لم يقل أحد إن عقد مؤتمر للمعارضة العراقية في هذا الظرف العصيب عملية سهلة، ولم يتوقع منه أن يخرج بالمعجزات. بل كان الكثير من أنصار النظام من الإعلام العربي والأجنبي وحتى البعض من العراقيين الذين فقدوا بوصلتهم، والمتسترين وراء يافطة الخوف على الشعب من الضربة الأمريكية، عن حسن نية أو سوئها، كانوا يراهنون ليس على فشله فحسب، بل وحتى على عدم عقده وإن عقد فسيفشل ويتمزق وينتهي بالدماء وتسقط المعارضة!!. ولكن مع ذلك ورغم كل الصعوبات وحملات التشهير وإثارة الضجيج ودق الطبول ونفخ مزامير الفضائيات العربية وعلى رأسها قناة الجزيرة، والعزف على وتر "السني والشيعي والكردي والعربي والتركماني والآشوري.. الخ"، فقد عقد المؤتمر وانتهى بنجاح وخرج بنتائج مقبولة لم يتوقعها حتى أشد المتفائلين.
نعم كانت هناك صعوبات بالغة وهي متوقعة خاصة مع هذا الكم الهائل من التعددية، والإنهيار الذي أحدثه النظام الفاشي في المجتمع العراقي والتركيز على الولاءات الثانوية، ووجود أربعة ملايين في الشتات، أغلبهم متحمسون في المشاركة في رسم معالم المستقبل لوطنهم وهو حق مشروع، ولكن ما العمل، هل من الممكن تحقيق رغبات الألوف من العراقيين المتحمسين لحضور المؤتمر؟ حقاً إنها عملية شاقة وغير ممكنة، خاصة وإن الأغلبية الساحقة هم من المستقلين. ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نسكت عن الأخطاء التي ارتكبت. لذا فتقييمنا للمؤتمر، يجب يكون صريحاً، وليس التغني بالمحاسن فحسب، بل تقتضينا الموضوعية أن نطرح السلبيات أيضاً من أجل تفاديها في المستقبل. فنحن أحرار ومن حقنا أن نمارس الديمقراطية دون مجاملات رخيصة.
خطايا وأخطاء اللجنة التحضيرية:
لا يعني أن اللجنة التحضيرية كانت مصونة من الأخطاء، أبداً، فإنها تستحق النقد والمحاسبة على سلوكها وكان بالإمكان أن توفر على نفسها الكثير من الإنتقادات وتفادي الأخطاء وذلك بعدم احتكارها على التنظيمات الستة فقط، إذ كان من الأفضل مشاركة ممثلين عن تنظيمات أخرى مثلاً ممثل واحد عن كل من الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة وغيرهما وواحد من المستقلين بإختيار شخصية وطنية معروفة بنزاهتها ونضالها وحتى لو بلغ العدد إلى عشرة أعضاء بدلاً من ستة. فكان هذا يخفف من عبء المسؤولية الملقاة على عاتق الستة. ولكن الرغبة في الهيمنة على مقدرات المعارضة، أصرت قيادات الستة على حصر اللجنة التحضيرية على أنفسهم وإبعاد الآخرين.
ولعل أهم إشكالية واجهت اللجنة التحضيرية هي مسألة إختيار المستقلين. وهذه مشكلة صعبة، فما هي الجهة المخولة لإختيارهم. وإذا تركت المسألة للتنظيمات الستة فقط، فلكل تنظيم مستقلون مقربون له وحتى من الصعوبة التأكد من إستقلالية البعض. ومن أكثر القوائم التي تعرضت للأقاويل والإجحاف هي القائمة التي قدمها الدكتور كنعان مكية بأسماء خمسين من المثقفين الديمقراطيين المستقلين لأن صحيفة المؤتمر، سامحها الله ولغاية في نفس يعقوب، نشرت هذه القائمة بالذات دون غيرها، مع تعليق إن الدكتور مكية أخبر اللجنة أنها مرشحة من البيت الأبيض!! ولا ندري ما الغاية من ذلك وربما يبقى سراً من الأسرار التي لا يمكن معرفتها إلا بعد مرور ثلاثين عاماً وحسب قاعدة الوثائق السرية البريطانية!! علماً بأن الدكتور مكية قد نفى أنه قال بأن القائمة مرشحة من البيت الأبيض، لاسيما وأن عدداً من الذين ذكرت أسماؤهم فيها ما زالوا أعضاء في الحزب الشيوعي والبعثي. إلا إن الصحيفة لم تنشر النفي. والجدير بالذكر أن إسم كاتب هذه السطور كان ضمن تلك القائمة! وأصرت اللجنة على رفض معظم الأسماء التي وردت فيها كذريعة ليثبتوا أنهم مستقلون عن قرارات البيت الأبيض!!
ويا للمفارقة وسخرية القدر، أن إشاعة وصلتني من أحد الأصدقاء، تفيد أن اللجنة لم تقبلني، لأني (قاسمي الهوى) ومن المدافعين عن ثورة 14 تموز والزعيم الوطني عبدالكريم قاسم. سبحان الله، البيت الأبيض يرشحني لأني أحد "عملاء" أمريكا واللجنة التحضيرية ترفضني لأني قاسمي!! على أي حال، أتمنى أن تكون هذه الأنباء مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة! وبالمناسبة أود أن أحي العميد الركن نجيب الصالحي على وعيه الوطني الصادق وما ذكر في كلته القيمة في المؤتمر بحق الزعيم الوطني الخالد عندما قال أن مأساة العراق بدأت بعد مقتل الزعيم عبدالكريم قاسم.
كما لامني عدد من الأصدقاء المدعوين على عدم حضوري وقالوا أن كثيرين حضروا حتى بدون دعوة وتم قبولهم!!. ولكني أرفض هذا الإسلوب. لقد فضلت متابعة المؤتمر من مسكني وكنت متابعاً لأعماله أولاً بأول، وعلى علم بمجرياته ربما أكثر من البعض الذين حضروا وهم ليسوا بالعير ولا بالنفير!!.
ومن المفارقات المؤلمة أن دعوات وجهت لأناس لا علاقة لهم بالمعارضة البتة، بل وحتى أنهم يطالبون بحلها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، الأستاذ خالد القشطيني الذي كتب في عموده اليومي في الشرق الأوسط، أن أكثر من جهة عراقية معارضة رشحته ووجهت له الدعوة إلا إنه رفضها، قائلاً أنه يفضل مشاهدة لعبة كرة القدم يوم السبت على الحضور في ملعب ليس فيه حتى الكرة!! وأضاف أن أفضل خدمة تقدمها المعارضة إلى الشعب العراقي هي حل نفسها وذكر مرة متهكماً بالمعارضة أن قطه يفهم في السياسة أكثر من المعارضة(كذا). في الوقت الذي تحرم من الحضور شخصيات عراقية معروفة بنضالها الصلب في مقارعة النظام سواء في مشاركتهم الإنتفاضة أو في مساهماتهم الكتابية في التحريض ضد النظام وفضح عملائه ومن هؤلاء المناضلين حمد شريدة وماجد الساري وداود البصري وأحمد النعمان والصحفي اللامع حميد علي الكفائي الذي يعمل ليل نهار في سبيل تعريف الشعب البريطاني بالمحنة العراقية وكذلك أكاديميين بارزين ليس في مجال اختصاصاتهم الأكاديمية فحسب بل فهم مناضلون سياسيون أيضاً مثل الأساتذة الجامعيين محمد الربيعي، محمد علي زيني وكاظم شبر وعشرات غيرهم. فماذا كانت ستخسر اللجنة التحضيرية لو وجهت الدعوة لهؤلاء المناضلين؟
وما هي المعايير التي اتبعتها هذه اللجنة لدعوة العراقيين الآخرين؟ لا بل لدينا أدلة تؤكد أن العلاقات الشخصية لعبت دوراً كبيراً في دعوة الكثيرين ممن لا علاقة لهم بالمعارضة لا من قريب ولا من بعيد. بل اعتبروا حضورهم سفرة سياحية!! فهل نضحك أم نبكي إزاء هذه التصرفات غير المسؤولة؟
موقف الأمريكان
ومن المفيد توضيح موقف الأمريكان في إختيار المشاركين في عقد المؤتمر إذ بقول المعلق السياسي حميد علي الكفائي في مقالة له نشرت في الزمان يوم 17/12: (سألت أحد المسؤولين الأمريكيين إن كان لهم دور في اختيار المشاركين في المؤتمر فأجاب بالنفي القاطع وأضاف: (لقد طالبنا اللجنة التحضيرية أن تدعو أكبر عدد ممكن من العراقيين المعارضين حتى يتوصل المؤتمرون إلي قرار يكون قريبا من رأي العراقيين في الداخل، وكانت هذه هي رغبتنا ولا تزال، فنحن نريد أن نعرف حقا رأي الشعب العراقي في عملية التغيير). ويضيف الكفائي: " إنني في الحقيقة أميل إلي تصديق المسؤول الأمريكي لأنني اعتقد أنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة أن تستبدِل صداما بآخر، وإن قول مندوب الرئيس بوش إلي العراقيين الأحرار، زلماي خليل زاد، (إننا لا نريد صدامية بعد صدام) هو حقيقة وليس فقط للدعاية".
الدعاية المضادة
وكما ذكرت آنفاً، فقد رافق عقد المؤتمر الكثير من الضجيج، وخاصة في الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام العربية، موجهة إلى المؤتمرين "تهمة" التعددية والإختلاف بأنهم يشكلون حوالي خمسين تنظيماً إضافة إلى عدد من المستقلين، مختلفين في الرؤى والإنتماء السياسي والفكري والقومي والديني والمذهبي وأنهم عبارة عن مجموعات من العرب الشيعة والسنة والكرد والآشوريين والتركمان ..الخ. وأظهروا الحالة وكأن الشعب العراقي قد ارتكب جريمة لأنه متعدد الأقوام والأديان والمذاهب وكأن التعددية بحد ذاتها جريمةً انفرد بارتكابها الشعب العراقي. وعليه ولإرضاء الأشقاء العرب، كان على المعارضة أن تدعو 350 مدعواً ليس فيهم عربي ولا كردي ولا تركماني أو آشوري ولا سني ولا شيعي ولا مسيحي. وفي هذه الحالة، كان على اللجنة أن تدعو 350 مندوباً من الشعب السويسري.
مشكلة أشقائنا العرب ترجع إلى أنهم اعتادوا الإستبداد المقيت عبر قرون، فتقولبت عقليتهم على الرأي الواحد والعنصر الواحد والحزب الواحد والصوت الواحد والزعيم الواحد..وحتى المرشح الواحد، خوفاً على وحدة الأمة المهددة بخطر الصهيونية والإستعمار!! فكل ما زاد عن واحد فهو خيانة وطنية وقومية عظمى تستوجب الإعدام. لذلك عندما رأوا هذا الموزائيك العراقي المتعدد الألوان أصيبوا بالصدمة، فلم تتحملها عقولهم فصاحوا بالويل والثبور. وكما علق السيد سمير عطا في الشرق الأوسط متهكماً على هذه العقلية العربية: " التعددية اختراع غربي استعماري إمبريالي زنديق عميل مأجور ذيلي منحرف ".
كذلك رافقت المؤتمر مظاهرة إحتجاجية خارج الفندق في لندن، قام بها حوالي المائة كان معظمهم من الباكستانيين، كما ذكرت صحيفة الإندبندت اللندنية. والجدير بالذكر، ان الشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف قد انضم إلى جوقة الصارخين في وجه المؤتمر فنشر قصيدة بالمناسبة بعنوان (عرس بنات آوى) يقول فيها أنه يبصق عليهم. وقد لقيت القصيدة الإستحسان من مناوئي المؤتمر فنشرت في صحيفة عبدالباري عطوان وأعيد نشرها على مواقع الإنترنت. يبدو أن شاعرنا ما كان يدري أن الحزب الشيوعي الكردستاني قد حضر المؤتمر وبذلك فقد شمل رفاقه الأكراد ب"عرس بنات آوى" وبصاقه عليهم. ولله في خلقه شؤون!!
هل نجح المؤتمر؟
إذا ما أخذنا ظروف المرحلة العصيبة التي يمر بها شعبنا ومعارضته الوطنية بالحسبان، ورغم السلبيات التي أشرنا إليها أعلاه، فإن مؤتمر المعارضة العراقية قد حقق عدة نجاحات وفوق ما كان متوقعاً. لقد نجح في عقده وبحضور الغالبية من فصائل المعارضة وعدد غير قليل من المستقلين ومن مختلف الألوان وهذا بحد ذاته نجاح يجب أن لا نستهين به. كذلك حظي على كسب التأييد من المجتمع الدولي حيث حضره مندوبون عن الوحدة الأوربية والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران وتركيا كما غطى أعماله أكثر من 600 صحفي من شتى أنحاء العالم.
ونجح المؤتمر في طرح الوثائق المعدة سلفاً وثيقة«المرحلة الانتقالية» و«مستقبل العراق» ووثيقة (إعلان حقوق العراقيين) وخرج المؤتمر بتوصيات مهمة في بيانه الختامي الذي يعتبر نصراً لإرادة الشعب العراقي. لا بل اضطرت قيادة المؤتمر إلى تمديده يوماً آخر والذي يعد دليلاً على نجاحه لإكمال جدول أعماله ومهماته الأخرى المطروحة. كما نجح في إصدار بيانه الختامي الذي أكد على أن يكون عراق المستقبل مبنياً على مفاهيم الديمقراطية والفدرالية ودولة القانون ورد الإعتبار لمكانة المرأة في المجتمع واحترام حقوق الإنسان والإقرار بحقوق كافة القوميات المكونة للأمة العراقية دون أي تمييز. كما شكل المؤتمر لجنة متابعة مكونة من 65 عضواً يمثلون مختلف مكونات شعبنا.
ملاحظة حول لجنة المتابعة
إن الأخطاء التي ارتكبتها اللجنة التحضيرية في اختيار المدعوين إلى المؤتمر انعكست على القيادة أيضاً في اختيار أعضاء لجنة المتابعة التي عددها 65 عضواً. فمع احترامنا البالغ للأعضاء المنتخبين متمنين لهم النجاح في أداء مسؤولياتهم، وبعيداً عن النزعة المناطقية، فالعراقيون عانوا من شتى أشكال التمييز العنصري والطائفي، وكذلك المناطقي وخاصة الجنوب، ولكن من حقنا أن نتسائل وبصراحة: من الملاحظ أن المحافظات الجنوبية الثلاث، البصرة، الناصرية والعمارة، التي حرمت من المشاركة في السلطة منذ إنقلاب 8 شباط 1963 الأسود ولحد الأن، وهذا مدعاة للفخر لأنهم ليسوا على وئام مع تلك الحكومات الفاشية والطائفية المتعاقبة، ولكن أن يحرموا من المشاركة حتى في لجان المعارضة، فهذا يدعو إلى الخيبة المريرة. علماً بأن هذه المحافظات هي من أكثر مناطق العراق التي تعرضت لكوارث النظام وحروبه العبثية ونالت من الإهمال، ومنها انطلقت شرارة الإنتفاضة الشعبية عام 1991 ودفعت من أبنائها أرقاماً قياسية من الضحايا. إن هذه اللجنة الموسعة تشبه البرلمان في المنفى. فهل يعقل نرى في هذه اللجنة ثلاثة أعضاء من مدينة صغيرة واحدة، وليس هناك حتى عضو واحد فيها يمثل هذه المحافظات الثلاث. حقاً إنها لقسمة ضيزى !! كنا نأمل من قيادات المعارضة أن تأخذ التمييز المناطقي الذي عانت منه المناطق الجنوبية في نظر الإعتبار، فالتمييز معناه حرمان مجموعة من الشعب من حقوق المواطنة ولأي سبب كان فهو تمييز مقيت ومدان.
وماذا بعد المؤتمر
ومن هنا نأتي إلى مرحلة أخرى، ألا وهي مرحلة التطبيق. فكما راهن خصوم المعارضة على فشل المؤتمر وخابوا، فعادوا الآن يراهنون على فشل التطبيق. أما نحن العراقيين الحريصين على نجاح وتطبيق هذه القرارات، فمن المفيد أن نكون متفائلين وحذرين في نفس الوقت. إن ترجمة هذه القرارات إلى أفعال، تعتمد على توفر النوايا الصادقة ومدى وعي قيادة المعارضة وحرصها على أداء واجبها الوطني في هذه الحقبة التاريخية الحاسمة. وكذلك مدى حرصنا نحن أبناء المعارضة على أداء واجبنا في خدمة مصلحتنا الوطنية. فواجبنا يحتم علينا عدم الوقوف على التل كمتفرجين وكأن الأمر لا يعنينا. فهناك من يعمل على إغراق سفينة المعارضة وهي تشق العباب في هذا البحر الهائج. فدورهم ينحصر فقط في توجيه السباب والشتائم على المعارضة، طبعاً بسم الوطنية!!
نعم المعارضة لا تخلو من أخطاء وهي كثيرة كما ذكرنا أعلاه، ولكن هذه الأخطاء لا يمكن تصحيحها بالشتائم والصراخ بل بتوجيه النصح والنقد البناء. لذا أهيب بإخواني من المناضلين العراقيين الذين حرموا من المساهمة في أعمال المؤتمر أن يتحلوا بالصبر والحكمة وروح التسامح وأن يواصلوا نضالهم ودعمهم للمعارضة بتبني المواقف البناءة إزاءها. إن المعارضة منبثقة من أربعة ملايين من العراقيين الذين شردهم النظام، وهي إمتداد لمعارضة الداخل. فنحن نتمتع بحرية التحرك والعمل العلني في الخارج وأي نجاح نحققه أو فشل نقع فيه تنعكس نتائجه على معارضة الداخل. وشعبنا يتطلع إلى نتائج أعمالنا، وينتظر على أحر من الجمر ساعة الخلاص من هذا النظام الفاشي الذي من الصعوبة إزالته بقوانا الذاتية ويجب عدم التفريط بالفرصة التي وفرتها الأوضاع الدولية لساعدتنا على إسقاطه. ونجاح مؤتمر المعارضة هو خطوة أساسية ومهمة جداً في الإتجاه الصحيح، يجب العمل على وحدة الصف وترجمة هذه القرارات إلى أفعال من أجل إسقاط هذا النظام الفاشي وإقامة النظام الديمقراطي البديل.
)