|
لا يثبت الوجه
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4666 - 2014 / 12 / 19 - 21:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا يثبت الوجه اتوقف على تقاطيع و الوان الوجه لان الوجه مرآة الانسان و لان هناك علاقة وثيقة بين ما في الداخل و التعبيرالخارجي و هناك ناس تعتقد بانها قادرة ان تصدر حكمها من خلال العيون و لكني اعتقد ان الناس كلها هكذا و الا لما اهتمت شركات تجميل العيون و البشرة و حمرة الشفاه بوجه المرأة بكل اجزائه بهذه الدرجة.
عادة ما اتوجه الى الالوان (العاقلة) غير الملونة كالاسود و الرصاصي او البيج و اضغط على الالوان الملونة الى اقصى حد و لكن و عندما ارى بنات كردستان في عيد الوان Marcel Proust في البحث عن الزمن الضائع بالملابس الملونة الجميلة و الخدود الوردية و العيون العسلية و زينتها التي تعكس طبيعة جبال كردستان في الربيع اغير الرأي و اقول اترك الباب مفتوحا على الاقل للمرأة. تغنت حواء مصر المطربة القديمة مها صبري بالتبرج في اغنية ما تزوقيني ياماما: http://www.youtube.com/watch?v=KLP9rQmAVpc http://www.youtube.com/watch?v=Krb-dR1EVnk
تتحول الرؤوس الى اللون الاحمر عندما تغضب و يعجبني البنت الخجولة التي تحمر خدودها من الخجل و اذا كانت لا تخجل فان مكياجها يعوض عن خجلها. الحقيقة لا افهم لماذا يطلق على اهل الصين الجنس الاصفر و لماذا يطلق على سكان امريكا الاصليين الهندود الحمر.
رغم ان الوجه يشكل الجزء الامامي من الرأس بكامله وهو نظري و لكننا لا نستطيع ان نتذكر مختلف وجوه الناس بجميع لقطاتها وحركاتها حتى اذا كنت صورها في جميع الجرائد اليومية يوميا: كيف كان لون شعر عبدالكريم قاسم و جمال عبدالناصر او عيونهم و كيف كان شكل الانف و حجم الاذن؟ تختفي الوجوه من الذاكرة بسرعة لربما بسبب النقص في مفردات اللغة.
لا تثبت الصور في الذاكرة الا بصياغة مفردات خاصة بها و هذا يعني اننا لا نملك التسليح الكامل لحفظها و السبب هو ان الوجه ليس شيئا جامدا او صورة ثابتة بل في حركة دائمية لا نستطيع تسمية جميع مراحلها و خزنها. تتحرك رموش العين و الشفتان و تدور الدورة الدموية في الخدود حسب حالة الانسان النفسية و العاطفية. لذا ليس هناك اعتماد على اللغة في صياغة المفردات لكثرة الحركات التي من الصعب مراقبتها بتغير حركات الوجه.
وفق proust يمكن اعتبار كل صورة تصدر من الشخص المقابل - صورة سلبية تعكس حالتنا العاطفية اي هي مسألة شخصية او بعبارة اخرى ان انطباعات الوجه تعتمد على الحالة النفسية للملاحظ و هذا ايضا ينطبق ايضا على الالوان: هل ان اللون الاخضر الذي اراه انا هو نفس اللون الذي تراه انت. من الجدير بالذكرهناك فقر في مفردات حركات الوجه و الالوان و العطور كما يقول الفيلسوف الالماني Wittgenstein. طبعا هناك ايضا فرق من ناحية اهمية الوجه و الكاريزما و لكننا دخلنا اليوم عصر اللعب بالوان الضوء و قوتها عند البيع و العرض و التصوير. لربما صرفن فقط 10% من النساء مبالغ على ادوات التجميل عام 1900 في حين تبلغ النسبة 90% اليوم. و كانما الالوان تعكس الثراء قلصت الكنيسة البروتستانتية الوان الكنيسة الكاثوليكيه الزاهية و الوان الفاتيكان ثم ظهرت طباعة الحروف السوداء على الورق الابيض و الاستنساخ و افلام الابيض و الاسود الجميلة و حاول حتى الرسام الضغط على الالوان الى ابعد الحدود.
من الصعب وصف الوجوه لان الوجوه في حركة دائمية تتغير الوانها حسب المزاج و الحالة النفسية و الاحوال الجوية و العمر و هي كالالوان لها اطياف كثيرة تعجز اللغة عن تزويدنا بمفردات خاصة بها فالابيض لا يقول شيئا عن اطياف اللون الابيض الكثيرة. هكذا تتغير الالوان و تقاطيع الوجه لدرجة ننسى حتى وجوه معارفنا و احبابنا عندما تكبر و تتحول الى اللون الاصفر الشاحب بمرور الزمن و كانما هي كتب قديمة او قطع من الاقمشة البالية. هكذا تتغير الابتسامة على الوجوه و الذي يريد وصف الوجوه يبدأ طبعا بالشعر لانه يعطي الوجه الاطار العام و يتغير حسب التسريحة لذا تزداد مفردات مهن الاهتمام بالشعر بمرور الزمن.
عند النظر الى صور كاتبات و كتاب الحوار يتهيأ لك و كانما انت في مقبرة الشهداء او قام مصور بتصوير الرؤوس بعد فراغها من وجوهها. عجيب لا يهتم الزائر بالوجه رغم ان الوجه يعكس جوهر الانسان و يتعلم منذ الصغر ان يعيش معه. لقد فرغ وجه اتاتورك من محتواه بسبب المبالغة في عرض صورته التي يشبه فيها المتخلف عقليا. يقارن الشعر احيانا الوجه بشل سطحي ساذج بالورد لان وصف حركات الوجه يعني تسجيل التغيرات و الدخول في نواحي لا تستطيع اللغة تحديدها اطلاقا اذا كانت تريد المحافظة على مبدأ الاقتصاد.
ملاحظة: يهتم الاستاذ الالماني Rainer Hagen بموضوع الوجه كثيرا و ان بعض الافكار هنا تعكس ما كتبه عن: الوجه والوانه. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا هي؟
-
الاستخفاف بالمواد الغذائية
-
الطبخ و البطيخ
-
حرب البيض
-
العرب و العظم 2
-
الاسهال ام الامساك (الفكري)؟
-
العرب و العظم 1
-
كركوك ليست ترتوك
-
الادراك الحسي و التحرر من الجسم
-
الحنيفية = الوثنية
-
لا يقرأ و لا يكتب!
-
ثرثرة فعل القول
-
اذهب الى الجحيم!
-
صفات ثقافات التاء
-
العلاقة بين الكتابة التأريخية و الدخيل
-
من شر عيون التقييم
-
مع حليب الوالدة
-
لحمية المرأة
-
يخاف القرآن من الجبل!
-
أنا - المفتش
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|