|
صورة المرأة في المجتمع العراقي
محمد لفته محل
الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 21:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نظرة العراقي للمرأة وعلاقته بها مليئة بالتناقضات فهي ملاك حين تكون حبيبة وأم، وشيطان وذات كيد عظيم وماكرة حين تخدع الرجل، رغم أنها ناقصة عقل وعاطفية وساذجة بمنظور الرجل! وهي جميلة وجذابة حين تكون غريبة! وعورة وعيب حين تكون قريبة (زوجة أو أخت أو ابنة) والأخلاق والدين تحض على الزهد بالنساء وعدم النظرة الجنسية لهن، بينما العراقي مهووس جنسيا بالنساء عمليا، ويسخر من الرجل البارد جنسيا أو الخجول مع النساء، كل هذه التناقضات تحتاج إلى تحليل لربطها بشكل منطقي ومعرفة أسباب هذه التناقضات. ينظر المجتمع العراقي للمرأة نظرة دونية بحيث أصبح جنسها شتيمة فإذا قيل لرجل (أنت امرأة) تعتبر اهانة كبيرة له! أو حتى لو زاول عملها بالبيت كالطبخ والتنظيف أو الجلوس بالبيت يعتبر اهانة للرجل، فيستنكف اغلب الرجال جلوسهم بالبيت مع المرأة ويفضلون المقاهي أو الجلوس بالباب أو زيارة الأصدقاء، حتى لا يقال عنه (مگابل مرته وگاعد) وتصل دونية المرأة إلى حديثها فلو تشارك الرجل بأحاديث مع المرأة قال عنه الناس انتقاصا منه (يحب سوالف النسوان)! ولا فرق لديه بين كونها متعلمة أو موظفة أو جاهلة، ذلك لان مجتمعنا كما معروف عنه انه ذكوري، وضرب المرأة وأهانتها وما تتعرض له من عنف منزلي شائع في مجتمعنا، وما أن تنجب المرأة بنتا حتى يتجهم وجه الرجل وعائلته وتحزن المرأة خوفا من تطليقها أو الزواج عليها، والرجل يعتبر البنت ما أن تتزوج حتى تتركه وتصبح ملكا لزوجها، وتبقى عبئا عليه بلا عمل حتى يزوجها، وحتى إذا ما عملت يبقى يخاف عليها وعلى سمعتها من الناس لأنها شرفه، وشرف المرأة جسدها وعفتها، لان مكان المرأة هو بيت زوجها، وكما يقال إن المرأة كالقطن أي وساخة تبان فيها، وحتى اسمها عورة إذ لا يجوز ذكر أسمها الصريح بل ذكره كأخت أو زوجة (أم فلان) مع جملة (العرض واحد) وحتى حين تموت المرأة لا يذكر أسمها على أللافته بل يذكر أنها (عقيلة فلان أم فلان!) حتى سميت المرأة بالحرم والحرمة. بينما الرجل يطمح للشهادة الدراسية والثروة والمكانة الاجتماعية المرموقة، وحين ينزل الطمث على المرأة يستقذر الرجل منها ويعبر عن استقذاره بعبارة (طاگھ المجاري) أو (مريضة)! والمرأة تعتبر في العرف العشائري سلعة يمكن استبدالها في المشاكل العشائرية توهب (فصلية) أو تمنح كهدية للرجل (زوجة) بقرار من أبيها أو أخيها فيما يعرف بولي الأمر! (انحسرت ظاهرة النهوة والفصلية لكنها لم تزول) بينما جنس الرجل بذاته مصدر تفاخر وتباهي فإذا قلت لرجل (أنت زلمة) أو (أنت رجال) فانكَ تمدحه!. هذا مختصر موقف المجتمع العراقي العام من المرأة، كي نفهم في سياق هذا الموقف علاقة العراقي بالمرأة، فالأخلاق والدين تقتضي الزهد بالعلاقات مع النساء واعتبار الهوس بهن من صفات الطيش والمراهقة، وتعتبر أي علاقة بين المرأة والرجل خارج الزواج هي غير شرعية وتحكم على المرأة بقلة العفة والشرف، بينما تحكم على الرجل بالطيش أو ضحية الإغواء من النساء؟ أي أن الأخلاق ذكورية أيضا تنحاز للرجل على المرأة، وتعطي للمرأة حق على الرجل أن يحميها ويرفق بالمعاملة معها، أي أن الأخلاق تنظر للمرأة ككائن ضعيف تابع للرجل فقط وتنصفها على أساس ضعفها، وحتى الدين هو جزء من الثقافة الذكورية فهو يحرّم غيرة المرأة ويحلل غيرة الرجل، ويحرّم قتل المرأة لزوجها حين يخونها بينما يحلل القتل للرجل إن ضبطها متلبسة بالخيانة! والأحكام التي تحض المرأة على طاعة زوجها كثيرة، بينما حلال للرجل هجرها بالفراش والزواج عليها أربعا! والمجتمع لا يقدس المرأة إلا حين تكون أم حيث الجنة تحت أقدامها كما يقول الإسلام، ومن المفارقات أن الأخلاق والدين التي تعتبر المرأة عورة يريد منها الرجل أن تكون جميلة ومثيرة له كشرط مثالي للزواج بها! فيكون هم المرأة الأساسي أن تكون جميلة مثيرة للرجل مع لبس الحجاب وإظهار الحياء لأنها عورة في نظر المجتمع! فتعيش ازدواجية الإغراء والحياء في علاقتها بالرجل. أما عمليا فالعراقي مهووس جنسيا بالمرأة، ويفتخر بعلاقاته النسائية وفن معاملة النساء ويعتبرها رجولة له! ويتراهن على اصطياد النساء، وحين يفشل في مصادقة امرأة أو تتركه يقول أنا الذي تركتها (عفتها، لبستها، طيزتها)! فالعلاقات الغرامية عندهُ مبنية على قيم الغلبة! وينظر إليه الآخرين بحسد وإعجاب، ويعتبرهن هذا الرجل أنهم غير شريفات، وانه يقضي وقته معهن للمتعة، فأي علاقة امرأة مع رجل لا تنتهي بزواج تعتبر المرأة غير شريفة ولا تستحق الزواج من شخص آخر، ويزداد هذا الاتهام حين تتكرر علاقات المرأة الغرامية الفاشلة، في حين لا يطال هذا الحكم الرجل مهما خاض تجارب غرامية! والرجل الذي يخوض تجارب غرامية غالبا ما لا يتزوج أي واحدة منهن لأنه يخشى أنها ستخونه أيضا بعد الزواج ولأنهن غير شريفات أخلاقيا، وإذا تزوج امرأة يحبها عليه أن ينكر تاريخه الغرامي بها؟ وبذلك تكون صفات المرأة الصالحة للزواج أن تكون (بزون مغمظة) لم تجرب أي علاقة حب سابقة، ولا تخرج من البيت إلا قليلا، وعينيها بالأرض حين تسير بالشارع لكي يربيها على يديه كما يقال! يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي (إن الرجل يشتهي أن يعامل المرأة على نحو ما يعامل الرجل الأوربي المرأة، فهو يبتسم لها ويحادثها، وقد يحاول مغازلتها، إنما لا يكاد يراها قد استجابت لإغرائه حتى يضمر لها الاحتقار باعتبارها امرأة غير شريفة وهو عندما يريد الزواج أخيرا ينسى تلك المرأة التي حاول إغراءها أو مغازلتها ويلجأ إلى الخطبة على طريقة الآباء والأجداد حيث يبحث عن زوجة لا تعرف الغرام والهيام) (وبهذا أصبح الرجل العراقي مضطرا أن يسلك تجاه المرأة سلوكا مزدوجا، فهو يتخذ معها دور دون جوان تارة ودور الحاج عليوي تارة أخرى)(1). أما الذي يخجل من النساء ولا يجيد العلاقات معهن، يكون معرضا للاستهزاء والسخرية، وهو عكس النظرة الأخلاقية التي تحض على الزهد بالنساء والنظرة غير الجنسية لهن، والعراقي يحب أن يرى المرأة تلبس أزياء مثيرة قصيرة أو ضيقة على صدرها أو مؤخرتها على شرط أن تكون هذه المرأة ليست من أسرته أو أقاربه! لأنها غير شريفة برأيه وله الحق في استغلالها والتلذذ بالنظر إليها واشتهائها جنسيا! إن الجنس هو الرابط الوحيد بين العراقي والمرأة ولا توجد علاقة إنسانية بينهما إلا ما ندر، ولهذا يرفض المجتمع الاختلاط بينهما. والعراقي يتغير كثيرا حين يجلس مع امرأة أو يكلمها فيصبح مهذب رزن يهتم بأناقته يميل للفكاهة لإضحاكها، وإظهار الشجاعة والغيرة أمامها، يدعي انه يحترم المرأة وحقوقها، مع الكرم في دعوتها للعصير أو الهدايا التي يهديها، يُظهر الرقة في معاملتها، حتى إذا ما تزوجها فانه ينقلب عكسا فتتحول المرأة من ملاك إلى عورة، ومن الحرية في الحب إلى السجن في البيت، وتتضخم غيرته إلى شك مرضي في تصرفاته، فيحدد خروجها من البيت ومراقبة هاتفها وصفحاتها بالانترنيت هذا إذا سمح لها بالانترنيت، والرجل رغم مكانته الاجتماعية العليا فانه يتنازل عن كبريائه من اجل إقناع المرأة بعلاقة معه سواء كانت صادقة أو لعب، فبعض الرجال تتملق للنساء حد التفاهة، ويحاول الاختلاط بهن بأي عذر كان، بينما المرأة تبدي احتقارها له، والشباب في المدارس المتوسطة يقفون قرب مدارس البنات من اجل إقامة علاقة عاطفية معهن، والنساء يتفنن في إقامة العلاقات الغرامية بسرية عن الأهل والمنطقة، فهي تقوم بالتمنع والرزانة على الرجل وإظهار الحياء والخجل من العلاقات الغرامية لاستدراجه لان هذا ما يحبه الرجل بالمرأة فيقع بحبها، وحين ييئس الرجل من جذبها تلين في رزانتها فتعطيه رسائل قبول، نظرات أو ابتسامات جذب إذا اقتنعت به، وهكذا تبقى لعبة التنافر والجذب بينها وبين الرجل، فهي تضع مسافة بينها وبين الرجل لا تجعله يتقرب منها ولا يبتعد عنها، والمرأة من جانبها تحب الرجل الذي يغار عليها، ويحاسبها على خروجها ودخولها، ويراقب نظرة الآخرين لها، ويعاملها ويخاف عليها كطفلة، ويهديها دمى أطفال أو زينة، أي أن المرأة يجب أن تكون خلاف حقيقتها في علاقتها مع الرجل، لذلك تتغير شخصية المرأة بعد الزواج فيتعرض الحب للضعف والبرود وحتى الرجل يمثل ويتغير بعد الزواج؟ ومن هنا راح البعض يقول إن زواج الحب فاشل. إذا تفحصنا صورة المرأة الملاك حين تكون أم أو حين تكون حبيبة نجدها لأول وهلة جذابة وجميلة ترفع من شأن المرأة وقيمتها، ومتعارضة جذريا مع صورة المرأة الشيطان، لكن هذا ظاهر المعنى فقط، فإذا تعمقنا أكثر لنحلل معنى الملاك في المفهوم الاجتماعي حيث انه كائن أسطوري له ثلاث صفات رئيسية هي الجمال والطاعة وانعدام الإرادة، في نقيض لمفهوم الشيطان المتميز بالقبح والتمرد والإغواء، فالمرأة الأم التي الجنة تحت أقدامها هي بالمفهوم الملائكي هي أن تكون جميلة ومطيعة وعديمة الإرادة لتكون المربية والخادمة للرجل وأطفاله في البيت حصرا، فلا توجد جنة تحت أقدام المرأة المتعلمة أو العاملة أو الناجحة، وهذه المرأة الأم الملاك هي التي تنجب الأطفال فقط فتسمى مدحا وتكريما (بت حمولة) أي التي تنجب كثيرا! فقيمتها تكتسب من خارج ذاتها وهو الإنجاب، والمرأة التي لا تنجب فلا جنة تحت أقدامها ولا هي ملاك ولا بت حمولة ولا هم يحزنون، بل هي مجرد خادمة وعشيقة يحق للرجل التزوج عليها أو تطليقها، بالتالي فمفهوم (الأم الملاك) هو مفهوم ذكوري استغلالي لخدمة الرجل ونسله ولتحجيم المرأة من إنسان إلى حيوان، ويبقى نفس المدلول ألذكوري الاستغلالي في (الحبيبة الملاك)، فهي مجرد شيء جميل ومطيع وعديم الإرادة ليشبع رغبات الرجل وسلطته وهيمنته الذكرية، لذلك نعاملها كطفلة نهديها دمى أطفال (دب، أرنب، كلب، قلب حب) نقودها من يدها حين تسير معنا، نحب دلالها ودلعها الطفولي، نحب بكائها السريع وخوفها الساذج! وهي تفعل ذلك لان المجتمع يريد منها هذا، فالمرأة المثالية اجتماعيا هي الجميلة والمطيعة التي يقال مدحا لها (تسمع كلام رجلها) أو (متطلع ولا أطب من البيت) وهنا تشرعن هيمنة الرجل اجتماعيا بالعبارات النمطية لخلق المرأة النموذجية المناسبة للرجل أي المرأة الحيوان، إن المجتمع العراقي هو من يكّون نموذج المرأة المستعبدة بصياغته نماذج اجتماعية مثالية لها فيقال عن المرأة الجيدة أنها (أم بيت) أي إن مكان المرأة المثالي هو البيت وليس الدراسة أو الوظيفة! حيث تكون شبه خادمة تنظف وتطبخ وتنجب فقط! ويقال عن المرأة النموذجية المتزوجة أنها (تسمع كلام زوجها) أي الطاعة المطلقة بدون حق المشاركة في الحياة الزوجية! وهو نمذجة اجتماعية للعبودية، فالمجتمع هو من يصنع قوالب النماذج المثالية للمرأة بشكل أقوال اجتماعية أو أمثال شعبية. أما صورة المرأة الشيطان فهي تبدوا في الظاهر نقيض صورة الملاك كمعنى لكنها اجتماعيا امتداد لمفهوم الملاك ألذكوري، إن صورة المرأة الشيطان جائت من اتهام المرأة بإغواء الرجل لمفاتنها رغم أن الرجل هو الذي يطاردها ويلاحقها ويغازلها ورغم أن المجتمع هو من طبعها على ازدواجية الإغراء والحياء، فلا يبقى أمام الرجل حتى لا يدان سوى أن يبرر اندفاعه العاطفي وطمعه الجنسي بإغواء المرأة وإغرائها له! فيتهمها بالعاطفية ونقص العقل وبالشهوانية التي تعادله سبع مرات (الحيوان)! ففرض عليها كل فروض الاحتشام بدءا من شعرها وعقلها وجسدها وحريتها، لتكون المرأة المدانة والجانية والرجل هو الضحية والمشتكي! لكن لهذا الاتهام معنى آخر لا يخرج عن السياق الأول وهو حين تتمرد المرأة أو تتفوق على الرجل بعقلها أو حين تخدعه، يتهمها الرجل بالشيطنة؟ أي حين تنتفض المرأة على قفص الملاك يقوم الرجل بوضعها في قفص النقيض لصورة الملاك كمعنى، فحين تكون المرأة ايجابية فهي شيطان وحين تكون سلبية فهي ملاك! وهكذا فصورة المرأة الملاك لا تختلف اجتماعيا عن صورة المرأة الشيطان، كلاهما تحجيم للمرأة من الإنسان إلى الحيوان حيث الأولى هي تأبيد لهيمنة وسلطة الرجل والثانية طردها من قفصه الذهبي وإنزال اللعنة والعنف عليها، في حال خروجها عن بيت الطاعة الاجتماعي ألذكوري، ليزيد عليها القيود والقهر أكثر، فمثلما الشيطان ملعون وبدون حقوق ومصيره الجحيم تصبح المرأة كذلك، لكن لماذا اختار الرجل هذين النقيضين الأسطوريين؟ لقد استمد الرجل هذه من الكتب ألمقدسه وعلاقة الله بهذين المخلوقين، وهو يعني نفسيا إن الرجل يتخذ منزلة الله في تعامله مع المرأة! ويعاملها كما يعامل خلقه فيضعها في منزلة الملاك المبارك أو الشيطان الملعون الخارج من طاعته، فهي التي خرجت من ضلعه كما تقول أساطيره، هذه النتيجة المأساوية لنظرة المجتمع العراقي للمرأة. التناقض الثاني هو صورة المرأة الجميلة والعورة؟ إذ كيف اجتمع الجمال بالعورة (العيب والمحرم) في ذهن العراقي؟ فلماذا يحرّم الجميل إذا كان جميلا؟ وما العلاقة بين المحرم والجميل عندنا؟ فالجمال يبدو انه وصف لصالح المرأة، وهي تفرح كثيرا حين يقال لها (أنت جميلة) فيما العيب والمحرم يبدو معها أيضا فهي تفرح حين يخاف عليها الرجل ويغار من نظرات الآخرين لها، وكلامنا الشعري والغنائي كله يصور المرأة الجميلة بمفردات الطبيعة وثمارها، في حين أن الدين يصور المرأة بكل مفردات العيب والمحرم والمستور؟ لكن ما هو مفهوم الجمال الاجتماعي عند الرجل العراقي؟ حتى نفهم علاقته بالمحرم، إننا لو تفحصنا كلمة الجمال سنجدها تعني جمال شكل المرأة فقط الذي يثير الإغراء أو الإثارة للرغبة الجنسية للرجل، فنظرة الرجل للمرأة جنسية في جوهرها مهما تكلم بالحب العذري، بل أن الحب العذري ما هو إلا قمع للرغبة الجنسية بالأساس، وشعرنا وغنائنا وإعلاناتنا دائما محصور في حدود جسد المرأة وشكلها فقط ويختبئ خلف المجاز والتشبيه والاستعارة في التلميحات الجنسية، لذلك نسمي المرأة الجميلة (فتنة أو فاتنة) وحين نصف أجزاء من جسدها نسميها (مفاتن)! والفتنة لها معنى سلبي اجتماعيا حيث توصف المرأة بها اتهاما أنها تثير المشاكل العائلية، أي أن جمال المرأة مصدر مشاكل للرجال!! أما التحريم فهو أيضا متمحور على حجب جسد المرأة، فكلاهما مشغول بالجسد (الجمال)، ولا يوجد أي تحريم يمنع سلب حق المرأة من التعليم أو العمل أو الزواج باختيارها أو حريتها في اتخاذ قراراتها! وبما أن كل الرجال ينظرون لها نفس النظرة (الجمالية) ولان المشرع الديني ذكر، كان لابد من حجبها عن أطماع الآخرين الجنسية، فكان هذا الارتباط بين الجمال والعورة في ذهن العراقي، بالتالي لا يوجد أي اختلاف في المعنى الاجتماعي للمفهومين، لتصبح المعادلة كالتالي المرأة مثيرة جنسيا للرجل (جميلة) لذلك يجب حجبها عنهم واعتبارها عورة، وعلى المرأة أن لا تنخدع بالعبارات التي تصفها بالجميلة فهي ربط إنسانيتها بجسدها المثير للرجل، فإذا كبرت فماذا يبقى منها غير شخصيتها، والغيرة امتداد لمفهوم الجمال الجسدي فلا تفرحي بها فهو يخاف على جسدكِ وليس على شخصيتكِ أو عقلكِ، ولو كنت غير جميلة لكان هو الذي يخونكِ وأنتِ التي تغارين عليه، وستبقى غيرته عليكِ من اجل سمعته فقط، بل لو كنتِ غير جميلة لكنتِ الآن عانس أو متزوجة من رجل إما فقير أو كبير أو مطلق. وطبعا حجب المرأة عن الرجل قاد إلى الفصل بين الجنسين وراح الدين والأخلاق تحث على الزهد بالنساء للتخفيف من النظرة الجنسية لها، فماذا أدى هذا الفصل والحجب؟ أدى إلى الازدواجية الثالثة الطمع والزهد بالمرأة حيث ازداد الرجل تعطشا جنسيا ونفسيا لها بعد الفصل بينهما وحجبها عنه، بالتوازي مع قيم اجتماعية تدفعه للزهد بها جنسيا. إن الفصل بين الجنسين، يساهم في تنميط صورة المرأة الجميلة والعورة، والصورة الملائكية والشيطانية، ويبقي ازدواجية الزهد والطمع الجنسي بها، ويبقي دونية المرأة الاجتماعية، ويجعل الجوع الجنسي هو الرابط الوحيد بينهما، وغياب الرابط الإنساني، وما لم تخرج المرأة من جدران الفصل المادي والنفسي فلن تستقيم علاقة الرجل بالمرأة. ـــــــــــــــــــــــــــــــ 1_ د.علي الوردي، في الطبيعة البشرية، محاولة في فهم ما جرى، تقديم سعد البزاز، الناشر مؤسسة المحبين، ص51.
#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدخل إلى فهم علاقة العلم بالدين
-
التحريف النفسي للحرب الأهلية الطائفية بالعراق
-
العراقي والطعام
-
مدخل لدراسة علمية إنسانية للدين
-
صورة الله الشعبية
-
مدخل نفسي وانثروبولوجي لفرضية الله
-
مدخل نفسي للفاسد في المجتمع العراقي*
-
العراقي والكذب
-
المالكي وخصومه
-
انطباعات عن سقوط الموصل؟
-
ظاهرة داعش بالعراق
-
العراقي والتنبؤ
-
نقد أسطورة الجنة والنار في الإسلام
-
العراقي والخوف
-
التحريف النفسي للعنف البشري
-
نقد الديمقراطية العراقية
-
مقتدى الصدر ماله وما عليه
-
نظرية المؤامرة في المجتمع العربي
-
ثقافة الموبايل في المجتمع العراقي
-
نقد الفكر الطائفي السني الشيعي*
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|