أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فخر الدين فياض - لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأوسط الجديد


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 10:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان!!
حتى لا يغتالكم (الشرق الأوسط الجديد)
فخر الدين فياض

كلما ارتفع صوت وطني لم يلوثه أمراء الحرب فلي لبنان.. يتم إسكاته عبر تطاير أشلاؤه في سماء بيروت، وحين تتطاير أشلاء الصوت فإن دويه يصل إلى البعيد أكثر ويجتاز مسافات عبر سماوات مدن وعواصم عربية وعالمية.. والسماء القريبة هي سماء دمشق شقيقة بيروت التي تزوجت ذات يوم من (خواجه مهجري) وسكنت على شاطىء البحر.. كثيرون في بيروت لا يحبون دمشق وزوجها وأولادها.. فبيروت التي جاورت البحر وأخذت عنه أكثر عاداته غرابة وسحراً واستقبلت سفن العالم البعيد.. ورواد المغامرات في الشرق الحالم.. وتواصلت مع نساء العالم الحر بكل أزيائهن وتقاليدهن وجمال سيقانهن الطويلة.. أصبحت لا تحب نغمة دمشق (العروبية) التي لم تتواصل مع نغمات العالم الحديث.. وتحولت دمشق إلى شقيقة ثقيلة على بيروت بكل ما تقدمه لها من خبز عربي وسلال عنب وتين.. وألفة ريفية، ووصايا العائلة وخوفها من حرية بيروت وشعرها الأشقر الطويل الذي ينشر عبقه على سواحل الشعر والتفرد والمغامرة.. والجنون.
بيروت ضاقت بحرص شقيقتها وبرائحة الأيديولوجيات والعقائد والطريق الذي لا يسير إلا في اتجاه واحد.. فدمشق تزوجت (الضابط ابن البلد) وارتدت الحجاب منذ نعومة أظفارها.. وتخرج أولادها من (الكلية الحربية) ولم يفكر أحد منهم بجولة سياحية في حي (الشانزليزيه) أو (البيكاديللي) أو (جاردن سيتي)، حتى حين يذهبون إلى هناك فإن حسهم القروي الذي يعيش بداخلهم منذ أيام (الكلية الحربية) فإنه لا يفارقهم ويميزهم عن الآخرين بلكنة ونظرة وطريقة حديث!!
إلا أن أبناء خالتهم حين تراهم في باريس فمن الصعب تمييزهم عن الفرنسيين إلا بصحن (التبولة وكاسة العرق).
بيروت كانت وقحة مع شقيقتها بعد أن تناست دمشق بعض أعراف الضيافة.. وضرورة التزام (الضيف) بحسن التصرف وحق الآخر بالاختلاف والتميز..
إلا أن دمشق ظلت تحب بيروت وتخاف عليها من قراصنة البحر تخاف على أصلها الفينيقي وأصلها العربي وكل تاريخ العائلة الممتد عبر آلاف السنين...
القراصنة الحقيقيون يقتلون الشرفاء من أبناء بيروت.. أبناؤها الذين أحبتهم بيروت ودمشق معاً.. دوناً عن الأبناء الذين تحولوا إلى أمراء حرب وتجار سلاح وصفقات مع الشيطان.. بسبب رفاق السوء.
حاولوا اغتيال مروان حمادة (أطال الله بعمره) أولاً وهو طبيب تخلق (الحكمة) والمعروف، ثم اغتالوا رفيق الحريري صاحب المشروع الإنساني والأخلاقي قبل أن يلتف حوله تجار السياسة ومنافقوها ليحولوا مشروعه إلى مشروع سياسي ودجاجة تبيض ذهباً ودولارات، وبكل ضغينة وحقد أعمى وسير لا يعرف التردد نحو قتل أجمل ما في الوطن اغتالوا سمير قصير أجمل العروبيين عروبة، وأكثر اللبنانيين وطنية وسلام.. وأخيراً اغتالوا جورج حاوي الطيب بين أوغاد كثيرين المقاوم منذ نصف قرن لمشاريع إسرائيل وأميركا رحل وظلت صرخته تدوي (يا أنصار العقل.. اتحدوا)..
كل هؤلاء كانوا ألطف المعارضين لدمشق.. وأكثرهم حرصاً على دمشق وبيروت.
القراصنة اختاروا هؤلاء لأن استشهادهم يبقى في الوجدان جرحاً وفي القلب نغمة حزن لا تنتهي.. أما سماسرة الوطن وأمراء الحرب (المعارضين) لم يقترب أحد منهم.. القراصنة لا يريدون اغتيالهم لأن لهم دور قادم يؤدونه وفواتير الحساب لم يأت وقت دفعها.
الاغتيال اليوم في شوارع بيروت يحرض ضد دمشق ويعبىء ضد ما تبقى من أصالتها وعروبتها.. ويمهد الطريق للمارينز الأميركي ـ الإسرائيلي نحو بواباتها..
رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي أصبحوا في عالم آخر.. جميعهم انتقدوا دمشق.. وارتفع صوتهم وطنياً وقومياً ضد الخطأ وضد الفساد في بيروت ودمشق معاً.. وضد الهيمنة الأمنية والمخابرات و(زعران) البلدين.. حرصاً على الأرض والناس والخير والجمال.. جميعهم (أوادم) ولا يشك أحد بعمق انتمائهم وعمق انتقاداتهم.. كان قتلهم فرصة من الصعب تكرارها لضرب دمشق وبيروت معاً.. والمسلسل الأسود مستمر..
كل رجل صالح ومؤمن بالوطن والتاريخ سينتقد دمشق اليوم سيكون الاغتيال مصيره غداً وستبكيه دمشق كما تبكيه بيروت..
إلا أن (السماسرة والأمراء) لينتقدوا ما شاؤوا فلن يصيبهم مكروه ليس لأن القرصان الأميركي ـ الإسرائيلي راضٍ عنهم فحسب وإنما هناك استحقاقات المرحلة القادمة ومشروع (الشرق الأوسط الكبير)، ومصالح إسرائيل الاستراتيجية.. وآنذاك ستبحث دمشق عن بيروت ولن تجدها، وتبحث بيروت عن دمشق ولن تجدها أيضاً.. ستبكيان منفردتان على فقدان الأحبة والأرض.. والمستقبل!!..
صحفي وكاتب سوري



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!
- فيدرالية.. ومن بعدي الشيطان!!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فخر الدين فياض - لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأوسط الجديد