أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - التهامي صفاح - دفاعا عن الفلسفة














المزيد.....

دفاعا عن الفلسفة


التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 19:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترد بين الفينة والأخرى من المغرب بعض قصاصات الأخبار تتعلق بإجراءات إدارية زجرية ضد بعض أساتذة الفلسفة الناشطين في ميادين متنوعة نقابية ، حزبية ، جمعيات حقوق إنسان أو غيرها تصاغ بطريقة تعبيرية توحي وكأن مادة الفلسفة داخلة في الموضوع أي وكأن تلك الإجراءات الإدارية ماكانت لتكون لو لم تكن تلك الأستاذة أو ذلك الأستاذ أستاذ فلسفة .وهذا غير صحيح .و إلا لما كانت الفلسفة تدرس في المغرب منذ هيكلة المدرسة المغربية من القديم .
لكن الصحيح هوإرتباط الفلسفة في أذهان الناس البسطاء غير المتعلمين بما يكفي بالدين والإلحاد والزندقة والعلمانية والديموقراطية الخ... و السبب هنا هو أمثال الغزالي و غيره الذي قال "بأن الفلسفة تؤدي إلى الضلال و يجب حجب الفكر الإسلامي عنها " بمعنى أنها تؤدي للإلحاد و كفر الشيخ الرئيس إبن سينا الطبيب و الفيلسوف و الموسيقي و غيره في كتابه
" تهافت الفلاسفة" الذي رد عليه أبن رشد بكتابه "تهافت التهافت" المعروف عند المطلعين برأ خلاله إبن رشد الفلاسفة المقصودين من تهمة الكفر . و رغم ذلك حورب إبن رشد و إنتشرت أفكار الغزالي و غيره من المدلسين بين غير المتعلمين فشاعت فكرة إرتباط الفلسفة بالكفر.
و الحقيقة ، خلافا لما سماه الغزالي كفرا، وهوأن أولئك الفلاسفة كانوا يقومون بإعمال العقل في نقد حجج الحكام في تلك الحقبة البعيدة عنا زمنيا و التي كانوا يبررون بها إستفرادهم بالسلطة سواء كانت حجج تلصق بالدين أو غير ذلك.لقد كان كلام أولئك الفلاسفة سياسيا و لم يكن فلسفيا يتعلق مثلا بظاهرة لاعلاقة لها بالسياسة.لذلك فتكفيرهم كان كنوع من الإرهاب الفكري من طرف أولئك الحكام لإلجام الآخرين و إسكات صوت المعارضة السياسية لديهم عوض الحوار و عدم الإقصاء من الحكم.
و لذلك فأعتقد من غير الممكن القول أن وزارة التربية الوطنية المغربية بإداراتها المختلفة التي تنتمي للقرن الواحد والعشرين من تلك الشاكلة المتخلفة لدرجة تجعلها تتخذ إجراءات إدارية زجرية تجاه بعض أستاذة الفلسفة فقط لأنهم أساتذة فلسفة و هي تُدَرِّس الفلسفة في مدارسها.من يستطيع أن يصدق مثل هذا الإعتقاد والتناقض الموغل في البداوة ؟
فالمسألة هنا قانونية من إختصاص النقابيين و السياسييين وناشطي حقوق الإنسان و غيرهم و تتعلق بحقوق الأساتذة المنصوص عليها في جميع القوانين الوطنية المغربية والدولية ولا يمكن لأي كان أن يتنكر لها في حال ما إذا كانوا ضحايا أخطاء إدارية مثلا ، و القضاء هو المؤهل للحسم فيها .
أما من الناحية الفكرية الخالصة ، من وجهة نظري، فالفلسفة يمكن إعتبارها تلك الآلة التي تمكن البشر من الإبداع و التفرد و طرح السؤال الصحيح بشأن قضية ما أو ظاهرة في أفق البحث عن جواب مقنع ..هي مجال العقل الرحب و المتعة الفكرية التي تجعل من الإنسان إنسانا متميزا عن باقي الكائنات الحية بل ملكها جميعا بإستثناء ملك الوجود و الجميع الذي هو الله . وكما يقول المثل الصيني "أن تعلمني صيد السمك خير من أن تعطيني سمكة كل يوم" هي تلك الطريقة التي نتعلمها لكي تجعل منا ناس مستقلين غير تابعين مثل ما يريد البعض للناس أن يكونوا كالقطيع يفعلون بهم ما يريدون دون وعي.
الفلسفة حرية ...
وإذا كان يقال أن الفلسفة أم العلوم ،فيجب الإستنتاج من هنا أنها ليست هي العلوم وخصوصا في عصرنا .فهناك فرق بين مجال العقل والخيال الفكري العقلاني الذي هومجال الفلسفة و بين العلوم الحديثة ..فليس كل ما يدور بخلد الإنسان من فلسفة ولو كان عقلانيا من الممكن أن بقدم عليه الحجج والأدلة أو التجارب و الملاحظات أو البرهنات التي لا تقبل الجدل أو النقاش والتي مجالها هو العلوم الحديثة.
و في إيماننا بالله ، فإننا ننطلق من الفكر الفلسفي العقلاني الذي يقول ببساطة أن لكل ظاهرة سبب معقول. فالكون والوجود كظاهرة محسوسة وملموسة والظواهر الذكية التي تدهش العقول في الكائنات الحية الموجودة في المادة المرئية أمامنا غير العاقلة بلا وعي أو إرادة والتي تكونت قبل وجود الإنسان منذ ملا يير السنين ، من سابع المستحيلات القول أنها صادرة عن غير الذكاء وعدم الوعي لشخص خالق ذي ذكاء و علم أعلى هو الله .هذا الإيمان هو نظرية فلسفية و ليست علمية بالمفهوم الحديث كما سبق أن قلنا مرارا و نكرر.لأنه لا يمكن لنا أن نجري تجربة للبرهنة على ذلك يكون الخالق أحد عناصرها .و بالتالي نبرهن هنا أن الفلسفة لا تؤدي للضلال كما قال الغزالي مدلسا و إنما إلى الإيمان .و إلا من يستطيع أن يبطل مبدأ السببية الفلسفي العقلاني الذي يدل على العقل عند الإنسان و يقول أن سبب الوجود هو اللاعقل المنتج للعقل؟ من يستطيع أن يقبل هذا التناقض ؟
و إذن فالفلسفة تؤدي للإيمان و ليس للضلال بغض النظر عن حرية المعتقد والدين التي تجعل من أقوال الغزالي و غيره من المدلسين القدامى أقوال غير ذات موضوع .
وتحياتي للجميع .



#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب :الظاهرأن بعض الشيوخ فقدوا البوصلة
- المغرب : حرية المعتقد والفكر لا تعني حرية التخريب
- شيخ الأزهر سالم عبد الجليل كنموذج يخلط النظرية بالفرضية
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين العرب لشمال إفرقيا والشرق الأ ...
- كلام عن الإيمان
- تركبا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- تركيا :زعيم الحزب الإسلامي التركي الحاكم يتنكر للسيدات
- المغرب :هل الفيضانات تدعو للشماتة ؟
- حوار حول نبذ الدعوات الدينية
- المغرب : التعليم يمكن إصلاحه و التلاميذ يمكنهم التعلم دائما ...
- مجال شينغن shcenguen درس تاريخي حديث لشمال إفريقيا
- داعش لا تكشف إلا عورة الفكرالذي تردده كالببغاء
- مصر و محنة التخريب بإسم الإسلام
- يا أمراء قطر: توقفوا عن دعم الإرهاب في شمال إفريقيا
- للإيزيديين إيز..دا و خو ...دا (مرادفان لكلمة الله)
- حينما تخطئ ثقافة الغدر والفرارهدفها وتتطاول على الربوبية
- بالنسبة لسكان شمال إفريقيا ، هذه الأخيرة هي الهوية الواجبة
- بعض الكلام عن -الخلق- و موجد الأكوان
- بيان لإتحاد المؤمنين الربوبيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- هل حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين ماسوني ؟


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - التهامي صفاح - دفاعا عن الفلسفة