حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 10:07
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
حذاء المذيعة التلفزيونية الاماراتية مهيرة عبد العزيز، المرصّع بالذهب الأبيض والألماس، ويبلغ ثمنه ثلاثة ملايين ومئة ألف دولار أمريكي ذكّرني بسنوات خلت، عندما نشرت وسائل الاعلام أنّ أميرا من جزيرة العرب أقام حفل زفاف لقطّة يملكها بتكلفة أربعة ملايين ونصف المليون دولار أمريكي، ولم أستغرب حينها أن الاعلام الأوروبي والأمريكي يخدع مواطنيه عندما يعتقدون بأنّ كلّ عربيّ يملك بئر بترول، وهم لا يعلمون أنّ 70% من العربان يعيشون تحت خطّ الفقر، وبكيت لحال الجياع والمرضى والمشردين في فلسطين والعراق وسوريا ومصر والصومال وليبيا وغيرها،
وبكيت على أمّتنا التي ما عادت ماجدة، وتذكّرت الحديث النبوي الشريف الذي يقول:" الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار"، فهل المسلمون شركاء حقا في الثروات الطبيعية؟ وإن كانوا كذلك، فلماذا يوجد جياع في الدّول العربية والاسلامية؟ ورثيت لحال أطفال الشهداء في فلسطين وغيرها من البلدان العربية، ففي قطاع غزّة هناك مئات الآلاف بلا مأوى بعد المحرقة التي تعرّض لها القطاع في الصّيف الماضي جرّاء العدوان الاسرائيلي، وهناك آلاف الأرامل والأيتام الذين لا يجدون من يعيلهم، وهناك عشرات آلاف الجرحى بحاجة الى تركيب أطراف اصطناعية، والوضع ليس أحسن حالا في سوريا والعراق ومصر والصومال وغيرها.
واذا كانت المذيعة صاحبة الحذاء الماسيّ مثقلة أقدامها من حمل الحذاء البالغ وزنه أربعة ونصف كيلوغرام، فان هموم الجياع والمرضى واليتامى والأرامل العرب والمسلمين لا تقل عن هموم الأوطان المثقلة بالهزائم، وبساطير الغزاة.
إنّني أغبط اخوتنا العربان الأثرياء حكومات وشعوبا، وأتمنى دوام النعمة عليهم، ولكنّني عاتبة عليهم لعدم انتباههم للمحتاجين من أبناء جلدتهم. فبثمن حذاء مهيرة، وبحفل زفاف قطّة الأمير، وبسخافات كثيرة مشابهة، مثل الملايين التي تبذر على موائد القمار وغيرها، يمكن بناء آلاف المدارس والمستشفيات للتقليل من عدد ملايين الأمّيين والمرضى الذين يعانون، ويمكن تضميد جراح المصابين دفاعا عن شرف الأمّة، ومواساة اطفال الشهداء واليتامى والأرامل. ويمكن شراء آلاف الأحذية الجلدية الفاخرة لمهيرة وأمثالها، وتزويج قطّة الأمير بآلاف القطط الضالة التي لا تجد ما تأكله...والحديث يطول "يا أمّة ضحكت من جهلها الأمم."
15-12-2014
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟