبر التاريخ شارك فيها الشيوعيون في الإنتخابات الرئاسية".
على كل أنا كيساري ماركسي لينيني سأناضل من أجل مزيد فضح طبيعة الائتلاف الطبقي الرجعي الحاكم وسياساته التي لا تخدم الشعب ومواصلة النضال الثوري لتحقيق الشعار المركزي للإنتفاضة "الشعب يريد إسقاط النظام" من أجل تحقيق التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي باعتباره الحل الوحيد الكفيل بوضع حد لمعاناة الشعب وفي مقدمته الطبقة العاملة.
وعلى من تعب من النضال أن يتنحّى جانبا ويترك الساحات للثوريين لا أن يحاول تبرير ما لا يبرّر.
د. عبدالله بنسعد ، تونس في 20 ديسمبر 2014
#عبدالله_بنسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟