بدر الدين شنن
الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 11:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سجل يوم الفاتح من أيلول 2005 في بغداد رقماً قياسياً كارثياً في عدد الضحايا البريئة ، التي تسقط كل يوم .. منذ نحو ألف يوم ، نتيجة " الحرب الكونية المزيفة على الإرهاب " و" حرب الإرهاب على الإرهاب " التي دمرت دولة العراق .. وهي بصدد تمزيق شعب العراق
ألف ضحية .. معظمهم من الأطفال .. أزهقت أرواحهم .. بالأقدام التي أثقلها الرعب .. أو بالتساقط الهيستيري فوق بعضها البعض .. فوق ضفة النهر الحزين
ماذا يمكن أن نسمي ما حصل في ذلك اليوم الأكثر سواداً في محنة العراق ، طوال أيام " التحرير " وأيام " العملية السياسية " ؟
هل هي كارثة ، أي أنها حدثت دون فعل فاعل ؟ .. هل هي مجزرة منظمة .. هناك من خطط لها ومن نفذها ؟ .. هل هي نتيجة مفاعيل عفوية جمعية تضافرت في هذا التجمع البشري المليوني ؟ .. هل هي نتيجة فعل سياسي عبثي انقلب فيه السحر على الساحر ؟
كيفما جاءت الأجوبة ، فإنها تتقاطع كلها عند الأسباب .. عند الظروف الموضوعية .. الإحتلال الأجنبي المدمر والصراعات الطائفية البغيضة ، التي ولدت هذا الحدث، والتي تؤكد أن ا ستمرار هذه الظروف سوف يؤدي إلى مآس أخرى وإلى ا ستمرار الآلام والدموع
إن المشهد الدموي على جسر الأئمة في بغداد ، هو من الإجرام والبشاعة والعبث ، أكبر وأفظع من أن يوصف بالإرهاب .. أو بالطائفية .. أو بلعبة السياسة القذرة . إنها مجزرة بحق الإنسانية كلها .. قبل أن تكون بحق الشعب العراقي الحبيب .. مدان فيها ومكتس بالعار كل من قصر وتسبب إهماله بها ، أو من فكر وساهم إرهابياً بارتكابها ، أو من تعابث انتهازياً وساهم في حدوثها
سيبقى الأول من أيلول 2005 في قلوبنا وتاريخنا رمزاً لتضحيات الشعب العراقي العظيم .. ونرجو أن يكون يوماً مفصلياً في مسار تقرير مصير العراق .. حيث تقوم كل القوى العراقية الخيرة بدورها التاريخي المسؤول في انقاذ العراق وتحريره ، وإعادة بنائه ديمقراطياً قوياً وافر الحرية والكرامة والإزدهار
#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟